أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - أمريكا والعراق، وديمقراطية آخر زمان!














المزيد.....

أمريكا والعراق، وديمقراطية آخر زمان!


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 4244 - 2013 / 10 / 13 - 13:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




هنيئاً للشعب العراقي فقد حرره الرئيس الأمريكي بوش من طغيان نظام الدكتاتور الأرعن صدام حسين، وأشاد له من خلال العملية السياسية التي جاء بها الحاكم الأمريكي بريمر نظاماً ديمقراطيا هو آخر ما توصلت له الأنظمة الديمقراطية في العالم الحر!!، وبات للعراقيين دستور عتيد وضعته خيرة أساتذة القانون الدستوري!!، لا يعترف بالتصويت في القرارات المصيرية، بل بالتوافق والتراضي بين القادة الأربعة الكبار، ولا بأس في هضم حقوق الآخرين طالما التوافق يضمن مصالح أحزابهم الكبرى، وهذا يمثل أحدث تطوير للعمل الديمقراطي في عالم اليوم!!

وجرى اختيار رئيس الجمهورية ونوابه على أساس نفس هذه القواعد الديمقراطية الحديثة، حيث جرى الاتفاق والتراضي بين القادة الأربعة الكبار، وتحت إشراف المندوب السامي الأمريكي لضمان سير الانتخابات بموجب الديمقراطية آخر زمان، حيث تقاسم القادة الكبار المناصب الرئاسية حسب النظام الديمقراطي الطائفي والعرقي.

واستقال السيد رئيس الجمهورية من قيادة حزبه القومي الكردي [ الإتحاد الوطني الكردستاني] ليصبح رئيساً لكل العراقيين !!، وأعلن أنه ليس رئيساً كردستانياً بل عراقياً قلباً وقالبا، ولم يعد يطالب حكومة المالكي بكركوك والمناطق المتنازع عليها!! مع حكومة بغداد والتي تشكل نصف محافظة الموصل، وتضم المناطق الكلدو آشورية في الحمدانية وتلكيف وبعشيقة وبحزاني والقوش، وسنجار موطن الأيزيدية، وتلعفر موطن التركمان، وكذلك نصف محافظة ديالى، المنطقة الممتدة إلى جلولاء وخانقين، بل ليمتد النزاع حتى بدرة وجصان في جنوب العراق.

وجرى اختيار الحكومة الديمقراطية العتيدة على ذات الأسس الطائفية والعرقية القويمة، فكانت حكوماتنا الرشيدة قد ضمت نخبة من الاختصاصيين الذين لا يشك احد في قدراتهم الخلاقة لبناء العراق الجديد، ولا يشك أحداً في أمانتهم وحرصهم على المال العام!! ، فلا نهب لثروات العراق، ولا رشاوى في كافة أجهزة الدولة من القمة حتى القاعدة، فالحكومة تضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه سرقة النفط العراقي في الجنوب أو في الشمال، أو سرقة الأموال العراقية المخصصة للوزارات و المحافظات، وأنها ماضية في أعادة بناء العراق الجديد، حيث تحولت مدن العراق بفضل تلك الجهود الخارقة إلى هونكونك و دبي جديدة تسر الناظرين، وكل ذلك جرى خلال عشر سنوات من عمر نظامنا الجديد !!.

وهكذا بات الشعب العراقي يعيش في واحة الديمقراطية الأمريكية ينعم بالأمن والسلام والحرية والعيش الرغيد، الذي وفرته له حكومات الاحتلال، ولشدة سعادة الشعب بالعهد الجديد وجد لزاماً عليه أن يعبر عن بهجته وسروره يومياً، وبشكل مستمر، بهذه النعمة التي اسبغها عليه السيد بوش وأعوان الاحتلال، ويطلق الألعاب النارية!! في الشوارع والطرق ليل نهار منذُ سقوط نظام الطاغية الذي انهى بوش خدماته الجليلة طيلة 35 عاماً، وخاض خلالها الحرب ضد إيران 8 سنوا ت نيابة عن الجيش الأمريكي .

لكن مع الأسف الشديد وقعت بعض الخسائر البشرية جراء هذه الألعاب النارية التي ربما تجاوزت حياة 650 ألف مواطن برئ، وأضطر أربعة ملايين عراقي إلى مغادرة العراق للراحة والاستجمام والسكينة والتخلص من أصوات الألعاب النارية!!

و اضطر البرلمان مرارا وتكرارا أن يؤجل جلساته بسبب عدم اكتمال النصاب، فقد أجهده العمل الشاق، وخاصة عند تشريعه لقانون تقاعد أعضائه، والمكاسب والمكافآت التي تتناسب وجهوده الخيرة لصالح الشعب والوطن!!، وباتت الحاجة ملحة لآعضائه المنهكين لأخذ قسط من الراحة في أوربا وأمريكا ودول الجوار.

ومع ذلك استطاع المجلس المحترم بعد جهد جهيد إصدار قانون الانتخابات حسب المواصفات الديمقراطية في التعامل بين الكبار والصغار، حيث اقتضت مصالح الكبار الغاء حقوق الأحزاب الصغيرة، وحقوق الأقليات القومية والدينية من المواطنين العراقيين الأصلاء الكلدو آشوريين والصابئة المندائيين والأيزيديين، فمصلحة القوي ينبغي أن تكون فوق مصلحة الضعيف، وهؤلاء المواطنون العراقيون النجباء لا يمتلكون ميليشيات مسلحة مثل القادة الأربعة الكبار الذين يحكمون باسم السيد بوش دولة العراق الديمقراطية الفريدة في القرن الحادي والعشرين.

لا تلوموا ولا تزعلوا أيها الأخوات والأخوة المسيحيون والصابئة والأيزيديون على السيد بوش لدوره في هذا القرار فهو لا يريد أن يُتهم بكونه يمالئ الأقليات القومية والدينية على حساب الأربعة الكبار لكي ينجزوا له المهمات المنوطة بهم، ولسان حال الإدارة الأمريكية يقول أن مصالح الأكثرية فوق مصالح الأقلية في وكل وقت وحين.

لكم الصبر الجميل يا ابناء وبنات العراق، وانتظروا حتى يتم إكمال بناء الديمقراطية الجديدة في البلاد، وليرحل من شاء منكم أن يرحل إلى بلدان اللجوء، أو يتم إضافته إلى قائمة المواطنين الضحايا الذين اغتالتهم وما زالت تغتال العشرات منهم كل يوم ميليشيات القوى الطائفية والعنصرية، أو غيروا انتمائكم القومي والديني والطائفي، أو ادفعوا الجزية لتسلموا على جلودكم، ولتعش ديمقراطية آخر زمان، وليعش الاحتلال ومن جاء به الاحتلال إلى سدة الحكم في البلد المنكوب الذي اسمه العراق، بلد أقدم حضارة في التاريخ، والذي بات يحكمه اليوم عصابة من الأوباش باسم الدين والشريعة، وباسم المظلومية الطائفية والقومية، وهم ابعد ما يكونوا عن مصالح شعبهم المغلوب على أمره، وعن سيادة واستقلال وطنهم المستباح من قبل ماما امريكا ودول الجوار.



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة مخلصة لوحدة كل القوى والتيارات الديمقراطية والعلمانية ف ...
- في الذكرى الثالثة والاربعين لرحيل عبد الناصر/ عبد الناصر وال ...
- في الذكرى الثالثة والأربعين لرحيل عبد الناصر / عبد الناصر وا ...
- في الذكرى الثالثة والاربعين لرحيل عبد الناصر/عبد الناصر والس ...
- حوار حامد الحمداني مع رئيس تحرير صحيفة سيفيل الكردية فيصل خل ...
- حوار حامد الحمداني مع رئيس تحرير صحيفة سيفيل الكردية فيصل خل ...
- حوار مع رئيس تحرير صحيفة سفيل الكردية فيصل خليل/ القسم الأول
- ثورة 14 تموز 1958، والاسباب التي أدت إلى اغتيالها على يد انق ...
- في الذكرى الخمسين لانتفاضة الشيوعيين في معسكر الرشيد
- كارثة حرب 5 حزيزان 1967 ومسؤولية الانظمة العربية
- مسؤولية الأحزاب الدينية عن تصاعد النشاط الإرهابي الذي بات يه ...
- ليكن عيد الأول من أيار حافزاً للطبقة العاملة للنضال من أجل ع ...
- في الذكرى العاشرة لغزو العراق: الأهداف الأمريكية الحقيقية لغ ...
- من أجل اعادة حقوق الزعيم الشهيد الخالد عبد الكريم قاسم
- حذار من اللعب بنيران الطائفية المقيتة، فلن يخرج منها أحد راب ...
- خمسون عاماً على انقلاب 8 شباط الفاشي عام 1963 واغتيال ثورة 1 ...
- خمسون عاماً على انقلاب 8 شباط الفاشي 1963 واغتيال ثورة 14 تم ...
- خمسون عاماً على انقلاب 8 شباط الفاشي، واغتيال ثورة 14 تموز ت ...
- خمسون عاماً على انقلاب 8 شباط الفاشي واغتيال ثورة 14 تموز 1
- من أجل عالم جديد يسوده الأمن والسلام والعيش الرغيد لسائر الش ...


المزيد.....




- بحشود -ضخمة-.. احتجاجات إسرائيلية تدعو نتانياهو للموافقة على ...
- -كارثة مناخية-.. 70 ألف شخص تركوا منازلهم بسبب الفيضانات في ...
- على متنها وزير.. أميركا تختبر مقاتلة تعمل بالذكاء الاصطناعي ...
- حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - أمريكا والعراق، وديمقراطية آخر زمان!