أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حامد الحمداني - مسؤولية الأحزاب الدينية عن تصاعد النشاط الإرهابي الذي بات يهدد بنشوب حرب أهلية طائفية















المزيد.....

مسؤولية الأحزاب الدينية عن تصاعد النشاط الإرهابي الذي بات يهدد بنشوب حرب أهلية طائفية


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 4099 - 2013 / 5 / 21 - 15:34
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم يكن حلم الشعب العراقي بإسقاط نظام الطغيان الصدامي الفاشي لكي يجد البديل لذلك النظام المتوحش طغيان جديد اشد وحشية أكثر خطورة على مستقبل العراق ومواطنيه، طغيان يتخذ من الدين الإسلامي، ومن الطائفية البغيضة ستاراً له لتنفيذ أجندة سياسية تهدف إلى الهيمنة على مقدرات البلاد، وإعادة عقارب التاريخ إلى ما قبل 14 قرناً من الزمان.

ويتخذ أصحاب هذا التوجه من الدين وسيلة للتدخل في كل شؤون المواطنين الشخصية فارضين أجندتهم بالعنف والقوة التي وصلت إلى حد القتل الجماعي الوحشي البشع من خلال السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والاغتيالات والاختطاف والاغتصاب والتعذيب الذي تمارسه العناصر التي تحسب نفسها على الطائفة السنية.

كما تمارس الأحزاب الدينية المحسوبة على الطائفة الشيعية الاعتقالات العشوائية والتعذيب الجسدي والنفسي بحق المعتقلين سواء جرى ذلك من قبل الأجهزة الرسمية التي تهيمن عليها تلك الأحزاب، أو من قبل الأحزاب نفسها خارج سلطة القانون والدولة كما هو جاري الآن من قبل[منظمة بدر] و[جيش المهدي ]، وعناصر[ حزب ثأر الله ] و[حزب الله ] وغيرها من التنظيمات الظلامية الأخرى، ومن المفجع أن تستخدم هذه الأحزاب والمنظمات اسم الله جل شأنه، ستاراً لجرائمها البشعة من الاغتيالات التي استشرت في طول البلاد وعرضها، ومن خلال سجونها ومحاكمها اللا شرعية واللا قانونية، فارضة نفسها بقوة السلاح على جماهير شعبنا الذي نكب بنظام الطغيان البعثي الفاشي فيما مضى، والذي يُنكب اليوم على أيدي تجار الإسلام السياسي الذي نشهده على المكشوف في مختلف المدن العراقية.

ولقد وجد أنصار نظام الطغيان الصدامي ضالتهم المنشودة في لبس رداء الإسلام والاستعانة بالعناصر السلفية المجرمة القادمة من وراء الحدود والتي كان قد استقدم الكثير منها الطاغية صدام وحزبه الفاشي قبل الحرب التي أطاحت بنظامه العفن استعداداً لما سماه الجلاد بمعركة الحواسم مع القوات الأمريكية والبريطانية التي كانت تستعد لغزو العراق وإسقاط النظام، لكي تمارس أنشطتها الإجرامية الانتحارية البشعة، والقتل الجماعي، حيث أوقعت ولا تزال توقع كل يوم العشرات والمئات من الضحايا البريئة بالإضافة إلى الأعداد الكبيرة من الجرحى الذين أصيب الكثير منهم بالعوق الجسماني مدى الحياة.

إن العناصر التي تسمي نفسها بالمقاومة كذباً وزوراً هي العناصر الصدامية التي تستهدف استعادة السلطة، والفردوس المفقود الذي كانت تتنعم به قبل سقوط النظام والتي تمول نشاطاتها الإرهابية من الأموال التي سرقها نظام صدام طيلة 35 عاماً من حكمه البغيض، والتي تقدر بأكثر من 80 مليار دولار، وقد دربها النظام المقبور على استخدام مختلف أنواع الأسلحة واكتسبت الخبرة القتالية من خلال الحروب العبثية المجرمة التي شنها النظام، الداخلية منها والخارجية، وتركت القوات الأمريكية والبريطانية أسلحة الجيش العراقي المقهور الهائلة سائبة دون حماية أو رقابة ليغرف منها هؤلاء الإرهابيون ويستخدمونها في أفعالهم الإجرامية الوحشية ضد أبناء شعبنا المظلوم، الذي خرج من كابوس ليجد نفسه في كابوس اشد ظلاماً وأقسى.

ومن العجيب أن نجد رجال الدين هؤلاء الذين ينظمون أنفسهم اليوم تحت عباءة [هيئة علماء المسلمين] صفاً واحداً إلى جانب القوى الإرهابية التي تطلق عليها أسم [ المقاومة الشريفة ]!! ويدافعون عنها بكل صراحة في المحافل الدولية، وهم الذين سكتوا سكوت الأموات عن جرائم صدام حسين بحق شعبه، والذي ملأ ارض العراق بالقبور الجماعية.

لماذا لم ينبسوا بحرف واحد احتجاجاً على أفعال الطاغية عندما قطّعَ الجلاد جسد الشهيد [عبد العزيز البدري] والعديد العديد من رجال الدين الشرفاء الذين رفضوا أن يكونوا أداة بيد الجلاد، يسوّقون جرائمه، ويسبّحون بإسمه من على منابر جوامعهم، داعين الله أن يحفظ الطاغية لكي يستمر بممارسة جرائمه البشعة .

ولقد كان موقف الأغلبية منهم أكثر من هذا، حيث قبلوا ارتباط أنفسهم بمخابرات صدام، يتلقّون منها خطبهم، ويقدّمون التقارير عن المؤمنين الشرفاء، والتي أودت بحياة الكثيرين منهم في أقبية المخابرات، والأجهزة الأمنية، ومحاكم الثورة وأحكامها المقررة سلفاً من قبل الجلاد، ومثارمهِ البشعة التي تفوق كل خيال.

لماذا سكتم يا رجال الدين الوطنيين النجباء!! المدافعين اليوم عن الإرهابيين صراحة، وعن الجرائم الوحشية التي يندى لها جبين الإنسانية والتي يرتكبونها كل يوم؟
أليس الساكت عن الحق شيطان أخرس؟
أم أنكم كنتم جبناء فعلاً وآثرتم مسايرة الجلاد؟
أم أنكم تعللون السكوت بتفاسير من عندكم ما انزل الله بها من سلطان؟

أيها السادة أن كنتم حقاً وصدقاً مؤمنين أوفياء لله ودينه شيعة كنتم أم سنة التزموا بدينكم، ووفروا جهدكم للدين المنزه من المصالح الحزبية والشخصية، واخدموا أبناء شعبكم بما يعزز الوحدة الوطنية والدعوة للمحبة والتسامح، ونبذ التعصب الديني والطائفي والقومي، وإلا فانزعوا جببكم وعمائمكم، واركبوا قطار السياسة ولا تخادعون الله ورسوله!!!

إن الشعب العراقي اليوم يمر بمحنة لا مثيل لها حيث الإرهاب الطاغي على الجبهتين السنية والشيعية، فالإرهاب واحد وإن تعددت الأوجه والمجازر ترتكب أمام سمع وبصر الجميع، ومن مختلف المجموعات، ويبقى شعبنا المظلوم يقدم كل يوم من الضحايا دون أي مبرر سوى الرغبة الجامحة للهيمنة على السلطة، وبات الإنسان العراقي الذي يخرج من بيته يشك في عودته للبيت سالماً، بل الأفضع من هذا وذاك أصبح المواطن لا يأتمن على حياته وحياة عائلته وهو في بيته، بل وفي سرير نومه، فهل هذا ما كان يحلم به شعبنا المنكوب بحكامه الجدد؟

إن الطريق الوحيد لإنقاذ الشعب من هذه المحنة يتمثل في قيام نظام حكم ديمقراطي علماني يسوده القانون، ويتساوى أمامه المواطنون كافة في الحقوق والواجبات، ويمتلكون حرياتهم الشخصية التي نص على صيانتها القانون دون أي تدخل، ومن أي جهة كانت، فلا يجوز أن يفرض نفر متخلف أجندته على الآخرين فالإنسان حر في دينه، وحر في فكره، وحر في تصرفاته الشخصية التي لا تتجاوز حرية الآخرين.

إن الشعب العراقي، وقد ضاقت به الحال، ولم يعد يتحمل المزيد، يطمح أن يسود العراق حكماً ديمقراطياً علمانياً، وأن ُيؤسسُ جيشا وشرطة وأجهزة أمنية بعيدة عن هيمنة الأحزاب السياسية الشيعية والسنية، يحترمون حقوق وحريات الإنسان العراقي، ويحفظون كرامته، ويصونون سيادة واستقلال العراق.



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليكن عيد الأول من أيار حافزاً للطبقة العاملة للنضال من أجل ع ...
- في الذكرى العاشرة لغزو العراق: الأهداف الأمريكية الحقيقية لغ ...
- من أجل اعادة حقوق الزعيم الشهيد الخالد عبد الكريم قاسم
- حذار من اللعب بنيران الطائفية المقيتة، فلن يخرج منها أحد راب ...
- خمسون عاماً على انقلاب 8 شباط الفاشي عام 1963 واغتيال ثورة 1 ...
- خمسون عاماً على انقلاب 8 شباط الفاشي 1963 واغتيال ثورة 14 تم ...
- خمسون عاماً على انقلاب 8 شباط الفاشي، واغتيال ثورة 14 تموز ت ...
- خمسون عاماً على انقلاب 8 شباط الفاشي واغتيال ثورة 14 تموز 1
- من أجل عالم جديد يسوده الأمن والسلام والعيش الرغيد لسائر الش ...
- من أجل مناهج تربوية ديمقراطية علمانية تواكب العصر، لامناهج د ...
- حذار قبل أن ينطلق الزناد ، وتندلع الحرب الأهلية!!
- في الذكرى الرابعة والخمسين لثورة 14 تموز / الحلقة الثالثة وا ...
- في الذكرى الرابعة والخمسين لثورة 14 تموز المجيدة / الحلقة ال ...
- في الذكرى الرابعة والخمسين لثورة 14 تموز / الحلقة الأولى
- السبيل الوحيد لإنقاذ الثورة المصرية سلميا بعد قرارات المحكمة ...
- في الذكرى الرابعة والستين لنكبة فلسطين/ تطورات الحرب، وقرار ...
- في الذكرى الرابعة والستين لنكبة فلسطين/ إعلان قيام دولة اسرا ...
- في الذكرى الرابعة والستين لنكبة فلسطين
- الطبقة العاملة، وأزمة الرأسمالية المعاصر وآفاق المستقبل
- بمناسبة عيد المرأة في 8 آذار: آفاق المرأة والحركة النسوية في ...


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حامد الحمداني - مسؤولية الأحزاب الدينية عن تصاعد النشاط الإرهابي الذي بات يهدد بنشوب حرب أهلية طائفية