أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ناصر المعروف - قصة حلم الإرهابي الحزين















المزيد.....

قصة حلم الإرهابي الحزين


ناصر المعروف

الحوار المتمدن-العدد: 1211 - 2005 / 5 / 28 - 14:27
المحور: كتابات ساخرة
    


أصرّت بعناد شديد ابنتي الصغيرة ذات العوام السبعة ! أن أحكي لها قصّة مسيّلة ما قبل النوم ، ولكن بشرط ملزم ! وهو أن تكون محور وشخصيات القصة حقيقة واقعية وليس من نسج الخيال وذلك ليتناسب مع مستوى عقلها المتحضر الراقي للعصر الذي تعيش فيه ( كما تدعي هذا لنفسها ) !!

وأصارحكم القول ، بأنّني قد أصابني الحرج الشديد ، من هذا الطلب العجيب والغريب !! والسبب أنني من جيل كانت الخرافات والخزعبلات والعفاريت والجنّ من أهم محاور القصص التي كانت تقال له وأنا غرّ صغير السنّ !! فحاولت معها أن أثنيها عن رأيها مرارا وتكرارا ولكنّ محاولاتي كلها باءت بالفشل الذريع ! فتأكدت حينها بما لا يدع مجال للشك أو حتى مجرد الريبة ، أنّ ابنتي عربية أصيلة محضة ، لا يصلح معها إلا أن أجاريها ، بسبب ذلك العناد العربي الأصيل المتأصل فيها !!
فقلت لها : توكلي على الله ، واسمعي منّي قصة حلم الإرهابي الحزين !!
فقالت :(متسائلة ) وما هو الإرهابي ؟! ولم هو حزين ؟! وماذا كان حلمه ؟!
فقلت لها : رويدا 00رويدا يا عزيزتي !
فالإرهابي هو باختصار شديد مثل المجنون الذي لا عقل له ! بل يعدّ المجنون أرحم منه بكثير، فهو مجنون ومجرم اجتمعا معا في جسد واحد هالك لا محالة ! وهو يعذب الناس ويقتلهم دونما سبب مقنع ووجيهة ! وأما يا حبيبتي ، لماذا كونه حزينا ؟ وماذا كانت حقيقة حلمه ؟ فهذه هي القصة التي سوف أرويها لك فدعيني أكملها !

فقالت : ( بكل ثقة متناهية ) أوكي !!

فقلت : كان يا مكان وفي سالف العصر والأوان ، كان هناك إرهابي اسمه الكامل ( أحمد فضيل نزال الخلايلة ) وكنيته ولقبه أبو مصعب الزرقاوي من موليد1966م ، من سكان مدينة الزرقاء الأردنية والمهملة تماما من قبل الدولة الأردنية ( سامحها الله !! ) عرف من صغره بأنه من ( قبضايات ! ) الحي لا يجرؤ أحد على التعدي عليه أو على أصدقائه وأقاربه بسبب شقاوته المتناهية ومشاجراته العنيفة الدموية وكذلك زافرة لسانه السليط !!

وأمضى الزرقاوي حياته باللهو واللعب والعبث الغير بريء تماما ! ما بين أحضان ( مقبرة ! ) مدينة الزرقاء الساحرة ! ومن تلك المقبرة نسج الزرقاوي أهم صداقاته وأحبابه وخلانه ! وهو بالمناسبة يعدّ نوعا ما متخلفا علميا ودراسيا ، فبعد رسوبه المتكرر لم يفلح إلا بالحصول على شهادة ثانية ثانوي وبالعافية !!

واشتغل بعد الضغط عليه من قبل والده العصبي المزاج والغير متفاهم بسبب كثرة الولد وضيق اليد والحال! في بلدية الزرقاء بقسم ( الصيانة ! ) وبعد فترة قصيرة جدا سرعان ما تم طرده لأنه أتضح بما لا يدع مجالا للشك بأنّه لا يصلح للأعمال ( الصيانة ) بتاتا !

و تأثر وهو غرّ صغير بالأفكار التكفيرية التي كانت تصدر بقوة من المسجد الذي بني على أحدث طراز! والمجاورتماما لمنزلهم المتهالك !! والتي يعمل بها إمام ( لا يخاف الله !! ) فينشر هذا الفكر المخرب و التدميري ما بين صفوف صغار السن ّمن الشباب لا سيّما ما بين أبناء الفقراء والمساكين وأبناء السبيل ! في حين أنّ أبناء أمام المسجد هذا، البعض منهم يدرس في لندن وبعضهم الآخر يعمل في أمريكا !! وهم متزوجون في أغلبهم من أمريكيات مسيحيات!! وذلك بغرض الحصول على الجنسية الأمريكية والإقامة النهائية فيها !!

غض أبو مصعب هذا ( كما غض غيره من الإرهابيين والمزايدين ! ) النظر عن عمد لجرائم الصهاينة الذين يعيثون بأبناء جلدتهم في فلسطين المحتلة ( والذين هم على مرمى حجر من المكان الذي يقبعون فيه ! ) وذهب لممارسة هذه الشقاوة بعيدا جدا حيث أفغانستان وليهرب كذلك من مساعدة والده الطاعن في السن ّ والمتعسر ماليا جدّا والذي لديه ثلاث أولاد وسبعة بنات !! بمن فيهم ابنه الزرقاوي ذلك البغل والعاطل عن العمل !!

ولم يستطع الشقي بالطبع أن يمارس هوايته المفضلة هذه جيّدا كما فعل غيره وخاصة من هم على شاكلته ! لأنّه قد أتى في وقت متأخر جدا فالحرب قد أشرفت على الانتهاء وانسحبت القوات السوفيتية من كافة الأراضي الأفغانيّة !! واشتعل بعدها وبسرعة البرق صراع زعماء القبائل وأمراء الحرب على مراكز النفوذ للتحكم بالسلطة والاستحواذ بوضع يد القوّية على مناطق زراعة الحشيش والأفيون في الدولة الأفغانيّة المسلمة !!

وبما أنه قد خرج من المولد بلا حمص ( كما يقولون ) بسبب تصارع (مجاهدين آخر زمن !!) على هذا الأمر الجليل والعظيم !! و إلى جانب كراهيته الشديدة أن يكون تحت سلطة وإمرة رجل خليجي ( ! ) حتى لو كان تحت إمرة وقيادة الإرهابي الأكبر أسامة بن لادن نفسه !! والذي أكل الجوّ عليه تماما بسبب الأموال الإرهابية الكبيرة و الهائلة التي يملكها هذا الخليجي الثري والتي كان يغدقها بلا حساب على أصحابه وأتباعه الميامين المنتفعين من المجاهدين والمجاهدات !!

فعاد الإرهابي أبو مصعب إلى وطنه الأردن حزينا ومقهورا، وعند عودته تعرف مصادفة على إرهابي حزين آخر وهو ( أبو محمد المقدسي ) وهذا الأخير يعدّ حزين لأنّه ناكر ليد المعروف والإحسان التي قدمت له وخاصة لمن أحسنوا إليه داخل المملكة العربية السعودية بالمال الوفير عن طريق بنوك ومؤسسات ماليه إرهابية كبرى تم إنشائها لدعم هذا الفكر التكفيري وكذلك عن طريق بيوت الزكاة والصدقات التي وضعت أكشاكها في كل ركن وزاوية في بيوت الله والشوارع والطرقات وحتى الأزقة السعودية ! وكذلك مهدت له الطريق تماما لطلب هذا النوع من ( العلم ! ) في مدارسها وكلياتها وأغلب جامعاتها ، وكانت النتيجة والمحصلة النهائية والمتوقعة هو إصدار كتاب يكفر حكام المملكة ( آل سعود !! ) وأيضا كان له اليد الطولية بنشر الفكر التكفيري في الجزيرة والخليج العربي، وترجمت أفكاره العظيمة ! إلى أعمال إرهابية حدثت في مجملها داخل المملكة نفسها !!

ولكن المهم جرى الاتفاق فيما بينها أن يضعا حزنهما معا في تشكيل جماعة إرهابية حزينة واحدة !!
يكون المقدسي هو المخ ! والزرقاوي هو العضلات ! وبشرط أن تكون الإمارة للجماعة الإرهابية الوليدة هذه تحت أمرة وقيادة العضلات وليس المخ !! فوافق ( المقدسي ) على مضض !!

ولكن ( وكما يقولون ) يا فرحة لم تكتمل !! وهنا نقول يا حزن لم يكتمل !!
فما إن تم تشكيل تلك الجماعة البائسة، حتى اشتمت رائحتها المخابرات الأردنية ، فزجت بهما معا في السجن ولمدة خمسة سنوات عجاف ، ومن داخل سراديب هذا السجن المظلم العنيف أصبح الزرقاوي هذا ، أزرق ! من كل الزرقاويين !! وذلك بسبب الضرب المبرح الذي تعرض له على يد ساجنيه حتى تسلخت أظافر قدميه ! و أصبح كلّ حلم حياته أن يذبح وبيديه أيّ رجل أمن !! يصادفه أمامه سواء كان كافرا أو حتى مسلما !!
وبعد أن عفا الملك الأردني الحالي عن المساجين بمناسبة بداية عهده الجديد ومن ضمنهم ( صاحب القدمين المسلوختين ) صديقنا الزرقاوي !
ولكن كان الخيار الوحيد له ( على ما يبدو! ) ما بين العودة للسجن الأردني و تقليع ما نبت له من أظافر القدمين ! أو الخروج تماما من الأرضي الأردنية وذلك تحت مبدأ ( روح بعيد وتعال سالم ! ) وبما أنّ الطيور تقع دائما وأبدا على أشكالها فلقد اجتمع المتعوس على خايب الرجا ! فجاء نهاية رحلة هذا الإرهابي الحالم الحزين ( فيما يعرف بالتحالف قوى الإرهاب مع قوى القهر والاستبداد !! )
فاحتضنه كالعادة ، بكل حب ومودّة ، طاغية العصرين صدام حسين ونظامه الفاشي الجائر هو ومجموعته الإرهابية ( كما احتضن نظام الطاغية من قبله مجاميع وأفراد إرهابيون ! ) وذلك لاستخدامهم لتحقيق أهداف شيطانية بوسائل دنيئة و رخيصة !!
وتحقق بعدها حلم الإرهابي الحزين ( الزرقاوي ) في النهاية المطاف بذبح بعض رجال الأمن من الشرطة بعد سقوط الطاغية ونظامه مباشرة لدرجة أنه طلب تسجيلها على أشرطة فيديو للذكرى وللتاريخ !!
ولكنّ المؤسف أن تحقيق هذا الحلم المريض لهذا الإرهابي المريض وقع دون رحمة على رأس بعض أخواننا وأحبتنا من العراقيين المساكين !!
هذه هي يا بنتي العزيزة ، باختصار شديد ، قصة حلم الإرهابي الحزين ، فهل أعجبتك ؟!
ولكنّي لم أسمع ردا لسؤالي، فابنتي الصغيرة قد عافت النوم منذ زمن بعيد وأنا لا أعلم ! وذلك بسبب اندماجي الكامل بذكر التفاصيل الحقيقة لهذه القصة الحقيقة ، حيث تركت فراشها الدافئ وغرفتها الجميلة وذهبت إلى الصالة الموحشة والمظلمة ولوحدها !! لمشاهدة التلفاز لتشاهد عبر الفيديو حلقة من حلقات أستار أكاديمي كانت قد سجلتها فيما مضى ولم تنه تماما مشاهدتها !!
فتأكدت بعدها أنّ قصص الإرهابيين وجنونهم وعبثهم لا تصلح حتى كقصص مسيلة لأطفالنا الأعزاء الصغار ما قبل النوم أو بعده ! وخاصة لزماننا الذي نعيش فيه ، وجلست معها بكل هدوء تام لأتابع معها ذلك البرنامج الممتع والمسلي والمفيد ، والمصادفة الجميلة ، أنها نامت تلقاء نفسها !! ولكنها رسمت على محياها ( تكشيرة !! ) تنم عن حزن وألم شديدتين !! لا يمكنني بأي حال من الأحوال أن أنساهما أو أن أتجاهلهما !!



#ناصر_المعروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتبهوا جيّدا أيّها السّادة ( الطشت الأمريكي !! ) قد وصل
- ماعون حمص ( الزرقاوي !! ) وماكدونالدز وجها لوجه
- وإذا افترى الإرهابي ( قولا !! ) فصدّقـوه
- مطلوب حركة ( كفاية !! ) خليجية
- المتأسلمون دائما !! وحقوق المرأة
- وارفعوا شعار ( شكرا !! ) للريس مبارك
- ألا يستوعب العقل العربي حقيقة النهايات السعيدة ؟
- بوش ( الوردة !! ) بحاجة لولاية ثالثة 00
- المؤامرة المشتركة ما بين ( أولادنا !! ) والأنظمة العربية
- احترموا أنفسكم قليلا وليس كثيرا !! فقط لا غير
- سرّ نجاح الشياطين على ضلالاتهم وأباطيلهم
- الأفضل أن تكفروا وتندّدوا بالديمقراطية والحرية حتى ( تفوزوا ...
- هل من حل عملي ومجدي لحل هذه الإشكالية المستعصية ؟
- عملية ( الرس ) السعودية مالها وما عليها !! نريد الحقيقة كامل ...


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ناصر المعروف - قصة حلم الإرهابي الحزين