أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ناصر المعروف - ماعون حمص ( الزرقاوي !! ) وماكدونالدز وجها لوجه














المزيد.....

ماعون حمص ( الزرقاوي !! ) وماكدونالدز وجها لوجه


ناصر المعروف

الحوار المتمدن-العدد: 1204 - 2005 / 5 / 21 - 09:40
المحور: كتابات ساخرة
    


بما أنّني عربي قحّ ! ، ولا أحبّ ولا استسيغ بأيّ حال من الأحوال أن أمارس هواية ( ما ) من دون أن تكون هذه الهواية ذات صبغة ونكهة عربية صرفة ، وبما أنّ العرب لا يجيدون هواية مفضلة غير ذلك المضغ والأكل !! ( وأنا منهم بكل تأكيد ! ) فهذا فإنّني أمارس هوايتي المفضلة بتناول ماعون حمص من صنع وإعداد الحاج المحترم ( أبوعلي !) ذلك الشيخ الطاعن في السنّ ، والذي على الشيب رأسه واشتعل به اشتعالا ، لا مثيل له !!
حتى أنني أتراءى ، وهو قادم لي بماعون حمصه ، كأنّه شبح الموت المخيف والمرعب الذي جاء ليخطف روحي بمنجله !! بد لا من أن يقدم لي وجبة من الطعام تعينني على الاستمرار في هذه الحياة والتنفس فيها !!

وكلما أراه أحاول مداعبته بسؤال ( استفزازي ) قائلا :-
- لماذا يا حاج ( أبوعلي ) لا تطور من عملك وتبتكر لنا ماعون آخر غير ماعون الحمص المعتاد وتلك الخبزتين المحترقتين( وشوية ) المخلل هذا ؟!
وما أن انتهي من آخر حرف من سؤالي ( لا إرادي هذا ) ، حتى أجد الرجل وقد اشتددت حالة الغضب الشديد على ملامح وجهه ! وأخذ يزبد ويرغي ! ويعلي بصوته بوجهي ، صارخا : -
{ عاجبك عاجبك ، مش عاجبك ( كول ! ) هوى } !!

وبما أن ( الهوى ) لا يؤكل وإنّما يصلح للتنفس، فإنني التزم الصمت المطبق، وأتظاهر أمامه بحشو لساني الطويل بلقيمات الحمص العربي الذي يتساقط منه الزيت العربي المنتهي صلاحيته ! ولا أنبس ببنت شفة !! غير تلك الضحكة المكبوتة !! ثم أقوم برمي تلك اللقيمات على القطط التي تحوم عند رجلاي ! وما إن تشتم هي بدورها رائحة الزيت الفاسدة حتى تجري مسرعة فارة هاربة !!

والغريب أنني عبر السنوات الطويلة أكرر بوجهه نفس السؤال المعتاد في كل مرة أراه فيها !! ، وهو يكرر بدوره لي نفس الإجابة المعتادة !!
وكأنّ هناك صراع نفسي في داخل أعماقي يلحّ علي ويدعوني أن أوجه الحاج ( أبوعلي ) بأن يطور من فكره و حياته وطريقة معاشه ، لأنني وبصريح العبارة ، أجد زبائنه يتناقصون يوما بعد يوم ! ، ولم يبق من زبائنه إلا قلة القلية ! و الذين لا يعدّون على أصابع اليد الواحدة ! وأنهم يأتون إليه في الغالب ليس بغرض الأكل !! بقدر ما يكنّون له من إخلاص ومحبة لتلك الأيام الخوالي والتي مضت وخلت !!
وفي المقابل ذلك تماما نجد ذلك العناد العربي الشديد والمعروف والمتمثل بفكر الحاج ( أبوعلي ) وعدم رغبته التامة في مسايرة عصره أو حتى مجرد التفكير بعصر العولمة الذي نحياه الآن ومن أوسع أبوابه !!

وأتساءل في قرارة نفسي ( وبكل ألم وحزن ) :-
إلى متى سوف يصمد بوجه رياح التغيير الحاج ( أبو علي ) وماعون حمصه البائس هذا ؟!
وأمام هذا الكم الهائل والمهول والملفت للنظر من أسماء المطاعم الأمريكية الشهيرة من مثل :-
هارد روك ، فرايدايز ، تشيليز ، كنتاكي ، هارديز ، نينو ، برجر كنج ، شرمبي ، جوني روكت ، ماكدونالدز ، بيتزا هت ، بيتزا ليتل سيزر ، دومينز بيتزا ، دجاج تكساس وغيرهم الكثير !!
والتي تقدم أشهى وألذ المأكولات المختلفة الأشكال والألوان ، والتي ما إن يدخل مولدها ( أي عالمها !) الحاج ( أبوعلي ) أو غيره ، و يخرج منها !! فإنه بالتأكيد سوف يصبح مولودا جديدا ولا يعود يتذكر أو حتى يعي طريقة إعداد ماعون الحمص الوحيد الذي كان يجيد صناعته !!

ولكن الحقيقة الواضحة ( إن كنتم ترغبون بمعرفة مشاعري وإحساساتي الداخلية الشخصية ) فإنني والله أتمنى أن ينتصر انتصارا باهرا ماعون حمص ( أبو على ) ولكن بشرط أن يطور نفسه ويحسن فهم الحياة التي هي حوله ، ولكن مع الأسف الشديد ، رأس ( أبوعلي ) يابس جدا كالبغل !! ولا مجال بأيّ حال من الأحوال التفاهم أو حتى الحوار المفيد معه !!

وعلى ضوء ذلك فإن الحاج ( أبوعلي ) وماعون حمصه هذا سوف يخسر في نهاية الأمر منافسته ومعركته ( الغبية هذه !! ) حتى مع مطاعم عربية منافسة له تم تشيدها بالقرب من مطعمه المتهالك، ولكنها قبلت التحدي ودخلت مجال المنافسة القوية ، ناهيك عن خسارته الفادحة والجسيمة إذا فكر لمجرد التفكير فقط لمنافسة المطاعم الأمريكية الشهيرة ذائعة الصيت والتي يتهته بحروف أسمائها أطفال العالم الصغار من قبل أن يتهتهوا وينطقوا بحروف أمهاتهم وآبائهم !!

وهي بالمناسبة نفس الحالة التي قبل فيها ذلك المعتوه الإرهابي والمدعو بالزرقاوي وجماعته التحدي أمام الدبابة المتطورة والصواريخ الأمريكية العابرة للقارات في عراقنا المحرر !! وهو لا يملك في يديه غير ماعون حمص وقد تعفن وفسد منذ أمد بعيد ولم يعد صالحا للأكل الحيواني ناهيك عن يأكله البشر المتحضرون العاقلون !!



#ناصر_المعروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وإذا افترى الإرهابي ( قولا !! ) فصدّقـوه
- مطلوب حركة ( كفاية !! ) خليجية
- المتأسلمون دائما !! وحقوق المرأة
- وارفعوا شعار ( شكرا !! ) للريس مبارك
- ألا يستوعب العقل العربي حقيقة النهايات السعيدة ؟
- بوش ( الوردة !! ) بحاجة لولاية ثالثة 00
- المؤامرة المشتركة ما بين ( أولادنا !! ) والأنظمة العربية
- احترموا أنفسكم قليلا وليس كثيرا !! فقط لا غير
- سرّ نجاح الشياطين على ضلالاتهم وأباطيلهم
- الأفضل أن تكفروا وتندّدوا بالديمقراطية والحرية حتى ( تفوزوا ...
- هل من حل عملي ومجدي لحل هذه الإشكالية المستعصية ؟
- عملية ( الرس ) السعودية مالها وما عليها !! نريد الحقيقة كامل ...


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ناصر المعروف - ماعون حمص ( الزرقاوي !! ) وماكدونالدز وجها لوجه