ياسين عاشور
كاتب
(Yassine Achour)
الحوار المتمدن-العدد: 4240 - 2013 / 10 / 9 - 07:17
المحور:
الادب والفن
كان الطّريق مُعتّمًا
و الريحُ صوبَ الرّوحِ تنحُو صرصرًا
و العينُ في كنفِ الظّلامِ بصيرةٌ : -(قنديلُ زيتٍ شعَّ في اللّاشيءِ) -
في فجوة اللّيل البعيدِ
تَهَامَسَ ورقُ الخريف حفيفًا : "وقعُ الزّمانِ خفيفٌ لو كان للإنسانِ إسمٌ آخر , لو كان للرّحمنِ شيءٌ آخر ... "
و البومة البيضاءُ في وجلٍ تُحلِّقُ : " إنّ التطيّرَ يا بني الإنسانِ حكمةُ عارفٍ , الشؤمُ موعظةُ البداية و النّهايةِ "
زادَ الظّلامُ قتامةً و الرّعدُ يهدرُ في سماءِ المطلقِ
و العينُ تنشُدُ منطِقًا للمشهدِ
سربٌ من الغربانِ يقطعُ دهشتي : " للوهم أجنحةٌ و للزيوف مراكبُ -;- إنّ الحقيقة تعلو فوق منطِقِكُمْ , إنّ السّواد أخُو البياضِ و صنوُهُ" - قالَ الغُرابُ حكيمُهُمْ -
اشتدّتْ الأضواء من وهج البرُوق
و دمدمَ قصفُ الرّعودِ ...
***
كان صباحًا بعد ليلٍ , بعد حلمٍ
إنّ الحياة قصيدةٌ
و الشعرُ يُنشدُ خافتًا
ينسابُ من طرف السّديم إلى أقاصي الرّوحِ
إذ يطلبُ المعنَى فلا يلقاهُ إلّا متعبًا مترنّحًا
من شدّة السُّكْرِ و من قلق التّصوّفِ ...
السّاحلين - تونس / خريف 2013
#ياسين_عاشور (هاشتاغ)
Yassine_Achour#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟