أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خالد غميرو - مطلوب سيسيقار














المزيد.....

مطلوب سيسيقار


خالد غميرو

الحوار المتمدن-العدد: 4237 - 2013 / 10 / 6 - 01:56
المحور: كتابات ساخرة
    


إذا إبتعدنا قليلا عن بعض المبادرات التي تقودها مجموعة من الأصوات والمجموعات الشابة خصوصا في مصر، فإن أغنيتنا العربية إبتعدت كثيرا عن الموسيقى التي نحتاج أن تكون حاضرة بقوة في هذه المرحلة وهذا الوضع السياسي والإجتماعي الذي تعيشه المنطقة، لتكون صوتا يعبر عن قضايانا وأحلامنا وواقعنا، و تنتقد ما أفسدته السياسة. ففي الكثير من مراحل التاريخ المضطربة كان الفن عموما، والأغنية خصوصا تقلق راحة السياسين وتلعب دورا مهما لرفع الوعي والذوق الجمالي عند الناس، ليتذوقوا مدى مرارة وضعهم الإجتماعي وقرارات سياسييهم، و لقد كانت فترة الستينات إلى أواخر السبعينات شاهدة على "النهضة" (مع وقف التنفيد لاحقا) التي إنطلقت بالأساس من الموسيقى والأغنية، فأعطتنا محاولات مهمة، مثل الشيخ إمام ، ومارسيل خليفة ، وفرقة الميادين، وناس الغيوان، واحمد قعبور، وفيروز والإخوة الرحباني...والعديد من الموسيقيين والمجموعات الغنائية اللذين كانوا ملتفين حول قضايا الوطن والإنسان و تحرير الارض، وهذا ما نفتقده الآن كثيرا مع هذا الوضع "الثورجي" الذي نعيشه، وفي المقابل لذلك يُقدم لنا النوع الواحد الفارغ والمتكرر في المسابقات المخصصة لذلك على انه تنوع...
ويقدم لنا هذا "التنوع الموسيقي" كما تقدم الأكلات السريعة في مطعم "ماكدونالد"، فالمنظر والتقديم يبدو جميلا، لكن المظمون سخيف وتافه ومشكوك في جودته، وبما أن أذوقنا تعرضت للكثير من الهجمات، فإننا نستطعم هذه الأكلات السريعة بل يمكن أن ندمن عليها، وهذا حاصل حتى مع المجتمع الأمريكي الدي يعتبر "متقدما" وربما بدرجة أكبر، فهو كما صدر لنا "ماكدونالد" صدر لنا معه الأغنية السريعة بمبرر "العولمة"، فأصبحت لنا أذواق جديدة لا تفرق بين الأكل و الموسيقى..
و من سيئات التكنولوجية الحديثة على الموسيقى، أنها شجعت مجموعة من العاطلين عن العمل لكي يجربوا أن يكونوا مغنيين، فأصبح الشعار العام للمرحلة هو " إن كنت لا تعرف ما تفعل فإتجه للغناء، فليس مهم الجميع الآن يغني" ، ولا تخف فالآلة ستوفر لك كل شيء حتى المظهر الدي يناسبك لكي تكون مغنيا، فتحولنا نحن إلى فئران للتجارب، يجرب علينا كل "مغني" قدرته على النعيق. أما بالنسبة للكلمات فلاتعتل هما فلا احد يهتم بها، فمن سيئات لغتنا العربية سامحها الله، أنها تعطيك القدرة على الكلام كثيرا بدون أن تقول شيئا، وبحكم أننا ورثنا آذانا تتأثر سريعا بنشوة اللغة، خصوصا إذا كانت المسألة متعلقة بالحب ، لهذا أصبح لنا "شعراء تحت طلب الحب" على قفا مين يشيل، ولا أحد من هؤلاء الشعراء والمغنيين يريد أن يفهم، أن الشعر والموسيقى يقابلهم العقل والجمال والذوق.
تقول كلمات إحدى الأغنيات الأمريكية القديمة، التي لم يصدرها لنا الأمريكان مع "ماكدونالد"، "إذا كنت تشعر بالكآبة فأنصت لأغنية"، لكنك الآن إن أردت أن تنصت إلى الأغاني التي تبث يوميا على الفضائيات، وحتى الأغاني "الثورجية" التي جاءت كرد فعل على الوضع السياسي، فإنك ستشعر بالمزيد من الكآبة وستعرف أننا نعيش خطر فقداننا لحاسة الذوق والسمع، وتجد كل من يريد أن يستمع فعلا للموسيقى يعود إلى الأجيال السابقة من الموسيقيين والمغنيين سواء عندنا أو عند المجتمعات الأخرى، لذا أقول أن الموسيقى والأغنية العربية، في أمس الحاجة إلى "سيسيقار" يقود إنقلابا على هذا الهجوم الفتاك على أذواقنا، ويأسس نادي يجتمع فيه كل من لم تعد طبلة أذنهم تتحمل هذا "الضجيج الملحن" ، لتكون مهمة النادي هي القبض على كل عاطل تأتيه فكرة الغناء علنا، وتقديمه للمحاكمة بتهمة ثلويت البيئة وتهديد الذوق العام.



#خالد_غميرو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرضنا الإفريقية
- -الصعاليك الاشتراكيون-
- لا تخبروا الجنود الأمريكان، أن في بلدنا إرهابي !!
- بين الإضراب العام والضرب العام للصحافة
- ثلاثة هدايا من مدينة -آسفي-.
- مواجهة الشيطان هو الحل !!
- لا تظلموا امريكا...
- -شجرة القايد- - قصة قصيرة
- زعيم مملكة الشعب
- دي كوورة يا عم !!
- ثورية اليسار و فروسية الدون كيشوت !!
- الحلم أمريكي...الكابوس إرهابي !!
- لكي لا ننسى ما نسيناه !! -سبق الميم ترتاح-
- ماذا عن الديمقراطية؟؟
- التحرر الجنسي...تكتيك أم إستراتيجية؟؟ -رد على حالة إفتراضية-
- إنها -ثورة-... !!
- -يكفينا الوحدة التي نحسها.-
- الحب و-الثورة-
- مع القلم تستمر الحكاية...
- كلام مختصر عن السياسة !!


المزيد.....




- تردد قناة بطوط كيدز الجديد 2024 على نايل سات أفلام وأغاني لل ...
- مصر.. نسرين طافش تصالح بـ-4 ملايين جنيه-
- الفنان عبد الجليل الرازم يسكن القدس وتسكنه
- أسعدى وضحكي أطفالك على القط والفار..تردد قناة توم وجيري 2024 ...
- منصة إلكترونية أردنية لدحض الرواية الإسرائيلية في الغرب.. تع ...
- “نزلها الان” تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 2024 لمشاه ...
- مشاهير الموضة والموسيقى والسينما.. في مهرجان ميت غالا حمل عن ...
- متحف -للنساء فقط- يتحول إلى مرحاض لـ-إبعاد الرجال-
- إيران تقيم مهرجان -أسبوع اللغة الروسية-
- مِنَ الخَاصِرَة -


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خالد غميرو - مطلوب سيسيقار