مأزق السلفيين

محمد نبيل الشيمي

الحوار المتمدن-العدد: 4233 - 2013 / 10 / 2 - 13:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لا شك أن السلفيين يعانون من ضبابية المشهد وضبابية الفكرة...أما عن ضبابية المشهد فهم حياري بين الدعوة والسياسة أي بين ما يسمونه فعل العبادة التي هي صميم الدعوة وفعل المعايشة الحياتية وإلإنغماس في العمل العام الذي يعد العمل في السياسة من مكوناته أما عن ضبابية الفكرة فقد أصيب السلفيون بسيولة التصريحات والتحالفات وتحولوا إلي مكلمة وإلي ما يشبه حلقات للفتيا أقرب ماتكون جلسات كلامية تجر الناس إلي حيث التشدد والولوج إلي كليات لا أجتهاد فيها لكونها تتسم بقطعيه الأدلة ومعاملة هذه الكليات كما لو كانت جزئيات حمالة الأوجه ثم أن السلفيين ربما يكون غالبيتهم بعيدين تماما عن التطور التاريخي والسياقات الزمنية الفقهية للواقع الراهن من حيث محاولاتهم توظيف الدين لخدمة رؤية ضيقة هي في الواقع لا تخدم الدين بل تنفر الناس منه وهم لا يفرقون بين الدين كمقدس وبين التراث الديني القابل للتعديل والتبديل ومنهم من يري في الإجتهاد بدعا ويرونها ضلالة مآلها النار ومن ثم عجزوا عن الوقوف أمام خرافات وأساطير لا تتفق مع بداهات العقول ..ثم أنهم يرفضون نقد السلف بل منهم من يكفر أي من يقترب إلي بعض الرموز وهم لا يفرقون بين الدور الدعوي لهؤلاء الرموز وممارستهم السياسة..فلو إقترب من أحد لنقد معوية السياسي أو الدور الذي لعبة عمرو بن العاص في قضية التحكيم بين علي ومعاوية والتي فتحت الباب إلي حرب ضروس بين مؤيدي الإمام علي وبني أمية وظهور الخوارج علي مسرح السياسة في الإسلام..لكفروه ..!...لم ينجح السلفيون في تحرير العقول مما أصابها من تشوهات عقيدية لا صلة لها بالدين إجمالا ولكنها نتيجة موروث ديني مصاب بالبدع ومعاد للإبداع موروث تعد الخرافات من أهم مكوناته ومازال السلفيون علي إيمان بها...السلفيون في مأزق...هم لا يستطيعون ولا يملكون القدرة ولا الرغبة في إستيعاب حركة التاريخ وأبعاد الواقع ولا تحديات العصر هم أسري لماض أضاع الكثير من الوقت والجهد وجعلنا كمن سجن في قفص ومعه مفاتيحه ولكنه سعيد بالأسر.

#محمد_نبيل_الشيمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل