أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق الجابري - زهراء بائعة البخورِ














المزيد.....

زهراء بائعة البخورِ


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 4229 - 2013 / 9 / 28 - 21:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


.
زهراء بائعة البخورِ , ثورِ أرجوك ثورِ, بغداد أنت وتحملين عطر الجنة ومأسي الأيتام في بلد البترول والإرهاب, رزقك بلا هدايا ولا رشاوى ولا نذورِ, تحكين قصتنا الحزينة, من عمق تاريخنا الأسود المضمخ بالدماء والغزوات والظلم والعيش العسيرِ, لم يخالط عطرك الطاهر روائح العابرين الى الجنة بأجساد الأبرياء ولم يتخلط دمك بأبناء الزنا, هم قطعوك ولم يقطعوا من جذورك الراسخة في التاريخ في تربة وطنك الأسيرِ, ولم تطاوعي أبناء النكاح واللواط السفهاء الطلقاء, زهراء يرتسم الشرف الرفيع على محياك وبراءة الاطفال تنبعث على اشكال دوائر البخورِ, تبحث عن بقايا طعام وذرة شرف من ما تبقى من غيرة المنسلخين عن التاريخ والإنسانية ولا تجدِ, لم يقتلوك سهوا ولا لهواً ولا خطأً, أصابع الجريمة السوداء بالأصرار والإنحراف إغتالك بوجههم الصفراء وتاريخهم الرذيل, مثلتِ بلد النكبات والاًهات والأشجان والعيش المريرِ, كشفت بعودك إنحطاطهم, عار على الفسّاد والأدعياء ومنابر الشر والغواية والسياسة, لم تمسحي الأكتاف ولم تتوسلي الوحوش أصحاب الكروش والدفع الرباعي بقوة نحو الفساد والنهب والمنافع, لم تجري النار الى قرصك من حساب الأخرين من الأغنياء والفقراء والمحرومين من يعيش على أنقاض بلد المهدم, عانقت ارواح الشهداء والأزكياء والأطهار الأنبياء, من قتل مع النبي على موعد العشاء الموهوم, وأنت ايضاً تبحثين عن لقمة العشاء للأيتام من إخوانك بين المأتم, قتلك كان عملاً خيري في وجهة نظر الجبناء وخيراً على ارواح من يحصدهم سيف الرذيلة والإنحطاط, تعالت روحك الى السماء حين ترتفع اصوات المأذن بالقرأن والدعاء بالرحمة من بطش وحوش لا تعرف الاّ الدماء, عند الغروب وروحك الطهر المطهرة أنسلت بلا عناء, تمثلين صوت الكادحين وابناء البترول وشعب النفايات والحمالين وتقاطعات الطرق, زهراء مع الزهراء موعدك القريب تًجاوز الحجب والعبادة وشهادة المجاهدين, مجاهدة انت الجهادين, جهاد العيش وجهاد الإنتماء الى الوطن والظلم فيه, ونعمة عيشك المنغمس بالشرف الرفيع ورأسك العالي تعانقه السماء, قطعوك ورحموك من قسوة الحياة ومرارة العيش وظلم الأثرياء والفاسدين والسياسين والسفاحين والسارقين المارقين, من يعتاش على ألمك وتضور جوعك ويجعل منك قضية انتخابية الى مرتع المنافع, على رجفاتك الشتوية وعرق جبينك في الصيف, ويلاه يازهراء ومأساتك تعاد كل يوم بأشكال وألوان حيثما يشتهون, وجهادهم أسود بأجسادنا, كتبوا على الإنسانية بالفناء والذبول على ابواب بيتك المطلي بالصدأ الذي توالت عليه غفلة الماسكين, ترتجف القلوب وتشخص الأبصار حينما يعاد شريط عمره 12 عام من الخريف, داست عليك خيول الفاتحين لبكارة التاريخ بالفاحشة, انت رواية شرقية عراقية يتقاتل الشرف والعفة والكرامة مع دول المذابح والمأسي والجياع والخطايا والبلايا, مأساتك لم نتهي بالموت حين تبحثين عن موطيء لجسدك بين القبورِ, تزاحمت مقابرنا الجماعية وذهبت حسيرة وخاطرك كسيرِ, ولكنك تأرخين تاريح وطن ذبيح على قضايا مصيره المهدد بالكوارث, زهراء ثورة لا تنتهي بالموت تبعث كل يوم أمل جديد ان الحق ينتصر بنهاية قصتنا الطويلة, وبخورك متأصل ممتد من أصالتك الممزوجة بالعناء وجنتك الموعودة.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولاية الثالثة بلا منازع
- مخطط إنتخابي خطير
- حُروفُنا بِلا نُقطْ
- ثنائيات صناديق الديموقراطية
- عندما تعجز السياسية يتكلم القلم
- الخارج يصادر حقوق الداخل
- عودة مدحت المحمود للولاية الثالثة
- المبادرة الروسية وجنيف2 وأهداف ما بعدها
- قوة العراق تفاجيء العالم
- كواليس القادة السياسين
- الرشد السياسي للحكيم و القنبلة الموقوتة
- تطورالتأثير الشعبي على القرارات الدولية
- مدارسنا سجون وعطلتها عيد
- كارثة الطائرات المسيرة
- التاريخ يسجل لك ويسجل عليك
- أدبيات حكام الإرهاب
- الشرف الوطني ... هل تثبته الوثائق والنصوص ؟
- بين الملا والولاية الثالثة البعث ينهض من جديد
- مرحلة صراع دولي لا تحتمل الخطأ
- دين الإرهاب والفساد يغتالنا


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق الجابري - زهراء بائعة البخورِ