أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بوزيد مولود الغلى - - نيرب كََيْمت عرّ-














المزيد.....

- نيرب كََيْمت عرّ-


بوزيد مولود الغلى

الحوار المتمدن-العدد: 4229 - 2013 / 9 / 28 - 16:58
المحور: الادب والفن
    


تطايرت العصي و تصاعدت سحب الدخان . تفرق الناس أيادي سبأ . تذكر شيخ كبير لعبته المفضلة أيام الصغر : أردوخ . رسم في ذهنه المتعب خطا شبيها بالذي كان يختطه ، وهو صغير يدعى عُميرا يصارع الفتيان في الأزقة . وتململت شفتاه بالذي كان يقول لخصمه : ها منين حرث ابَّاك الفول .
قال في نفسه وقد لاذ بالدوار جريا على الأقدام : هذه لعبة أكبر من لعبة خط حرث الفول . ماذا عليهم لو جنحوا الى السلم ، وانتدبوا أعقل رجالنا كي يناظر أرشدهم على رقعة وثائق تركها المعمرون العارفون بالأرض والعرض و حبّ الموت دونهما .
سمع رجل عن يمينه همهمته فقال : لماذا دقوا إسفين حرب قبلية ؟ ، لماذا توارى رجال ضرتنا من الوادي اللعين ... هل ألقي في روعهم أن ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم " الجهلة " من هذه القبيلة .
صاح في الآمنين نذيرٌ أعور عريان : هبوا الى نجدة مجدكم ...تنادى الناس من كل حدب وصوب ، وطار لب اللبيب منهم .
نسي الشيخ حكمته القديمة ، " العسكر كالجرف ، إن تساقطت عليك أحجاره أصبحت معطوبا ، وان سقطت عليها أمسيت معطوبا .
اشتعل صدره غيظا وحنقا ، وصاح بأعلى صوته : لماذا لم ينتظروا رسم الحدود ؟ ، أهو دهاء الساسة أم مكر " اللوبيات" التي تصنع خرائط المستقبل و تباشر تقطيع التراب على موائد الشواء .
دارت في خلده ذكريات نزاعات خاضها ، وأخرى سمع عنها ، ثم تمتم : نجحوا في نقل معركة الحدود من وادي النزاع الأليم الى الأرض التي تعلق عليها كل مشاكل النزاع القديم ...انفصال و أشياء أخرى ، كي تسهل كتابة رواية أخرى للنزاع بين عُدوتين على أشبار من الأرض الجافة على حافة وادي قاحل .
دلف الشيخ الى ظل حائط ، جلس القرفصاء .وضع خده بين كفيه . حوقل ثُم قال : أليس فينا ولا فيهم رأي رشيد ولا نظر سديد .
أبصر عن جنب فتيانا يتراشقون بالحجارة مع العسس ، حملق فيهم مليا ، ثم تمتم : " اتحمجي يْجي بْلاَ غَرْض " ، لقد غلت مراجلهم غيظا وغضبا على شبهة تحيز في نزاع الضرائر ... آه ، ما أبعد ما فات ، ليتني جدعاً فأهرع ....
عض أصبعه من الأسف ، وقال بسخرية لاذعة : " نيرب كّيمت عرّ" . نزاع على بضع أشبار أشعل نارا ، اكتوت بأوارها قلوب ، و شقت جيوب ....أين تجار الحروب القبلية الذين سعوا بالإبل المهداة المسمومة و النميمة بين الإخوة المتخاصمين . هذا من شيعة هذا خفية واستتارا ، وذاك من أعدائه جهارا نهارا .
مر من حوله بعض المتخاذلين ليلة الكريهة . تفرس في وجوههم لحظة ثم قال : " شاهت الوجوه ...أقمتم " الغزي " ثم نكصتم ...أين النياق التي جلبتم مباهاة ؟ . دلف منه صبي صغير يحمل حجرا ، نظر اليه باشفاق، وقال : ياولدي ، قليل العداوة يضر ، ولكن ، الخيل التي لا ترد الخيل المغيرة ليست حرة . والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها . لا ترشقوا إنسانا مسالما ، و لا تعبثوا بالمكان الذي تمسون فيه ثم تصبحون ...



#بوزيد_مولود_الغلى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العائد
- نحن والصحراء وهسبريس
- العين
- الرئيس...
- اللز ، النشع ، المزّا/المزّة كلمات حسانية ذوات أصول عربية - ...
- كلمات حسانية ذوات أصول عربية-الجزء الثاني
- كلمات حسانية ذوات اصول عربية
- ايام الجد والنشاط 6
- اراد ان يدخل التاريخ
- هل رأيتم زعطوط ؟
- نفَس التحدي
- ايام الجد والنشاط 5
- من تواقيع الربيع
- ولد ليلا وذهب ليلا
- محاولة انتحار هازلٍ
- تباريح شامية
- أيام الجد و النشاط 4
- أيام الجد و النشاط 3
- من تراث الصحراء : قصص قنفذ
- الانكسار الخطير : من النخبة السياسية الى التبخة السياسية - ح ...


المزيد.....




- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بوزيد مولود الغلى - - نيرب كََيْمت عرّ-