أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بوزيد مولود الغلى - أيام الجد و النشاط 3














المزيد.....

أيام الجد و النشاط 3


بوزيد مولود الغلى

الحوار المتمدن-العدد: 4086 - 2013 / 5 / 8 - 07:57
المحور: الادب والفن
    


انشق فجر موسم دراسي جديد ، وقد امتلأت القرية الصغيرة بالتلاميذ والمعلمين و العساكر ، وساق القدر معلمين من شمال المملكة إلى قسمة الشعور بالكينونة في خطوط التماس بين المتحاربين مع من بقي بالقرية من المدنيين ، فكثير من الأسر هاجرت إلى مناطق أكثر أمنا ، وخاصة مدينة إيفني الساحلية التي شدت إليها الرحال عمة زيد وأسرتها ، وانضمت أسر أخرى إلى قائمة المهجرين قسرا بفعل الحرب إلى مدن مجاورة تنعم بأمن وسلامة من القذائف والرصاص الطائش والقنابل المنهمرة على حين غرة التي أودت إحداها بضاحية القرية – الزاك- بحياة أحد رجال الدرك ، وتركت حفرة انبجست منها عين تفيض ماء زلالا ، درج الناس على تسميتها بعوينة " جدارمي "، نسجت حولها حكايات أقرب للأساطير ...

التحق زيد بقسمه الجديد بعد أن اصطف مع لفيف من التلاميذ لأداء تحية العلم الوطني التي يُفتتح بها كل صباح من صباحات المدرسة .

كان الفصل مكتظا للغاية بالتلاميذ ،واقتسم المعلم "باخة "مع زميله "مصطفى" العدد مناصفة تقريبا، وجمعت القرعة زيدا وثلة من زملائه في قسم المعلم الوافد الجديد " مصطفى"....

معلم أنيق جدا،اكترى بيتا بجوار منزل زيد الذي انتهزها فرصة للتزلف والتقرب منه.كان بيت المعلم أفضل بيوت الحي،إذ يسكن الطابق العلوي،ويملك كلبا سمينا على غير عادة أهل البلد.

كان للمعلم أخ يتحدث القاصي والداني عن كرمه وسخائه،ضابط في الجيش( lieutenant)، وكان شقيقه المعلم متاثرا به إلى حد كبير ،إذ كان على خلاف بقية المعلمين يلزم التلاميذ بالوقوف أمام العلم بساحة المدرسة كل صباح لأداء التحية وترديد النشيد الوطني،قبل أن يسير الصف يدا على كتف في اتجاه القسم.

كان المعلم مصطفى أنيقا مختالا يطأ على أطراف رجليه،وكان شديد الانضباط حازما صارما لايتردد في ضرب "الكسالى" على الأرجل (الفلقة).

بعد شهور من بداية السنة الدراسية،انتدب سعدا ليكون مكلفا بالقسم،وسلمه دفترا يسجل فيه كل شادة وفادة:العقوبات والتبرعات.كان يلزم التلاميذ بجمع فضول دراهمهم لإعانة المحتاجين منهم.وما أقل ما كان يجمع!!

كان سعد شديد الخوف من معلمه الذي قربه إليه ورأسه على أقرانه،،،بعثه يوما مع زميل له (البشير) ليبحثا له في الخلاء عن كلبه المفقود! فظل الطفلان يعدوان تحت لهيب الشمس الحارقة ، وعادا صفر اليدين...

كان سعد تلميذا نجيبا نابها في قسمه حصل على إحدى الرتب الأولى ونال جائزة (لا يزال سعد يحتفظ بها إلى عهد قريب)،ولذلك كان المعلم مصطفى يعول عليه كثيرا في كل الانشطة ، وأزمع أن يشارك مع زملاء له في أداء مسرحية هذا مطلعها:

اخيرا،دقت الساعة! دقت بعنف ! ماتت الغربة وافتر ثغر الزمان عن البسمة العريضة.أين السزاعد؟ نحن هناننحن هنا،بناؤنا سيرتفع سيواكب الثريا سيقف عملاقا يباهي الزمن!

انتهى الموسم الدراسي 79/80،وحاز سعد على جائزة عبارة عن تلاوة باللغة الفرنسية (lecture) ، غير انه لم ينتفع بها دراسيا،إذ كان من سوء حظه أن المقرر قد تم تغييره بشكل نهائي،وذلك إثر بداية سياسة التعريب.فقد كان المعتاد ان يدرس تلاميذ الابتدائي الثاني (الثالث ابتدائي) الرياضيات باللغة الفرنسية،غير أنه تم العدول عنها إلى اللغة العربية،فظهر أول كتاب رياضيات باللغة العربية لهذا المستوى، وتم إلغاء التدرس بباقي الكتب حيث درجت الوزارة على ذلك فيما بعد،أي أصبحت تغير المقرر كل سنة بعد ذلك الحين!. ولكن، رغم ذلك تم الاحتفاظ بأقسام تدرس الرياضيات بالفرنسية وهي أقسام المكررين الذين اخفقوا في النجاح واجتاحتهم موجة التعريب!.

يتبع...



#بوزيد_مولود_الغلى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تراث الصحراء : قصص قنفذ
- الانكسار الخطير : من النخبة السياسية الى التبخة السياسية - ح ...
- أيام الجد والنشاط 2
- أيام الجد والنشاط 1
- صور بلاغية في الأمثال الحسانية
- الحسانية بين موقفين
- طريقك الى الشهرة: موقع كلب بريس


المزيد.....




- مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات ...
- الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و ...
- -أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة ...
- الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
- “من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج ...
- المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ ...
- بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف ...
- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...
- تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بوزيد مولود الغلى - أيام الجد و النشاط 3