أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بوزيد مولود الغلى - ايام الجد والنشاط 6














المزيد.....

ايام الجد والنشاط 6


بوزيد مولود الغلى

الحوار المتمدن-العدد: 4117 - 2013 / 6 / 8 - 10:17
المحور: الادب والفن
    


ومع مطلع عام 81/82 ، بلغ زيد ذروة تعليمه الإبتدائي، سجل في القسم الخامس (الشهادة) مع ثلة من زملائه ليعقد أول صحبة طويلة الأمد مع صديقه العزيز،جاره،إبن القائد: شاب وسيم نقي جميل الخلق،كان ألزم لزيد من ظله و أقرب له من زر لعروة. كان يأتي كل صباح بلبن البقرة الطري ليخلطاه في بيت زميله بأكلهم المفضلة / العصيدة (العيش). ما درى زيد إلا بعد فترة أن ذلك الحليب تدره بقرة ترعى في بستان المخرن ، وكما في كل واد أثر من ثعلبة ، ففي القرية آثار ورثها المخزن عن الاستعمار ، فقد آلت اليه إدارة واستغلال ممتلكات الفرنسيين بهذه البلدة الصغيرة ، وكان منها " جردة المخزن jardin du mokhzan ، يتمتم بعض أهل القصر سكان أسا الاقدمون – ربما – أن الفرنسيين رهنوا من " خماس " واستولوا عليها ، لأن صاحبها يعرف مصيره إذا طالب برفع اليد عنها ، ففي النفس رهبة من الحاكم الفرنسي وأعوانه ، و للقياد " أحباس " و " سجون " يحشرون فيها من تمرد عليهم أو عصى أمرهم ، ولم يكن القائد والد صديق زيد ظالما يحبس الناس بغير جرم ،و لكنه كان شديدا صارما يسوس القبيلة بمنطق " أن يهابوك خير من أن يحبوك " ، يروى عنه قوله " القانون ما تخطى حدود جبل أمزلوك " ، وهو الجبل الشاهق الفاصل بين منطقة نفاذ " القانون " حيث العمالة أو المحافظة المحدثة حديثا بمدينة كلميم ، و منطقة أسا التي تتبعها إداريا . لقد كان هذا القائد كالصدر الأعظم بالقبيلة تأتمر بأمره ، وكان للسلطة حينها صولة وقوة ، تغيرت مع مرور الزمن و تبدل الأحوال وتبذل بعض الصور التي أسقطت الرهبة من بعض" رجال السلطة الجدد" ، أما جبل أمزلوك فقد ظل منتصبا صلدا لا تهزه رياح التغيير ، يقطع الرائحون الغادون الطريق المحاذي له هربا من التهاب جمرة الصيف بالقرية الجاثمة عند قدمه ، و يتمنى كثير منهم لو انشق منه نفق عظيم أو جعلت قمته دكا ، كي تسمح بتسلل نسمات البرد العليلة التي تهب كل مساء و تمس الوجوه " الملتهبة " الهاربة من لظى الصيف الحارق ببرَد العافية التي تطفئ بعض النار المشتعلة في الأفئدة المعانية . يقول بعض الناس كلما اجتازوا الجبل : الحمد لله ، هذه رحمة الله ، وكأن الجبل فاصل بين جنة الدنيا والنار . لقد خرج الاستعمار تاركا سجنه والحديقة والدار ، تحكي كما الامكنة العريقة المفعمة بعبق التاريخ تحكي قصص الاولين والآفلين والراحلين ، لقد دارت أحاديث عن هذا المكان المنفى الذي شهد سجن بعض الوطنيين في قبو تحت القلعة ذات الأبراج الأربعة التي شيدها المعمرون وعمروها سنين عددا ، ثم ورثتها عنه السلطة ممثلة في أجهزة الداخلية لتتخذ منها منفى لعائلة أوفقير حسب ما قيل، و بها مكاتب للموظفين ومساكن للقائد وبعض أعوانهم "المخازنية " ، وقد فتح زيد عينيه وهي عامرة بعوائلهم ، ولا يعرف لها اسم إلا " قشلة المخازنية أي ثكنة المخازنية / القوات العمومية المساعدة . وقد يكون الوعي بالمنفى قد تشكل منذ ذلك الحين فأصبحت هذه القرية الوادعة الهادئة طاردة لا جالبة للموظفين ، وقد استهجن بعضهم تعريض وزير استقلالي بها مهددا نفي خصومه من موظفيه الى آسا – الزاك ، وهي ليست أبعد نقطة في جغرافيا الوطن ، لكنها قد تكون أقسى منطقة من حيث ظروف العيش الناشئة عن التهميش ...
كان زيد يتدارك نقص زميله ابن القائد في اللغة الفرنسية بما له عليه من فضل تفوق،وكانا معا لا يفوتان حصص الدعم المنجزة من شقيق زيد الأكبر الذي كان يدرس بالإعدادية بكلميم،ويتعاهد شقيقه بالمعونة والدعم... معونة شدت أزر زيد ورسخت قدمه في الظهور على الـأقران في الدراسة.



#بوزيد_مولود_الغلى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اراد ان يدخل التاريخ
- هل رأيتم زعطوط ؟
- نفَس التحدي
- ايام الجد والنشاط 5
- من تواقيع الربيع
- ولد ليلا وذهب ليلا
- محاولة انتحار هازلٍ
- تباريح شامية
- أيام الجد و النشاط 4
- أيام الجد و النشاط 3
- من تراث الصحراء : قصص قنفذ
- الانكسار الخطير : من النخبة السياسية الى التبخة السياسية - ح ...
- أيام الجد والنشاط 2
- أيام الجد والنشاط 1
- صور بلاغية في الأمثال الحسانية
- الحسانية بين موقفين
- طريقك الى الشهرة: موقع كلب بريس


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بوزيد مولود الغلى - ايام الجد والنشاط 6