أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - المال السياسي زينة الحياة السفلى














المزيد.....

المال السياسي زينة الحياة السفلى


جواد بولس

الحوار المتمدن-العدد: 4220 - 2013 / 9 / 19 - 15:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



نشر النائب عن حزب التجمع في الكنيست الإسرائيلي، باسل غطاس، مقالًا/رسالةً وجّهها إلى قادة الجبهة والحزب الشيوعي الإسرائيلي تضمّنت تهديدًا سافرًا، بأنه، وآخرين، لم يفصح عن هويّتهم، لديهم وفرة من الأدلّة والتفاصيل عن تورّط الجبهة والحزب الشيوعي الإسرائيلي باستيرادهم ما أسماه مبالغ طائلة من المال السياسي.(انظر: "إلى قادة الجبهة والحزب الشيوعي" 12/9/2013 موقع عرب 48).
جاءت رسالة النائب غطّاس، وفقًا لما صرّح به، بعدما "تجاوزت صحيفة "الاتحاد" الحيفاوية كل الخطوط الحمر، وطفح ردحها" في افتتاحية نشرتها يوم 1/9/2013 وتطرقت بها لانتخابات بلدية الناصرة المقبلة: "ها هي اليوم تستعد لهزيمة حصان طروادة الطافح بالدولارات واليوروهات المشبوهة، التي تفوح بأكره وأقذر روائح العمالة والتواطؤ، والملطخة بأحقر موبقات التآمر، على فلسطين وعلى مصر وعلى سوريا وعلى لبنان، وعلى الناصرة!".
لقد انتقى الكاتب هذا الاقتباس من افتتاحية لم تأت على ذكر قوائم منافسة أخرى، ولا على ذكر حزب بعينه، بل عاهدت الصحيفة الناصرة وهذا واجبها وحقها، أن تبقى بلديتها بقيادة جبهوية وقلعة في وجه أعدائها لأن للناصرة شعبًا يحميها.
إلى ذلك، استنتج الكاتب قائلًا:
"ولا يحتاج القارئ إلى كثير من الحصافة لكي يعرف من هو المقصود بهذا الكلام. كل هذا لأن النائبة حنين زعبي وبتأييد من التجمع الكامل قررت خوض انتخابات الرئاسة في الناصرة".
لقد أثارت المقالة عدة مواضيع أريد لها أن تبقى من المحرّمات، لا تقرب ولا تمّس. "الاتحاد" تتطرّق بتعميم ضبابي مستفز لهذه المحرّمة وتعلن: "لقد هَزمت الناصرة، بسواعد أبنائها وبناتها، سياسة الخنق الحكومي في السبعينيات والثمانينيات، وهَزمت، في التسعينيات وفي العقد الماضي، فتنة التأزيم والتقسيم الطائفي"، وتستعد الآن: "لحصان طروادة الطافح بالدولارات واليوروهات المشبوهة"، الجريدة كتبت نصًا فضفاضًا يحتمل تأويلات عديدة اختزلها النائب بإمكانية واحدة وحيدة، كمن على رأسه ريشة، فاستجلب التهمة نحوهم؛ فهو لا ينفي تهمة تلقي حزبه مالًا سياسيًا- كما فهمها منسوبةً إليهم في تلك الافتتاحية- بل ينقل التهمة للطرف المهاجم، فيرد الصاع صاعين، ويعلن أنه لن يقسو على الجبهة والحزب الشيوعي، ولن يفصح بل "يحجم من منطلق المسؤولية الجماهيرية عن الخوض بالتفاصيل، وهي متوفرة لدينا بكثرة، وبالأرقام والوثائق؛ ذلك لأنه لا يزال لدي أمل بأن يتدارك الإخوة في الجبهة الأمور، ويتوقفوا عن المضي في غيهم".
كلام في منتهى الخطورة.
في الحقيقة كانت الرسالة تهديدًا ولائحة إتهام حرّرها قائد في حزب التجمع بحق جريدة ذات تاريخ ناصع مشرّف، جريدة قادت لعقود مسيرة نشر فكر تقدمي وثقافة إنسانية ومنبر شكّل حاضنة لكل من كتب كلمة حرّة وسعى وراء الأفق والشمس، ومفاعل صاغ عناصر ما زالت هويتنا الجمعية تعتاش منها وعليها، بما في ذلك ما يفاخر به ابن الاتحاد وفتاها سابقًا، كاتب المقال الشيوعي سابقًا التجمعي ونائبه الحالي في الكنيست الإسرائيلي د. باسل غطّاس.
إنها لائحة اتهام تستوجب التوضيح والرد، لأنّها دمغت الاتحاد كما جاء بالمقالة أنّها: "تدين بمجرد استمرار وجودها لمال سياسي تمتد أصوله لآبار النفط والغاز، حيث لم نسمع عن اكتشافات نفطية في رام الله مؤخرًا".
هل يعد هذا الكلام إحجامًا وتأنيًا وكلام صديق لحليف؟ هل حقًا؟
لا أعرف لماذا اندفع النائب غطاس وخصّ حزبه بما جاء في افتتاحية "الاتحاد"، فالمقولة كما صيغت يصح إسقاطها على أحزاب وحركات عربية وإسلامية كثيرة عرف عنها، جهارة أو خفية، بأنها ذات حظوة في بلاط أمراء ورؤساء ومشايخ؟
إلى حد بعيد من الجائز اعتبار مقالة النائب غطاس دعوة لفتح نقاش علني مسؤول حول موضوعة المال السياسي، ما تعريفه؟ ما المحظور فيه وما المرغوب؟ ما يصب في صالح الجماهير العربية وما يصب في صالح خندقة هذه الجماهير وتنمية قيم الفرقة والاستعباد، الرشوة والارتشاء، متى يكون هذاالمال غنيمة ذات نفع للمجموع، ومتى يكون مقابل ذمة يدفعها هذا الحزب وذاك القائد؟
علاوة على ما تضمّنته من اتهامات لها علاقة بالمال السياسي ومصادره، أثارت المقالة جملةً من مسائل جوهرية أخرى، منها ما جاء على هامشها ويثير برأيي قضية تمسّ عصب الحياة السياسية الحزبية بين ظهرانينا، لا سيّما في موضوعة مصادر شرعيات قيادة أحزابنا وحركات جماهيرنا العربية، والمقالة تتطرّق لمكانة ودور مؤسّس حزب التجمع، فهل حقًا يقتصر دور عزمي بشارة على ما جاء بلسان النائب غطاس على أنه "يقوم بدوره العلمي الأكاديمي كمفكّر وباحث عربي من الطراز الأول بعيدًا عن الوطن، ونعم لديه دوائر تأثير كبيرة تتعدّى ما يجري هنا إلى كل العالم العربي الفسيح....".
أمن أجل استنارة فكرية وأكاديمية تحجّ إليه وفود حزب التجمع وقادته؟
ثم، أما آن الأوان ليطرق الساسة بشكل صحيح وعلمي جدلية هذا التأثير وتوابعها على الذي ما زال ينشد وينصاع لرأي مؤسّس حزب فاقد لحرية التفكير والرأي؟
كيف يجب قبول ما يؤمّنه وجوده هناك من إمدادات، على تنوّعها، وهل يكفي اتهام الآخرين بذات "الخطيئة" كي تعلن البراءة والعفو بالتماثل؟
هذه المسائل، وغيرها، ضجّت بها مقالة النائب غطّاس، وهي برأيي مقالة مباشرة قاسية، الإعراض عنها بشتّى الذرائع سيبقي ما جاء فيها كطنينٍ مؤذٍ، ويستدعي تساؤلات عديدة، فإن لم ينبرِ السياسيون إليها فإن على "المفكرين"، إن وجدوا خارج قطَر!، أن يفعلوا وبجرأة، وبعضها قد يتجلّى من خلال عناد/وقاحة عرّفتها العرب بجرأة ذبابة، إذا وجد الأسد.



#جواد_بولس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة عن أبي حنين أحمد قطامش
- وطن شيخ ومطران
- أصالة
- ما هكذا تورد الإبل
- يسار يوك!
- بالطول بالعرض
- عربٌ ونَكَب
- حرّاس التبويل
- حين تصير لندن جالية
- كلّ يغني على -شيخاه-
- الحركة الأسيرة: معدا خاوية من أجل الحياة
- الأمل سَرِيّ
- سلام فيّاض خسارة أم وهم
- صفحة من حياة جليليٍّ في القدس
- عندما أهداني زاهي وهبي دولة
- ألّلهمّ أبعد عنّا الفتنة!
- تحيا الخبيزة
- -هنيئًا لك يا إسرائيل-
- سامر الفلسطيني
- يوم الأسيرة


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - المال السياسي زينة الحياة السفلى