أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - ما هكذا تورد الإبل














المزيد.....

ما هكذا تورد الإبل


جواد بولس

الحوار المتمدن-العدد: 4176 - 2013 / 8 / 6 - 15:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم أتوقّع أن يصفق لي من وجّهت لهم ملاحظاتي وانتقاداتي من قادة أحزاب وحركات سياسية، بل توقعت أن يرد البعض على ما كتبت بحقهم وحق أحزابهم. لا يضيرني ردّ سفيه في فيسبوك، أو سفيه آخر كتب تعليقًا في ذيل مقال، فمن سبقني من أصحاب التجربة والحكمة كتبوا عن محاسن إغفال السفهاء الذين لا يعلمون. ولا يزعجني إعراض الذي ما زال يؤمن بما نشأ عليه وحارب من أجله عقودًا تلو عقود، بيد أن عتبي على من يرفض سماع رأي آخر ويحمل عصا "المطوّعين"، فهم، في هذه المقاربة، يشبهون رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، سلفيون يشوّهون كل من خالف عقيدتهم ويرمونه بالكفر والزندقة، فهم يسخّفون من ينتقد، إن كان محظوظًا، وإلا فيوبلونه بأوصاف شتى، وقاموسهم حافل: فهو عندهم ساقط، مأجور، أو يلهث وراء شهرة، أو ليرضي أسياده.
لامني البعض على سوداوية واضحة تنضح بها مقالاتي الأخيرة، وتشاؤم ليس من شيم القادة أن تتحدث بنبضه وتبثه بين صفوف الجماهير الواسعة. لن أزوّر الواقع ليبدو أجمل، وسأترك مهمة زرع الثقة والتحشيد لقادة هذه الجماهير المنتخبة منها أو"المبرشتة" و"الكأنها" أيضًا. أرى من واجبي أن أكتب عما ألمسه من خطر حقيقي تنزلق إليه إسرائيل ويوازيه خطر لا يقل خطورة تنزلق إليه قرانا ومدننا. قادتنا يفتقدون لما أجاده قادة عصر التكوين والانزراع في الوطن. وأرى أنهم يعانون من صدوع في شرعية قيادتهم. حقي أن أكتب عن هذا لا سيّما أن الرأي السائد يتغنى بميادين التحرير المرتعشة في البلاد العربية، ألم نتفق أن أهم ما قوّض جرّاء هذه الارتعاشات كانت مسألة شرعيات تلك الأنظمة مقابل شرعيات من هوّج الريح وأقام العواصف. إنني ألمس أن قطاعات واسعة من جماهيرنا اليقظة الحية لن تكتفي إلى أجل غير مسمى بروايات تمجيد الماضي وحكايات الصمود الغابر على أهمية ذلك التاريخ. ذلك لأن أجيال اليوم ولدت بعد تلك الحكايا الكبيرة وتاريخ ساحات "أيار" وما سبقها وما لحقها. أجيال اليوم ولدت في عصر تتحوّل فيه جرائد الورق تذكارات سيجدها الهواة في دكاكين "السوفينير"، لذا أرى أن التحدي أمام من يؤمن بتعاليم لينين أن يجتهد ويفتي برأيه ويتخيل التصرف الذي كان لينين سيفعله، وأي موقف سيتخذ إزاء دنيا "الإنترنت" وعالم "أيفون" و"أيباد". هل سيبقى موقفه من مسألة "التنظيم الحزبي" و"الجريدة الحزبية" كما يردده اليوم بعض من الشيوعيين؟.
أخال أن المقاربة عن إيمان الشيوعي اليوم بدور الجريدة الحزبية كما رآها لينين في عشرينيات القرن الماضي تشبه إلى حد بعيد، إيمان شعب "ألآمش" في أمريكا الذي يحرّم استعمال السيارة، أو تشبه كل فتاوى الاقتداء الأعمى بالسالفين.
تستفزني تلك القراءات المغالطة لما أكتب، وتوجعني تلك التي تتعالى وتنتفش بريش العقائد والمبادئ كي لا تجابه واقعنا الخطير.
لا أبالغ إذا قلت إن الانتخابات ستدار في معظم القرى والمدن بمحرّكات غير سياسية وغير حزبية. في معظم المواقع العائلات هي أساسها، والتحالفات تخاط بإبر هجينة وبخيوط مسمومة تستل من كباكيب هي أقرب لأصابع الديناميت.
الأحزاب، غالبًا، ليست في التركيبات الأولى ومعظمها تنتظر على مقاعد الاحتياط تترقب فرصة ورضا المدرب وأصحاب الملاعب والفرق. هذا واقع خطير إليه أشرت وقلت إن الخاسر الأكبر منه كانت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة. لأسفي لم يتناول أحد من قادتها وكوادرها ما قلته من باب المسؤولية ونقاش المصلحة العامة. بعضهم راح يكتب مدافعًا عن تاريخ حزب لم ولن أمسّه، وآخر يغمز على "عيوبي" ونواياي المبيتة تجاه الجبهة والحزب!، بزَّهم جميعًا الأمين العام للحزب الشيوعي الذي وجدها فرصة ليؤكّد أن النظام والانصياع للحزب واجب مقدس، وإلّا "قد يكون هناك جانب من الصواب في قاعدة الظلم ولا حلّة الحكم". لقد خفت عندما أنهيت قراءة ثوابته؛ النضال ضد الاستعمار والرجعية العربية والصهيونية. تخيّلت ما كان قد يصيبني أنا والمسؤولين في جريدة الاتحاد الحزبية، لأنهم خانوا ولاءهم للحزب ولتعاليم لينين فيما يخص دور الجريدة الحزبية والكتابة فيها.
الواقع أمامكم كقرون الوعل. النضال ضد الاستعمار والرجعية والصهيونية باق، ولكن كيف يعفيكم هذا من محاولة تفسير غياب "الجبهات" واندثارها بشكل مطلق في قائمة طويلة من قرانا ومدننا؟ كيف تبخّرت وفي بعضها كانت ترأس مجالس قرى عديدة وأعضاؤها يملأون المقاعد والمحافل؟ نناضل ضد الاستعمار، ولكن على من تقع مسؤولية هذه الخسائر؟
نحن بصدد تحديد مستقبل قرانا ومدننا، يعني بيوتنا وبيوت أولادنا، ولذلك أقول لمن سيستل أقلام الردح والاستخفاف ولمن سيشهر طبول التنقير، لمن يجيد فهم المقروء ولمن لا يجيد: نعم البيت ليس فقط بيتكم، إلى ماض ليس ببعيد كان البيت الآمن الوحيد إليه لجأت الجماهير، أصحابه لم يؤمنوا بأن "الظلم ولا حلّة الحكم"، فمن يؤمن هكذا سيسعى لما سعى إليه "الأمير"، ولا بد للغاية من تبرير الوسيلة. هذا سيكون بيتًا "للأمير" وعندها لن تجد الجماهير فيه مطرحًا، أيعقل؟



#جواد_بولس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يسار يوك!
- بالطول بالعرض
- عربٌ ونَكَب
- حرّاس التبويل
- حين تصير لندن جالية
- كلّ يغني على -شيخاه-
- الحركة الأسيرة: معدا خاوية من أجل الحياة
- الأمل سَرِيّ
- سلام فيّاض خسارة أم وهم
- صفحة من حياة جليليٍّ في القدس
- عندما أهداني زاهي وهبي دولة
- ألّلهمّ أبعد عنّا الفتنة!
- تحيا الخبيزة
- -هنيئًا لك يا إسرائيل-
- سامر الفلسطيني
- يوم الأسيرة
- عهدك بسّام
- أتركها أقفالًا على ضمائرهم
- أكذبُ من جيش الإنقاذ
- سلامٌ على منسف يوحّد بيننا


المزيد.....




- غموض كبير يلفّ زواج جيف بيزوس ولورين سانشيز.. فهل انكشف أخير ...
- مخزونات اليورانيوم المخصب.. إيران تعلن انفتاحها على نقله لكن ...
- كان يُعتقد أنه قُتل.. ظهور قائد إيراني رفيع بمراسم التشييع ف ...
- هل يمكن أن تعالج العقول الاصطناعي العقول البشرية؟
- نقص حليب الأطفال يهدد حياة أطفال رضع في غزة
- ترامب ينفي تقارير عن مساعدة إيران في برنامج نووي سلمي
- ترامب يدفع لهدنة في غزة.. ما الشروط الجديدة لوقف إطلاق النار ...
- إنجلترا تحت لهيب الصيف: موجة حر جديدة قد تحطم الأرقام القياس ...
- تشييع قادة وعلماء بطهران وترامب ينفي دعم نووي إيراني سلمي
- ناجون من جحيم غزة، باحثون فلسطينيون يحاولون إعادة بناء حياته ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - ما هكذا تورد الإبل