أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - عربٌ ونَكَب














المزيد.....

عربٌ ونَكَب


جواد بولس

الحوار المتمدن-العدد: 4157 - 2013 / 7 / 18 - 16:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عربٌ ونَكَب
جواد بولس
مهما حاولت وسائل الإعلام المحلية نفخ أحداث الاحتجاج التي أسميت، من باب الأماني، بيوم الغضب، تبقى الحقيقة مقلقة والنتيجة واحدة: مشاركة الجماهير كانت خجولة، لا ترقى لضجيج ما أطلق من دعوات واستنجاد وتبقى علامة الاستفهام حول دور وأهمّية ما يسمى بقيادات الجماهير العربية تكبر من حدث إلى حدث.
بعض المئات من المواطنين العرب شاركوا في مظاهرات احتجاجية على ما سمي بقانون "برافر" الذي يستهدف اقتلاع البدو من النقب. بعض المشاركين اعتقلوا، ضربوا وما زالت التداعيات تخبو. بعض الشرطة كانوا من العرب وهكذا كان بعض حرس الحدود وكذلك المحققين والسجانين والقضاة.
في الواقع، ما جرى كان انعكاسًا لحالة القصور التي تعتري ما صار يسمى مجازًا "قيادة الجماهير العربية" وتجسيدًا لادّعاء غير واقعي هو أقرب للافتراء منه إلى الحقيقة. هل يتوقع هؤلاء القادة أن الجماهير غافلة، وأنها في البداية والنهاية قطعان تساق متى عنّ لهؤلاء أن يحتموا بها وكأنّهم على قلب واحد ويسعون من أجل هدف ومصلحة واحدة.
من الجائز أن تعتمد هذه القيادات على قصر ذاكرة الجماهير العريضة، ولكنّها تخطئ حينما تستمر بممارساتها "القيادية" المفرغة من عناصر القيادة الأوّلية؛ وحدة في الهدف والمرجعية والمصلحة.
قبل عامين أغرقنا بعض القادة بعشقهم لتركيا أردوغان. بعضهم أعادنا إلى أحضان خلافة سيعمُّ خيرُها على بلادنا، وغيرهم حاول أن يقنعنا بأنّ "الطيّب" خليفة جمال عبد الناصر، فهنيئًا للقومية العربية واستبشروا يا عرب. اليوم ما زال بعضهم يؤمن أن الطيّب سند وضمانة لمستقبل وعندهم ما زال هو العنوان والمآل، ولكن آخرين تراجعوا وطفقوا يصِمون "الطيّب" بالخيانة والعمالة. مسطرة هذا تقيس موقف الطيّب ممّا يجري في مصر أمّا مسطرة الخائبين ترصد موقفه ممّا يجري في سوريا.
بالمقابل نما إلى مسامعنا، ما حاولت قيادة حزب "التجمع" أن تخفيه أو على الأقل أن لا تعلنه، لقد قام وفد من حزب "التجمع" بزيارة عمل لقطر، وربما لتقديم التهاني لأميرها الجديد. مواقف حزب "التجمع" تتغيّر وكأنها على رمال متحركة. في أيام "مرمرة" هلّلوا لتركيا ولدورها ولزعاماتها، أمّا اليوم فمن الصعب تحديد موقفهم إزاء هذا النظام، فهو يقف مع قطر في قضايا ترسيم المنطقة وما يحاك لمستقبلها من مكائد، وهو كذلك مرتبط برباطات متينة مع حلف الناتو وإسرائيل. لقد اختلط حابلهم بنابل الواقع الساطع المرير.
"الحركة الإسلامية" تدعم مواقف أردوغان، لا من أجل عيون فلسطين ولا كرمى لمصلحة الجماهير العربية في إسرائيل، مبرّرات مواقفها وتبريرات ذلك لا تعتمد معايير وطنية فلسطينية ولا تقتصر على مفاهيم تخص قضايا الجماهير المصيرية.
أمّا قادة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة فيصفّقون لبوتين وقادة روسيا، الشيوعيون منهم ما زالوا يعيشون على رائحة الاتحاد السوفياتي العظيم، لم يفيقوا بعد من تلك السقطة. المسطرة لديهم هي عداؤهم التاريخي المستمر لأمريكا، فحيثما تكون أمريكا يكونون في الضد (لقد خانتهم تلك المسطرة في بعض المحطّات التاريخية)، بعضهم يعزز عشقه لبوتين وزمرته بموقف هؤلاء ممّا يجري على الساحة السورية ويرفضون أن يروا ما كان موقف هذه الروسيا في ليبيا مثلًا أو في العراق وغيرها وكذلك يصمّون آذانهم عندما يصرح وزير خارجية روسيا قبل أيام وهو يستقبل وزيرة القضاة ومسؤولة المفاوضات تسيبي ليفني. على مسامع العالم أفهم لافروف الفلسطينيين أن روسيا لن تدعم خطوات أحادية الجانب من قبل الفلسطينيين، وأن روسيا لن تعترف بدولة فلسطين في مجلس الأمن إذا تهرّب الفلسطينيون من استحقاق عودتهم للمفاوضات. لم ينزعج رفاقنا عندما طمأن الرفيق لافروف مستمعيه بأن لروسيا علاقات جيّدة مع أصدقائها الأمريكيين لا سيما مع وزير الخارجية كيري.
ما يشاهده المواطن العادي هو عبارة عن "شربيكة" كبيرة. مسرح يعجّ بحركات لممثلين بعضهم مقنع بقناعات عجيبة غريبة، بعضهم مغرق "بالمييك أب"، بعضهم قتلت ملامحه الأصلية عشرات من عمليّات التجميل. كلّهم يتحركون بهيستيريا، يصرخون وللعجب على مسرح معتم.
نحن في ظلمة. قادة بيننا يصفّقون لقطر ولأميرها، وهنا يلعنون إسرائيل وقوانينها، كيف لنا أن نصدّق هؤلاء؟ قادة بيننا يصفقون "للطيّب" وهو في حضن أمريكا وإسرائيل ويلعنون مرسي، فكيف يجوز ذلك؟ بعضهم يصفّقون لمرسي وللطيب ويلعنون إسرائيل والناتو فكيف لنا أن نصدق هؤلاء؟ قادة لنا تصفق للافروف لأنّه يحب اليوم الأسد ويحمي عرينه في سوريا، لا يريدوننا أن نقرأ ونسمع ونشاهد من يكون البوتين هذا وزمرته، فكيف لنا أن نصدّقكم؟
يهيبون بالمواطنين ليذودوا عن وطن وأرض ولا يستشعرون أن القوم قد سئمهم، فمن يقفز من حضن أمير خائب عابث لن يستجلب معه إلّا بعضًا من صدّيقين وكثيرًا من السحيجة والمستفيدين، ومن يحتمي بعباءة متأسلم منتفع حليف لسلاطين العصر لن يستجمع إلّا حفنة من مؤمنين بررة ومئات ممن يقتاتون من على طاولات السلاطين. ومن ما زال نائمًا في حضن امبراطورية درست لن يقوى إلا على بعض من الثوّار المغاوير وأكثر على جنود من ذلك الحرس القديم.
هنا أوّلًا وهنا آخرًا. هكذا كتبت وسأستمر. عودوا إلى هنا فستجدون جماهيرَ لن تقبل بالذلّ والمهانة، لن يفيدكم "طيب" ولا "مرسي" أو "أسد"، ألا ترون ما المصيبة والقضية: المقاوم عربي، السجين عربي، القاضي عربي، المحقق عربي، المدّعي عربي، حارس الحدود المعتدي عربي، الناطق باسم الخارجية والداخلية عربي وحارس السجن عربي.. أين إسرائيل من كل هذا؟ ستكون هناك على الأرض في النقب. هكذا عندما تفقد الجماهير بوصلتها فمتى سيفيق شيخ المينا؟



#جواد_بولس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرّاس التبويل
- حين تصير لندن جالية
- كلّ يغني على -شيخاه-
- الحركة الأسيرة: معدا خاوية من أجل الحياة
- الأمل سَرِيّ
- سلام فيّاض خسارة أم وهم
- صفحة من حياة جليليٍّ في القدس
- عندما أهداني زاهي وهبي دولة
- ألّلهمّ أبعد عنّا الفتنة!
- تحيا الخبيزة
- -هنيئًا لك يا إسرائيل-
- سامر الفلسطيني
- يوم الأسيرة
- عهدك بسّام
- أتركها أقفالًا على ضمائرهم
- أكذبُ من جيش الإنقاذ
- سلامٌ على منسف يوحّد بيننا
- في انتظار عنترة
- انت عربي، انت خطير!!
- ليس للدهر صاحب


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - عربٌ ونَكَب