|
المخرج السينمائي سعد سلمان ﻟ - الحوار المتمدن -: الشعراء والأدباء حيث لا يفرقون بين الصورة الشعرية وشاعرية الصورة
عدنان حسين أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 1203 - 2005 / 5 / 20 - 11:01
المحور:
مقابلات و حوارات
عبر رحلته الفنية الطويلة أنجز المخرج السينمائي العراقي سعد سلمان عشرة أفلام تسجيلية وروائية قصيرة وطويلة. وقد حقق في السنوات الأخيرة حضوراً مهماً بعد أن عرضت بعض القنوات التلفازية الفرنسية عدداً من أفلامه، كما عرضت بعض الصالات السينمائية الفرنسية فيلمي " المحاكمة، ويغداد أون- أوف ". ومن بين أفلامه التي أخرجها بين الأعوام 1982 و 2002 هي ( بسبب الظروف ) (80 دقيقة) و ( كان يامكان، بيروت ) (20 دقيقة) و ( رامبو، ساعة الهروب ) (52 دقيقة) و (من على شرفة رامبو) (20 دقيقة) و ( إحكي لي شيبام ) (43 دقيقة) و ( الطريق )(30 دقيقة) و ( تنويعات على الحجاب ) (3 1 x دقيقة) و ( فيزا إلى الفردوس ) (60 دقيقة) و ( المحاكمة K: عمر ردّاد ) (95 دقيقة ) و ( BAGHDAD ON/OFF ) (86 دقيقه). وبمناسبة عرض فيلمه في مهرجان السينما المهاجرة الذي نظمته مؤسسة " أكد للثقافة والفنون " في مدينة لاهاي الهولندية التقاه ( الحوار المتمدن ) وكان لنا معه هذا الحوار * كيف إهتديت إلى الكاميرا، أو العين الثالثة بالتوصيف الإستعاري؟ هل كنت تُدرك بحِسكَ الفطري الجمال الكامن في خطاب ( ثقافة الصورة ) قبل ثلاثة عقود أويزيد؟ هل لك أن تحدثنا عن المحفزات الأولى التي صنعت منك مخرجاً سينمائياً متميزاً؟ - عندما كنتُ طالبا في معهد الفنون الجميله ببغداد، وفي أثناء عملي على إخراج مسرحية صاموئيل بيكيت – في إنتظار ﮔودو- لاحظتُ محدودية المسرح، سواء في التعبير، أو على مستوى التنفيذ. وذلك تابع إلى ضرورات وحدة المكان، ومتغيرات الزمان وشروط العرض. أذكر أني صرحت آنذاك، بأن المسرح مات، وما مسرحية – في انتظار ﮔودو – إلا المسمار الأخير في نعش المسرح. قد يبدو هذا التعميم قاسياً ووقحاً في أن يصدر عن طالب مبتدىء في المسرح وقبل ثلاثين عاماً، لكن الحقيقة الآن، أن لغة الصورة قد تحولت إلى ثقافة بحد ذاتها، تجاوزت كل وسائل التعبير الأخرى، وقد عمل التلفزيون على إدخالها لكل بيت على إمتداد المعمورة. أن للصورة سحرها، وينتشر تأثيرها، ليس فقط على الوعي، ولكن على اللاوعي. فتداعيات الصورة عند الملتقي، تتغير بتغيير الملتقي، إنه لفضاء رحب، تتمدد فيه الصورة، على الوعي واللاوعي. أن الدرس الحقيقي في السينما، تعلمته على يد الأستاذ المونتير المرحوم صاحب حداد الذي كان يعمل في أستوديو بعلبك في بيروت في فترة الستينيات والسبعينيات، وهو الذي أجبرني على أن أفكر تفكيراً سينمائياً، ليس عبر الكلمات والمفاهيم، بل من خلال الصورة و مكوناتها. وفي إعتقادي أن أكثر الأوهام عن السينما هي ما يحملها الشعراء والأدباء حيث لا يفرقون بين الصورة الشعرية وشاعرية الصورة. * في بعض حواراتك الصحفية تشير من طرف خفي إلى ( اللغة السينمائية التجديدية في بعض أفلامك) ما طبيعة التجديد الذي تتحدث عنه، وهل نستطيع القول أنك مخرج سينمائي ( تجريبي ) تحاول أن تذهب في المغامرة إلى أقصاها؟ وهل لك أن تتوقف عند بعض أفلامك التي تنطوي على المغامرة والتجريب؟ - ليس هناك من إبداع من دون تجديد. إن العملية الإبداعية هي بحد ذاتها عملية تجديدية على كل المستويات، وإلا ما معنى أن أنجز فيلماً معمول سابقاً، وليس فيه أي إضافة للموروث ؟ ما معنى أن اقضي ثلاث سنين في إنجاز فلم أستطيع أن أرى مثيله بثمن بطاقة دخول لصالة سينما؟ كل فلم هو مغامرة، اللغة السينمائيه تتحمل التجريب والتجديد لأنها لغة وليدة، وليس لها إلا قرن من العمر. هي ما زالت تحبو على أربع. وحالنا مع اللغة السينمائية وإحتمالاتها وأبعادها كحال طفل مع لعبة يحاول أن يفك طلاسمها، بالتجريب تارة وبالعبث تارة أخرى. نحن لم نعش بعد عصر ثقافة الصورة، إننا نحث الخطى بأتجاه هذا العصر. * كيف تنبثق في ذهنك فكرة الفيلم، أو بالأحرى كيف تشطح في مخيلتك المكونات الأولى لثيمة الفيلم الأساسية؟ هل تنطلق من الواقع أم المخيلة، وما هي حدود الحلم أو ( الفنتزة ) في أفلامك السينمائية؟ - هنا سندخل في دهاليز العملية الابداعية، إن ولادة فكرة الفلم لا تتم بمعزل عن الحياتي واليومي المتحرك دوماً. ولا نعرف بالضبط متى واين تكونت؟ وكيف تطورت؟ وأين الواقع أو الخيال؟ هذه الأسئلة لا ترد على البال حين يبدأ الفلم بأخذ مكانه في حواسي. إن مدة حمل الفلم لا تقاس بالأشهر أو السنين، ولكن بمقدار الفيض الحسي، ومتطلبات الواقع. بمعنى إيجاد المعادلة القلقة بين الفيض والواقع. الباقي تحدده الموهبة، والخبرة المهنية، ودرجة إخلاص الفنان لنفسه. * كيف تدوزن العلاقة بين الزمن الواقعي والزمن السينمائي؟ هل لديك آلية محددة في التعاطي مع هذه الثنائية الإشكالية؟ - عندما نتحدث عن الإبداع فليس هناك من آلية معلومة، وإنما مجموع آليات تتداخل، وبالنسبة لي ليس هناك من إشكاليه مع هذه الثنائيه فالزمن الواقعي زمن موضوعي والزمن السينمائي – شخصي - وحين أعمل أفلامي فإني أركز على الزمن الشخصي، الزمن الذي أتلاعب فيه، الزمن الذي اطوّعه ليوصلني إلى المكان الذي أريده حتى هذه العمليه تتحكم فيها عدة معادلات حيث يتدخل المزاج، الذوق العام، وحتى الإيقاع الداخلي للفنان. * لكل فيلم بنية سينمائية محددة، هل تعتمد بنيتك السينمائية على تصعيد الخط الدرامي للحدث أو للقصة أو للرواية، أم أنك تعوّل على المنحى البصري للفيلم وما ينطوي عليه من مؤثرات سينوغرافية أخرى، أم أنك تسعى لسبر أغوار الشخصيات، والكشف عن فحواها الإنساني الذي يتعلق بالحدث المُراد معالجته، أو التعاطي معه فنياً؟ - كل هذا وذاك أن الفلم مادة بصرية، وهذه المادة لا يمكن لها أن تؤثر إلا إذا كانت مصحوبة بمؤثرات سينوغرافيه من تشكيل وضوء وألوان وحركة، شخصياً أعتمد أساساً على الصورة، وأعطيها كل ثقتي في إيصال ما أريد إيصاله. * كيف تختار الممثلين في أعمالك السينمائية؟ هل لديك معايير محددة لهذا الإختيار؟ وكيف تتعامل مع الممثل الذكي لا يستطيع أن يكون طيعاً على الدوام؟ وما هي الحدود التي تتيحها لمثل هؤلاء الممثلين الذين يتخطون الدوائر الحمر التي يرسمها المخرج المهيمن الذي يحاول أن يبسط سيطرته على كل مواقع العمل تقريباً؟ - بصراحة لا أعرف عما تتحدث، إن معايشة ولادة فلم أو لوحة أو قصيدة شعر لا تتحمل هذه المفردات، مثل، أن يبسط سيطرته، ليس هناك من سيطرة تفرض، هناك إجماع عند كل كادر الفلم بأن ينجح العمل، وكل حسب موقعه يساهم في هذه المهمه. دور الممثل معروف وكذلك الفنيين وأساساً يرجع القول الفصل للمخرج، والمخرج المسيطر على أدوات عمله لا يجد صعوبة في التعامل مع بقية الكادر من ممثلين وفنيين. اما الدوائر الحمر فأنها بأختصار ليس لها مكان في العملية الابداعية. * في فيلم " Baghdad on – off" أضفت صوت الفنان صلاح الحمداني لاحقاً، ألم يرتبك إيقاع الفيلم صوتياً، وهل تعتقد أن هناك فرقاً فنياً لو أنك سجلت الصوت على الفيلم مباشرة؟ هل لك أن تتحدث لنا عن تقنيات تحميض الصوت؟ - إيقاع الفلم صوتياً تحدده العناصر المكونه لهذا الشريط، وقد جاء صوت صلاح الحمداني ليس كأضافة، ولكن كجزء أساسي، ومكوِّن للإيقاع، أما تقنيات الصوت فقد اصبحت أكثر أمانه في التعبير نتيجة التقدم العلمي وتطور الأجهزة، ولكن للأسف نلاحظ أن بعض المهرجانات، وخاصة في العالم العربي، لا تحترم الصوت كثيراً، بل تحطمه نهائياً كما في الاسماعليه والقاهره حيث عجزت الجهات المسوؤلة على تنظيم المهرجانات أن تجد الإمكانيات الفنيه لتوفير عرض واحد بمقايس الجوده العادية، ولم أكن المخرج الوحيد الذي عانى من هذا النقص، بل أن جميع المخرجين شاركوني هذا الاستياء من إنعدام الحرفيه عند هؤلاء الموظفين في وزارة الاعلام والثقافه المصرية. * ما دمنا منغمسين بالحديث عن التصوير كيف يحدد سعد سلمان زاوية النظر، وكيف تطوّع حركة الكاميرا، وهل تستعين بأكثر من كاميرا في التصوير لتسيطر على أغلب الزاويا في المحيط المُستهدف لكي تُتاح لك حرية أكبر أثناء المونتاج؟ - إن لكل حالة معالجاتها الذاتيه النابعة من إعتبارات خصوصية الموضوع وظرفه ما هو صالح لهذا الفلم لا يمكن أن يكون مفيداً لفلم آخر مثلا حركة الكاميرا المضطربة القلقة الخائفة أدت غرضها لنقل مشاعر الخوف والريبه في فلم BAGHDAD On/Off ولكن في فلم آخر ستكون هذه الحركه ممجوجة لأنها ببساطه لا تتناسب مع روحية الفلم، وما يريد توصيله ولهذا فأنني على أشد الحذر من إطلاق تنظيرات مسبقة. * تقنياً هل تميل إلى اللقطات الطويلة أم القصيرة، بمعنى آخر هل لك أسلوب محدد يخرج عن سياق العمل الإعتباطي؟ ما حدود الإرتجال في التصوير الأولي للعمل الفني؟ -عندما أتهيأ للتصوير لا أطرح الاسئلة بهذا المنظار، الإرتجال ليس اعتباطاً، للإرتجال شروط وإستعدادات أولها السيطرة الكامله والمحكمة على أدوات العمل وتقنياته. * كيف تتعامل مع الموسيقى التصويرية للفيلم، وهل تعتقد بضرورة إنسجام الموسيقى مع الصور المتلاحقة، أم أن لك رأياً آخر؟ - الموسيقى وحدها لا تفي بأي غرض وما تسميه الموسيقى التصويرية هو حسب إعتقادي موسيقى مصاحبه، وتعتمد على ثقافة المخرج ودرجة تذوقه الموسيقي، ولكني أستعمل الموسيقى في أفلامي ليس من أجل مصاحبة الصورة ولكن من أجل إعطاء بعدٍ آخر للصورة. ليس هناك موسيقى منفصلة في الفلم عندي. الشريط الصوتي وحدة متكاملة من التنهدات إلى الانفجارات مروراً بالموسيقى. * الكثير من المخرجين السينمائيين وظفوا سيرهم الذاتية في أفلامهم، هل ينطبق هذا الأمر على المخرج سعد سلمان، وهل تنوي الإفادة من سيرتك الذاتية في عمل لاحق؟ - إن سيرتي الذاتيه مبثوثة في كل أعمالي. * كثيرة هي الأعمال القصصية والروائية العراقية هل تفكر في إخراج بعض الروايات العراقية في المستقبل، خاصة وأن العراق مقبل على مرحلة جديدة ينبغي أن تأخذ فيها الفنون المكانة المناسبة التي تليق بها؟ - إذا توفر النص والرغبة فلم لا؟ * كتبتَ العديد من القصص القصيرة، كيف تكتب نصك الإبداعي، وهل لعين الكاميرا دور في رسم معالم المشهد القصصي؟ - إحدى الصحف الفرنسيه أطلقت عليّ لقب حكواتي الصور وذلك أثناء الحديث عن فلمي " إحك لي شيبام ". إن السرد الحكواتي والتحرك ضمن فضاءات الصورة والإعتماد أولاً على منطق تداعي الصور، ومخاطبة الأحاسيس قبل العقل هو ما أسعى إليه باستمرار. * أخرجت العديد من الأفلام التسجيلية، كيف تتعاطى مع الفيلم التسجيلي؟ هل تظل أميناً في تصوير الواقع أم أنك تتجاوزه لأسباب فنية أخرى؟ - أنا لا أؤمن بهذه التسميات، إن موضوع الفلم وشرطه هما اللذان يحددان شكله النهائي، ولعل هذه المزاوجة بين ما هو واقعي وما هو متخيل تعطي للحياة طعماً آخر وتنقذنا من الجنون. * الجمهور العراقي في هولندا كان متشوقاً لمشاهدة Baghdad on / off ) ) . .ترى هل حصد هذا الفيلم الإقبال نفسه في المهرجانات العديدة التي قاربت الثلاثة عشر مهرجاناً عالمياً؟ وهل لك أن تقول كلمة بحق الجمهور العراقي في هولندا. . كيف واجهت هذا النمط من المشاهدين؟ - الفلم ينبش في الداخل العراقي وفيه إشارات لها مدلولات عند العراقي لا يستطيع كائن من كان غير العراقي أن يتوغل فيها، وهذه المداليل لم تأتِ من العدم، وأنما تضع العراقي أمام وجه، هو وجهه، لربما لا يريد أن يراه. ولهذه الإعتبارات فأن كل عرض للجمهور العراقي هو إمتحان وإستفتاء على حق أو بطلان أي أطروحة في الفلم. وهنا إسمح لي أن أعقب على لقاء هولندا. بالتأكيد ان فكرة إقامة لقاء للسينما العراقيه المهاجره هي فكرة جيده رغم غموض هذا المفهوم، وقد صارحت الأستاذ ياسين النصير بهواجسي من هذا الغموض، وكانت الفكره أن يجري بحث هذا المفهوم، وتحديد ما المقصود بالفلم العراقي المغترب. أليس من الأصح القول بأغتراب السينمائي العراقي، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث. وقد حضرت اللقاء وكنت على علم مسبق نتيجة لتجاربي في كل المهرجانات العربيه بأنه ليس لها جمهور، ولكن المفاجأة كانت في قدرة إدارة المهرجان، وإسم الناقد ياسين النصير من تعبئة جمهور عراقي متنوع الإهتمامات والإنتماءات وذو نوعية في التلقي أثارت إعجابي، وجعلتني أطمئن على المستقبل من خلال حضور جيل شبابي ومتحمس مليء بالمشاريع، وله القدره على فعل الكثير والعطاء، لقد إلتقيت بشباب يستحق التوقف عنده والثقة فيه. * الجمهور العراقي في هولندا كان متشوقاً لمشاهدة Baghdad on / off ) ) . . ترى هل حصد هذا الفيلم الإقبال نفسه في المهرجانات العديدة التي قاربت الثلاثة عشر مهرجاناً عالمياً؟ وهل لك أن تقول كلمة بحق الجمهور العراقي في هولندا. . كيف واجهت هذا النمط من المشاهدين؟ - لقد عرض الفلم في أكثر بلدان العالم، وقد رافقته في أكثر من مناسبه، وواجهت جمهوراً متنوعاً وفضولياً ومشبعاً بتجارب سينمائيه متعددة المصادر. وفي هولندا وأمستردام وحدها عُرض أكثر من مرة في أهم مهرجان عالمي للأفلام الوثائقيه، وكان فلم الإفتتاح لمهرجان منظمة العفو الدوليه العالمي، وللحقيقة أقول إن مواجهة جمهور عراقي لها طعم مختلف، وهذه الحالة عشتها أيضاً عندما عرض الفلم في بغداد مؤخراً. *بعد أن سقطت الدكتاتورية، هل تعتقد أن رهان السينمائيين أو المثقفين عموماً قد سقطت هي الأخرى. . أعني ما هي المحاور الفكرية أو الرؤيوية التي ستتكئ عليها تجربتك الفنية في السنوات القادمة؟ - منذ مجئ الدكتاتوريه للعراق كنت اتمنى أن اشهد عملية سقوطها، وقد عملت بهذا الإتجاه بالقدر الذي تسمح به إمكانياتي ولربما أن أكون مقصراً، ولكن هذا الحلم قد تحقق بالشروط التي نعرفها، الآن أطرح السؤال. كيف سيتم التعامل مع الواقع الجديد في العراق، وأين موقعي كعراقي في عملية البناء التي يبدو أنها ستكون قاسيه ومليئة بالمطبات الفكرية والسياسية؟ على المستوى الشخصي أنا متحمس لهذا التحدي، وأقبل به كتحدي في الزمان والمكان. إن حجم الخراب هائل، ومهمة البناء أكثر هولاً، وخاصة على المستوى الروحي والأخلاقي، وهذا لا يتم إلا من خلال محاسبة النفس والسؤال كيف تمكنت البربرية منا وسيطرت على حواسنا، وإستقرت في وجداننا، وفي إعتقادي أن مبدأ عفا الله عما سلف إن كان يصلح على منتسبي الدوله المدنيين فأنه قاتل إذا طبق على صناع الوعي الجماعي من صحفيين وفنانين بكل الحقول وتربويين لأن تركة الماضي تتمثل أيضاً في طريقة عمل وتفكير زرعها نظام له مصالح آيديولوجيه من الثقافة والإنتاج الثقافي، وما زلنا مرعوبين من خراب المشهد الثقافي العراقي على الأقل من الناحية الاخلاقية. التسامح لا يعني التواطؤ مع الوضع الراهن يجب مصارعته ليس بالأقصاء، ولكن بتفويت الفرصه على من تربوا في مدرسة النفاق الفكري والاجتماعي، أن يحتلوا مكاناً في العراق الجديد وذلك من خلال مبادرات فرديه تتوازن مع ما هومطلوب. * نقدياً لو أردنا أن نصنّف فيلم Baghdad on / off ) ) فإنه ينضوي تحت توصيف الفيلم التسجيلي والروائي في آنٍ معاً. هل تعمدت المزج بين هذين النوعين السينمائيين المعروفين لتخرج بنتيجة ( مهجنّة ). هل هو نوع من التجريب والمغامرة الفنية، وهل تحتمل السينما بوصفها فناً واقعياً صرفاً هذا النوع من المغامرة غير مأمونة العواقب؟ - إن الإبداع أساساً، مغامرة، غير مأمونة العواقب. وكل عمل فني، يبقى مشروعاً للفشل، حتى نجاحه، إني لا أؤمن بالتصنيفات، وعندما أبدأ بعمل ما، فأن إهتماماتي تنحصر، أولاً بكيفية إيصال ما أريد إيصاله، بأبسط الطرق وأحلاها. لوتتبعت مسار أفلامي، منذ الفلم الاول – بسبب الظروف- إلىBaghdad on / off ) ).ستجد، أن همّ البحث عن لغة متفرده، وشخصيه، لم يفارقني منذ أكثر من عشرين سنة التي تفصل الفلم الأول عن الأخير. ما معنى الفن إن لم يكن أداة لإستكشاف الحياة ودرابينها؟
#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المخرج خيري بشارة لـ - الحوار المتمدن -: في الفيلم التسجيلي
...
-
المخرج السينمائي قاسم حَوَلْ لـ - الحوار المتمدن -:عندما تسق
...
-
المخرجة الأمريكية - مصرية الأصل - جيهان نُجيم: أشعر أن هناك
...
-
لماذا لم تندلع الثورة الذهبية في أوزبكستان، البلد الذي يسلق
...
-
الأصولية والإرهاب: قراءة في مستقبل الإسلام والمسلمين في هولن
...
-
المخرج فرات سلام لـ - الحوار المتمدن -:أتوقع اقتراب الولادة
...
-
موسوعة المناوئين للإسلام - السلفي - والجاليات الإسلامية - ال
...
-
التراسل الذهني بين فيلمي (ان تنام بهدوء) و(معالي الوزير) الك
...
-
الرئيس الجيورجي ميخائيل ساكاشفيلي والثورة الوردية: حليف أمري
...
-
فرايبيرغا، رئيسة لاتفيا الحديدية: تتخلص من تبعية الصوت الواح
...
-
-المخرج فرات سلام في شريطه التسجيلي الجديد - نساء فقط
-
صمت القصور - فيلم من صنع امرأة: كشف المُقنّع وتعرّية المسكوت
...
-
في زيارته الثالثة لأوروبا خلال هذا العام جورج بوش يحتفل باند
...
-
سمفونية اللون - للمخرج قاسم حول: شريط يجمع بين تقنيات الفيلم
...
-
الروائي بختيار علي لـ - الحوار المتمدن -: النص لا يخضع لسلطة
...
-
في جولته الجديدة لكل من لاتيفيا وهولندا وروسيا وجيورجيا جورج
...
-
التشكيلي سعد علي في معرضه الجديد - المحبة في مدينة الليمون -
...
-
الملكة بياتريكس في يبويلها الفضي: لا نيّة لها للتخلي عن العر
...
-
نزلاء حتى إشعار آخر - للمخرج فرات سلام: فيلم تسجيلي يقتحم قل
...
-
المخرجة الإيرانية رخشان بني اعتماد: - سيدة أيار - إدانة صارخ
...
المزيد.....
-
بيلوسي لـCNN: يجب استبعاد الحرب كحل لأي صراع.. ونتنياهو انحر
...
-
نانسي بيلوسي لـCNN: ندعم إسرائيل دائمًا ولكن هذا لا يعني منح
...
-
بكين تدعو إلى تعميق العلاقات بين الجيشين الروسي والصيني
-
بيلاوسوف: روسيا والصين تتبنيان مواقف مشتركة تجاه الوضع في ال
...
-
مجلس الأمن يدعو إلى -احترام سلامة قوات اليونيفيل-، وحزب الله
...
-
صورتها على كل شيء وفي كل مكان.. سباق القطة -هالو كيتي- يقام
...
-
نتنياهو أمام انتقادات بسبب غياب استراتيجية ما بعد الحرب
-
حسما لحالة الجدل حول مصيره.. التلفزيون الإيراني يعرض مشاهد ل
...
-
كان ملكا لترامب.. تعرض يخت أمير سعودي شهير لأضرار بالغة في ت
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن اكتشاف مجمع ضخم لـ-حزب الله- تحت الأرض
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|