أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المنصوري - الديانات : الهندوسية .. السيخية















المزيد.....


الديانات : الهندوسية .. السيخية


سامي المنصوري

الحوار المتمدن-العدد: 4209 - 2013 / 9 / 8 - 09:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقتطفات مختصره للتعريف
الهندوسية ..
هي ديانة وثنية يعتنقها معظم أهل الهند ، وقد تشكلت عبر مسيرة طويلة منذ القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى وقتنا الحاضر كما أنه لا يوجد لها مؤسس معين ، ولا يعرف لمعظم كتبها مؤلفون معينون.
المطلب الثاني :نبذة تاريخية
تتحدد نقطة البداية في العقيدة الهندوسية مع بداية الخلق ، حيث تبدأ بوجود عملاق في السماء اسمه ( براهما ) يدَّعي أنه (الإله ) حين يقول : ( أنا أقوى من السماء وأعظم من الأرض وأرفع من كل هذه الأجرام والكواكب حولي.. أحتوي كل شيء وأكمن في كل شيء ،لا تدركني الحواس ، لأني أنا حقيقة الحقيقة.. أنا براهما ).
ولكن (براهما ) الإله كان غير سعيد لأنه وحيد . فقرر أن يصنع شيئاً( وبأطراف أنامله صنع براهما شيئاً هائلاً كبير الحجم يكاد يعدل جسمه : "عملاقاً وعملاقةً تعانقا"). هكذا عقيدة الهندوس في خلق الإنسان ثم إن الهندوس لا يفوتهم تلفيق القصص الخيالية في كيفية وجود الحيوانات والحشرات ،فبعد أن تناسل من العملاقان البشر( أطلت المرأة إلى رجلها وتساءلت : كيف استطاع ذلك العملاق أن يخرج مني كل هذه الكائنات ..... إنه لشيء رهيب ، خارق ، شيء يجعلني أبتعد عنه وأختفي عن ناظريه !!).
فاختفت الزوجة فعلاً ، ولكن كيف؟( اختفت في صورة بقرة ،ولكن الزوج كان في إمكانه أن يصنع نفس الشيء .... فانقلب ثوراً وزاوجها ،وكان بازدواجهما أن توالدت الماشية. ثم هربت منه وتحولت إلى فرس فكان هو الآخر تحول إلى جواد وتناسلا. ثم تحولت الزوجة إلى حمارة فحول نفسه الآخر إلى حمار وتناسلا ثم تحولت إلى نعجة ، فتحول كبشاً، لتكون الماعز والخراف ..وهكذا كلما تحولت الزوجة العملاقة إلى صنف معين من أصناف الحيوانات تحول الزوج العملاق هو الآخر إلى نفس الصنف ليتناسلا حتى بلغ وجودهما في التدرج إلى حيث النمل(131)!!،هكذا بدأت قصة الخلق كما يراها الهندوس .ومرت الهندوسية بفترات تاريخية ، كان لها الأثر في عقائد الهندوس . حددها المؤرخون بثلاث حقب زمنية تمثلت في الأدوار الآتية :
دور الآباء وتوحيد الله :وكان الهنود الأصليون منقسمين إلى عشائر وجماعات متفرقة ، وكان رب كل بيت هو القاضي والكاهن في منـزله
دور الكهنة :بعد مرور أجيال عديدة من أصحاب الدور الأول ظهر الكهنة على مسرح الحياة، فأنشأوا الطقوس وأحدثوا الديانة المؤسسة على التثليث . وتوسع نفوذ الكهنة في هذا الدور ، فقسموا المجتمع إلى طبقات وأوجدوا الاختصاصات والامتيازات
دور الإصلاح :وعهده قبل المسيح u بستمائة سنة تقريباً ، حيث ظهر رجلا الإصلاح وهما(بوذا و مهافيرا ) على الأسس البرهمية .
المطلب الثالث :طبقات الهندوس
تميزت الهندوسية بالنظام الطبقي فيها ، وفيما يلي بيان ذلك :
1)البراهمة : وهم الذين خلقهم الإله (براهما) من فمه فمنهم المعلم والكاهن والقاضي وهم ملجأ الجميع في حالات الزواج والوفاة ، ولا يجوز تقديم القرابين إلا في حضرتهم وسموا براهمة لأنهم لا يؤمنون بالرسل إلا ابراهيم .
2)الكاشتريا:وهم الذين خلقهم الإله من ذراعيه ، يتعلمون ويقدمون القرابين ويحملون السلاح للدفاع .
3)الويش : وخلقوا من فخذ الإله، وهم طبقة التجار والمزارعين وعلى المزارع تربية المواشي وعلى التاجر
معرفة قوانين التجارة ويجب عليهم الاعتناء بمهنتهم .
4)الشوادر المنبوذين) : وهم الذين خلقهم الإله من قدميه ، وعملهم مقصور على خدمة الطوائف الثلاثة الأولى .
المطلب الرابع :عقائد الهندوس
تتمثل عقائد الهندوس في أربع عقائد أساسية هي :
( الكارما ) ( تناسخ الأرواح ) ( الانطلاق ) ( وحدة الوجود ).
الكارما : "( قانون الجزاء ) أي أن نظام الكون إلهي قائم على العدل المحض ، هذا العدل الذي سيقع لا محالة إما في الحياة الحاضرة أو في الحياة القادمة ، وجزاء حياةٍ يكون في حياةٍ أخرى ، والأرض هي دار الابتلاء كما أنها دار الجزاء والثواب "
تناسخ الأرواح :
التناسخ هو رجوع الروح بعد خروجها من جسم إلى العالم الأرضي في جسم آخر. فعندما يموت الإنسان تخرج الروح منه وتدخل في جسد مولود جديد ولد لتوه ، فإذا كان الإنسان صالحاً في حياته انتقلت روحه إلى مولود ولد في طائفة أعلى من طائفته أما إذا كان فاسداً في حياته فإن روحه تنتقل إلى مولود ولد في طائفة أدنى ، ثم إذا ظل فاسداً في حياته التالية يولد عليلاً ، ثم إن استمر في الدورة الثالثة فاسداً فإنه سيولد حيواناً ، وإن استمر فاسداً فسوف ينحدر في كل مرة إلى مستوى أدنى في مراتب الحيوانات حتى يولد بعوضة أو برغوثاً .
أما الذي يستمر في حياة صالحة بعد حياة صالحة،فيرتقى كل مرة إلى طائفة أعلى حتى يصل إلى طبقة (البراهمة ) بعدها إن كان صالحاً بعد أن وصل إلى هذه الطائفة ، فإن دورة الحياة تنتهي ولكن روحه تتحد مع ( براهما )
الإله ، وهذا ما يسمى بـ ( النير فانا ) وهذه أعظم سعادة يمكن أن تتمناه روح .
الانطلاق : وهو ما ذكرناه من امتزاج الروح مع (براهما ) واتحادها به .
وحدة الوجود: وتعني أن الحياة خلقت من الروح ، فالإنسان ليس جسمه وحواسه لإنها تموت وتبلى ، بل الإنسان هو الروح وهي أزلية أبدية مستمرة غير مخلوقة .
وقال (سانكرا ) في فلسفة وحدة الوجود (إن الروح الإنسانية هي جزء من الروح العالمية) .
عقائد أخرى :
(الإله في فكر الهندوس )
لقد أعجب الهنود بمظاهر الكون وظنوا أن لها أرواحاً تكمن فيها قوى كامنة ، بيدها أن تمنحهم ، فخلقوا لهم منها آلهة متعددة ، كل آلهة ترمز لظاهرة معينة ، فالمطر له إله وللنار إله وللسماء إله وللأرض إله ، وللعاصفة إله ، وللشمس إله ، وللنبات إله.. الخ وجسدوا لهذه الآلهة أصنام لكي يعبدوها .
وللهنود نـزعتان فيما يتعلق بالإله ، نـزعة الوحدانية ونـزعة التعدد .
فإذا دعوا إلهاً من هذه الآلهة المتعددة اثنوا عليه وتقربوا إليه ومجدوه وسموه برب الأرباب حتى يغيب عن أذهانهم بقية الآلهة (وكانوا إذا دعوا إلهاً من آلهتهم أو أثنوا عليه أو تقربوا إليه بقربان أقبلوا عليه بكل عواطفهم وجل ميولهم حتى يغيب عن أعينهم سائر الآلهة والأرباب ) .
الثالوث الهندوسي :
كما يعتقد الهندوس بثالوث الآلهة ، وهي نفس الفكرة لدى النصارى ، حيث اقتبسوها من الديانة الهندوسية .
والثالوث الهندوسي هو الذي يسيطر على الكون .
براهما : سيد جميع الآلهة ، فهو القوة الخالقة للطبيعة .
فشنو: إله الحب والذي كثيراً ما ينقلب إلى إنسان ليقدم العون للبشر .
شيفا : إله القسوة والتدمير وهو تجسيد للقوة الكونية التي تعمل على تخريب صورة الكون ، وهو لا يظهر عادةً
إلا في ميادين القتال والمعارك الضخمة .
الحيوانات المقدسة عند الهندوس :
فكما جعلوا من الظواهر الطبيعية آلهة كذلك جعلوا لبعض الحيوانات قداسة مثل الفيلة والقردة والأفاعي ، أما البقرة فهي أكثر الحيوانات قداسة مما ترتب عليه من إعطائها الحرية المطلقة في التجوال عبر الطرقات كيف شاءت ومتى شاءت ولا يجوز للهندوسي مهما كانت الظروف أن يأكل لحمها ،وقد جعلوا لها تماثيل في كل معبد ومنـزل وميدان هذا كله لاعتقادهم أن هذه الحيوانات مصادر قوة ضخمة ترمز جيداً إلى القوة الكبرى التي تسيطر على هذا العالم الكبير .
المطلب الخامس :أهم كتب الهندوس
لهم أعداد كبيرة من الكتب ، ولكنها صعبة الفهم غريبة اللغة مما ألجأهم لتأليف كتب كثيرة لشرحها . ومن أهم كتبهم :
الويدا : وهو يتألف من أربعة كتب ، كل كتاب يختص بشيء .
قوانين (منو ) : عبارة عن شرح للويدات ، بينت معالم الهندوسية ومبادئها وأسسه.
وهناك كتب اخرى أقل مرتبة مما سبق :
مهابهارتا : ملحمة هندية وهي تصف حرباً بين أمراء من الأسر المالكة.
كيتا : تصف حرباً بين أمراء من أسرة ملكية واحدة .
يوجا واسستها : تحتوي على أربعة وستين ألف بيت بيد مجموعة من الناس ، فيها أمور فلسفية ولاهوتية .
رامايانا : يعتني هذا الكتاب بالأفكار السياسية والدستورية وفيه خطب لملك اسمه (راما) .
والديانة الهندوسية هي اليوم أكثر الديانات انتشاراً في الهند أتباعها يربون على المليار نسمة، منهم 890 مليون نسمة يعيشون في الهند في شبه القارّة الهندية وقد اختفت كثير من الطقوس القديمة ماعدا طقوس الزواج والوفاة والحج إلى نهر الجنجز ليتطهروا من الذنوب والآثام .
أما الطوائف بين الهندوس فقد زاد عددها إلى تسع عشرة ألف طائفة ، وكذلك زاد عدد الآلهة من ثلاثة وثلاثين إله إلى مئات الآلهة .



السيخية


التعريف :

السيخ: جماعة دينية من الهنود الذين ظهروا في نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر الميلاديين داعين إلى دين(*) جديد زعموا أن فيه شيئاً من الديانتين الإسلامية والهندوسية تحت شعار"لا هندوس ولا مسلمون". وقد عاد المسلمين خلال تاريخهم، وبشكل عنيف، كما عاد الهندوس بهدف الحصول على وطن خاص بهم، وذلك مع الاحتفاظ بالولاء(*) الشديد للبريطانيين خلال فترة استعمار الهند. وكلمة سيخ كلمة سنسكريتية تعني المريد أو التابع.

التأسيس وأبرز الشخصيات:

كابر، ولد من أبوين هندوسيين في بنارس، وعرف عنه نقده لديانة آبائه الهندوسية.

المؤسس تاناك ويدعى غورو أي المعلم، ولد سنة 1469م في قرية ري بوي دي تلفندي التي تبعد 40 ميلاً عن لاهور، كانت نشأته هندوسية تقليدية.

لما شب عمل محاسباً لزعيم أفغاني في سلطانبور، وهناك تعرف على عائلة مسلمة ماردانا كانت تخدم هذا الزعيم. وقد أخذ ينظم الأناشيد الدينية، كما نظّم مقصفاً ليتناول المسلمون والهندوس الطعام فيه.

درس علوم الدين، وتنقل في البلاد، كما قام بزيارة مكة والمدينة، وزار أنحاء العالم المعروفة لديه وتعلم الهندية والسنسكريتية والفارسية.

ادعى أنه رأى الرب حيث أمره بدعوة البشر، ثم اختفى أثناء استحمامه في أحد الجداول، وغاب لمدة ثلاثة أيام ظهر بعدها معلناً "لا هندوس ولا مسلمون".

كان يدّعي حب الإسلام، مشدوداً إلى تربيته وجذوره الهندوسية من ناحية أخرى، مما دفعه لأن يعمل على التقريب بين الديانتين فأنشأ ديناً جديداً في القارة الهندية، وبعض الدارسين ينظرون إليه على أنه كان مسلماً في الأصل ثم ابتدع مذهبه(*) هذا.

أنشأ المعبد الأول للسيخ في كارتاربور بالباكستان حاليًّا وقبل وفاته عام 1539م عيّن أحد أتباعه خليفة له، وقد دفن في بلدة ديرة باباناناك من أعمال البنجاب الهندية الآن، ولا يزال له ثوب محفوظ فيه مكتوب عليه سورة الفاتحة وبعض السور القصيرة من القرآن.

خلفه من بعده عشرة خلفاء معلمون أخرهم غوبند سنغ 1675 – 1708م الذي أعلن انتهاء سلسلة المعلمين.

صار زعماؤهم بعد ذلك يعرفون باسم المهراجا ومنهم المهراجا رانجيت سنغ المتوفى سنة 1839م.

الأفكار والمعتقدات:

خلفية فكرية:

يدعون إلى الاعتقاد بخالق واحد، ويقولون بتحريم عبادة الأصنام، وينادون بالمساواة بين الناس.

يؤكدون على وحدانية الخالق الحي الذي لا يموت، والذي ليس له شكل، ويتعدى أفهام البشر، كما يستعملون عدة أسماء للإله(*) منها واه غورو والجاب، وأفضلها عند ناناك "الخالق الحق" وكل ما عداه وَهْمٌ (مايا).

يمنعون تمثيل الإله في صور، ولا يقرون بعبادة الشمس والأنهار والأشجار التي يعبدها الهندوس، كما لا يهتمون بالتطهر والحج إلى نهر الغانج، وقد انفصلوا تدريجيَّا عن المجتمع الهندوسي حتى صارت لهم شخصية دينية متميزة.

أباح ناناك الخمر، وأكل لحم الخنزير، وقد حرم لحم البقر مجاراة للهنادكة.

أصول الدين(*) لديهم خمسة بانج كهكها أي الكافات الخمس ذلك أنها تبدأ بحرف الكاف باللغة الكورمكية، وهي:

1- ترك الشعر مرسلاً بدون قص من المهد إلى اللحد، وذلك لمنع دخول الغرباء بينهم بقصد التجسس.

2- أن يلبس الرجل سواراً حديداً في معصميه بقصد التذلل والإقتداء بالدراويش.

3- أن يلبس الرجل تباناً وهو أشبه بلباس السباحة تحت السراويل رمزاً للعفة.

4- أن يضع الرجل مشطاً صغيراً في شعر رأسه، وذلك لتمشيط الشعر وترجيله وتهذيبه.

5- أن يتمنطق السيخي بحربة صغيرة أو خنجر على الدوام، وذلك لإعطائه قوة واعتداداً، وليدافع به عن نفسه إذا لزم الأمر.

يُعتقد بأن هذه الأمور ليست من وضع ناناك بل هي من وضع الخليفة العاشر غوبند سنغ الذي حرّم أيضاً التدخين على أتباعه، ويقصد بهذه الأمور التميز عن جميع الناس.

معلمو السيخ ينكرون المعجزات والقصص والخرافات ذات الأساطير، إلا أنه على الرغم من ذلك فقد خلَّد السيخ معابد لهم غور دوارا مبنية على قصص تتحدث عن معجزات وقعت.

للمعلم ويسمي عندهم غورو درجة دينية تأتي بعد مرحلة الرب، فهو الذي يدل – في نظرهم – على الحق والصدق، كما أنهم يتعبدون الإله بإنشاد الأناشيد الدينية التي نظمها المعلمون.

يعتقدون بأن ترديد أسماء الإله(*) الناما يطهر المرء من الذنوب ويقضي على مصادر الشر في النفوس، وإنشاد الأناشيد كيرتا والتأمل بتوجيه من معلم غورو كل هذا يؤدي إلى الاتصال بالإله.

يعتقدون بأن روح كل واحد من المعلمين تنتقل منه إلى المعلم التالي له.

هناك بعض التنبؤات وأسمها ساوساكي المائة قصة والمنسوبة إلى المعلم غوبند سنغ والتي تدور حول الانقلابات في الحكم القائم ومجيء مخلص ينشر السيخية في جميع أنحاء العالم.

يؤمنون بولادة الإنسان وموته ثم إعادة ولادته كارما بحيث تتقرر حياة الإنسان المستقبلية على ضوء حياته السابقة، ويتوقف خلاصه على هذه المرحلة.

إن توجيه المعلم غورو أساسي للوصول إلى مرحلة الانعتاق موكا.

يقدسون العدد خمسة الذي له معنى صوفي في أرض البنجاب أي الأنهار الخمسة.

الخلافات الدينية يحلها مجلس ديني يعقد في أمر تيسار وقرارات هذا المجلس لها قوة روحية.

ليس لديهم طبقة دينية مشابهة للبراهمة الهندوس، إذ إنهم – عموماً – يرفضون مبدأ الطبقات الهندوسي كما يعارضون احتكار طبقة البراهمة(*) للتعاليم الدينية.

يقسمون أنفسهم على أساس عرقي.. منهم الجات (قبائل زراعية) وغير الجات، والمذاهبي، وهم المنبوذون، لكن وضعهم أفضل بكثير من وضع المنبوذين لدى الهندوس.

يتزوجون من زوجة واحدة فقط.

أعياد السيخ هي نفس أعياد هندوس الشمال في الهند بالإضافة إلى عيد مولد أول وأخر غورو وعيد ذكرى استشهاد الغورو الخامس والتاسع.

خالصادال (الباختا) :

تعرض السيخ لاضطهاد المغول الذين أعدموا اثنين من معلميهم، وقد كان أشد المغول عليهم نادر شاه 1738 – 1839م الذي هاجمهم مما اضطرهم إلى اللجوء إلى الجبال والشعاب.

قام غوبند سنغ وهو المعلم العاشر بإنشاء منظمة الباختا أي خالصادال التي سمى رجالها "أسوداً" ونساءها "لبؤات".

هدف شباب السيخ أن يصبحوا مؤهلين لأن يكونوا من رجال الخالصادال ويطلعوا على تعاليمها.

إن الخالصادال مجموعة من الشباب الذين يرتبطون بنظام سلوكي ديني قاس، حيث ينصرفون إلى الصلاة والقتال من أجل الحق والعدل الذي يعتقدون به ممتنعين عن المخدرات والمسكرات والتبغ.

صاروا بعد عام 1761م حكاماً للبنجاب وذلك بعد ضعف المغول، حيث احتلوا لاهور عام 1799م. وفي عام 1819م امتدت دولتهم إلى بلاد الباتان، وقد وصلت إلى ممر خيبر في عهد المهراجا رانجيت سنغ ت1839م متغلبين على الأفغان.

عندما وصل الإنجليز حصلت مصادمات بينهم وبين السيخ واضطروهم لأن يتراجعوا ويتوقفوا عند نهر سوتلج واعتبار ذلك حدوداً لدولة السيخ من الناحية الجنوبية الشرقية.

انكسروا بعد ذلك وتراجعوا أكثر، وأجبرهم البريطانيون على دفع غرامة كبيرة وتسليم جامو وكشمير، كما عينوا في لاهور مقيماً بريطانياً يدير بقية مملكة السيخ.

صاروا بعد ذلك شديدي الولاء(*) للإنجليز، بل ساعدوهم على احتلال البنجاب.

تحول السيخ إلى أداة في أيدي الإنجليز يضطهدون بهم حركات التمرد 1857م.

حصلوا من الإنجليز على امتيازات كثيرة، منها منحهم أراض زراعية وإيصال الماء إليها عبر قنوات مما جعلهم في رخاء مادي يمتازون به عن جميع المقيمين في المنطقة.

في الحرب العالمية الأولى كانوا يشكلون أكثر من 20% من الجيش الهندي البريطاني.

انضموا إلى حركة غاندي في طلب الحرية(*) وذلك إثر قيام مشكلات بينهم وبين الإنجليز.

بعد عام 1947م صاروا مقسمين بين دولتين: الهند والباكستان، ثم اضطر مليونان ونصف المليون منهم أن يغادروا باكستان إلى الهند إثر صدامات بينهم وبين المسلمين.

ألغت الحكومة الهندية الامتيازات التي حصل عليها السيخ من الإنجليز مما دفعهم إلى المطالبة بولاية البنجاب وطناً لهم.

على إثر المصادمات المستمرة بين الهندوس والسيخ أمرت أنديرا غاندي رئيسة وزراء الهند في شهر يونيو 1984م باقتحام المعبد الذهبي في أمرتيسار حيث اشتبك الطرفان وقتل فيه حوالي 1500 شخص من السيخ و500 شخص من الجيش الهندي.

وفي يوم 31 أكتوبر 1984م أقدم السيخ على قتل رئيسة الوزراء هذه انتقاماً لاقتحام المعبد، وقد حصلت مصادمات بين الطرفين عقب الاغتيال قتل بسببها عدة آلاف من السيخ يقدرها بعضهم بحوالي خمسة آلاف شخص.

اشتهر السيخ خلال حكمهم بالعسف والظلم والجور والغلظة على المسلمين من مثل منعهم من أداء الفرائض الدينية والأذان وبناء المساجد في القرى التي يكونون فيها أكثرية وذلك فضلاً عن المصادمات المسلحة بينهما والتي يقتل فيها كثير من المسلمين الأبرياء.

كتبهم:

كتاب آدي غرانت وهو مجموعة أناشيد دينية ألفها المعلمون الخمسة الأوائل وتبلغ نحواً من 6000 نشيد ديني، كما ضم إليها المعلم الأخير غوبند سنغ 115 نشيداً نظمها أبوه تيغ بهادور كما تحتوي على أناشيد نظمها شيوخ من الخالصادال الباختا وبعض رجال الصوفية المسلمين من مثل ابن الفارض على وجه الخصوص وبعض شعراء بلاط غورو، وهذا الكتاب هو الكتاب المقدس الذي يعتبر أساس السلطة الروحية لديهم.

أقدم مصدر عن حياة ناناك كتب بعد وفاته بخمسين إلى ثمانين عاماً، ومعظم علماء السيخ يرفضون عدداً من القصص الواردة فيه.

هناك كتابات تاريخية سيخية ترجع إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

لهم كتاب مقدس مكتوب باللغة الكورمكية يسمونه كرانته صاحب.

الجذور الفكرية والعقائدية:

ترجع حركتهم في الأصل إلى ظهور حركة فيسنافا باختي التي بدأت بالظهور بين الهندوس في منطقة التأمل، ووصلت إلى الشمال على يد رامانوجا 1050 – 1137م.

وفي القرنين الرابع عشر والخامس عشر، وبعد الاحتكاك بالمسلمين ، انتشرت هذه الحركة في سهل الغانج.

لذا يقال بأن ناناك 1469 – 1538م لم يكن الأول في مذهبه(*) السيخي هذا، وإنما سبقه إليه شخص آخر صوفي اسمه كابير 1440 – 1518م درس الدين(*) الإسلامي والهندوكي وكان حركة اتصال بين الدينين إذ أراد أن يؤلف بينهما عن طريق التوجيه والتأمل الصوفي.

كان كابير هذا يتساهل في قبول كثير من العقائد الهندوكية ويضمها إلى الإسلام شريطة بقاء التوحيد أساساً، لكنه لم يفلح إذ انقرض مذهبه بموته مخلفاً مجموعة أشعار باللغة البنجابية تُظهر تمازج العقيدتين المختلفتين الهندوسية والإسلامية مرتبطتين برباط صوفي يجمع بينهما.

أصل نظريتهم عن الكون مستمدة من النصوص الهندوسية.

إنهم يحرقون موتاهم كالهندوس.

الانتشار ومواقع النفوذ:

لهم بلد مقدس يعقدون فيه اجتماعاتهم المهمة، وهي مدينة أمرتيسار من أعمال البنجاب وقد دخلت عند التقسيم في أرض الهند.

هناك أربعة عروش تتمتع بالقداسة عقل تخت وهي في أمرتيسار، وأناندبور، وباتنا، وباندد.

لهم في مدينة أمرتيسار أكبر معبد يحجون إليه ويسمى دربار صاحب أي مركز ديوان السيد الملك، وأما سائر المعابد فتسمى كرو داوره أي مركز الأستاذ.

أكثرية السيخ وهم الأقلية الثالثة بعد الإسلام والمسيحية(*) تقطن البنجاب إذ يعيش فيها 85% منهم، فيما تجد الباقي في ولاية هاريانا، وفي دلهي، وفي أنحاء متفرقة من الهند، وقد أستقر بعضهم في ماليزيا وسنغافورة وشرق إفريقيا وإنجلترا والولايات المتحدة وكندا، ورحل بعضهم إلى دول الخليج العربي بقصد العمل.

لهم لجنة تجتمع كل عام منذ سنة 1908م، تنشئ المدارس وتعمل على إنشاء كراسي في الجامعات لتدريس ديانة السيخ ونشر تاريخها.

انشق قسم من السيخ عن الاتجاه العام متبعين ابن ناناك الأكبر وسموا أدواسي إذ يتجه هؤلاء نحو التصوف، أما الخالصادال فلا يؤمنون بانتهاء سلالة الغورو غوبند سنغ العاشر ، بل يعتقدون بأن هنالك معلماً حياً بين الناس ما يزال موجوداً.

لديهم اعتقاد راسخ بضرورة إيجاد دولة لهم وأن ذلك أحد أركان الإيمان لديهم إذ ينشدون في نهاية كل عبادة نشيداً يقولون فيه: "سيحكم رجال الخالصادال" كما يحلمون بأن تكون عاصمتهم في شانديغار.

يقدر عدد السيخ حاليًّا بحوالي 15 مليون نسمة داخل الهند وخارجها.

ويتضح مما سبق:

إن عقيدة السيخ تعتبر إحدى حركات الإصلاح الديني التي تأثرت بالإسلام واندرجت ضمن محاولات التوفيق بين العقائد ولكنها ضلت الطريق حيث لم تتعرف على الإسلام بما فيه الكفاية من ناحية ولأن الأديان(*) ينزل بها الوحي(*) من السماء ولا مجال لاجتهاد البشر بالتلفيق والتوليف واختيار عناصر العقيدة من هنا وهناك.

-------------------------------------------------------
مراجع للتوسع: إعداد الندوة العالمية للشباب الإسلامي
مجلة الدعوة المصرية، العدد 95 – ذو الحجة 1404هـ سبتمبر 1984م.
- Encyclopaedia Britannica, 1974.
- J.D. Cunningham: History of the Sikhs, 2 nd ed. (1953).
- M.A. Macauliffe: The Sikh religion, 6 Vol. (1909).
- Sher Singh: Philosophy of Sikhism (1944).
- Khushwant Singh: A History of the Sikhs, 2 Vol, (1963 – 1966).
- W.H. Ncloed: Guru Nanak and the Sikh religion (1968).






#سامي_المنصوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصابئة المندائية
- البحث عن حضارة الشعب المصري
- الفرقه الناجيه في الاسلام و الفرق الضاله في الاسلام ( ثانياً ...
- الفرقه الناجيه في الاسلام و الفرق الضاله في الاسلام - ( أولا ...
- مصر الاهرامات ليست مصر النبي موسى في التوراة
- القلب و العقل في القرآن
- ردا على مقالة مفردة القلب الذي في الصدور تعني العقل
- رداً على مقالة بعنوان : ألقرآن - أنزل ليخاطب أولي الالباب
- القرآن الحالي مصحف عثمان و عبد الملك بن مروان - موضوع الصلاة ...
- هكذا ارى الله
- اثباتآت أن القرآن بشري ومحرف جزء 4
- اثباتآت أن القرآن بشري و محرف جزء 3
- الدكتور احمد صبحي منصور
- اثباتات ان القرآن بشري ومحرف الجزء 2
- الصراع الاسلامي
- اثباتآت أن القرآن بشري و محرف
- القران اشبه بالصحيفه الحكوميه انذاك
- هل توجد كتب سماويه كلها كتب بشريه ومحرفه
- جميع الكتب السماويه محرفه
- نعم هكذا خلق الانسان الارضي


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المنصوري - الديانات : الهندوسية .. السيخية