أنا وأمي

فضيلة مرتضى

الحوار المتمدن-العدد: 4208 - 2013 / 9 / 7 - 20:34
المحور: الادب والفن
    

أنا وأمي
فضيلة مرتضى
لأني من الحزن .......والحزن ليس مني
أنا بنت المحصنات .....والسلاسل يكبلني
لم أطلب القمر .............ولا هو طلبني
أستقبلتني أمي بعد المخاض بالنحيب.......
عند أول صرخة مني.......................
وبخرقة بيضاء قيدتني.......................
أرضعتني أمي بالدموع وحزنها ليس مني ومني
x x x
كل ظني القمر جزيرة وعلى سواحله يلملمني
ومركب في الموانئ يرسي ويرسيني
وأذرع في الشدائد يحيطني ويحميني
وموطن وجنة في غربتي يأويني
وحضن دافئ يمتص اشتياقي وحنيني
أسكن في رحابه وعطره يملأ أركاني
ينفض الغبار عني ويعطر مجرى شرياني
وحرير يلف جسدي .................
وملاذ يحتويني في حالات جنوني......
× × ×
سنون العمر تمضي وحلم الجزيرة أعياني
صرت له عبدآ ........وظلمه وظلاله أبكاني
ممنوع النظر.. ممنوع الكلام .. ممنوع التمني
مسموح العمى مسموح السكوت مسموح التجني
في يوم هزني الريح ........... أبعدني عني
أمعنت النظر.............أغلقني
حاولت الكلام ...........أسكتني
ثمنت القمر ..............خنقني
في زنزانة الموتى أمي تخاف علي ومني
حبسوها بسجن الذكر ......والعورة أني
أشبه أمي ..... والسلطان خيب ظنها وظني
كل تفاصيلي مثلها ماغير الزمن همها وهمي
صرخة أمي خرساء ......وأنا أصرخ بدمي
تغطيني بحزنها ........وحزنها يدمرني
أصب سيول الدمع من عينيها في دمعي
فالخوف واحد والقيد واحد والقاسم المشترك المتجني
× × ×
حلمي بعيد عني ........كقلبي
أمي قريبة مني وسجنها كسجني
أمي وطن تأويني تمسح آلامي وشجوني
على الريح نزرع الآمال والخيبة تلاحقني
أنا الأرض منذ ولدت بغير ذنب يقتلوني
يخرج من رحمي الأنثى والذكر..
وعلى صدري تنام زهوري
أنا الزهرة أين ما أكون بيد الموت يقطفوني
× × ×
سعيت الى حلمي .. والحناجر سبقتني
وصلت الى رصيف الحلم والأيادي صفعتني
لازلت أنا وأمي والموؤدة في قبضة التجني
زرعوني في الأرحام وبأصابع القطن قتلوني
وبصخرة الموت ان عصيت ضربوني
كيف ينام الجناة؟! حين الى الموت قسرآ رحلوني
لكني عرفت باني.................
في سجلات المواليد العورة أني
ولأني من الحزن............والحزن ليس مني
القصيدة تخص النساء المضطهدات في المجتمع الذكوري
2/9/2013

#فضيلة_مرتضى (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل