أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فضيلة مرتضى - أين أنت ياأبي















المزيد.....

أين أنت ياأبي


فضيلة مرتضى

الحوار المتمدن-العدد: 4096 - 2013 / 5 / 18 - 13:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عام 1964 صعد حزب البعث الفاشي الى السلطة والجميع يعلم أبعاد وأشكال هذا الصعود . بمجرد أستلام هذا الحزب الفاشي للسلطة ,بدأت تشكيلات أجهزة القمع والسطوة واتخذت طابع تنفيذ جميع أوامر الحاكم الأوحد والمستبد دون قيد اوشرط وبعقول جامدة فقط مطيعة لولي النعم , والحاكم لايسمع أي صوت أعتراض او شكوى وحتى الشكوى للباري عز وجل ممنوع, والا المصير الموت . بدأ يدق طبول الحرب دون ملل وبفخر لأن المعبود يعشق الحرب وسيول الدم كالأسلاف الفاتحون, وتجمع حوله ثلة من الفاسدين وشيمتهم المنافع الشخصية والمكاسب اللاشرعية حتى ولو كان على حساب رقاب العالم جميعآ. والحاكم كان يقلد أعتق دكتاتور في العالم ألا وهو { هتلر} الذي صعد الى السلطة عام 1933 . وحاكم العراق المقبور صدام حسين لم يكمل تقليده للفاشي هتلر في نهاية سلطته , حيث أن الأول أنتحر بعد فشله في الحرب ووضع نهاية لسلطته الدموية بخاتمة الأبطال حسب أعتقاده حيث كان يعتبر نفسه بطلآ أسطوريآ ولايمكن قهره وفشله في المعارك.وأما قائد الأمة والمؤمن فضل خاتمة مخزية بأختفائه في حفرة وسقوطه وقتله بطريقة لاتشرف زعماء العرب وكانت بداية النهاية لدكتاتوريات أخرى من بعده . سياسات خاطئة وطبول للحرب والأرهاب والقتل المنظم وخنق الحريات ومصادرة ممتلكات وهروب ملايين من المواطنين الى مختلف بقاع الأرض ,كانت نتائجه سقوط هذا النظام الفاسد على أيادي أناس كانوا في الأمس سببآ لجلوسه على العرش والتحكم في السلطة والهيمنة على الرقاب.
كانت أمريكا تلوح بورقة التغير في العراق ومنطقة الشرق الأوسط وتتخذ ذريعة تغير خارطة التغير ونشر الديمقراطية وبناء الشعوب معتمدآ على دوره في المانيا واليابان والتغير الذي حصل في المنطقتين بأستعمال القوة في البداية وبعدها نشر الديمقراطية على حسب خطتهم المرسومة . والخطأ الكبير الذي أرتكبته أمريكا لم يدرسوا جيدآ وضع العراق وأعتمدوا على أعتقادهم فقط . الوضع العراقي مختلف تمامآ عن وضع المانيا وحتى اليابان لانهما أساسآ دولتان كان فيهما من التحضر يؤهلهما للتغير السريع. وأما في العراق الوضع مختلف حيث انه بلد عشائري وفيه قوميات وطوائف وديانات ومعتقدات كثيرة والمجتمع العراقي مجتمع أسلامي وله تقاليد وعادات مختلفة ومن الصعوبة بناء مجتمع جديد فيها ,وهنا لااقصد المستحيل وانما اقصد صعوبة التغير وأسلوب القوة ردة فعله نتائجه وخيمة وشاهدنا ذلك في افغانستان والعراق ولو أن هناك فارق كبير بين العراق وأفغانستان من حيث الموقع الجغرافي والمجتمعي, ولهذه الأسباب فشلت امريكا في العراق وأفغانستان ولازال الصراع قائم في المنطقتين. نعود الى سقوط الطاغية صدام حسين في 2003 ويوم سقوطه أعظم حدث حيث عجز الشعب العراقي من الأطاحة بحكمه لأنه كان مدعومآ من قبل قوى عظمى ولأن دوره لم يكن مقررآ بالأنتهاء. ومع الأسف لازالت أيادي صغار الفاشية تلعب بمقدرات الشعب العراقي المنكوب.
فبمجرد سقوط صدام حسين وفرحة العراقيين بالخلاص ونهوض حزب البعث من الصدمة بدأوا بتشكيل أجهزة قمع وأرهاب جديدة وبأساليب بشعة وتخندقوا في ملعب البعث الصدامي وبدأوا بدق طبول الحرب كعادتهم لان قائدهم رحل وترك لهم أسلوب التآمر والتخندق والأرهاب, وسارعوا للأنضمام الى القاعدة والتعاون معهم وتشكيل قاعدة لزعماء القاعدة في العراق وأحدهم الزرقاوي الذي قتل في الأراضي العراقية . وغرضهم نشر الفوضى والأرهاب والطائفية وقتل اكبر عدد ممكن من العراقيين ظنآ منهم بهذه الطريقة يستطيعون العودة لسلطة البطش من جديد. الآن الساحة مفتوحة أمامهم لأن الأغلبية من عناصرهم متواجدين في مكانات حساسة في الدولة العراقية هذا أذا اساسآ هناك دولة سليمة موجودة. كثيرون كانوا السبب في تأجيج الأزمات وزرع الفتنة الطائفية في الوطن . والآن يحضرني وجه أعلامي ظهر قبل سقوط النظام وبعده وصاحب صحيفة مشهورة في العاصمة البريطانية لندن , وكيف كان يصرخ عبر التلفاز في قناة الجزيرة وبشكل يومي ويردد{ لاتتركوهم يرتاحون,اقتلوهم , حاربوهم } كلامه موجه الى العابثين بمقدرات الشعب العراقي والى الآن يعاني الشعب العراقي من هؤلاء المرتزقة والله اعلم الى متى.
كان التغير على يد أمريكا وبأخذ قرار دولي مصدق في منظمة الأمم المتحدة والتغير عن طريق الحرب أي بأستعمال القوة والشعب العراقي كان الضحية دفع ويدفع الى الآن الثمن غاليآ ويعيش حالة غير طبيعة لايشبه حالة أي دولة من دول العالم في الغرابة.
تدرج الحكومات بعد السقوط لم يكن بمستوى طموحات الشعب العراقي من حيث الكفاءة والمقدرة والحكمة .وصراع الكتل السياسية والأحزاب فيما بينها وكثرتها في الساحة العراقية , والأنانية وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه الشعب والأمة,وزرع الفتنة والطائفية والفوضى في عموم البلاد , ووجود منظمات أهلية وخارجية وعصابات صدامية ودور دول الجوار بدعم المنظمات الداخلية والخارجية في نشر الفوضى جميعها أسباب تعرقل وتؤخر العملية السياسية من النجاح وتدمر كل الحلول الممكنة للوصول الى أسلم طريقة لأنقاذ البلاد من كارثة أعظم. الآن البلد غارق في مشاكل كبيرة وحل هذه المشاكل كما يقال عند الأزمات يحتاج الى عصا سحرية, وهذا غير ممكن مع الأسف . والتوجه الى طاولة التفاهم أيضآ مستحيلة لأن العقول مغلقة تمامآ والفرقاء هم فرقاء. ............. أين انت ياأبي؟! ..... كنت تردد دائمآ مقولتك الشهيرة{ من لاعقل له حياته عذاب} وفعلآ في العراق يوجد رؤوس دون عقول ومعذرة من أصحاب العقول النيرة التي تعاني من سجن عقولهم في سراديب السجون والرؤوس المهمشة في زمن الرؤوس بدون عقول . ورحمة الله عليك ياأبي نفتقد عقول كعقولكم النيرة. المجتمع العراقي اليوم يمر بأصعب فترة ونستطيع ان نقول انها فترة مظلمة في حياته السياسية الغير مستقرة والفضل يعود الى دول التحالف وامريكا الذين لم يحسبوها صح ومعادلتهم كانت ناقصة فالذي يريد أن يكون له دور في بناء الشعوب وترسيخ الديمقراطية فيه عليه ان يفهم قبل كل شئ طبيعة الشعوب وتاريخه وحضارته ومعتقداته واصوله العرقية وماشابه ذلك.مبالغ ضخمة سخرت للتغير في العراق وافغانستان كان الأجدر بهم مساعدة الدول الأفريقية التي تعاني من الفقر والجوع والمرض ومساعدة الشعب العراقي لأزالة النظام بنفسه لو كانت نواياهم سليمة لنشر الديمقراطية في المنطقة , وان كانت نواياهم سليمة أذن رؤوسهم بدون عقول لان الرأس الذي في داخله العقل السليم يكون نتائج أعماله سليمة وتكون حياته وحياة المحيطيون به سعيدة وآمنة والف رحمة تنزل عليك ياأبي, حاليآ أتذكر مقولتك حين كنت تقول{من لاعقل له حياته عذاب}.
17/5/2013



#فضيلة_مرتضى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطوات الى الأمام
- الشهداء
- الرحيل
- زيارتي لبغداد وخيبة امل
- رحلات في فضاءات شاعر
- انطباعاتي عن سفرتي لمنطقة الأقليم والوسط في الوطن
- وقفة مع الاثر
- بمناسبة الذكرى السنوية للمرحوم داود سلمان اللاعب الدولي العر ...
- سيدة السلام
- أنا والثلج والماضي وفرهاد
- دورها مهم جدآ في المجتمع ....ولكن!؟
- الوطن والواقع المؤسف
- انفاق الظلام
- القطة والسلطان
- كرامة المرأة ومطرقة العنف
- القمر
- المسافة بين الحلم والتحدي
- الشبح الاسود
- الاثر
- ضريح في الخلاء


المزيد.....




- الأفارقة يخسرون نحو 70 مليون دولار بسبب رفض طلبات تأشيرات شن ...
- بولتون يعلق لـCNN على الضربات الأمريكية: الهجوم قد يُمهّد لت ...
- عرائس بلا تيجان.. صيحة زفاف النجمات في صيف 2025
- تفجير انتحاري في كنيسة بدمشق يودي بحياة 22 شخصا على الأقل
- باريس ترسل طائرة عسكرية لإجلاء مواطنيها من إسرائيل
- اليوم الـ11 من المواجهة: واشنطن مستعدّة لمحادثات مع طهران وإ ...
- ضربة واشنطن النوعية: هل نجحت -مطرقة منتصف الليل- في شل البرن ...
- -تخطى دوره الرقابي وساهم بإشعال الحرب-.. غروسي في دائرة الات ...
- هند جودة: ماذا يعني أن تكون شاعرا في زمن الحرب؟
- واشنطن أطلقت 75 قذيفة دقيقة التوجيه وأكثر من 24 صاروخ توماهو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فضيلة مرتضى - أين أنت ياأبي