أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - ساعة رملية إبداع يحمل هموم النساء














المزيد.....

ساعة رملية إبداع يحمل هموم النساء


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4206 - 2013 / 9 / 5 - 22:50
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت:
ساعة رملية إبداع يحمل هموم النساء

صدر عام 2012 كتاب "ساعة رملية وثلاث أمنيات" لابنة باقة الغربية الأديبة الشابة عناق مواسي، عن دار الراية للنشر في حيفا، ويقع في 197 صفحة من الحجم المتوسط.
هذا الكتاب وضعني أمام جدليّة الأخذ بيد الكتاب الشباب وتشجيعهم كي يواصلوا دربهم في عالم الابداع، فكان استثناء أخذ بيدي –أي الكتاب- كي أواصل قراءته والانتباه الجدّيّ الى جماليات لغته، وعمق مضمونه، وأعادني الى جدليّة التصنيف الأدبيّ، وكأن هناك صنوفا أدبية مقولبة لا يجوز تجاوزها، أو الخروج عليها، وبما أن عجلة الحياة تدور باستمرار، فأمر مؤكد أن يواكب الأدب ذلك، ولن يتوقف عند حدودٍ رسمها جيل أو أجيال سابقة، وواضح أن الأدب الشبابي يشق طريقه متمردا على المألوف، فالشباب يخوضون تجربتهم الابداعية وقد يأتون بجديد لم يأت به سابقوهم.
وأديبتنا الصاعدة والواعدة عناق مواسي واحدة من كاتباتنا وكتابنا الشباب ابتدأت مسيرتها الأدبية بنشر كتابها الأول"ساعة رملية" بخطى واثقة، وبفنيّة ولغة عاليتين تُرسّخ من خلالها مكانا لها على الخريطة الأدبية، وتثبت أنها ليست مجرد هاوية للأدب، لا تلبث أن تنكفئ على نفسها كما فعل كثيرون ممن سبقوها، فلديها مخزون لغوي ثريّ، وهي تجيد عجن اللغة لترسم لوحات لافتة في جمالياتها، ويبدو واضحا أنّها مأخوذة بجماليات اللغة وفنون البلاغة، فكلماتها شاعرية منتقاة – وإن لم تتعمد ذلك- وهذا من أسرار الموهبة الدافقة. ولو لم يكن الابداع كذلك لكن جميع البشر كتابا وأدباء.
وواضح أن الكاتبة لم تُرد أن تضع نفسها موضعا تصنّف فيها كتاباتها بين دفّتي هذا الكتاب، فاختارت أن تكون نصوصا، ولها ومعها الحقّ في ذلك، فالنصوص الواردة في الكتاب تتراوح بين الخاطرة والمقالة وقصيدة النثر والقصّة، ومع التأكيد على أنّه ليس من حقّ أحد أن يفرض رأيه على الكاتب، إلّا أنّه من البدهيات أن الكتاب عندما يُطبع ويُنشر يصبح للقارئ المتلقي الذي من حقّه أن يبدي رأيه فيه. وكاتبتنا هنا كتبت نصوصا قصصيّة محكمة، لكنها ما لبثت في نهايتها أن أدخلت رأيها بطريقة خطابية مباشرة، مما أخرج النص من فنّيّة القصة الى المقالة الأدبية.
المجتمع الذكوري: كاتبتنا سيّدة فلسطينيّة تعيش في مجتمع ذكوريّ كبقية المجتمعات العربية، هذه المجتمعات التي تُميّز بين الذكر والأنثى في المراحل العمريّة المختلفة، لكن فترة الزواج هي المرحلة الأكثر اضطهادا للمرأة، فالزوج يعامل زوجته كخادمة أكثر من كونها شريك حياة، فمطلوب منها أن تكون الزوجة والأمّ والمربّية وخادمة البيت، وما يتطلب ذلك من طبيخ وغسيل وتنظيف... الخ وقد تكون عاملة أيضا، وما عليها سوى طاعة أوامر السيّد الزوج، وكاتبتنا هنا ليست معادية للرجل، ولا هي ضدّه، لكنّها منحازة لبنات جنسها في محاولة منها لبناء مجتمع متكامل يقوم على المحبة والوئام بين أفراد الأسرة والمجتمع.
فالزوجة تكتب لزوجها في عيد زواجهما رسالة مفعمة بالحبّ، فكتب لها على ظهر البطاقة:" أرجو أن تجهزي لي ملابسي وحذائي الأسود،لأني على موعد مهم غدا في الساعة التاسعة والنصف صباحا، وربما سأتأخر..."ص65.
وعند حديثها عن الزوجين اللذين لم ينجبا في النّص "حلال قطعها"ص71 كانت الزوجة هي المتهمة بالعقم، فقالت الحماة لابنها:"اسمع يا محمد، الشجرة اللي بتثمرش حلال قطعها"ص71 وهذا القول ثقافة شعبية سائدة، وليس وجهة نظر لحماة ما، ورغم معاناة المرأة التي لم تنجب، وشوقها للانجاب الا أن ذلك لم يرفع سيف التهديد بالطلاق عن رقبتها:"سبع سنين عذاب في عذاب، عشتها سطرا من السخرية في دفتر الحياة، انسانة بلا معنى، تكبر في الجيل وتصغر في القيمة، كياني مهدد بالانهيار"ص74.
ونتيجة للثقافة السائدة فقد كانت على قناعة بأنها هي العاقر، ولم تقبل نصيحة إحدى صديقاتها بأن يعمل زوجها فحوصات طبّيّة"مستحيل. زوجي، لا..لا..المشكلة منّي، أنا متأكدة فجميع إخوته أنجبوا، وهذا دليل قاطع على أنه يتمتع بصحة جيّدة."ص75. وعندما طلبت منه اجراء فحوصات طبّيّة مثلها كان ردّه:"صبرت عليك كل السنين، وتحمّلت معك انتظار الفحوصات ومشاوير العلاجات، وكفكفت دموعك لتأتي في نهاية المطاف وتطلبين منّي أن أجري فحوصات،....."ص76 وأقنعوها أنّها هي العاقر، وأن الطلاق سيكون نصيبها، فاستسلمت لقدرها ووافقت على زواجه من أخرى، وتوسّلت إليه أن لا يطلقها لأنّها تحبّه"خذ كلّ ما أملك، وأنا موافقة أن تتزوج لأفرح بأولادك وذريتك، وسأعتني بهم...خذ جواهري وتزوج بها....هذا قدري يا حبيبي وأنا أقبل به، لكن لا تحرمني من أن أكون بجوارك طيلة عمري."ص77. وانعكست الآية بعد ثبوت عقم الزوج بالفحوصات الطبية، فجاءها متوسلا:"أرجوك لا تطلبي الطّلاق، لا تتركيني بعد هذه السنين، أنا أحبّك.........خذي كل ما أملك، وكان قرارها :"ما ذنب زوجي ليترك وحيدا ويموت بحسرته؟ لن ألقي الكأس التي استمرأت منها وبللت عطشي...................لن أرجع الى بيت أبي، سأحافظ على كينونتي الاجتماعية"ص81. ورضيت بنصيبها وتمنت الانجاب للآخرين. وهذا الموقف يذكرني بالفنانة سهام غزالة التي كتبت كتابا عن المرأة، وكان فيه فصل عنوانه"المرأة ليست نذلة كالرجل".
ولو تخلت الكاتبة عن الفقرة الأخيرة في هذا النص لمباشرتها وخطابيتها لكن أكثر ابداعا.وكذلك الحال بالنسبة للفقرة الأخيرة في النص"امرأة قصيرة"ص83.
والأمثلة كثيرة في النصوص على التمييز الذي تعاني منه المرأة في المجتمعات الذكورية، وإيراد أمثلة من النصوص على ذلك لا يغني عن قراءة النصوص كاملة.
3-9-2013
"ورقة مقدمة لندوة اليوم السابع"



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأقصى في خطر حقيقي
- القدس حبيبتي
- مال ونار
- خريف نزهة أبو غوش يطاول الشمس في اليوم السابع
- قضى نحبه....
- دعارة
- عذرا يا رابعة
- بدون مؤاخذة- الشهر الفضيل
- بدون مؤاخذة- الثورة المصرية والديموقراطية
- ساق البامبو في ندوة مقدسية
- بدون مؤاخذة-الاخوان في مواجهة الشعب المصري
- محمد عسّاف يدخل المرحلة الأصعب
- يا هُمّ لالي
- في سوريا ينجرّون الى الذبح مختارين
- محمد عسّاف بدأ المشوار
- التصويت لمحمد عسّاف تصويت لفلسطين
- هل كان أبي وأمّي وأجدادي كفارا؟
- هواجس أسيرة لكفاح طافش في ندوة اليوم السابع
- رواية -يافا تعدّ قهوة الصباح- لأنور حامد في ندوة مقدسيّة
- ساق البامبو وجمالية الفنّ الرّوائيّ


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - ساعة رملية إبداع يحمل هموم النساء