|
العدوان الامبريالي الرجعي المرتقب على سوريا سيفشل في تحقيق أهدافه
عليان عليان
الحوار المتمدن-العدد: 4198 - 2013 / 8 / 28 - 00:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بات واضحاً أن الهجوم الكيماوي على الغوطة ، وفق الوثائق الروسية المتحصلة من صور الأقمار الصناعية ، ووفق التقارير المؤكدة من من المواقع على الأرض خاصة في بلدة جوبر ، والموجودة بحوزة الجيش السوري ، أن مجرمي ما يسمى بالجيش الحر هو من نفذوا الهجوم . وقد جاء هذا الهجوم الكيماوي ، حسب تقديرات وترجيحات الخبراء العسكريين في المنطقة ، في إطار سيناريو مرتب ، نفذه مجرمو ما يسمى بالجيش الحر ، بعد أن وفرت تركيا أردوغان السلاح الكيماوي ( للجيش الحر !! ) تنفيذا لمخطط أمريكي أطلسي وخليجي ، لإلصاق الجريمة بالجيش السوري ، توطئة وكمبرر لشن العدوان على سوريا بهدف عمل جراحة في الجغرافيا السياسية في المنطقة ، عبر تقسيم سوريا إلى عدة كانتونات في إطار مشروع الشرق الأوسط الصهيو أميركي ، وإنهاء حلف المقاومة والممانعة ، الذي شكل سداً منيعاً في مواجهة المشاريع الأمريكية. وهذا العدوان المرتقب والمتوقع في حال حدوثه ، يستهدف إنهاء الدور القومي لسوريا ومعاقبتها على رفضها توقيع معاهدات الذل مع العدو الصهيوني ، ورفضها التطبيع معه ودعمها المستمر للمقاومتين اللبنانية والفلسطينية ، ما يرتب على القوى القومية والتقدمية في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج ، أن تأخذ دورها في التصدي للعدوان ودعم الموقف السوري على مختلف الصعد ، فسقوط القلعة السورية - لا سمح الله – يعني سقوط القلعة الأخيرة من قلاع القومية العربية . ومن تابع مؤتمر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ، وتصريحات وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل ، يكتشف بسهولة حجم التدليس والكذب بشأن قيام الجيش السوري بقصف منطقة الغوطة بالسلاح الكيماوي ، خاصة وأن الأمريكان وقادة دول الغرب عموماً الذين اندغموا في حفل التدليس والكذب ، لا يمتلكوا أدنى دليل حول قيام الجيش السوري بالهجوم الكيماوي ، ناهيك أنهم لا يريدوا أن ينتظروا نتائج التحقيق الخاص باللجنة الدولية التي تحقق بالهجوم الكيماوي. ما يعني أن السيناريوهات الخاصة بالعدوان ، في طريقها للتنفيذ ، وفي هذا السياق نشير إلى ما يلي : أولاً :استمرار الحشد الأمريكي والأطلسي البحري ، قبالة السواحل السورية والذي وصل حتى اللحظة إلى أربع مدمرات ، مزودة بأربعمائة صاروخ كروز . ثانياً: اجتماع الحرب الذي عقد يوم أمس الاثنين ، في مكان سري بالأردن ، بحضور قيادات أركان دول حلف الأطلسي ، وقطر ، والسعودية ، والأردن للتخطيط للضربة العسكرية لسوريا ، وفي إطار توزيع الأدوار. ثالثاً :إعلان البنتاجون حول استكمال تجهيزات الحرب ، بانتظار أوامر الرئيس أوباما وأن الحرب ستأخذ شكل الضربات الصاروخية ، عبر الطائرات القاذفة أو عبر إطلاق الصواريخ المجنحة من المدمرات . رابعاً :التنسيق المستمر بين الولايات المتحدة ، والعدو الصهيوني بشأن الضربة والدور الإسرائيلي فيها ، وقد تمثل بالخط الساخن المفتوح على مدار 24 ساعة بين واشنطن وتل أبيب ، وباللقاء بين رئيس الأركان الأمريكي مارتن ديمبسي ورئيس الأركان الإسرائيلي بيني جانتس بشأن العدوان على سوريا . خامساً: تحديد المهام الخاصة ، بالقوات الأمريكية المتواجدة في الأردن ، بشأن الضربة المرتقبة لسوريا. العدوان الأمريكي حسب تقديرات الخبراء قد يأخذ شكل الضربات الصاروخية للمطارات وشبكة الاتصالات ومراكز السيطرة والقصر الرئاسي والرادارات السورية وشبكات الصواريخ ، ومواقع الأسلحة الكيميائية ، وذلك بهدف شل قدرات الجيش السوري وإفقاده زمام المبادرة ، بعد أن حقق انتصارات كبيرة ، منذ معركة القصير ، وبات يضيق الخناق على عصابات ما يسمى بالجيش الحر ، وجبهة النصرة وأخواتها في الغوطتين الشرقية والغربية وغيرهما من المناطق السورية . هذا من ناحية ومن ناحية أخرى – وحسب الخبراء العسكريين – قد يترافق مع الضربات الصاروخية ، تقدم قوات خاصة من دول الاقليم ، ومن دول الأطلسي للسيطرة على منطقة درعا ، ومناطق متاخمة للحدود السورية التركية ، بغية خلق مناطق حظر جوي للحيلولة دون تحليق الطيران السوري وتحييده . الأمر الملفت للنظر ، هو تماسك القيادة السورية ، والجيش السوري ، والتصرف بثقة عالية حيال مواجهة العدوان المرتقب ، ورفض القيادة السورية الدخول في أية صفقات على حساب ثوابت سوريا القومية ، وما قاله وزير الخارجية السورية وليد المعلم في مؤتمره الصحفي اليوم الثلاثاء : " أن سوريا تفضل تلقي الضربات الصاروخية على عقد أية صفقات مع الإدارة الأمريكية " لمؤشر على صلابة الموقف السوري وثباته على المبادىئ. وما يجب الإشارة إليه هنا ، التصريحات السورية الواثقة ، بشأن إفشال أهداف العدوان وبشأن إصرار الجيش السوري ، على الاستمرار في الحرب حتى هزيمة عصابات التكفيريين ، وقطعان ما يسمى بالجيش الحر ، بوصفهم أدوات للمشروع الصهيو أميركي وللرجعية النفطية ، التابعة للولايات المتحدة الأمريكية . والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : ما هي أوراق القوة بيد الدولة السورية التي تمكنها من التصدي للعدوان المرتقب وإفشال أهدافه ؟؟ تتمثل أوراق القوة لسوريا العروبة فيما يلي : أولاً: أن الجيش العربي السوري تمرس في القتال ، ضمن مختلف الظروف في السياقين الكلاسيكي والعصابي ، ما يمكنه من التعامل بثقة ، مع الوحدات الخاصة الأطلسية والإقليمية ، التي قد تتجاوز الحدود بهدف إقامة مناطق عازلة ، وهزيمتها . ثانياً: أن الجيش السوري ، بات يمتلك ترسانة صاروخية ، من صواريخ ياخونت الروسية وغيرها قادرة على ضرب الأهداف البحرية المعادية قبالة الشواطيء السورية ، ناهيك أنه بات يمتلك القدرة على التمويه الاستراتيجي لإخفاء الصواريخ ، ولعل فشل العدو الصهيوني في تدمير صواريخ ياخونت ، في منطقة اللاذقية لمؤشر على ذلك . ثالثا: أن الجيش السوري ، بإمكانه أن يضرب الغرب الاطلسي ، في مقتل عبر إطلاق مئات صواريخ سكود وياخونت ، على العمق الإسرائيلي ، في تل أبيب والنقب وبقية المدن الإسرائيلية . رابعاً: أن هنالك رديفاً للجيش السوري ، ممثلاً بقوات الدفاع الوطني التي تمرست بالقتال ضد التكفيريين ، وعصابات ما يسمى بالجيش الحر ، يمكن أن تلعب دوراً فاعلاً في التصدي لفلول الارهابيين ، ما يتيح للجيش العربي السوري ، أن يتصدى لقوات العدو التي تسعى لإحداث اختراقات وإنزالات في المناطق الحدودية وفي محيط العاصمة دمشق تحت مبرر تدمير الأسلحة الكيميائية . خامساً : حدوث تحسن ملحوظ ، في الجبهة الداخلية السورية ، لصالح الدولة ولصالح دعم الجيش العربي السوري ، في مواجهة الإرهابيين ، بعد أن اكتشفت جماهير الشعب حقيقة ما يبيت لسوريا من مؤامرات ومستقبل مظلم ، في حال انتصار قوى الإرهاب التكفيرية والأدوات العميلة لواشنطن . سادساً: أن سوريا ترتكز على تحالف وثيق ومتين ومجرب ، مع حزب الله ومع إيران فالحزب وإيران ، ستسبق أفعالهما أقوالهما ، في الوقوف إلى جانب سوريا ضد العدوان عبر إمطار الكيان الصهيوني والقواعد الأمريكية والأطلسية في المنطقة بمئات الصواريخ . سابعاً : يضاف إلى ما تقدم ، استناد سوريا إلى تحالف وثيق مع منظومة دول " البريكس " وهي روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا " ، حيث تلعب روسيا دوراً مركزياً في دعم سوريا عسكرياً وسياسياً . لقد فسر بعض المراقبين ، تصريح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف تفسيراً خاطئاً ، الذي قال فيه "أن سوريا لن تدخل الحرب حال اندلاعها " ، وهذا أمر طبيعي لأن روسيا غير معنية بإشعال حرب عالمية ثالثة ، لكنها معنية بهزيمة أمريكا والقوى الأطلسية ، عبر توفير كل سبل الدعم العسكري والإسناد السياسي ، لكل من سوريا وإيران وحزب الله. وما جاء في مقابلة الرئيس بشار الأسد ، مع صحيفة إزفتيا الروسية ، يفسر ذلك حين أكد على تواصله المستمر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، وعلى أن مصير دمشق مرتبط مع مصير موسكو ، وأن روسيا ستزود سوريا بكل صفقات الأسلحة وفق العقود المبرمة بين البلدين . ثامناً : بداية الحراك الشعبي العربي المتضامن مع سوريا ، في مواجهة التدخل الخارجي والعدوان الأطلسي الصهيوني الرجعي ، حيث أن العديد من القوى والأحزاب القومية والتقدمية العربية ، التي كان موقفها متذبذباً ومتردداً ، من الأزمة السورية ارتباطاً بموقف هذه الأحزاب ألانتقادي ، لإدارة النظام السوري للأزمة في بداياتها ، مما سهل مهمة المؤامرة والمتآمرين- على حد رأيها وتعبيرها - هذه القوى باتت مشدودة للتناقض الرئيسي مع الامبريالية والصهيونية والقوى الرجعية . في ضوء ما تقدم من عوامل وأوراق فإن قوى الشر ستفشل في تحقيق أهداف العدوان بالرغم من الخسائر المادية والبشرية التي قد تلحق بسوريا ، فالأمور في المحصلة تقاس بالنتائج السياسية ، وليس بالخسائر المادية والبشرية .
#عليان_عليان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثورة 23 يوليو المجيدة : ثورتان في ثورة واحدة
-
كفى رهاناً على جون كيري وعلى خيار المفاوضات البائس
-
حملة مكارثية ظالمة ضد الفلسطينيين المقيمين في مصر
-
اغتيال القائد الميداني رائد جندية استحقاق لتحالف حماس مع قطر
-
في مواجهة الإجراءات التهويدية للنقب
-
مرسي يتسول ود أمريكا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق
-
انكفاء مصر في عهد مبارك والأخوان سهل مهمة (إسرائيل) في حوض ا
...
-
مسلسل المصالحة الفلسطينية وسراب الصحراء
-
الحصار المصري الرسمي لغزة لا يزال مستمراً
-
في الذكرى أل (65) للنكبة : العودة تقترن بتحرير فلسطين
-
نريد قيادات تتصدى لمهزلة - تبادلية - حمد بن جاسم
-
حلف شيطاني بين الإرهابيين في سوريا وبين العدو الصهيوني
-
نحو إعادة الاعتبار لخيار المقاومة ونبذ خيار المفاوضات
-
في خندق سوريا في مواجهة العدوان الأطلسي
-
الوعي بالقضية الفلسطينية في مدارس الأونروا
-
مغزى وأبعاد التصعيد النووي الكوري الشمالي
-
نحو انتفاضة فلسطينية ثالثة ...ولكن ؟
-
في ذكرى يوم الأرض ... الاحتلال إلى زوال
-
صهيونية أوباما وقراءة في نتائج زيارته للمنطقة
-
لا أهلاً ولا سهلاً بزيارة أوباما
المزيد.....
-
بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات
...
-
الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م
...
-
-أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
-
عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
-
هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
-
لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي
...
-
اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
-
ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من
...
-
Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
-
-غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها
...
المزيد.....
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
-
شئ ما عن ألأخلاق
/ علي عبد الواحد محمد
-
تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|