جرايد گبُل 71

صوفيا يحيا

الحوار المتمدن-العدد: 4194 - 2013 / 8 / 24 - 15:52
المحور: الصحافة والاعلام
    

.. فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي And he is shy of you, but God is not shy (سورة الأحزاب 53).

لم يحترم البدوي (صدام) إلا قوة الغاب صادفه فيها اليانكي غير الحييّ (بوش الابن) الأقوى الأكثر لباقة ولياقة!.. مجتمع الغاب الغرب يشهد نهاية العصر السوفيتي و بدل طرف القطب السائب كان ظهور (الاتحاد الأوربي) في 31 كانون الأول 1992م.. ابن عصره وأكثر مدنية ولابد أن يختلف في الموقف. في اليوم التالي من بدء حرب الخليج التي صادفت شهر رجب، وجد الرئيس الأميركي بوش الأب من اللياقة إشعار آخر رئيس سوفيتي
غورباتشوف هاتفيّاً بأن هذه الحرب ستستمر لفترة طويلة (يظهر نفسه نبيلاً GENTLEMAN و-يطمئن- عليه في آن)!..

الثلاثاء 15 كانون الثاني 1991م اتخذت وزارة الدفاع الأميركية Pentagon إجراءات الحرب في داخل وخارج الولايات المتحدة، وبدأ التشويش على الاتصالات العراقية من الأراضي السعودية كمقدمة للقصف
الجوي مع الإستعداد للقصف الصاروخي بعيد المدى الذي يمتد كذراع ضاربة عبر الكويت والعراق. هذي الذراع لطالما لوح بمثلها صدام لخصومه. كان يقدر يقصف حسينية جمران فيفعل ويقول: خميني سياسي نصب عليه الماء الحار فيضطر للخروج كالفأر من جحره، احنا قبله كريم قاسم أربع سنوات وطيّحنا حظه!.. ذراع صدام امتدت إلى كرد العراق وضد المعارضة العراقية (الكلاب الضالة!) على شتى مشاربها في الشتات.

في 9 شباط 1991م وجه رئيس الاستخبارات العسكرية العراقية رسالة إلى صدام يعاهده فيها بالعمل خارج العراق ضد كل من يعارض أو يهدد أمن البعث!.. أوكار الجريمة بعد عشر سنوات من فرار صدام وحزبه لم تعد تعنى إلا بالمؤسسات (الثقافية!) للمرجعية وتدعي أن سفارات العراق (بيت العراقيين)، إنها دبلوماسية مرتزقة شغلوا مناصب مجرمين. التلفزة الهولندية تلتقي لفيف من اللاجئين العراقيين وتحثهم على اليقظة والتعاون مع السلطات الهولندية ضد التخريب ولبسط حمايتهم وبشكل حضاري يحترم الإنسان وخدمة للإنسانية.

في 8 شباط 1991م نشر بيان حقوق الإنسان في زمن الحرب وجرى التوكيد عليه في 20 من نفس الشهر، أدان خاصة حكومات كل من: الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والعراق والسعودية ومصر وتركيا وإسرائيل على حبس المعارضين للحرب ومطاردة المعارضة خارج بلدانهم الأصلية بسبب معتقداتهم الدينية والسياسية واحتمال تعرضهم للخطر في بلدانهم، في وقت فيه كانت أميركا مترددة في حماية العراقيين الهائمين على وجوههم في صفوان!.. وهي وليّ الأمر المعني!..

وفي أيار 1991م الجمهورية الإسلامية الإيرانية أصبحت عضواً في اللجنة العالمية لحقوق الإنسان!..

وقالت صحيفة (الجمهورية) البغدادية في عددها 21 كانون الأول 1991م:

منحت تأشيرة عراقية لمغادرة ودخول المواطنة الكويتية (وفاء حيدر علي) المتزوجة في العراق من عراقي منذ سنة 1990م وأنجبت منه ثلاثة أطفال.

منظمة العفو الدولية Amnesty International مقرها في لندن أعلنت في 4 آذار 1991م أن الكويت نفسها أول فعل لها اعتقلت رعاياها من فلسطين، وأن السعودية لا تجبر الأسرى العراقيين لديها في العودة إلى العراق وأن التحقيق معهم جرى فرادا بعد أن انتقدوا صدام وكيفية أسرهم كان سروراً من قبلهم كسرور مواطنيهم كرد العراق بدعم الأمم المتحدة!.

قبل عقدين من هذا الزمان البدوي الجلف الجافي في 27 تموز 1994م تصريح خاص من الأمم المتحدة لهبوط أول طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية الباكستانية بعد 4 سنوات من الحظر، تحمل زوار شيعة من كراتشي في سياحة دينية، هبطت الطائرة في قاعدة الحبانية مروراً بسن الذبان! ثم بغداد.

في مثل هذه الأيام 3 آب 1994م، وزير دفاع جنوب إفريقيا جوموديس أبلغ برلمان بلاده أن نظام الفصل العنصري لحكومة دي كليرك زودت عصابة صدام بالأسلحة والذخائر (مدافع وقنابل) قبل حرب الخليج.

بعد عشرة أيام من بدء (عاصفة الصحراء) يعلن وزير الخارجية الأميركي James Baker أن محميات الخليج خصصت للأشهر الثلاثة الأولى لتدمير العراق من هذا العام 1991م مبلغ 35-$- مليار دولار لتمويل أميركا لحرب الخليج خلال فصل الشتاء فقط، معونة الشتاء!.. العراقيون يغادرون دفء وطنهم السليب حتى الآن، كسرب حزين أو كيهود العصر إلى شتاءات الشتات!.

في اليوم المذكور أعلاه 15 كانون الثاني 1991م، الهالك فهد آل سعود يرد على رسالة حليفه البدويّ الهالك صدام بأن يتخذ صدام قرار الانسحاب من الكويت مع ضمانات أعلن عنها الأمين العام للأمم المتحدة
من مجلس الأمن الدولي اليوم بعدم مهاجمة العراق إن انسحب من الكويت مدعوماً بتأييد فرنسي، وتركيا التي اتفقت مع صدام باتخاذ قواتها شمال العراق مصيفاً لها! (الأمر الصدامي مازال ساري المفعول!)، تعلن عدم
التدخل!.

#صوفيا_يحيا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات