أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - محمد ناجي - لقاء مع الفنانة فريدة والفنان محمد كمر















المزيد.....


لقاء مع الفنانة فريدة والفنان محمد كمر


محمد ناجي
(Muhammed Naji)


الحوار المتمدن-العدد: 1199 - 2005 / 5 / 16 - 11:06
المحور: مقابلات و حوارات
    


لقاء مع الفنانة فريدة والفنان محمد كمر
أجرى اللقاء : محمد ناجي

عندما تقف فريدة على خشبة المسرح ومعها بقية اعضاء فرقة المقام العراقي فأنها تجسد مشهدا عراقيا خالصا ، فالملابس والآلات وطبيعة غنائها تحمل هوية عراقية تمتد بجذورها عميقا في التاريخ والروح العراقية ، ولايماثلها مشهد آخر لأي فنان ، وان كان عراقيا . وهي وفرقتها متشبعة ، بالانتماء والدراسة ، بهذه الروحية ، وتحرص على تمثيلها بما يليق بها ، حتى أعادت بريقها وتألقها ، ولتصبح فريدة مفخرة وفرحة عراقية استحقت ان تلّقب صوت الرافدين ، قيثارة دجلة ، وسيدة المقام العراقي . وهنا نلتقي بالفنانة فريدة ومعها الفنان محمد حسين كمر ، ونبدأ بالسؤال عن المقام العراقي :

1- هل يمكن لنا ان نعود بجذور المقام العراقي الى فترة تاريخية محددة ، أم انه خليط ونتاج للحضارات التي نشأت ومرت في بلاد الرافدين ؟
- المقام العراقي ، لون غنائي متميز في العراق ، وقد نشأ في مدينة بغداد وكان يسمى الغناء البغدادي ، وهو معروف بصعوبة أدائه وتنوعه النغمي ، وهو فن أصيل وتراث حضاري امتزجت وتفاعلت معه فنون حضارية اخرى ، وهو عصارة حقب من الزمان لا يعرف تاريخ محدد او فترة محددة لتأليفه ، فهناك من ينسبه الى العصر العباسي كما يقول الأستاذ شعوبي ابراهيم ، أو الى العهود المظلمة ، أي فترة الحكم العثماني وهي لا تتجاوز 500 عام كما يقول الحاج هاشم الرجب . ولكن أذا أردنا أن نعود به الى فترة تأريخية محددة ، فحسب رأي الشخصي وأستنتاجي نتيجة البحوث والدراسات التي قمت بها من خلال تخصصي الموسيقي ، فأنني مع الرأي ألذي يقول أنه يعود بتأريخه الى فترة العصرالعباسي ( 750-1258 ) ، حين كانت بغداد مركز الأشعاع الحضاري والتقدم لكل العلوم والأداب والفنون ومركزا لأستقطاب طلبة العلوم والفنون وملتقى للثقافات المختلفة من انحاء العالم . ويذكر أنه كانت في بغداد أكثر من مائتي مدرسة لتعليم الموسيقى والغناء ، وفي هذه الفترة ظهرت أسماء كبيرة في المجال الغناسيقي ( مصطلح للدكتور طارق حسون فريد وتعني : الغنائي والموسيقي ) أمثال أبراهيم وأبنه أسحق الموصلي ، وأبراهيم المهدي وزرياب ، وفي هذه المرحلة أختلطت الألحان الحضرية بالبدوية والقديمة بالحديثة ، ونشأت لها مدرستان هما (مدرسة أبراهيم وأسحق الموصلي ) ، وهي مدرسة المحافظة على الأساليب والأصول القديمة أي الكلاسيكية ، ومدرسة ابراهيم المهدي الاخ الاصغر للخليفة هارون الرشيد ، وهي مدرسة التشجيع على الخلق والأبتكار والابداع ، أي رومانتيكي الطبع حيث كان ابراهيم المهدي يقول في رده على أعتراض أبراهيم وأسحق الموصلي لأتجاهه ( أنا ملك ابن ملك أغني كما أشتهي وعلى ما ألتذ ) . لذلك فالمقام حصيلة ونتاج هذه الفترة التي تعتبر من أهم واكثر الفترات ازدهارا وتطورا في تأريخ الحضارة العربية الأسلامية . كما أن المقام العراقي ليس دائرة مغلقة بل حلقة مفتوحة يمكن بواسطتها تطوير واضافة مقامات جديدة كما فعل الاستاذ المرحوم محمد القبانجي .
أما تسميتها بالمقامات العراقية فلأن العراق فقط هو الذي اشتهر بها , ولأن الموسيقيون العراقيون يؤدونه بأسلوب يختلف عما هو شائع في البلدان العربية الأخرى التي تعتبر هذا اللون من الغناء خاصا بالعراق .
2- المقام العراقي له خصوصية قد لايتذوقها الجمهور الذي تعود اليوم على نمط معين من الاغاني والموسيقى فما هو سر نجاحكم ؟
- برأيي أن طريقة تقديم الفنان لفنه بشكل يحترم فيه فنه وجمهوره ، ضروري لكي يتحقق النجاح ألذي يصبو اليه أي فنان . وكما هو معروف فالفن رسالة أنسانية ينفتح فيه الفنان على العالم ، وكون الموسيقى لغة عالمية مشتركة بين شعوب العالم ، يسهل من عملية الاتصال والتذوق لما نقدمه للجمهور من اعمال . فطريقة التقديم وأسلوب العرض الفني على المسرح أضافة الى دقة الأختيارت الغناسيقية ، وكيفية تقديمه الى الجمهور والذي غالبيته جمهور النخبة ، وكما تعلم أن معظم جمهورنا حاليا هو جمهور نخبة أوربي وجمهور عربي أضافة الى الجالية العراقية المنتشرة في كل العالم ، تعود على نمط الموسيقى الكلاسيكية الراقية . وهذا الأختيار للمقامات والأغاني العراقية ، مع الأمكانيات الأدائية العالية للسيدة فريدة أضافة الى الأبداعات الآلية لمجموعة العازفين المبدعين والأكاديميين الذين تتشكل منهم فرقة المقام العراقي ، هو سر نجاحنا ! فالجمهور الذي يحضر عروضنا يمتع أذنه ويستمع الى طريقة غنائية وعزفية راقية ومتمكنة في نفس الوقت .
3- هل يعود قسم من النجاح الى الشهرة المسبقة للأغاني التي تقدمونها ؟
- لاشك في ذلك ! فالأغاني العراقية المشهورة لها دور ايضا في هذا النجاح ، ولكن ما فائدة شهرة الأغاني أذا كان من يؤديها يفتقر للأمكانية الأبداعية الغنائية والعزفية لتقديم هذا الغناء ؟ أضافة الى الخلفية الثقافية الموسيقية ، لأننا نخاطب جمهورا يريد أن يتعلم ويستوعب ما يستمع اليه علما ، وكما ذكرت لك سابقا ، أن الجمهور الذي يحضر حفلاتنا جمهور أوربي وقسم كبير منهم متخصص بتراث الشعوب وغالبيته لم يستمع سابقا الى هذا اللون من الغناء ، فدورنا هنا واضح من أجل ايصال الرسالة التي أخذناها على عاتقنا ، وهي نشر هذا التراث الى العالم وبطريقة تجعل المتلقي يحترم فننا الذي تمتد جذوره الى أولى الحضارات التي أنبثقت على هذه الأرض .
4- قدمتم أغاني خاصة بكم ، لم يغنها أحد قبلكم ، هل حصلت على نفس النجاح ؟
- بالتأكيد! فهنالك الكثير من الألحان ألتي لحنها لي زوجي الفنان محمد كمر لاقت صدى لدى جمهوري العراقي العزيز ألذي يطلب مني هذه الأغاني في حفلاتي مثل أغنية ( أحلى عتاب ) التي كتب كلماتها الشاعر الغنائي المبدع نزار جواد ، وهي أول لحن وتعاون كان بيني وبين كمر ، حيث غنيت هذه الأغنية في بداياتي الغنائية وهي قريبة الى نفسي كثيرا أضافة الى الأغنية الأكثر شهرة لي في العراق أغنية ( عليش تغيب عني ) والتي حازت في عام 1986 على جائزة أفضل أغنية جماهيرية والتي كتب كلماتها الشاعر الغنائي محمد المحاويلي وقصيدة ( حبيب الأمس ) للشاعر المبدع أسعد الغريري وأيضا حازت على جائزة أفضل قصيدة غنائية في مهرجان القصيدة المغناة في بغداد وجميعها من ألحان زوجي كمر وغنيت أيضا خلال هذه المسيرة الفنية لغالبية الملحنين العراقيين منهم : طالب القرغولي ، فاروق هلال ، حسن الشكرجي ، جعفر الخفاف ، وغنيت بعض الموشحات والأبتهالات الدينية من ألحان الأساتذة روحي الخماش وأحمد الخليل وجميل جرجيس وعذرا لمن فاتني ذكر أسمه .
5- هناك من يعتقد بأن أفق الابداع في المقام محدود بالنظر لما يفرضه من التزام بالقواعد وما يتطلب من المواصفات الصوتية الخاصة لقاريء المقام ؟
- بالعكس فأن روح الأبداع هو ما يميز كل قارئ مقام عن الآخر ، لأن هنالك مايسمى بالمنافسة في هذا المجال لأبراز الطاقات والأبداع الفني لدى كل قاريء للمقام ، وكما ذكرت لك من قبل ، أن المقام ليس دائرة مغلقة بل حلقة مفتوحة يمكن بواسطتها تطوير واضافة مقامات جديدة ، كما فعل الاستاذ المرحوم محمد القبانجي حين قدم مجموعة من المقامات التي لم يسبقه أحد في غنائها مثل اللامي ومقام قطر والهمايون ، هذه المقامات كسلم موسيقي كانت موجودة ولكن من أظهرها للوجود وبطريقة أدائية هو الأستاذ القبانجي ، فهي جزء من الأبداع والأبتكار ألذي أتحدث عنه . وهناك لمن يفهم ماهية المقام كل الأبداع والأبتكار في مجالات التلحين والتأليف الموسيقي بالأعتماد على فهم المقام العراقي ، وخاصة في جانب الأرتجال العزفي للآلة الموسيقية ، وخير مثال هو الفنان الكبير منير بشير ، ألذي كان يعتمد على المقام العراقي في أبداعه الموسيقي الأرتجالي . وشخصيا أعتمد في ألحاني على معرفتي وتخصصي في مجال المقام العراقي ، من ناحية الأنتقالات النغمية والتأليف الموسيقي ، لذا كل من يستمع الى ألحاني يجد الهوية الموسيقية العراقية شاخصة وواضحة في الجمل اللحنية ألتي أضعها ، وهنالك ألوان غنائية أخرى يمكن للملحن أن يبدع فيه كالغناء الريفي الجميل .
6- وما الذي يميز الفنانة فريدة عن غيرها ؟
- مايميز فريدة عن غيرها من المطربات ، أضافة الى الموهبة الصوتية التي منحها الله ، فهي تمتاز بدراستها الأكاديمية للموسيقى وأمتلاكها مساحة صوتية واسعة تمتد الى الأوكتافين ، وقدرة كبيرة على الأبداع والانتقال من نغم الى آخر بكل سهولة ، أضافة الى الأبتكار الآني خلال المسار اللحني ، وأهم شي أنها واثقة من نفسها حين تقف على المسرح رغم هيبة ورهبة الوقوف أمام الجمهور ، فهي عندما تكون في أتصال مباشر تحب أن تعطي جمهورها كل أبداعها ، وهي متابعة جيدة وتحفظ بشكل سريع ، علما أنها غنت بأكثر من لغة ، فقد غنت مع أوركسترا متروبول الهولندي باللغة الهولندية عملا فنيا كبيرا للمؤلف الهولندي ثيو هوك ( لقاء الحضارات ) أضافة الى غنائها باللغة الكردية ومجموعة من الأغاني بالفارسية للمطربات الأيرانيات هايدة ومهستي وكوكوش .
7- وهل للنشأة الكربلائية للفنانة فريدة أثر في صوتها واداءها وابداعها الفني ؟
- أكيد لأن الفنان هو أبن بيئته وهو المعبر الحقيقي عن مشاعر وتراث مجتمعه والموسيقى بطبيعته ينقسم الى ما هو ديني وما هو دنيوي وعلى مر العصور كان يتأثر أحدهما بالآخر ، وكما تعلم أن مدينة كربلاء لها خصوصية كبيرة وخصبة في الوقت نفسه في مجال التنغيم الديني ، حيث الشعائر الحسينية المنغمة بصوت ( الملايات ) كانت تتشبع منها أذني وأنا طفلة تصطحبني والدتي الى ( القرايات ) ، وكنت أحاول حفظ ما تردده الملاية التي تمتلك صوتا جميلا فيه ذلك الحزن والشجن مع قصة أستشهاد سيد الشهداء أمامنا الحسين(ع) ، فكنت أحاول حفظ ما تردد ومن ثم تقليدها لصديقاتي وأخواتي . فمنذ الطفولة كنت أجد في نفسي القدرة والأمكانية على الغناء وكان والدي ووالدتي يلاحظون لديّ هذه الموهبة ، وشجعني والدي بعد ذلك للدخول الى معهد الدراسات النغمية . فتأثير هذه الشعائر الدينية كان لها دورا كبيرا في نمو موهبة الغناء عندي .
8- الا تعتقدون بوجود صلة ما وتشابه ، خاصة في أداء الفنانة فريدة ، بين المقام العراقي وفن الاوبرا ؟
- بلى ، لأن الخصائص التي يتطلبها غناء المقام والفن الأوبرالي هي قريبة من بعضها من حيث الأمكانية الأدائية والمساحة الصوتية الواسعة وقوة الصوت التي يتطلبها اللونين ، اضافة الى المعرفة الثقافية بالجوانب الغناسيقية والألمام بقواعد اللغة وطريقة مخارج الحروف ، فكما تعلم أن الغناء الديني يعتمد على ادائه وفق خط المقام العراقي مثل تلاوة القرآن الكريم ، التمجيد على المنابر والأذكار النبوية ، وهي بالطبع تحتاج الى لغة سليمة وألمام بعلم العروض والتجويد ، وهو ما كنا ندرسه في المعهد على يد الشيخ جلال الحنفي ، وغناء الأوبرا أيضا بداياته كانت تعتمد على التراتيل الذي جاءت منابعه من الكنيسة ، لذلك هنالك خصائص مشتركة بطريقة الأداء والامتدادات الصوتية والتحكم في النفس للمطاولة في الغناء .
9- هل للاقامة في اوربا والاحتكاك بالفن والموسيقى أثر وانعكاس في ابداعاتكم الفنية ؟
- أود أن أقول أن أي نجاح يحققه العراقيون في المنافي هو نجاح للعراق ، وكما تعلم أن البدايات في الغربة ومحاولة التعايش مع مجتمع جديد بأفكار وتقاليد جديدة صعبة جدا ، الا أن هذه الصعوبات يمكن التغلب عليها بالأصرار والثقة بالنفس . فبقدر ما كانت ظروف المنفى الصعبة مخيبة لآمال الكثير من زملائي فقد كانت بالنسبة لنا مصدر تحدي وحافز كبير للابداع . وكذلك مسألة أثبات وجود وتأكيد حقيقة أن الأنسان العراقي الذي تمتد جذوره الى أكثر من ستة الاف سنة ، حيث كان مصدر أشعاع للحضارة والثقافة والفن للعالم أجمع ، يستطيع التفاعل والتعايش ومن ثم الخلق والأبداع حينما تتوفر له الظروف المناسبة والحرية الحقيقية للتعبير . وبالتأكيد فأن كل هذا لا يأتي من فراغ بل يجب أن تتوفر خصائص ومستلزمات تعتمد على الخلفية الثقافية والاكاديمية والموهبة والخزين الفني المتراكم بالنسبة للفنان ، والحمد لله فأن هذه المستلزمات توفرت لنا مع المجموعة الرائعة من الفنانين الموهوبين والأكاديمين المتخصصين في مجال التراث الموسيقي العراقي ، والذين تشكلت منهم فرقة المقام العراقي حيث تقف في القمة منها سيدة المقام العراقي فريدة الصوت النسائي المتفرد في هذا المجال ساعدها في ذلك موهبتها ودراستها الأكاديمية ومساحة صوتها الواسعة والتي مكنتها من أداء أكثر من عشرون مقاما ، لهذا كانت فكرة تشكيل فرقة المقام العراقي ، ومن ثم تطورت لتصبح مؤسسة فنية متكاملة عام 2000 , بدعم من المؤسسات الثقافية والفنية الهولندية . وهي مدعومة من التجمع الثقافي الهولندي للسنوات الأربعة القادمة ( 2005-2008 ) ، لمرور خمس سنوات على تأسيسها ومن خلال المؤسسة ومن خلال عملي مع بعض الفرق الهولندية من أجل الجمع بين ثقافات موسيقية مختلفة وتقديرا لذلك حصلت في العام الماضي على عضوية أتحاد الموسيقين الهولنديين أضافة الى عضوية جمعية حقوق المؤلفين الموسيقيين الهولنديين العالمية . والمؤسسة يشار اليها الان في اوربا والعالم عامة وهولندا خاصة باعتبارها واحدة من اهم فرق الموسيقى الشرقية وهنا لا بد لنا أن نذكر جهود المجموعة المبدعة والرائعة والتي من خلالهم حققنا كل هذه النجاحات: وهم باهر هاشم الرجب وجميل الأسدي وعدنان شنان وسالار أسيد وعبد اللطيف العبيدي وكريم درويش وساهر السناطي . فوجودنا في أوربا والأحتكاك بفنانيها من خلال المشاركة في أغلب المهرجانات في العالم أكسبتنا الخبرة العملية والطريقة المهنية الصحيحة في التنظيم والعمل ونتمنى أن ننقل هذه الخبرة الأكاديمية التي أكتسبناها في سنين الغربة الى عراقنا العزيز من اجل النهوض به والأنفتاح على العالم بطريقة متحضرة وهذا هو العراق الجديد الذي نتمناه أن يكون منارا للعالم من خلال الثقافة والفن والأدب والرياضة .

10-هلا تحدثتم عن مشاركتكم في مسابقة النشيد الوطني العراقي الجديد ، هل لنا أن نتعرف على ماهية النشيد ؟
- بدءاً علينا معرفة ماهية النشيد حيث هو، عموماً، تعبيرٌ رمزي لقضيَّة لها قدسيتها في ضمير المجتمع . وعلى هذا الأساس جرى التقليد على إحترام أداء النشيد الوطني بالوقوف والإصطفاف وغيرها من أساليب الإحترام . وللنشيد الوطني ، مهما كانت تسميته بالسلام الجمهوري أو الملكي أو الأميري ، شروطه الفنية من حيث شكل وبنية اللحن ، والذي قد يكون لحناً موضوعاً على كلامٍ مقفَّى (قصيدة) ، أو لحناً مستقلاً بذاته ، تؤدّيه الفرق الموسيقية وبخاصة أجواق الموسيقى العسكرية بوزن ايقاعي معروف بالمارش .
11- كيف تم اختياركم للكلمات ؟
- تحدثت والشاعر جاسم ولائي عن النشيد ومعايير الحالة العراقية الجديدة التي ينبغي أن يتضمنها ، وهي التغنّي بالوطن العراقي بأطيافه المختلفة وتنوّعه العرقي والثقافي والجغرافي وعمقه التأريخي وطموح أبنائه لبناءه على أسس حضارية وانسانية عادلة . وبقيت والشاعر نتباحث وفي تواصل يومي ، رغم المسافة التي تفصلنا وهو يكتب في السويد وانا الحن في هولندا ، وكنا نتصل ببعض ، يوميا ، اكثر من عشر مرات عند تغيير أية مفردة او جملة لحنية او شعرية . وأود هنا ان أشير الى الانتماء العراقي الرائع والاندفاع الكبير وحب العمل والتعاون من قبل الشاعر المبدع جاسم ولائي ، الذي يستحق كل الاحترام والتقدير .

12- واللحن كيف ولد ؟
- النشيد السابق ، كما هو معروف ، تضمن افكارا لخدمة الحكم الاستبدادي وتوجهاته العبثية ، اضافة الى ان من وضع اللحن ليس عراقيا واختياره جاء بطريقة قسرية بعيدة عن المعايير الوطنية والفنية ، وهو ما يجب ان لايتكرر ، فينبغي لمن يؤلف النشيد الوطني ان يمتلك صفة الانتماء لتربة الوطن ، اي عراقي ، خاصة ولدينا وفرة من الشعراء والفنانين . لذا فبعد سقوط الصنم ، راودتني فكرة العمل لتلحين النشيد ، وهو شرف كبير لمن يقع الاختيار عليه ، وخدمة العراق غاية كبيرة وسامية لمن يبلغها ، وحتى لو لم يتم اختياره فان شعوري باني قدمت شيئا لبلدي العزيز هي غايتي وامنيتي ، وانا سعيد جدا حين اسمع ان الانشودة تتردد الآن على السنة الاطفال والكبار ، وكما تشاهدونها عبر شاشات القنوات الفضائية العراقية . أما من ناحية البناء اللحني للعمل فقد اعتمدت على مقام "الحجاز كار" الذي يكاد أن يكون قاسماً مشتركاً في تراث موسيقى العراق بقومياته المتعددة . وفي الجانب الإيقاعي إعتمدتُ إيقاعاً مبتكراً قريب من ضغوط إيقاع المارش ، وبأصوات مجاميع الأطفال للأيحاء بالمستقبل .

13- برنامجكم وانتاجكم القادم ؟
- حقيقة وبعد التعاون والأتفاق مع مؤسسة زمان برودكشن الفرنسية والتي بدأت بتنظيم حفلاتنا حول العالم منذ العام الماضي فأن برنامجنا والحمد لله برنامجا مزدحما من الان وحتى منتصف 2006 تقريبا ، فبعد حفلتنا في دار الأوبرا في نايميخن ، نتهيأ للمشاركة في مهرجان ميروس الدولي للموسيقى في ألمانيا منتصف شهر مايس ، وبعدها سنذهب الى أسبانيا للمشاركة في مهرجان مورسيا وبعدها في مدريد ثم ايطاليا وجنوب فرنسا ومن ثم البرتغال ، وفي نوفمبر القادم لدينا مشاركة في مونتريال كندا ، وفي ديسمبر لدينا مشاركة كبيرة في القاعة الملكية البلجيكية في بروكسل .

14- ومتى ستقدمون حفلاتكم في ارض الوطن ؟
- الوطن لم يفارقنا للحظة واحدة ، فكل نجاح نحققه هو للعراق وللفن والفنان العراقي . ومنذ قررنا الأقامة في المنفى وضعنا نصب أعيننا مسؤولية الحفاظ على تراث عراقنا العزيز ونشره الى العالم بأحلى صورة . وزارة الثقافة كان في برنامجهم تنظيم مهرجان القبانجي الأول وقد وجهت لنا دعوة مباشرة من الأستاذ بيرج كيراكوسيان مدير عام دائرة الفنون الموسيقية مشكورا ونحن أبناء هذه الدائرة وفرحنا كثيرا بالدعوة وأدرجناها ضمن برنامجنا ، ولكن للظروف الأمنية ألتي تحيط ببلدنا فقد تقرر تأجيل هذا المهرجان ، وقريبا أنشاءالله ستكون لنا زيارة لأحياء عدد من الحفلات في كل من بغداد وكردستان والبصرة ونحن في شوق كبير للقاء جمهونا وأهلنا في العراق بعد فترة هجرتنا الأجبارية جراء حكم النظام الدكتاتوري العبثي المقبور .



#محمد_ناجي (هاشتاغ)       Muhammed_Naji#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء مع الفنان طالب غالي
- هل هذا زمن الصمت ؟
- احمد مختار يعزف في الجزائر
- مجرد سؤال
- لقاء مع الفنان فلاح صبار عن النشيد الوطني الجديد
- المواطن هو الحل
- المصالحة مع عروس الثورات !
- لا تضيعو هذه الفرصة !
- مقابلة مع الباحث القانوني محمد عنوز
- واخيراً ... للعدالة كلمة ! - لقاء مع القاضي العراقي السابق ز ...
- هايد بارك ...
- مجلس الحكم في بحر العواصف
- احفاد حسنة ملص ... مرة اخرى
- لقاء مع الباحث القانوني محمد عنوز
- من فضلكم... لحظة !
- تمنيات مواطن في آخر زمن المنفى
- من فضلكم... لحظة !
- تظاهرة لا للحرب لا للدكتاتورية


المزيد.....




- فندق فاخر في أبوظبي يبني منحلًا لتزويد مطاعمه بالعسل الطازج ...
- وفاة 61 شخصا في تايلاند منذ مطلع العام بسبب موجة حر شديدة تج ...
- زعيم الحوثيين يعلق على موقف مصر بعد سيطرة إسرائيل على معبر ر ...
- بعد صدمة -طفل شبرا-.. بيان رسمي مصري ردا على -انتشار عصابات ...
- المزارعون البولنديون ينظمون اعتصامًا في البرلمان بوارسو ضد و ...
- فيديو: ملقيًا التراب بيديه على التابوت... زعيم كوريا الشمالي ...
- تكثيف الضربات في غزة وتحذير من -كارثة إنسانية- في رفح
- باير ليفركوزن.. أرقام غير مسبوقة وأهداف في الوقت القاتل!
- من أين تحصل إسرائيل على أسلحتها ومن أوقف تصديرها؟
- مستوطنون يقطعون الطريق أمام قافلة مساعدات إنسانية متوجهة إلى ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - محمد ناجي - لقاء مع الفنانة فريدة والفنان محمد كمر