أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد ناجي - هل هذا زمن الصمت ؟














المزيد.....

هل هذا زمن الصمت ؟


محمد ناجي
(Muhammed Naji)


الحوار المتمدن-العدد: 1149 - 2005 / 3 / 27 - 13:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


- في اطار الحركة لأستطلاع مواقف وآراء عدد من المثقفين بانعقاد الجلسة الاولى للجمعية الوطنية العراقية ، إستلمت رداً من أحد الفنانين ، والذي نعتز به ، يبلغني فيه ( بقراره عدم التحدث في الموضوعات السياسية في هذه الفترة الملتبسة ) . وللوهلة الاولى ، وبصراحة ، فاجئني هذا الموقف بل صدمني ، وجلست أهرش رأسي وأفكر محاولاً العثور على هذا الالتباس بين اشلاء اللحم المتناثرة في شوارع ومدن العراق ، وأعيد النظر والتمعن في الوضع العراقي الراهن ، السياسي والثقافي ، فلعل وعسى أجد مع الرؤوس الملقاة في السواقي وعلى قارعة الطريق ، أو فوق جثث اساتذة الجامعة الذين اغتيلوا في وضح النهار ، اشارة أو قصاصة ورق تشير الى هذا اللبس . أعدت قراءة العبارة أكثر من مرة ، فربما لم أفهم معنى هذه الملتبسة ! بحثت عنها فوجدت انها تعني إختلط وإشتبه وأشكل ، اي ان الامور في هذه الفترة غير واضحة ومختلطة وفيها إشكال . إزدادت حيرتي أكثر بعد ان لم أعثر على هذا الاختلاط ، خاصة وانه ممنوع هذه الايام ، في عرف بعض الفقهاء والمفسرين ! ثم قفزت الاسئلة أمامي دفعة واحدة ياالهي ! مالعمل ومن سينير الطريق ويكشف الخيط الابيض من الاسود لرجل الشارع ، المواطن العادي والبسيط ؟ واذا اختار الفنان المبدع ، ضمير الأمة ، الصمت في هذه (الفترة الملتبسة) ، فماذا سيفعل ؟ وما هو مبرر وجوده ومتى سيتحدث اذن وماهي الحاجة اليه بعد زوال الالتباس ؟!
- وحقيقة لم أجد مبررا لهذا السكوت ، رغم ان لكل منا الحق في اتخاذ الموقف الذي يؤمن به ، مادام لا يستخدم العنف أو يحرض على استخدامه . ولكن كيف يمكن لفنان مرهف الحس والمشاعر ان لا يرى هذا اللحم المتناثر الذي تسترخصه وحوش همجية ، وان كان لأناس من الواق واق وليسوا ابناء وطنه وجمهوره ومادة كل ابداعاته ؟ هل فعلا تعقد الموقف الى هذا الحد وفقدنا البوصلة فلا نستطيع ان نرى ان صنما يعبد وطاغية جزار قد سقط ؟ كيف يمكن لهذه اللحظة ، ومعها مشهد ابو تحسين وهو يهوي بنعاله على صورة الدكتاتور ، ان تمر ولا تثير انفعالات البعض من مثقفينا ؟ أما ان يكون هذا السقوط تم على يد قوى أجنبية فهذا لا يعني ان الأمور ملتبسة ، بل هو دليل ضعف وعجز وفشل المنظومة السياسية والثقافية العراقية ، وهذا ما يستوجب التوقف عنده ، وإعادة النظر والمراجعة لمعرفة جذور هذه ( الفترة الملتبسة ) وليس الصمت .
- علينا ان نتمعن في اللحظة الراهنة جيدا ، ونستغل الفرصة لنتخلص من بقايا الاستبداد والقوى الظلامية التي تريد ان تشدنا الى الوراء ، ومن عوامل ضعفنا التي لا تزال مؤثرة وفاعلة في الساحة الى اليوم ، ومنها تغليب المصالح الشخصية والفئوية الضيقة ، التي تعرقل وتؤخر ، كما الارهاب ، من حركتنا في استرداد حرية واستقلال بلدنا الذي يرزح تحت الاحتلال ، واعادة بناء ماخربته السياسات الطائشة للطغيان . وأن نؤسس لحالة ثقافية تؤمن بحرية الابداع والمبدعين الى اقصى مدى ، لا قيود فيها لغير القيم والمعايير الفنية الجمالية والانسانية في الابداع . وعلى هذا الطريق ، قد يتملكنا الاحساس بالخيبة وترافقنا مرارة اليأس من القدرة على التغيير ومغادرة وحل الاستبداد ، ونحن نعيش هذا الاداء السياسي والثقافي المرتبك ، حين نواجه بموقف شاعر يكرع النبيذ في حانات اوربا ، يشتم الناس ويمجد الارهابيين ، وان يرعى وزير ثقافتنا مهرجان للغناء العراقي المغترب في عمان وليس بغداد ، وان يدعو من غنوا للطاغية ، دون اعتذار ، ليحددوا مسار الابداع العراقي ومدياته ! ويمكن لخيبتنا ان تزداد لو ساد خيار الصمت هذا ، في ( الزمن الملتبس ) .
- ولكي لا تلتبس الامور علينا ، نحن أيضا ، فنحمد الله ان بيننا بقية من ملح الارض وعبقها الطيب ، التي تخفف شيئا من افرازات الخيبة لمواقف الآخرين . مبدعون من مختلف الاتجاهات والاختصاصات نقدم لهم التحية ، ومنهم الفنانة عفيفة لعيبي ، التي تفضلت وبعثت لي صورة للافتة رفعها المتظاهرون بشجاعة في البصرة الفيحاء احتجاجاً على جريمة حدثت هناك ، وتحذيراًً لما يمكن أن يحدث في بلاد الحضارات ، بلاد الرافدين . وفي الواقع لم تكن لافتة بل صرخة في ضمير كل عراقي ، تختزل عقود المعاناة والشعارات .....
العراق ينخاف عليه
لأن أهله سكتوا !



#محمد_ناجي (هاشتاغ)       Muhammed_Naji#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احمد مختار يعزف في الجزائر
- مجرد سؤال
- لقاء مع الفنان فلاح صبار عن النشيد الوطني الجديد
- المواطن هو الحل
- المصالحة مع عروس الثورات !
- لا تضيعو هذه الفرصة !
- مقابلة مع الباحث القانوني محمد عنوز
- واخيراً ... للعدالة كلمة ! - لقاء مع القاضي العراقي السابق ز ...
- هايد بارك ...
- مجلس الحكم في بحر العواصف
- احفاد حسنة ملص ... مرة اخرى
- لقاء مع الباحث القانوني محمد عنوز
- من فضلكم... لحظة !
- تمنيات مواطن في آخر زمن المنفى
- من فضلكم... لحظة !
- تظاهرة لا للحرب لا للدكتاتورية


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد ناجي - هل هذا زمن الصمت ؟