أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد ناجي - المواطن هو الحل














المزيد.....

المواطن هو الحل


محمد ناجي
(Muhammed Naji)


الحوار المتمدن-العدد: 1118 - 2005 / 2 / 23 - 11:27
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


- تبدو قضية الأمن معضلة حقيقية للحكومة العراقية الحالية ، التي تقوم بتمشية الأمور بإنتظار تشكيل الحكومة المقبلة . وهذه المعضلة ستظل قائمة لتواجه الحكومة الجديدة ، ما لم يجر إعتماد سياسة ومنهج جديد ، يكون المواطن حجر الزاوية فيها .
- فبعد سقوط الصنم ، وتزايد اعمال الارهاب والتخريب ، صرح الكثير من الساسة ، من أعضاء مجلس الحكم ، بأن العلة تكمن في أن الأمن ليس بيد العراقيين ( يقصدون الحكومة وليس المواطنين ) ، وأن عدد منتسبي قوات الشرطة والحرس الوطني قليل . وبعد تسليم السلطة للحكومة في 30 حزيران 2004 ، ووفقا لما اعلن حينها ، تحولت مسؤولية الأمن الى (العراقيين) ، وعقد إتفاق مع قوات التحالف حول التنسيق في العمليات الكبرى ! كما إرتفع بإضطراد عدد قوات الجيش والشرطة ، ومن بينهم الكثير من منتسبي أجهزة النظام البائد ، الذين أعيدوا للخدمة في الأجهزة الجديدة بل وقيادتها ! وقطعت أوصال الشوارع بالمزيد من الكتل والحواجز الاسمنتية ، بصورة دائمة أو مؤقته ، وأعلن قانون السلامة الوطنية ، وجرى إقتحام عدد من الأحياء والمدن العراقية ، وتم تسيير دوريات في المدن ، وعلى طول خط الحدود ، واحيانا اغلاقها . فما هي النتيجة ؟ لا يزال الوضع على ماهو عليه إن لم يكن أسوأ ، حتى إن المواطن لا يأمن الدخول لشوارع وأحياء في مدينة بغداد العاصمة نفسها . فإلى متى تبقى المبادرة بيد الارهابيين فيضربوا متى شاؤا في وسط بغداد وبقية المدن ، في وضح النهار ، ثم يختفوا من دون أثر؟ وهل من المعقول أن تظل مسافة لا تتجاوز الكيلومترات المعدودة عصية على السيطرة حتى اصبحت تسمى ( مثلث الموت ) !؟ هل هم بهذه القدرة الخارقة على العمل ؟ ولماذا تبدو السلطة عاجزة عن وضع حد لأعمال العنف والقتل والإرهاب والتخريب ؟
- أن الحكومة في الدول الديمقراطية تستند في سياستها الامنية لمبدأ الحفاظ على أمن المواطن والمجتمع ، وتجسد هذه السياسة بإجراءات متنوعة وحقيقية يشعر بها المواطن ويساهم فيها . اما الانظمة الشمولية والمستبدة ، فعلى العكس من ذلك ترى ان المبدأ هو في الحفاظ على أمن الحاكم ، وبقاءه على كرسى الحكم ، وإن الخطر الأكبر يأتي من المواطن ، فتسخر كل امكانياتها لسحق هذا المواطن وتهميشه . وكان هذا حال المواطن العراقي في ظل نظام الطاغية المهزوم صدام .
- لقد انتظر العراقيون خيراَ واستبشروا بالحكومة التي جاءت على أنقاض النظام البائد ، إلا انها لم تقدم لهم غير زَبَدْ الوعود ، وتخبطت في الفوضى التي ساهمت فيها ، مع قوات التحالف ، وتوالت الأزمات واستمرت من دون حل ، وتفشى الفساد الاداري وخرج الى العلن ، وسعى كل طرف في الحكومة للحصول على أقصى قدر من المكاسب ، فأصبحت في وادٍ والمواطن الذي ظل مهمشاَ أعزلاَ ووحيداَ في مواجهة مجرمون لا يترددون في ارتكاب ابشع الجرائم وأكثرها دموية ، ومن دون أي اعتبار ، في وادٍ آخر . فكانت هذه هي الهوة التي سقطت فيها الحكومة ، ومهدت الارض للارهابيين ، ودفع المواطن ، ولا يزال ، ثمنها غالياَ .
- ولا يتوقع للحكومة القادمة ان تنجح في المواجهة مع الارهابيين ما لم تردم هذه الهوه ، وتعتمد رؤية أكثر نضجاً وواقعية ترى بأن مسؤولية بناء الوطن ومواجهة التحديات والمخاطر ، في كل بلدان العالم المتحضر ، تقع على عاتق الجميع ، المواطن ومنظمات المجتمع المدني والحكومة ، وغياب أي طرف يؤدي الى خلل في المواجهة . فلا يمكن للارهابيين ان ينفذوا جرائمهم ، مالم يلمسوا هذا الغياب والتغييب للشارع العراقي . وهم ليسوا بهذه القدرة على التحرك لو لم يجدوا من يغض الطرف عنهم ، أو يوفر لهم المستلزمات اللوجستية وبقية الخدمات اللازمة للعيش والعمل والاختفاء ، وإن كان رغم إرادته .
- ولابد للمسؤولين أن يغتنموا فرصة خروج المواطن وتحديه للارهابيين في 30 كانون الثاني/يناير ، فينطلقوا منها للأخذ بزمام المبادرة ، ويمنحوه المزيد من الثقة والمسؤولية . فهذا هو الحل ، الذي ينبغي ان يترجم ، على الارض ، بخطة تتضمن اجراءات ، ملموسة ، سياسية واقتصادية واجتماعية مترافقة مع خطة أمنية تبدأ بتطهير الأجهزة من أتباع النظام السابق والمجرمين المتعاونين مع الإرهابين . خطة تؤسس لعلاقة إيجابية جديدة بين المواطن والأجهزة الامنية ، وفي الصميم منها تشكيل ( لجان شعبية ضد الإرهاب) تساهم في حماية الشوارع والأحياء والمؤسسات ، بعيدا عن الاساليب القمعية لأجهزة النظام البائد وجلاوزته ، التي سخّرت للدفاع عن القائد الضرورة ! بل وفق ضوابط محددة تضمن عدم التجاوز على الناس والممتلكات ، وتمنح المواطن دورا في أن يحمي نفسه ويدافع عن حقه في الحياة ، وهذا بالطبع ... اذا الشعب يوماً أراد الحياة ... !



#محمد_ناجي (هاشتاغ)       Muhammed_Naji#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة مع عروس الثورات !
- لا تضيعو هذه الفرصة !
- مقابلة مع الباحث القانوني محمد عنوز
- واخيراً ... للعدالة كلمة ! - لقاء مع القاضي العراقي السابق ز ...
- هايد بارك ...
- مجلس الحكم في بحر العواصف
- احفاد حسنة ملص ... مرة اخرى
- لقاء مع الباحث القانوني محمد عنوز
- من فضلكم... لحظة !
- تمنيات مواطن في آخر زمن المنفى
- من فضلكم... لحظة !
- تظاهرة لا للحرب لا للدكتاتورية


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد ناجي - المواطن هو الحل