أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد ناجي - هايد بارك ...














المزيد.....

هايد بارك ...


محمد ناجي
(Muhammed Naji)


الحوار المتمدن-العدد: 861 - 2004 / 6 / 11 - 05:04
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ونحن في الطريق نحو جمهورية العراق الثانية , جمهورية المواطن والقانون والحريات , التي نأمل , ونعمل , ان تكون مختلفة كليا عن كل ماسبقها من جمهوريات العسكر والخوف والعنف وبالروح بالدم ... أرى ان تخصص كل مدينة , ولو زاوية في مكان عام , أخضر , يستطيع فيها المواطن , اي مواطن , ان يقف على مرتفع من الارض ويقول , بأدب , مايشاء عن اية قضية وينتقد اي طرف او شخص , وان كان رئيس الجمهورية , بدون خوف او وجل , وبعد ان ينتهي , لن يعتدي عليه احد , ليذهب الى بيته وهو مطمئن بأن زوار الليل لن يسحبوه من الفراش وهو في عز النوم , او ان يوبخه مسؤول دائرته , في اليوم التالي , وهو يسلمه الامر الاداري بطرده من العمل .

تبقى هذه امنية , ربما , لم يحن اوانها بعد , ولكن اظنها تستحق المغامرة , منا جميعا , ولو في هذه الزاوية !


العراقيون بين الداخل والخارج



ــ كل من زار العراق , بعد انهيار النظام الدكتاتوري , لاحظ , وبوضوح , وجود مظاهر لهذا النظام في اكثر من مكان , ومنها مايتعلق بسلوك الناس , اليائس والحذر , وطريقة تفكيرهم التي تعتمد على الشك والكتمان واللف والدوران , وحتى الخطاب المتداول بينهم المليء بمفردات الطغيان . ويمكن لنا ان نتفهم الحالة اذا اخذنا في الاعتبار , قصر المسافة الزمنية والنفسية والاجتماعية التي تفصلهم عن النظام السابق , ومقدار القهر والاضطهاد والماكنة الدعائية الرهيبة , التي تعرض لها المواطن , الاعزل , على مدى عقود . بالاضافة للظروف الخاصة للتغيير والتي يمر بها العراق حاليا , التي ادت الى عدم القضاء , سياسيا , على أزلام النظام , وخبراء ماكنته القمعية والدعائية , الذين لاتزال لديهم القدرة على الفعل والتأثير , بالتخريب والارهاب وترويج الاخبار والمفاهيم المزيفة , في الاتجاه الذي يخدم مصالحهم , على وهم العودة للسلطة مرة اخرى .

ــ احد هذه المفاهيم التي روجها ازلام البعث , وسربوها لوسائل الاعلام ليلوكها بعد ذاك الجهلة في الشارع , هو ) عراقيوا الداخل وعراقيوا الخارج ( , ليقسموا العراقيين , كما فعلوا وهم في السلطة , ويضعوا الواحد منهم في مواجهة الآخر , في معركة مفتعلة . ولا يحتاج المرء لذكاء وألمعية لاثبات ) بعثية ( هذا المفهوم , والذي يريدون بواسطته الانتقام , وهم خارج السلطة , من اولئك الذين قاوموا نظامهم الفاشي .

ــ ) فعراقيوا الخارج( ليسوا اناسا من دون جذور او دور , غرباء جاؤا من الخارج ليستولوا على المناصب وينافسوا العراقيون على لقمة عيشهم وعملهم , بل هم ضحايا البعث الفاشي , ابناء الوطن الذين قارعوا النظام حتى بالسلاح على ذرى جبال كردستان وفي اعماق الاهوار , وفي طول الوطن وعرضه , وتعرضوا وعوائلهم جراء ذلك للملاحقة والاضطهاد . وبعد ان ضيقت الفاشية عليهم سبل النضال , ولم يجدوا مآوى في داخل الوطن اختاروا المواجهة من الخارج , وحتى هناك لم يكونوا سواحا مرفهين , بل عانوا شظف العيش والمطاردة , وبعضهم تعرض للاغتيال على يد الفاشية , نتيجة لقيامهم بنشاطات تفضح الدكتاتورية , وبالتالي قدموا دعما سياسيا وماديا لاهلهم في الداخل . ومن ضمن هؤلاء , ايضا , عراقيون هجروا رغما عنهم الى دول الجوار , بحجة التبعية الايرانية , بعد ان سلبت ممتلكاتهم وانتهكت اعراضهم وزج بشبابهم في السجون , وهؤلاء كان لهم نصيب ودور لاينكر في مواجهة البعث .

ــ والمؤسف , ان هذا المفهوم ) البعثي ( , يراد له , اليوم , ان يتحول الى سياسة للدولة العراقية الديمقراطية الجديدة ! من خلال الحديث الذي سمعناه مباشرة , في ندوة عامة , من السيد حميد الكفائي , مسؤول دائرة العلاقات العامة في ديوان رئاسة الجمهورية , الذي نقل عن المسؤولين عن تنظيم الانتخابات المؤمل اجراؤها بداية السنة المقبلة , قولهم : باستبعاد اية مشاركة , لمن يعيش في الخارج , ومن يريد منهم المشاركة عليه ان يحضر الى الداخل !

ــ واذا كان مانقله السيد الكفائي وسمعناه منه صحيحا , ولم يصدرنفيا له , فالاسئلة تطرح نفسها , على أمل الجواب والتوضيح من السادة رئيس الجمهورية , رئيس الوزراء , اعضاء الوزارة , رؤوساء التنظيمات السياسيه , اعضاء اللجنة المشرفة على الانتخابات . فهل سيتم تسجيل العراقيين المقيمين في المهجر في الاحصاء السكاني القادم , وبالتالي في السجلات الانتخابية الرسمية ؟ أم سيتم استبعادهم ايضا , ليعانوا وابناءهم لاحقا من مشكلة الجنسية العثمانية وشهادة الجنسية , وتسجيل النفوس لعام 1957 ؟ ألا يعني هذا إضعافا وإستخفافا بكل العملية الانتخابية , وبرنامج السيد رئيس الجمهورية وكذا رئيس الوزراء ؟ لأن من لايحرص على مشاركة آلاف العراقيين في الخارج , لن يكون حريصا على مشاركة من هو في الداخل . ثم هل وضعتم في الحساب معاناة من يريد الحضور للمشاركة , فينقطع عن العمل أو الدراسة ويتحمل تكاليف السفر والاقامة ؟ وهل فكرتم بالضغط والمشاكل التي سيسببها تجمع آلاف , ان لم يكن ملايين , العراقيين خلال فترة وجيزة محددة عند نقاط الحدود البرية القليلة , للمسافرين وللموظفين على جانبي الحدود , او في المطارات العراقية ) ان فتحت للطيران ( . واخيراً ألا توجد بدائل اخرى اسهل واكثر ملائمة ؟ بواسطة السفارات العراقية في الخارج , مثلاً , ومن لاتوجد سفارة في البلد الذي يقيم فيه يتم ارشاده الى اقرب سفارة اليه , او ان يتم ذلك بواسطة البريد , او عبر ممثليات الامم المتحدة المنتشرة في كل بلد في العالم أو ...أو... خيارات كثيرة يمكن مناقشتها , ولكن : من يريد المشاركة عليه الحضور... يبدو اكثرها سوءاً واستخفافا بالمواطن والعملية الانتخابية والعراق الجديد , الذي يجري الحديث عنه , ويظهر... ان للبعث ارادة !

محمد ناجي

10 حزيران 2004



#محمد_ناجي (هاشتاغ)       Muhammed_Naji#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس الحكم في بحر العواصف
- احفاد حسنة ملص ... مرة اخرى
- لقاء مع الباحث القانوني محمد عنوز
- من فضلكم... لحظة !
- تمنيات مواطن في آخر زمن المنفى
- من فضلكم... لحظة !
- تظاهرة لا للحرب لا للدكتاتورية


المزيد.....




- -صور الحرب تثير هتافاتهم-.. مؤيدون للفلسطينيين يخيمون خارج ح ...
- فرنسا.. شرطة باريس تفض احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة ا ...
- مصر تسابق الزمن لمنع اجتياح رفح وتستضيف حماس وإسرائيل للتفاو ...
- استقالة رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف من منصبه
- قتلى وجرحى في هجوم مسلح على نقطة تفتيش في شمال القوقاز بروسي ...
- مصر.. هل تراجع حلم المركز الإقليمي للطاقة؟
- ما هي ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي بشأن مقترح الهدنة المق ...
- بعد عام من تحقيق الجزيرة.. دعوى في النمسا ضد شات جي بي تي -ا ...
- وجبة إفطار طفلك تحدد مستواه الدراسي.. وأنواع الطعام ليست سوا ...
- صحيح أم خطأ: هل الإفراط في غسل شعرك يؤدي إلى تساقطه؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد ناجي - هايد بارك ...