أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد ناجي - من فضلكم... لحظة !















المزيد.....

من فضلكم... لحظة !


محمد ناجي
(Muhammed Naji)


الحوار المتمدن-العدد: 473 - 2003 / 4 / 30 - 04:39
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


    
 
 قد تبدو اللحظة الراهنة , لحظة حساسة مربكة وملتبسة , لدى الكثيرمن العراقيين , فاستقبلها ,
البعض بالفرح والانفعال بالحدث , بينما احس آخرون بكآبة واحتجوا( بعنترية) , لان التغيير تم على يد الامريكان , الذين ظهروا وكأنهم سرقوا النصر من بين ايديهم , بعد ان كانوا على وشك الامساك بصدام من ذيله! كذلك توجد قلة عراقية , معها اغلبية العرب المنتفعين من الطاغية,اوالذين تواطئوا معه او عقدوا آمالا خاوية عليه في مواجهة الامبريالية ! اصيبوا بصدمة , ولا يرون سوى ان العراق قد اصبح اليوم  تحت الاحتلال , وبالتالي فلا خيار سوى الجهاد ! حلا لخيبتهم وازمتهم .
 
                                                      ***
     
المشهد يدعو للتأمل , بموضوعية, لأبعاده المختلفة , ومن ثم التوقف لمعرفة اسبابه, فهو لم يهبط علينا من السماء , كما انه لم يظهر فجأة من دون مقدمات , بل هو الحصاد المر لما زرعناه , بممارسات ومواقف ,  في سنوات سابقة , وهو, وبوضوح , هزيمة للعقل والمنظومة السياسية والثقافية العراقية اولا والعربية ثانيا , لأنها عجزت عن التنبه اليه والتحذير منه ومن ثم  تداركه ووضع حد له , قبل ان يقع , وهي نفسها المسئولة عن صنعه وبناءه حجرا حجرا , بتغليب المصالح الفئوية والذاتية الضيقة على مصلحة المواطن والوطن الذين غيبا , مع اول بادرة لاستخدام العنف , والغاء الآخر. ولم يعد نافعا للتغطية على هذه الهزيمة , كل ضجيج البيانات والمعلقات والمهرجانات والمؤتمرات وحروب داحس والغبراء , التي تمجد الوطن وتتمنطق بأسم المواطن , حتى اصبحت الامور , لدينا , تمشي بالمقلوب , فالطاغية الجلاد بطل قومي , والضحية خائن وعميل , والمحتل محرر! ومع ان البعث والنظام المقبور يتحمل المسئولية الاكبر, الا انه ليس الوحيد, فللآخرين في المنظومة السياسية والثقافية مسئوليتهم , وان كان بنسب متفاوتة .
 
                                                   ***
   
 وهذه الهزيمة اكثر مأساوية من تلك التي حصلت للعرب في 5 حزيران عام 1967 , حينها , لم تدخل  القوات الاجنبية لأية عاصمة عربية , أو حتى تلك التي حدثت  في عام 1982 حين تعرضت بيروت  للحصار , اما اليوم فأن القوات الاجنبية قد دخلت الى ( بغداد) عاصمة واحد من اهم بلدان وشعوب المنطقة , واحتلت العراق بأسره .
 
                                                  ***
  
ولكن , وهذا المهم , تبقى فى المشهد المظلم نقطة ضوء تدعو للتفاؤل والفرح , ان احسنا استيعاب الظرف واستغلال الفرصة , تتمثل في زوال النظام الدكتاتوري عن كاهل شعبنا , فأصبحنا اليوم نقف في مفترق طرق فأما ان نراجع , فنستفيد  ونتعلم من اخطاءنا السابقة , ويكون احترام عقل المواطن وحقوقه , والوطن والقانون فوق الجميع , محور العمل والحياة والنظام السياثقافي , فنسير بخطوات ثابتة نحو النور والمستقبل , وهذا مانطمح اليه ونعمل من اجله , او ان ( تعود حليمة الى عادتها القديمة ) فنظل  نراوح في وحل الاستبداد , وان تبدلت الوجوه والاسماء , وهذا ما يريد ان يشدنا اليه تجار السياسة والمهووسين بالسلطة وبقايا البعث المقبور ورافعي صور آلهتهم السياسيين والمصفقين والهتيفة بالشعار المقرف والمتخلف ..  بالروح بالدم نفديك يا.... وهذا ماينبغي مواجهته وفضحه .  فأي طريق تفضلون !؟         
                                                             
 
                                                                      ***
   
 في هذا المشهد لابد من الاشارة الى الموقف غيرالمسؤول للمنظومة والنخب السياسية والثقافية العربية , فهي ورغم انها قد وقفت مع الطاغية صدام , بمبررات مختلفة , وغلبت مصالحها الخاصة
على حساب آلام ومعاناة ودماء وارواح العراقيين , تعود اليوم وتكرر نفس الشيء , فيتركون العلم
الاسرائيلي مرفرفا في القاهره وعمان ويأتون للبحث عنه في بغداد , ويطالبون في ام قصر بتدمير البوارج التي عبرت  قناة السويس , بأجر معلوم , ومخرت في كل بحارالعرب , ويأتي النداء من
اعلى هضبة الجولان مطالبا بتحريرالاعظمية ...
 
                                                                      ***
    
 ان العراقيين ليسوا بحاجة الى وصاية من احد, أو لمن يذكرهم بمهماتهم او يدلهم على الطريق , وهم قادرون على التعامل مع الموقف بما يتفق واولوياتهم , ومسؤوليتهم , ومبادئهم الوطنية , وينبغي على الاخوة العرب ونخبهم السياثقافية الاهتمام بمعالجة مشاكلهم اليومية ,  ومراجعة وتصحيح موقفهم والاعتراف بالاخطاء التي ارتكبوها بحق الشعب العراقي , وبالتالي الاعتذارعنها بدلا من توجيه نداءات وبيانات لاتساوي الحبر الذي كتبت به, في محاولة بائسة لتوريطهم في دفع الفاتورة لأجندة عجز العرب عن تحقيقها ويتهربون من تسديدها. وقد آن الاوان لكي يدرك الجميع بأن امن الوطن العربي يتحقق , وببساطة, بضمان أمن المواطن , وليس بالدفاع عن البوابة الشرقية !!  
 
 

 
   



#محمد_ناجي (هاشتاغ)       Muhammed_Naji#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمنيات مواطن في آخر زمن المنفى
- من فضلكم... لحظة !
- تظاهرة لا للحرب لا للدكتاتورية


المزيد.....




- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد ناجي - من فضلكم... لحظة !