أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الزاغيني - دموع باردة














المزيد.....

دموع باردة


علي الزاغيني
(Ali Alzagheeni)


الحوار المتمدن-العدد: 4190 - 2013 / 8 / 20 - 20:20
المحور: الادب والفن
    


دموع باردة
علي الزاغيني
لا تغرنكم الضحكات ولا تخدعكم المظاهر فخلفها آهات واحزان لا تنتهي .
الحب عاصفة من الجنون مهما حاولنا الهروب منها فلابد ان تقتحم قلوبنا وتضعنا في عالم لا ينتهي من السعادة والهناء مصحوبة باهات واحزان ودموع تسبقها ابتسامة نشوة الحب التي نتمنى لها ان تنتهي .
حاولت قدر استطاعتها ان لا تدخل صراع الحب واهاته وان تدفن مشاعرها خلف هموم الحياة لان الحب سلطان يسيرنا دون ارادتنا فقررت ان لا تدخل هذا العالم الجميل المليء الهناء والامل والدموع والفراق والآهات .
ولكن هل بإمكاننا ذلك؟؟
التقينا بعد الحرب عندما اراد القدر ذلك في ظروف قد تكون ليست كما نتمناها ,كانت علاقتنا مبنية على الصراحة والصدق وليس كما يتصور البعض فلا دخل للحب بصداقتنا .
10 سنوات مضت ولكنها لازالت غامضة بعض الشيء؟؟
همها الوحيد عملها ولا شيء غير ذلك !!
لم يكن للحب في حياتها اهمية تذكر وعندما نتحدث عنه في بعض الأحيان تراه تفاهة أو شئ لا وجود له في زمن لا يمكن للحب ان يعيش تحت اصوات الرصاص ورائحة البارود .
فلسفة خاطئة من وجهة نظري ولكن هذا رائيها ولا يمكن ان تغيره بسهولة ولعلها تؤمن بشاعرنا الذي كتبية اغنية سيرة الحب وتمتلكها الرهبة من عالم الحب المليء بالظلم وآهات التي تحرق القلوب من دون ان تكون لنا الارادة على اطفاء جذوتها .
على الرغم من تجاوز سنوات عمرها العقد الرابع الانها لم تخضع لتجربة الحب اذا كانت صادقة في كلامها ويخيل لي أن السنين قد سرقت كل مشاعرها واحساسها بالحب ,وباتت هموم الحياة ومتطلباتها هي كل شئ في حياتها .
في صباح شتائي تطرز الغيوم سمائنا الصافية وتجعل منها لوحة رائعة ممزوجة بألوان متعددة تسحر
الناظر لجمالها , رن هاتفي كانت هي على الطرف الاخر ؟ ليس الامر غريبا كانت الاتصالات بيننا متواصلة كلما لم تسمح ظروف العمل باللقاء ,الامر الذي ادهشني وزاد من قلقلي طلبها في ان نلتقي في مكان عام لنتحدث بهدوء وهذا ما لم يحدث سابقا .

الدموع تنساب من عينيها بهدوء دون توقف مما زاد في قلقي واستغرابي انها لا تعرف من اين تبدا بكلامها ,ربما بدافع الخجل وربما لإحساسها بالذنب لأنها اخفت عني أمر ما ؟
لقد احببته رغم عني وفرض حبه دون ارادتي !! هكذا بدات الحديث دون مقدمات بعد ان جلسنا بعيدا عن الانظار ابتسمت ربما ساخرا وربما مندهشا في بداية الامر ,حاولت ان اتركها تتحدث لتزيح بعض الالم والمرارة التي تملا قلبها .
منحني الحنان الذي فقدته واحساس هربت منه لكي لا اوهم نفسي بالحب والقى مصيري هذا وحيدة بعد ان يتركني اواجه هذه اللحظات المؤلمة .
جعلني لا افكر آلا فيه غمرني بحبه الذي هربت منه طويلا وصددته بكل بقوة ولكن الحب لا يعرف المستحيل و لا تمنعه الحواجز التي زرعتها في قلبي .
لم يفكر باي فارق بيننا ,على الرغم من انها تجعل من حبنا معركة خاسرة مهما جمعنا من سلاح لها ,حبيبي يصغرني بعقد من الزمن وهذا وحده كفيل بان يكون حبنا في عداد الاموات لأننا في مجتمع شرقي لا يسمح له بهذا الحب الا اذا كان غير عذري و كل ما فكرت به هو الحب وليس غير الحب .
طريقنا مليئة بالأشواك فلابد ان نتحمل الالم ونجد من يداوي جراحنا بعد لحظات الفراق القادمة مهما حاولنا تأخيرها فأنها تلوح في الافق رغما عنا .
صرخات والدته بوجهي واتهامي بالعبث بمشاعره والسيطرة عليه جعلتني اصمت امام اتهامها والوذ بالفرار من عيون الناس واختبئ بعيدا عن كل تساؤلاتهم الخبيثة وانسى لحظات الحب التي جمعتنا , يا ترى بماذا تفكر والدته وبماذا ادافع عن حبي واحلامي التي اصبحت مشردة .
كيف ستمضي ايامي بدونه فكل شئ يذكرني به اعياد الحب وهداياه الحمراء بلون الحب وذكرياته في احلامي لاتزال عالقة , رسائله وحرفها المتطايرة على صفحات قلبي , الزهور بألوانها وعطورها كل صباح , قبلاته لاتزال تطرز شفاهي وتسكن روحي وتأسرني دون ارادة في لحظة الحب عندما تكون القبلات لغة الحوار بيننا, عذوبة همساته وهو يغازلني تجعلني كفراشة احلق بعيدا في عالم من الخيال لا توقظني كل أصوات المدافع .
سؤال يتبادر بخلدي وانا احاورها لم هذا الحب كله ؟
هل هو الحنان المفقود والحب الضائع الذي تأخر كثيرا ربما ؟
اريد حلا هذا ما نطقت به ! لعلها ارادت ان تزيح بعض الهموم من قلبها التي سكنته بعد الامل الذي تبخر في شتاء طال ليله الحزين .
قد تكوني حلولي لا ترضيها وقد يكون النسيان اول الحلول واخرها رغم المرارة التي يسببها لها ولكنها لابد ان ترضى به .
كانت راضية ان تكون زوجة ثانية ؟؟
فكرت بان يكون زواجها سرا بعيدا عيون القبيلة وترضى بكل شئ يوهما بالسعادة معه ولأشيء غير ذلك مهما كانت نظرت المجتمع اليها.
مهما كان الجرح عميقا سوف يبرأ مع مرور الزمن لان الله منحنا نعمة النسيان التي تداوي جراحنا وتهب لنا الامل القادم الذي سرقته لحظات العمر الخاطفة وتركت نزيف الذكريات المؤلمة تلاحقنا .
تتمنى ان امنحها حلا غير النسيان وهذا ما لم امنحه لها لأن النسيان الحل الأمثل لنهاية قادمة اليوم قبل الغد فلابد ان اضع لها النقاط على الحروف لتكون لها الطريق الصحيح رغم كل المرارة التي تعانيها والالم الذي تركه الحب الذي مضى .
مضينا معا سائرين على ضفاف دجلة بصمت بعد القت كل همومها ومضت لعلها تبدا من جديد حياتها دون حب ولا الم .
قالت سوف ارحل واترك كل شئ الوطن والحبيب والذكريات !
اجبتها بهدوء وثقة كبيرة بان لا تكون رد الفعل سريعة لهذه الدرجة ووعدتها بانه سوف سيعود رافعا الراية البيضاء !
هنا ابتسمت وكفكفت دموعها ولكن كيف ؟
هذه هي الحقيقة التي يجب ان تصدقيها ! ولكنه ليس ذلك الفارس الذي تنتظرين سيكون مجرد عاشق لايملك سوى الهروب اليك .
علي الزاغيني



#علي_الزاغيني (هاشتاغ)       Ali_Alzagheeni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين العتاب والاعتذار
- جنونك ..... انت
- عبد الكريم قاسم القائد والانسان
- على ابواب قلبها
- أنتظار
- بلا عنوان
- الحكومات المحلية ما لها وما عليها
- غازي
- الامتحانات الوزارية على الابواب
- قدرة الهر و(حوارية الحد من ظاهرة العنف الاسري)
- يوم دموي اخر
- مؤتمر الترجمة الثالث عطاء وابداع
- اليك ....؟
- نحن والطب النفسي
- الاصوات الشابة بين iraq star ) and Arab idol)
- حديث الانتخابات
- صوتك .. من يستحقه ؟
- جرح السنين
- يا ايها المثقفين لا تقفوا عند حدود الكلمات
- عيناك ايقظتني


المزيد.....




- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الزاغيني - دموع باردة