أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - منصور حكمت - بصدد القضايا المحورية في بحث المجالس و النقابات















المزيد.....

بصدد القضايا المحورية في بحث المجالس و النقابات


منصور حكمت
(Mansoor Hekmat)


الحوار المتمدن-العدد: 1198 - 2005 / 5 / 15 - 12:04
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ا- عند تقييم الاتحادات العمالية، ثمة فهم تجريدي يستند الى تعميم خصائص الاتحادات ابان تشكيلها في القرن المنصرم. فوفقا لهذه النظرة، تعد الاتحادات، وبمعزل عن عملية تكوينها التاريخية، بمثابة اداة دفاعية للعمال فقط من اجل الحفاظ على مستوى المعيشة واوضاعهم الاقتصادية وظروف عملهم، في الوقت الذي ينبغي على اي نوع من الدراسة للاتحادات ان تاخذ النقاط التالية بنظر الاعتبار:

١- تطور وتحول الاتحادات، تاريخياً، الى هيئات عمالية للاحزاب البرجوازية الاشتراكية الديمقراطية والاصلاحية.

٢- تطور بيروقراطية محافظة في الاتحادات وتحكم هذه البيروقراطية بالجماهير العمالية.

٣- تخندق الاتحادات العمالية في مجمل البنية الحكومية للبرجوازية في اوروبا بوصفها هيئات للسيطرة على الاحتجاجات العمالية للحيلولة دون تعميق راديكالية العمال، وفرض الاتفاقيات الجماعية المساومة عليهم، اخضاع العمال لسياسات التقشف و تنامي البطالة.

٤- تصدي الاتحادات، في المراحل الثورية، للتنظيمات الراديكالية للعمال مثل المجالس واللجان المعملية، بالاخص عبر الادعاء بالتمثيل الاحتكاري للطبقة بصورة "مستقلة " في الميدان الاقتصادي والرفاهية. تموضع الاتحادات من بين التنظيمات العمالية، في المراحل الثورية في الجناح المحافظ.

٥- عجزالنقابات عن تنظيم اغلبية العمال على الرغم من وجود سياسة Closed Shop و التي، طبقا لها، يمنع استخدام العمال غير النقابيين وقانونية فعالية الاتحادات.

ب- ان العوامل المذكورة اعلاه هي حائل دون دعوة حزب شيوعي ثوري، وبصورة مباشرة وتلقائية، وكسياسة، العمال الى تنظيم الاتحادات. تكمن المسالة بالنسبة لحزب شيوعي ثوري في كيفية التعامل مع الاتحادات والميل النقابي داخل العمال والاحزاب الاصلاحية. ان تشكيل الاتحادات ليس ميل "طبيعي" و"عفوي" للعمال في النضال من اجل الوحدة، بل شكل مقترح مطروح، وراسخ لتيار معين في الحركة العمالية – التيار الاشتراكي الديمقراطي- الاصلاحي.

ج – فيما يخص مسالة الاتحادات، تضاف هذه الملاحظات ارتباطا بالاوضاع الخاصة لايران:

١- لا تتمتع الطبقة العاملة الايرانية بتقليد نقابي قوي، وتجارب كافية لايجاد حركة نقابية مستديمة (غياب استمرارية الاحزاب الاصلاحية، القمع، الاصلاح الزراعي، التغيير السريع في التركيبة العمالية، وتضاعف عدد العمال الصناعيين على امتداد فترة قصيرة، تعاظم موارد النفط، التشغيل العام والزيادات التلقائية والسريعة للاجورجراء العرض والطلب في سنوات ١٩٧٥ – ١٩٧٦ لهي عوامل مساهمة في هذا الوضع).

٢- في الظروف الاعتيادية للانتاج البرجوازي في ايران (اي باستثناء فترات الازمة السياسية)، لا تطيق البرجوازية ولا تتحمل وجود حركة نقابية مستقلة (على الاقل كان الامر كذلك حتى الان). لقد بحثنا سابقا الميول الاستبدادية للراسمالية الايرانية.

٣- وبسبب الاوضاع السياسية، وكذلك غياب نقابات رسمية قادرة على لجم تعمق راديكاليتها، تتحول الحركة العمالية الايرانية، بصورة سريعة، مع اي درجة من الاحساس بالاقتدار، الى حركة سياسية، ولا يبقى للنضال العمالي في ايران، ولاي فترة طويلة، مقتصرا على الميدان الاقتصادي وفي اطار قوانين النظام القائم. ان ذلك يقلل، من منظور العمال، من كفاءة الاتحادات، ويغدو الاتحاد، في حالة وجوده، وبسرعة، الى اتحاد عديم الفائدة او واقفا ًبوجه العمال.

ان نفس وجود الاتحادات العمالية في ايران يعد عاملاً لانهاء فلسفة وجودها، لانه طالم اقرت الدولة التنظيم العمالي، علىالصعيد الاقتصادي (وبشكل مستقل)، فان الحركة العمالية ستطرح مطاليبها السياسية.

٤- في الفترة الاخيرة، تم طرح مطلب تشكيل الاتحاد (مقابل سائر اشكال التنظيم الجماهيري)، اساساً، من قبل الاجنحة اليمينية في المعارضة اليسارية الايرانية. لقد صيغت هذه المطالبات بصورة اساسية، من قبل " المفكرين " الشعبويين المثقفين و لا تدلل على الاقبال العام للعمال عليها. و بصورة محددة، خسر الخط النقابي " امام " الخط المجالسي" في مجادلات مرحلة الثورة، ولم يتمكن من ترك تاثير جدي على ممارسة العمال.

٥- ان اقبال قسم من اليسار الايراني على سياسة تشكيل الاتحادات (منظمة راه كاركر _ رزمندكان)، يمثل تراجعا سياسيا لجلب انتباه الاقسام الاكثر تخلفا من الحركة العمالية، و ليس تقييم واقعي لمقدرات و امكانات الحركة العمالية الايرانية. ان سياسة تشكيل الاتحادات تبدو اقل نجاحا بكثير واقل واقعية مقارنة بسياسة المجالس و التجمعات العامة (التي كانت موضوع دعايتنا وتحريضنا حتى الان)

د- طبقا لما ذكرناه، فان تشكيل الاتحادات العمالية في ايران

١- ليست مفضلة لدينا بوصفها سياساتنا فيما يخص تشكيل المنظمات الجماهيرية. ليس بوسع الاتحاد ان يكون شعارنا الاساسي، وشكل اساسي للتنظيم الجماهيري للعمال في ايران.

٢- ليس امرا ممكنا. ان تشكيل النقابات العمالية، حتى ولو كان بصورة مرحلية و جزئية لهو امر ذهني.

هـ- ان الدعاية للمجالس والتجمع العام (المنظم و المنتظم) هو الخط الصحيح تجاه مسالة التنظيمات الجماهيرية للعمال في ايران لانه:

١- من الناحية السياسية؛ اقرب الى متطلبات نضال عمال ايران (عدم الاقتصار على الميدان الاقتصادي، وعدم الاقتصار على القانون).

٢- من الناحية العملية؛ يمكن تشكيلها (فالتجمع العام هو الشكل الطبيعي لاغلب الاحتجاجات العمالية، وهو يغطي على ضعف عمال ايران في اقامة التنظيمات المحترفة والمعقدة، ويستند الى الاقتدار المباشر للجماهير المتجمعة، ويكون الدفاع عنها امرا بسيطا)

٣- ان سندهما العملي ليس الاصلاحية والاشتراكية الديمقراطية، بل كومونة باريس واكتوبر. ان امكانية تعلمهما واخذ الدروس للطبقة العاملة منهما يعد كبيراً.

٤- مع تنامي الثورة وتعميق راديكالية الجماهير، ليس فقط لا تفقد امكاناتها اوطاقاتها النضالية، بل انها تتعاظم. ان التجمع العام هو ركن الديمقراطية العمالية المباشرة و المجالس (السوفييتات).

٥- الحركة العمالية قد اثبتت وحتى الان امكانية تحقيق هذه السياسة.

و – يستند موقفنا من الخط النقابي داخل الحركة العمالية الى الاسس التالية:

١- لا ندعو، مباشرة، العمال الى تشكيل النقابات الا في حالات معينة، بل على العكس، نعمق من المجالس، التجمعات العامة و حركة التجمعات العامة المرتبطة ببعضها.

٢- ندافع عن مساعي العمال لاقامة النقابات (بالضبط مثل مساعيهم من اجل اقامة اي نوع من التنظيم) و مد يد العون لهم.

٣- نشارك في الاتحادات العمالية المستقلة ونسعى الىكسب قيادتها. وفي كل اتحاد نوحد خطنا المستقل.

٤- نسعى الى التقريب المتعاظم للاتحاد الى بناء غير بيروقراطي وبالاخص استنادها على الصعيد المحلي الى التجمعات العامة للعمال.


كتب هذا الموضوع في شتاء ١٩٨٦ بوصفه وثيقة داخلية في الحزب الشيوعي الايراني ونشر لاول مرة في مجلة بسوي سوسياليزم النظرية (صوب الاشتراكية)، العدد الثالث، المرحلة الثانية، في ١٩٨٩



#منصور_حكمت (هاشتاغ)       Mansoor_Hekmat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب والمجتمع من جماعة ضغط الى حزب سياسي - الجزء الاول
- تحديات الشيوعية الراهنة*
- أسطورة: -البرجوازية الوطنية والتقدمية- الجزء الثالث
- أسطورة: البرجوازية الوطنية والتقدمية - الجزء الثاني
- حول كوبا
- الديمقراطية الغربية في روسيا
- الإنتخابات الإسرائيلية
- الحزب الشيوعي والعضوية العمالية - القسم الثاني
- نهاية الحرب الباردة وآفاق الاشتراكية العمالية
- مباديء واساليب القيادة الشيوعية
- تطورات اوربا الشرقية وافاق الاشتراكية العمالية
- حوار جريدة -عامل اليوم- مع ( منصور حكمت ) حول : عواقب أحداث ...
- الارهاب الاسلامي
- دفاعاً عن مطلب أستقلال كردستان العراق - طرح أولي للبحث
- مجابهة من قريب، تقرير طبي
- الحزب الشيوعي والعضوية العمالية - القسم الأول
- الاحزاب السياسية والصراع الطبقي
- أسطورة: البرجوازية الوطنية والتقدمية
- حول عدم اتخاذ الحزب موقف من وفاة احمد شاملو* رسالة الى الرفي ...
- المنظمات العمالية شأن العمال انفسهم


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - منصور حكمت - بصدد القضايا المحورية في بحث المجالس و النقابات