أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - فرصة الليبراليين العرب الذهبية















المزيد.....

فرصة الليبراليين العرب الذهبية


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 4185 - 2013 / 8 / 15 - 08:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-1-
لا شك أن دولة "الإسلام السياسي"، في مصر الكبرى، قد انهارت.
وربما كان هذا الانهيار من الضخامة، والقوة "المزلزلة"، ودقة الظرف، قد أدى بدولة "الإسلام السياسي"، الى زوال من غير رجعة.
فمن الصعب على دولة يتولاها "الإخوان المسلمون" أو "حزب النور" السلفي، أو حتى بعض حتى شيوخ الأزهر من الطامعين بالسلطة السياسية الى جانب السلطة الدينية، أن تقوم في مصر ثانيةً، بعدما عانى المصرين المُرَّ من حكم "الإسلام السياسي" المُزوَّر، والمُختَطف، على حد تعبير المفكر اللليبي الراحل الصادق النيهوم في كتابه (إسلام ضد الإسلام)؛ وكان يعني بذلك معنى صحيحاً، من أن إسلام "الإسلام السياسي" الذي شهدته مصر في السنة الماضية، كان ضد الإسلام النقي والقويم.
إذن، فقد انهارت دولة "الإسلام السياسي" المزيف، والمُختَطف في مصر، وعاد بعض الليبراليين المتنورين العصريين، ليحكموا مصر، ويعيدوا مصر الى المسار الليبرالي المتعثر، والمتواضع، والشاق كذلك.
-2-
ولا أظن، أن مصر يمكن أن تُكرر تجربة حكم "الإسلام السياسي"، المتمثل بالإخوان المسلمين في المستقبل القريب.
والمؤشرات السياسية، والإعلامية العربية، والعالمية، الأولية، تقول إن "الإخوان المسلمين" خسروا اليوم في مصر، وخارج مصر، خسارة أكبر من الخسارة التي خسروها في الأربعينات من القرن الماضي، والتي راح ضحيتها مجموعة من كبار المسؤولين المصريين، وعلى رأسهم النقراشي باشا (1888-1948) رئيس وزراء مصر لمرتين. كما راح ضحيتها الشيخ حسن البنا (1906-1949) نفسه بعد ذلك.
وكانت كل الظروف الدولية والإقليمية، تختلف عما هي عليه الآن من حيث:
1- لم يكن الإعلام بهذه القوة، والتنوع، الذي هو عليه الآن، بحيث يستطيع المتلقي متابعة ما يجري أولاً بأول، ولحظة بلحظة.
2- لم يكن الوعي السياسي الإسلامي والعربي، بالقدر الذي هو عليه الآن.
3- لم تكن الأحزاب السياسية الدينية الأصولية والسلفية كالإخوان المسلمين وحزب "النور" السلفي، بمثل هذه القوة والتنظيم ، كما الآن.
4- لم يكن الإرهاب العنيف، قد انتشر في العالم بعد، ولم تكن كارثة 11 سبتمبر 2001 قد وقعت.
5- لم تكن الجماعات الدينية المسلحة قد نشأت، بعد أن خرجت من عباءة "الإخوان المسلمين".
6- لم يكن الشقاق والصدام بين المسلمين والمسيحيين في مصر، قد بلغ الحد الذي بلغه الآن.
7- لم تكن السلطة المصرية العسكرية، قد طاردت، وعذَّبت، وسجنت، وشرَّدت الإخوان المسلمين، كما فعلت بهم في عهد عبد الناصر، والسادات، ومبارك.
8- لم يكن الإخوان المسلمون، قد نكبوا نكبتهم الكبرى في سوريا عام 1982 ، في مذبحة حماة، حيث قُتل أكثر من عشرين ألف قتيل.
9- لم يكن الإخوان المسلمين بالقوة والانتشار والتمركز الذي هم فيه الآن في العالم العربي، والإسلامي، والدولي.
10- وأخيراً، لم تكن السلطات العربية ضعيفة وهزيلة كما هي الآن، ولم يكن الشارع العربي واع وقوي كما هو الآن، من خلال ما يُطلق عليه " الربيع العربي".
-3-
لقد أصبح الرأي العام العربي والإسلامي مستعداً لسماع الليبراليين العرب الآن، كما لم يكن في أي وقت مضى، بعد أن جرَّب حُكم من ركبوا موجة "الإسلام السياسي"، ورأى هذا الشارع - بأم عينه - الاختلاف الفظيع والشنيع بين الشعارات الدينية، وبين التطبيق على أرض الواقع. فعلى الليبرالية العربية، أن تغير فوراً من طروحاتها وتتبنى الخطوات التالية إذا أرادت أن تنفذ فعلاً في العالم العربي وتفوز بما تحلم أن تحققه:
1- من الواضح أن الإسلام النقي والقويم قد اختُطف من قبل الأصوليين والسلفيين الذين حكموا باسم "الإسلام السياسي". وعلى الليبرالية العربية أن تُعيد هذا الإسلام المختَطف الى المسلمين، نقياً، طاهراً، وقويماً.
2- أصبحت الأصولية والسلفية الدينية، تدَّعي من أنها، هي الوصية على الإسلام، والحافظة له، والناقلة لأفكاره وآثاره. فعلى الليبرالية العربية أن تعلم عن الإسلام أكثر مما تعلم الآن. وعليها أن تثقف نفسها وكوادرها دينياً.
3- إن ما يُقنع الشارع العربي والإسلامي المتدين تديناً شعبياً، هو التبسيط والتوضيح. فعلى الليبراليين العرب أن يكون بسيطين وواضحين في مخاطبتهم للجمهور.
4- على الليبرالية العربية، أن تقتفي خطوات الزعيم التونسي الأكبر الحبيب بورقيبة حين أصلح المجتمع الإسلامي التونسي، من داخل الإسلام، وليس من خارجه، وأشرك معه جماعة من شيوخ جامع الزيتونة (أزهر المغرب العربي) في انتاج (مجلة الأحوال الشخصية)، عام 1957 ، والتي جرى تطبيق الكثير من بنودها في المغرب فيما بعد. وأعطت المرأة – خاصة - حقوقها الدينية والمدنية، التي كانت مهضومة.
5- على الليبراليين العرب، أن ينفوا نفياً تاماً أية علاقة لهم بالليبرالية الغربية، التي تُرمى عادة بالدعارة، والانفتاح الاجتماعي الجنسي الإباحي.
6- على الليبراليين العرب، التركيز على أن ليبراليتهم ليبرالية إسلامية ففي الإسلام جوانب ليبرالية كثيرة مخفية، بحاجة الى باحثين ومنقبين. فكما أن الأصولية والسلفية، وجدتا في الإسلام ما يخدم أغراضها السياسية، ويؤيد طروحاتها، فالليبرالية العربية سوف تجد كذلك، ما يخدم أغراضها، ويؤيد طروحاتها. فالإسلام كما قيل (حمّال أوجه). وسبق للمفكر المصري حسن حنفي أن قال، في محاضرة له في مكتبة الإسكندرية، "من أنك تجد في الإسلام كل ما تريد من الشمال الى الجنوب."
7- يجب الرد على طروحات الأصولية والسلفية، من نصوص إسلامية، وما أكثرها. وقد كان الليبراليون العرب في الماضي، يردون على الأصولية والسلفية في أقوال عمر بن الخطاب – مثلاً- وغيره من الصحابة الكرام، بأقوال لماركس، وانجلز، وهيغل، وديكارت. وهذا خطأ كبير وفادح. فالرد الليبرالي العربي، في مثل هذه الحالة، يجب أن يتم بأقوال لأبي حامد الغزالي، وابن رشد، ومحمد عبده على الأقل؛ أي من داخل الإسلام المستنير. وهو ما فعله الزعيم المنفتح بورقيبة في عام 1957 ، وما بعد ذلك، كما يقول لنا الباحث التونسي لطفي حجي، في كتابه عن بورقيبة ( بورقيبة والإسلام.. الزعامة والإمامة).
8- على الماركسيين العرب، أن لا يتحدثوا عن الليبرالية. ويجب ترك الحديث والدعوة الى الليبرالية الى كتاب ومفكرين ليبراليين معتدلين كطه حسين، ومحمد عابد الجابري (مغربي)، والصادق النيهوم (ليبي)، ورجاء بن سلامة (تونسية)، وفاطمة المرنيسي (مغربية)، وعزيز العظمة (سوري) ، وعبد المجيد الشرفي (تونسي) ومحمد أركون (جزائري) ، وهاشم صالح (سوري)، ونصر حامد أبو زيد (مصري)، وحسن حنفي (مصري)، وابراهيم البليهي (سعودي)، ويوسف أبا الخيل (سعودي)، وغيرهم.
(وللموضوع صلة).



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من معانب الحب في الثقافة العربية
- تسليع الجسد
- هتك أسرار الثالوث المحرَّم
- دكتاتورية العراق الجديدة
- مبررات سقوط النظام السوري عاجلاً أم آجلاً
- أسباب نهاية الدكتاتوريات العربية
- الفاتحة من لقاء -الصهيوني- غولدبيرغ!
- اعشقوا، أحبوا، وأرقصوا..!
- الفساد وراء سقوط العهود في كل الأزمنة!
- مأزق الإسلام العربي
- صحة وفائدة الخلاف الدستوري المصري
- -مجموعة حكماء العالم- في مصر
- هل سيعبر مرسي بمصر العبور الثالث؟!
- هل جاء مرسي رئيساً مصرياً أم -إخوانياً-؟
- مرسي بين حجري الرحى: اليمين واليسار
- مرسي في مواجهة الخطاب الليبرالي
- مرسي رسول -الإخوان- الى العالم!
- ماذا تعني رئاسة مرسي لمصر؟
- مصر بين اليأس والمجازفة
- أين شجاعة المعارضة الأردنية؟


المزيد.....




- بكلمات -نابية-.. ترامب ينتقد إسرائيل وإيران بشكل لاذع أمام ا ...
- قمة حلف الأطلسي: نحو زيادة تاريخية في ميزانية الإنفاق الدفاع ...
- من هو نورمان فوستر الذي سيتولى تصميم نصب تذكاري للملكة إليزا ...
- قطر تستدعي سفير طهران بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد
- قبل ساعات من الهدنة.. إسرائيل تشن غارات عنيفة على أهداف في ط ...
- ما هي جماعة -سرايا أنصار السنة- التي تبنت تفجير كنيسة مار إل ...
- إسرائيل تقول إنها -امتنعت- عن ضرب إيران بعد مباحثات مع ترامب ...
- ميرتس يأمل في التوصل إلى اتفاق في النزاع الجمركي مع واشنطن
- بعد إعلان وقف إطلاق النار.. ما الجديد في إسرائيل؟
- اجتماع حاسم لحلف الناتو.. الدول الأعضاء تتجه نحو زيادة نفقات ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - فرصة الليبراليين العرب الذهبية