أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - أشواق عباس - اسباب نشأة المديونية الدولية














المزيد.....

اسباب نشأة المديونية الدولية


أشواق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1196 - 2005 / 5 / 13 - 10:26
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


(يعتبر هذا المقال جزء من سلسلة مقالات سيتم نشرها تباعا تتناول موضوع خدمات الديون و مدى تاثرها على قرار الدولة المدينة بين الاندماج و التبعية )
إن تراكم الديون العربية الخارجية و تشكيلها عامل ضغط في غاية الخطورة على الدول العربية ووسيلة وورقة ضغط تستطيع من خلالها الدول و المؤسسات المالية الكبرى المالكة ، لها أن تسيّر الدولة المدينة وفق رغباتها و أهوائها، و المشكلة الكبرى أنها تقوم بذلك تحت ستار أنها تعمل على تنمية هذه الدولة المدينة و تطويرها من خلال ما تقدمه من أموال تعين بها هذه الدولة على النهوض ،رغم أنها و بطريقة غير مباشرة تقوم بإعادة هذه الأموال لنفسها ، و من ثم تبدأ بمطالبة هذه الدولة المدينة بسداد هذا المال الذي من المفترض انه قد تم إقراضه لها بل و تخديمه أيضا.
و نحن هنا و للموضوعية لا نحمّل هذه الدول الدائنة المسؤولية لوحدها فالمسؤولية مشتركة بين ما رغبت به هذه الدول و ما قامت به الدول المدينة لمساعدتها على تحقيق ما تريد من دون أن تدري ، فهدف هذه الدول المدينة كان حصولها على المال بأي ثمن في ظل غياب إستراتيجية حقيقية لعملية التنمية و عدم وضوح الرؤية حول طبيعة و مجالات و حدود الاستخدامات الرشيدة لهذه القروض و الطاقات و القدرات التسديدية للدول المدينة الأمر الذي أدى إلى إرباك عملية التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و تبعية الحالة السياسية ، مما احدث أخطاء جسيمة فجرت هذه الأزمة و تحولت القروض من عامل للتنمية إلى عامل مدمر لها ، و لاسيما أمام استحالة تسديد أقساط و خدمات الديون في مواعيدها ، فعادت هذه الدول للاقتراض لسداد ما اقترضته سابقا و بالتالي تقديم المزيد من التنازلات سياسية و اقتصادية بل و عسكرية و اجتماعية أيضا ، و مما زاد الأمر سوءا هو لجوء بعض هذه الدول إلى طلب إعادة جدولة ديونها الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه للتدخل في شؤونها الداخلية و رغم ما تم تقديمه من جهود و مقترحات ومناقشات تتناول هذه الأزمة إلا أنها كانت تقوم في جوهرها على محاولة التخفيف من الأزمة و ليس إيجاد حل ناجع لها .
كيف نشأت المديونية ؟ .
لقد بدأت الديون الخارجية بدافع الحصول على رؤوس الأموال لتنمية و تطوير الاقتصاد الوطني فأمام عجز المدخرات المحلية للدول النامية و خاصة العربية منها عن تلبية ما تحتاج إليه عملية التنمية من أموال لتحقيقها و تطويرها و استمرارها لجأت هذه الدول للاستدانة و الاقتراض إلا أن التوجه غير السليم و عدم وجود الرؤية الواضحة لتحقيق هذا الهدف و غياب التخطيط السليم و العقلاني المطلوب ، ساهم في زيادة الحاجة للاستدانة و الاقتراض و لاسيما عدم وضوح الرؤية حول مجالات و حدود الاستخدامات الرشيدة للقروض و غياب الأسس و المعايير التي تحدد بموجبها الدول المدينة طاقاتها التسديدة لديونها كلها عوامل جعلت من الدول العربية غير مكترثة عند عقدها للقروض ، فالهدف في البداية كان الحصول على الأموال بأي شكل كان و بالتحليل النهائي قامت الديون بامتصاص الاحتياطات لنقدية الرسمية للدول المدينة و انخفاض القدرة الاستيرادية ، الأمر الذي أدى إلى إرباك عملية التنمية التي من اجلها جرى استجرار القرض ،و حدوث أخطاء خطيرة ساهمت بشكل أساسي في تفجير هذه الأزمة مما جعل الديون خطرا حقيقيا على جهود التنمية في الدول العربية و آفاقها في المستقبل، الأمر الذي أجبر هذه الدول على تخصيص جزءا كبيرا و هاما من مواردها الوطنية لخدمة ديونها و أمام هذه الأوضاع الصعبة جدا أصبح من شبه المستحيل سداد أقساط ديونها و سداد فوائدها في مواعيدها مما دفعها إلى الاقتراض من جديد ، و لكن هذه المرة لا لدفع عجلة التنمية بل لسداد ديونها القديمة و أمام تفاقم هذا الوضع اضطرت العديد من الدول العربية التي تثقلها الديون إلى تقديم تنازلات و تسهيلات سياسية و اقتصادية و أحيانا عسكرية و أمنية تتناسب مع توجهات و استراتيجيات الدول الدائنة بل إن تفاقم الأزمة في عدد من الدول دفعها إلى اللجوء إلى طلب إعادة جدولة ديونها الخارجية الأمر الذي جعلها تحت ضغط الدول الدائنة و تدخل المنظمات الدولية في شؤونها الداخلية و سيادتها .



#أشواق_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسرائيليين و هوس الكلام
- مالذي يريده الاخوان المسلمين بالتحديد
- كيفية وضع دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع
- من اين يبدأ الاصلاح
- قراءة في مفهوم الديمقراطية الشرق أوسطية
- العلاقات السورية – الأميركية
- النفط العراقي و الخصخصة القادمة
- العلاقات السورية اللبنانية
- ألية وضع الخطة المالية في المشاريع الاستثمارية
- قضايا الإصلاح في العالم العربي
- عراق ما بعد الانتخابات
- منتدى المستقبل و الاصلاح في العالم العربي
- الملـف النفطـي في العراق
- العلاقـات الأميركيـة – السوريــة
- قراءة في قانون محاسبة سوريا
- قراءة في الواقع الحالي و المستقبلي لشركة مايكروسوفت وورد
- قراءة في مشروع الشرق الاوسط الكبير
- قراءة في الزيارة المرتقبة للرئيس السوري إلى روسيا
- قراءة في عالم محمد أركون
- منتدى المستقبل مهادنة مؤقتة بين الإصلاح السياسي و الإصلاح ال ...


المزيد.....




- “فرصة ذهبية”.. سعر جرام الذهب عيار 21 سعر الذهب اليوم السبت ...
- 3 مليارات دولار خسائر إسرائيل المباشرة في حربها مع إيران
- ” وحش الهواتف الاقتصادية” هاتف Poco M6 Pro بمواصفات فريدة و ...
- النقد الدولي يدعم تنزانيا بأكثر من 400 مليون دولار
- ميزانية السنغال المعدلة تقرّ ارتفاعا في العجز المالي
- في غزة.. قطر تدعو لاستغلال -الفرصة الذهبية-
- ترامب يعلنها صراحة: -كندا ستدفع الثمن- ويعلق المفاوضات التجا ...
- سعر الذهب اليوم السبت 28-6-2025 في مختلف محال الصاغة
- ترامب يعلّق المحادثات التجارية مع كندا بسبب -الضرائب الجائر ...
- تويوتا موتورز تسجل مبيعات عالمية قياسية في مايو


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - أشواق عباس - اسباب نشأة المديونية الدولية