أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشواق عباس - قراءة في الزيارة المرتقبة للرئيس السوري إلى روسيا















المزيد.....

قراءة في الزيارة المرتقبة للرئيس السوري إلى روسيا


أشواق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1069 - 2005 / 1 / 5 - 07:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتأسس أهمية الزيارة المرتقبة للرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو على الرغبة المزدوجة للبلدين بتطوير علاقاتهما الثنائية انطلاقا من :
1- رغبة سوريا بتمتين علاقتها مع روسيا ( و التي لطالما كانت و من قبلها الاتحاد السوفيتي حليفا استراتيجيا لها) و إعادة إحياء و تفعيل الدور الروسي في المنطقة ، لاسيما في ضوء الظروف الإقليمية و الدولية الجديدة التي تحيط بها ، خاصة الضغوط الأميركية و الإسرائيلية .
2- الرغبة الروسية في استعادة موقعها على الساحة الدولية و لعل البدء بمنطقة الشرق الأوسط يشكل مقاربة مهمة لها لاستعادة هذا الدور نظرا للأهمية الكبرى التي تحظى بها هذه المنطقة دوليا ، و من هنا تأتي أهمية استعادة العلاقات مع سوريا خاصة فهي التي ستشكل لها المدخل المهم للمنطقة لاسيما وأن سوريا لطالما شكلت قاعدة أساسية لها في المنطقة يمكن الاعتماد عليها .
3 - الرغبة المشتركة لكلا البلدين في تطوير العلاقات بينهما لاسيما في المجال النفطي و الأسلحة و المبادلات الاقتصادية
و مما يعطي هذه الزيارة أهمية كبرى على صعيد البلدين هو ما يتوقع أن تنجزه و تحققه هذه الزيارة في نهايتها و التي يمكن لنا إجماله بـ :
1- الزيارة المرتقبة ستشكل بداية هامة لعودة الدفء إلى العلاقات السورية الروسية التي اتسمت بالفتور وأحيانا بالتقلب خلال السنوات العشر الأخيرة (أي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق ) .
2- حساسية الملفات التي يتوقع أن يتم دراستها من قبل الجانبين خاصة تلك التي تتعلق بالمسائل الخلافية بينهما والتي لطالما شكلت عائقا أمام تطور العلاقات بينهما ( ملف المديونية – ملف صفقات تحديث الجيش السوري ) .
3- ستضع هذه الزيارة الإطار المناسب لاستمرار تنظيم العلاقة بين البلدين .
4- ستبحث تطوير و استمرار العلاقات الاقتصادية و الثقافية و العلمية .

و هنا لابد لنا من الإشارة إلى أهمية التي تشكلها استعادة العلاقات بين البلدين من وجهة نظر كلا الجانبين :
أهمية استعادة العلاقات مع سوريا من وجهة النظر الروسية
إن إعادة إحياء العلاقات مع سوريا تندرج من وجهة النظر الروسية في إطار تحقيق أهداف الإستراتيجية الروسية الحالية و التي يمكن إجمالها بما يلي :
- الرغبة الروسية في استعادة دورها الدولي والقيام بدور مؤثر في الساحة العالمية وبما أن الشرق الأوسط هو من أكثر الأقاليم سخونة فان أي مقاربة نحو ملفاته تعد دليلا على وجود الإرادة و القدرة الروسية القوية لتحقيق هذا الغرض .
- التغير الجذري في السياسة الروسية تجاه الشرق الأوسط والتي تشكل سوريا جزءا مهما منها ( نظرا للعلاقات التقليدية بين البلدين ) لاسيما أمام الأهمية الكبرى التي عاد ليحتلها مؤخرا في السياسة الخارجية الروسية خاصة بعد انتهاء روسيا من إعادة ترتيب أوضاعها الداخلية من خلال معالجة أزماتها السياسية منها و الاقتصادية .
- اعتماد روسيا الحالي في سياستها الخارجية على الاعتبارات الاقتصادية ( بعد أن كان الاتحاد السوفيتي يعتمد في علاقاته على الاعتبارات الإيديولوجية ) و التي تتمثل بالمصالح الروسية وهنا يبرز الشرق الأوسط خاصة كمجال مهم جدا للاستثمارات الروسية ( إعادة إحياء العلاقات مع عدد من الدول العربية مثل الخليج و لبنان و اليمن فضلا عن سوريا ) و سوقا يستوعب الصادرات الروسية و سوقا مهم جدا للسلاح الروسي لذلك تركز روسيا جهودها حاليا تجاه المنطقة العربية وهو ما تؤكده التصريحات الرئاسية الروسية المتعددة والزيارات التي يتم تبادلها بين موسكو وعدد من الدول العربية .
- إعادة الاعتبار للسلاح الروسي بعد أن تراجعت صفقاته مؤخرا للشرق الأوسط و الذي يعتبر وسيلة أساسية في تعزيز النفوذ الروسي في المنطقة بسبب ما طرأ من تغيرات هيكلية في الاتحاد السوفيتي وما تلاها من تطورات إقليمية و دولية أرخت بظلالها على الصناعة العسكرية الروسية .
- رغبة روسيا اليوم في إيجاد أشكال جديدة من العلاقات مع دول المنطقة العربية قائمة على القدرات والتعاون من جهة أولى والحيلولة دون أي تغييرات سلبية في المجال العسكري الاستراتيجي للمنطقة من جهة ثانية .
- إتباع روسيا سياسة المنهج الانتقائي (حسب الإمكانات ) في اختيار حلفاءها الجدد في المنطقة و ذلك بعد تقويم أهمية اللاعبين ووزنهم على المسرح الشرق أوسطي و بعد استشفاف اهتمام الشركاء السياسيين العرب بأمر التعاون معها خاصة تلك التي تؤيد نشاطات روسيا السياسية الخارجية في الشرق الأوسط و المنطقة المتاخمة لها و هنا تبرز أهمية إعادة إحياء العلاقات مع سوريا كمثال فسوريا تعتبر حلقة مهمة في الشرق الأوسط و فيها تعاقب لسلطة موالية لروسيا تقليديا بالمقابل سوريا تتوق إلى المشاركة الواسعة في التعاون العسكري و الاقتصادي مع روسيا .
- الرغبة الروسية في توسيع استثماراتها في المنطقة بالشكل الذي يزيد من انتعاش اقتصادها و تأتي هنا سوريا أيضا في مقدمة الأولويات الروسية .

أهمية استعادة العلاقات مع روسيا من وجهة النظر السورية
- حاجة سوريا إلى الدعم الروسي الحالي لاسيما أمام ما تتعرض له من ضغوط في ظل هيمنة القطب الواحد .
- الحاجة السورية إلى السلاح الروسي ( حيث لطالما كان الاتحاد السوفيتي المصدر الرئيسي للسلاح السوري و كما هو معروف أيضا فغالبية السلاح السوري هو روسي ) .
- الرغبة السورية بعودة اللاعب الروسي إلى الساحة الدولية .
- الرغبة السورية في إيجاد الحلول لملفي الديون و السلاح الروسي .

النقاط التي يتوقع أن يتم التطرق إليها أثناء الزيارة :
• الصداقة التقليدية القائمة بين سورية وروسيا الاتحادية وآفاق تعزيزها وتطويرها لاسيما في المجال العسكري و الاقتصادي
• بحث تطورات الوضع في الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية .
• توقعات المصادر الدبلوماسية أن يجري التطرق إلى معاهدة الصداقة والتعاون الموقعة بين سوريا والاتحاد السوفيتي السابق بما في ذلك إمكانية إحياء هذه المعاهدة ولو بصيغة جديدة .
• مسألة إعادة الفعالية والدينامية إلى العلاقات السورية ــ الروسية وذلك من خلال تذليل المعوقات التي أدت إلى تراجعها و التي يأتي في مقدمتها موضوعين أساسيين
الأول : موضوع المديونية السورية لروسيا
فحجم الديون السورية الخارجية تبلغ في إجمالها ما يقارب سوريا 21 مليار و 466 مليون دولار ومعظم هذه القروض تعود للاتحاد السوفيتي السابق و التي تبلغ حوالي 16 مليار دولار و رغم انه في بداية التسعينات كان قد تم الاتفاق على صيغة أولى تسدد من خلالها سوريا دائنيتها لروسيا على شكل بضائع و مواد اقتصادية و استهلاكية إلا أن فشل هذه الصيغة أعاد مسألة الديون إلى الواجهة لتبرز كأحد أهم المشاكل بين الطرفين .
لذلك من المنتظر أن يعاد فتح هذا الملف الآن و الذي يعتقد بأنه سيكون من أولى المواضيع المطروحة في زيارة الأسد القادمة و بناء على المفاوضات الممهدة للزيارة و التي تجري الآن بين الجهات المعنية من كلا الطرفين يبدو أن هذا الملف قد وجد صيغة ما للحل و بالتالي تسوية الالتزامات المالية المتقابلة بين البلدين فهناك توجه مشترك لإبرام اتفاق بين الجانبين لتسوية مشكلة الديون السوفيتية السابقة على سوريا‚ وتتوقع المصادر السورية أن يتم إسقاط 85% من هذه الديون و أن يسدد الجزء المتبقي عن طريق تمويل استثمارات روسية في سوريا‚(20) وقد طلبت وزارة الاقتصاد والتجارة السورية من وزارات الصناعة والنفط والإسكان والري والسياحة والاتصالات والثقافة والنقل وهيئة تخطيط الدولة ومكتب الاستثمار بإعداد قائمة بالمشاريع الاستثمارية التي تحتاج إليها من أجل عرضها على الجانب الروسي ليصار إلى المصادقة عليها والبدء في إقامتها
الثاني : موضوع العلاقات العسكرية بين البلدين
فمن المعروف أن هذا الموضوع كان أحد أبرز المشاكل التي تقف في وجه تطور العلاقات بين البلدين خاصة بعد امتناع روسيا عن الالتزام بتنفيذ الاتفاقيات العسكرية التي كانت مبرمة بين سوريا و الاتحاد السوفيتي لذلك سيشكل هذا الملف بندا هاما من البنود المطروحة على جلسات اللقاء و يبدو أن المفاوضات التي تسبق اللقاء تتجه نحو إيجاد حل لهذا الملف لاسيما في ضوء التصريحات الروسية بالقرار الذي اتخذته موسكو مؤخرا بإحياء صفقة الأسلحة بين البلدين التي تقدر كلفتها بملياري دولار
حيث يدفع 500 مليون منها نهاية العام الجاري و5.1 مليار في العام المقبل.
و ما يعزز وجهة نظرنا بحل هذا الملف خلال الزيارة القادمة هو :
1 - رغبة روسيا في زيادة حجم مبيعاتها من الأسلحة من ثلاثة مليارات دولار إلى خمسة مليارات دولار خاصة و أنها تمتلك القدرة على ذلك و تأتي سوريا في مقدمة الدول التي تشتري السلاح الروسي ( فمن المعروف أن معظم السلاح السوري هو سلاح روسي ) بالإضافة إلى الهند والصين وإيران ومصر والجزائر لتصبح روسيا بذلك ثاني مصدري السلاح عالميا.
2 - ما صرح به (فاليري مانيلوف) النائب الأول لرئيس الأركان العامة للقوات الروسية عن أمله في أن يعود التعاون العسكري مع سوريا إلى ما كان عليه إبان الاتحاد السوفييتي



#أشواق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في عالم محمد أركون
- منتدى المستقبل مهادنة مؤقتة بين الإصلاح السياسي و الإصلاح ال ...
- قراءة ثانية في مشروع الشرق الاوسط
- قراءة في مفهوم الديمقراطية الشرق أوسطية
- قراءة ثقافية في مشروع الشرق الأوسط الكبير
- النفوذ الصهيوني في الولايات المتحدة الاميركية
- قراءة في العلاقات الاميركية - الاسرائيلية
- قراءة في قانون محاسبة سوريا
- الانتخابات العراقية بين الواقع و المطلوب


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: إسرائيل لم تقبل مقترح مصر بشأن صفقة ال ...
- رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -المعتقل الأم ...
- وزير الخارجية الأردني: لو كان إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائي ...
- بلينكن يزور السعودية وحماس تبث فيديو لرهينتين
- بعد بن غفير.. تحطم سيارة وزير إسرائيلي في حادث سير بالقدس (ف ...
- روبرت كينيدي يدعو ترامب للمناظرة
- لماذا يخشى الغرب تمدد احتجاجات الجامعات الأمريكية لأوروبا؟
- كمبوديا تعلن مقتل 20 جنديا وجرح آخرين في انفجار بقاعدة عسكري ...
- إلقاء القبض على شخصين كانا يخططان لشن هجمات إرهابية في مدينة ...
- شرطي تركي يطلق النار على رئيس مركز الشرطة ورئيس مديرية الأمن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشواق عباس - قراءة في الزيارة المرتقبة للرئيس السوري إلى روسيا