أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشواق عباس - من اين يبدأ الاصلاح














المزيد.....

من اين يبدأ الاصلاح


أشواق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1173 - 2005 / 4 / 20 - 09:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما إن نتكلم عن الإصلاح القادم و عن كيفية تحقيقه و السبل الناجعة للوصول إليه ، و التحرر من التخلف ، و تحقيق التقدم المنشود ، حتى تأخذنا أحلامنا إلى عوالم سرمدية ، تلتمع في عيوننا بوارق الأمل المفرط ، نبدأ بالحلم فنحلم أننا استطعنا تحقيق كل ما نريده ابتدءا من قدرتنا على تشخيص المشكلة أو لنقل المشاكل التي نعاني منها ،و تحديدها ، و معرفة أسبابها ومسبباتها ، معرفة كافة البدائل البدائل المطروحة أمامنا و كيف يجب علينا أن نقيمها ، و نعظم احدها على حساب الأخر ، و بالتالي نعرف ما يجب أن نفعله و ما لا يجب أن يفعل ، بل إن الأمر يذهب أحيانا أخرى إلى ابعد من ذلك بكثير ، فنرى أننا قد بدأنا بالتقدم الفعلي ،و تغلبنا على كل معيقاتنا و المصاعب التي تواجهنا ، و أن هذا الإصلاح الذي بدأناه بإغماض أعينينا قد بدا يأتي بثماره التي بدأنا نحن أيضا بدورنا بالتمتع بمكتسباتها .
لكن ورغم كل حالات التفاؤل تلك ،و رغم كل الأحلام السرمدية هذه ، نكتشف و بمجرد أن نعيد فتح أعيننا أن شيئا من كل ما حلمنا به لم يتحقق ، و أن كل ما حدث لم يكن أكثر من مجرد حلم أخر دخلنا به دون أن ندري ، لم يحدث معنا هذا بمجرد الحديث عن الإصلاح .
حتى الآن يبدو أن تفكيرنا لم يخرج بعد عن حدود أحرف هذه الكلمة ، لم يتجاوزها إلى الأخذ بأسبابها و البدء الفعلي بها ، لازلنا ندور في فلك الكلمة و الحرف فيها ، لازلنا غير قادرين على تجاوز حدودها إلى معرفة الماهية و التكوين و التطبيق الفعلي ، و كأن ما يشدنا في المفاهيم لا يعدو أكثر من تسمياتها ،و ليس ما تحققه و ما تنتجه فعليا .
فرغم أننا قد رفعناه شعارا ، و أعلناه هدفا يجب أن يبذل من اجله الكثير و أن يصبح محور العمل الآن ، حتى نستطيع أن نعيد مكانتنا و نبدأ بالعمل الجاد و المثمر ، لازلنا حتى الآن نراوح في المكان ، لازلنا نتساءل أي الطرق إذا سلكناها يكون إصلاحنا أفضل ، هل نبدأ به اقتصاديا أم اجتماعيا أم سياسيا .
أي هو الأهم تحقيق الإصلاح السياسي ، أم الإصلاح الاقتصادي أم الاجتماعي ، و كان الأمر في جوهره منفصل انفصالا تماما ، و كان كل واحد مما ذكر بعيد كل البعد عن الأخر و لا يرتبط به أو ينتمي إليه
يبدو أن ما نحتاجه حقا ، هو إعادة التفكير بالآلية و المنهجية التي نفكر فيها قبل أن نعيد التفكير في كيفية إصلاح واقعنا و تطويره ، لأنه و مهما وضعنا خطط للبدء بهذا الإصلاح المطلوب ، لن يؤدي إلى تحقيق أي هدف من أهدافنا مهما كان عظيما أو مهما .
ما نحتاج إليه أولا هو إعادة إصلاح تفكيرنا و آلية عمل عقولنا ، قبل التفكير بإصلاح هياكل مؤسساتية أو إدارية أو اقتصادية أو قانونية ، فلذي سيديرها هو الإنسان الذي يجب البدء بإصلاحه أولا و إلا لا قيمة لأي إصلاح أخر وهما استقدم تقنيات متطورة أو عالية التطور.
لو أردنا أن نأخذ نموذج على كلامنا هذا ، فإننا سنجده بشكل واضح وواسع الانتشار إلى الدرجة التي لا تتطلب منا البحث عنه ، فأي شخص يقع عليه الاختيار ليبدأ من موقع ما كبر أم صغر بإصلاح ما يستطيع لا يأخذ من الكلمة إلا معناها الحرفي فقط فنراه يبدأ أولا بإصلاح أثاث مكتبه لينتقل بعدها إلى بيته و ربما آلياته ، و ليأتي الإصلاح الحقيقي و الذي من اجله تم استحضاره في أخر ما يفكر به ، و ليبدأ به بعيدا عن ماهيته ، و بالتالي سيخرج أجوف منهارا ، بحاجة هو الأخر إلى إصلاح أكثر من سابقه .



#أشواق_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مفهوم الديمقراطية الشرق أوسطية
- العلاقات السورية – الأميركية
- النفط العراقي و الخصخصة القادمة
- العلاقات السورية اللبنانية
- ألية وضع الخطة المالية في المشاريع الاستثمارية
- قضايا الإصلاح في العالم العربي
- عراق ما بعد الانتخابات
- منتدى المستقبل و الاصلاح في العالم العربي
- الملـف النفطـي في العراق
- العلاقـات الأميركيـة – السوريــة
- قراءة في قانون محاسبة سوريا
- قراءة في الواقع الحالي و المستقبلي لشركة مايكروسوفت وورد
- قراءة في مشروع الشرق الاوسط الكبير
- قراءة في الزيارة المرتقبة للرئيس السوري إلى روسيا
- قراءة في عالم محمد أركون
- منتدى المستقبل مهادنة مؤقتة بين الإصلاح السياسي و الإصلاح ال ...
- قراءة ثانية في مشروع الشرق الاوسط
- قراءة في مفهوم الديمقراطية الشرق أوسطية
- قراءة ثقافية في مشروع الشرق الأوسط الكبير
- النفوذ الصهيوني في الولايات المتحدة الاميركية


المزيد.....




- -صليت وسط الأنقاض-.. علي شمخاني مستشار مرشد إيران يكشف ما حد ...
- كيف أحبطت قطر هجوم إيران على -العديد- أكبر قاعدة أمريكية في ...
- سي إن إن: هكذا أحبطت قطر الهجوم الإيراني على قاعدة العديد
- مراسل فرانس24 في طهران في قلب مراسم تشييع قتلى الحرب بين إسر ...
- ترامب: محاكمة نتنياهو تعيق قدرته على التفاوض مع إيران وحماس ...
- موجة حر شديدة تضرب جنوب أوروبا، فهل تغيّر طقس القارة العجوز؟ ...
- Day at the Races 789club – Cu?c ?ua t?c ?? m? màn chu?i th?n ...
- عاجل | وزير الخارجية الفرنسي: نعتزم مع شركائنا الأوروبيين ال ...
- العقوبات تتجدد.. هل تنجح أوروبا في كسر شوكة بوتين؟
- فيديو.. عامل معلق رأسا على عقب في الهواء بعد صدمة مفاجئة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشواق عباس - من اين يبدأ الاصلاح