-..... خد منه قالب -....

محمود جابر

الحوار المتمدن-العدد: 4177 - 2013 / 8 / 7 - 02:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

"..... خد منه قالب "....

.... الطريق الى التدخل الاجنبى يأتى عبر الاقليات، وصناعة الاقليات لا تحتاج إلا الى مدعى النقاء العرقى او النقاء الايمانى من اجل ان تلقى اليهم امريكا بطوق النجاة الى النار.......
..............................



هناك مثل مصرى شهير يدل على سلوك الانتهازية والنذالة التى يتمتع بها البعض يقول هذا المثل " ان بيت أبوك وقع خدلك منه قالب" ....
فهذا الصنف من الناس إذا ما انهدم دار ابيه التى هى افضل مكان لدى جميع بنى البشر فهو لا يبكى على البيت ولا من بالبيت ولا عن ذكريات الطفولة والصبا، ولكن على عجل يذهب من اجل أن يحصل على أى مكسب من البيت حتى وان كان هذا المكسب هو قالب من الطوب !!
حال الدار والقالب هى حالة جماعات وافراد متعددة داخل الجسد المصرى الآن، وكما ان الثورة كآتون النار تخرج الخبث من المعدن فإنها ايضا تجلى المعدن وتعيد له بريقه ولمعانه النفيس .
الثورة قامت وفى المجتمع العديد من الفئات المهمشة والتى تعانى من غبن وظلم فادح، هذا الغبن دعى البعض أن يستقبل أى دعوة مهما كان حاملها من أجل الخروج من نفق الظلم حتى وان كان صاحب الدعوة شخص مشبوه وصاحب مركز أكثر شبه، الولع بحالة الاستضعاف والاضطهاد دعى البعض الى ان يسلك مسالك تكرس منهج الاستضعاف والانعزال عن المجتمع .
الكثيرون من اصحابنا لم يدركوا أن الحالة الفرز العقائدى حالة طارئة على ثقافة المجتمع ومعتقده، وبدلا من محاربة اشكال التعصب والغلو، رح البعض يدفع حالة الغلو بالمطالبة بحقوق تعيد المجتمع المصرى الى ما قبل دولة المواطنة ويتدفع بعض الاطراف أن يبرهنون من خلال تلك الدعوات انهم كانو على حق وان هؤلاء المظلومين اصحاب مشاريع تريد ان تقسم الوطن الى شيع واحزاب.
وحتى يعرف البعض الفرق الشاسع بين المجتمع المصرى وغيره من مجتمعات الاقليم، فإن المجتمع المصرى استطاع أن يحطم ويفكك ما يعرف باسم القبيلة منذ ازمنة بعيدة، وتحطيم القبيلة هو المدخل لتحطيم ما يسمى بالاعراق والاجناس، كما ان تحطيم وتذويب القبيلة كان مدخلا لتذويب المذهب الدينى والتمييز بين المذاهب ولعب الازهر فى هذا دورا كبيرا حينما اعتمد الازهر المذاهب الاسلامية منهجا للدرس ولم يعتمد مذهبا رسميا كما كان يفعل العثمانيين او غيرهم .
وبالتالى فمنذ دستور 1923أى قبل قرن من الزمان تقريبا والمجتمع المصرى يتحاكم الى المواطن وبنيته الاصلية المواطنة وليس الاقلية، ومن العجب العجاب ان قرارات مجلس النواب المنعقد فى 4 اكتوبر 1881 قرر الاتى :
- مادة 6: كل نائب يعتبر وكيلا عن عموم اهالى القطر المصرى لا عن الجهة التى انتخبته وفقط .
- كما ورد فى المادة 39: يجوز لكل مصرى ان يقدم للمجلس عريضة ويحال النظر فى هذه العريضة الى لجنة مختصة .
المادتين السابقتين تقول انه منذ 200 عام كان فى مصر دولة لها برلمان يعبر عن عموم الشعب المصرى وأن عضو البرلمان نائب عن كل الشعب وان للمواطن المصرى الحق فى ان يلجأ الى البرلمان كمواطن ... كل صفته انه مواطن ...
بعد كل هذه الرحلة الحضارية والنضالية يأتيك مجموعة من السوقة، ومحترفى الشهرة، والعملاء، والصبية... من اجل ان تعطيل نضال الشريف أحمد عرابى وعبد الله النديم ومحمد عبده وسعد زغلول وجمال عبد الناصر،و حتى يلوثوا اسماعنا بأغنية "النقاء العرقى" و"نقاء التقى" و"المذهب" ويطالبون ان يكون لهم حقوق فى الدستور المزمع كتابته و يكون لهم قانون يحميهم من المصريين !!
وللحقيقة فإن من فتح هذا الباب رجل نعرفه ونعرف قدره وهو الدكتور "أحمد راسم النفيس" حينما بعث بكتاب الى وزير الداخلية فى عهد المخلوع " مبارك" وكان الرجل يعرف ان الداخلية لن توافق على الطلب ولكن ما كان يقصده الرجل هو ان يوقف حملات الاعتقال التى طالت العديد من رجال الشيعة فى مصر حينها .
ولكن وبعد ما جرت فى النهر مياة كثيرة وازاحت الثورة كل هذه الوجوه الكريهه يستوجب علينا جميعا ان نناضل من اجل ان نحافظ على مصر وطن لكل المصريين دون تمييز او تحييز حتى لا يكون بابا للتدخل الاجنبى الذى يسعى الكثيرون من اجل ان تشملهم رعاية البيت الابيض ويكونوا شيعة لتل ابيب او للبيت الابيض .

#محمود_جابر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل