أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - حيدر طالب الاحمر - الخطوط البرتقالية














المزيد.....

الخطوط البرتقالية


حيدر طالب الاحمر

الحوار المتمدن-العدد: 4170 - 2013 / 7 / 31 - 08:29
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


يرن الجرس بصوت، يصحوا عليه أغلب النيام في غرف الرجال والتي تشبه الى حد كبير علب السردين، والجميع يرتدي اللون البرتقالي، فيخيّل للناظر إنهم قد قاموا من الاجداث، تراهم ينهضون بسرعة من أسرتهم العليا والسفلى وتحت السفلى، فيتصدى لمن لم ينهض بعد من نومه شخص يترآئى أنه سيد الغرفة ! لينهض بصوته من لم ينهض على صوت الجرس، يهرع الجميع الى البهو الخارجي للقاعة، لينتظم أصحاب اللون الواحد بخطوط كونتها جلسة أجسادهم على الأرض.
يطوق هذا اللون بمجموعة من الرجال الذين يرتدون الوان مرقّطة مختلفة يتوحدون بما بأيديهم من هراوات وقيود يهددون بها الخالية أيديهم، فيشبهون بها الراعي الذي يقود القطيع !.
الرعاة ينتظرون كبيرهم ... يَقدم بمشيته المختالة التي لاتسعها ارض المكان، فيقدم بخطوات بطيئة وواثقة لمن يراها، واضعاً يديه خلف ظهره، يعطي الأوامر تارة بتحريك رأسه وتارة بكلام موجز آمر، فيصل الى الخطوط البرتقالية ليدور حولها دورة تشبه حومة النسر فوق الفريسة !!!.
الجميع يترقب ما سيكون؟
أي أوامر ؟
أي تعليمات؟
أي عقوبات؟
يتقدم كأنه يبحث عن شخص لم يجده بعد !!! ليصب جام غضبه به .
المرقّطون ينتظرون أشارة اصبع زعيمهم ليعاقبوا احد هؤلاء البرتقاليين ، إما بـ... أو بـ... أو بـ... بأي نوع من انواع العقوبات التي تريح الأعصاب !!!.
لايجد شيئاً هذا المرقط الكبير مما تمنى في نفسه من شخص ساهي أو خارج نشاز عن خطه أو مخالف، ليجعل من إجتهاد حدسه هو الأهم، فتراه يأمر بحلاقة الجميع بنمرة واحدة ليريحهم مما على رؤوسهم من شعر، مع تهديد ووعيد، ليعيد حركته الى قاعتهم ليتفحصها، ويخرج منها بما يتمنى!!! .
يصيح بصوت عالي... مراقب !!!.
- أين المراقب؟.
يهرع إليه سيد الألوان البرتقالية وهو يرتجف، نعم سيدي.
- كيف تسمح لهذه الأسِرّة أن لا ترتب؟ كيف تسمح بوجود خرطوم مياه في الحمام؟ كيف؟ كيف؟ كيف؟
فيجيبه المرتجف على كل سؤال ولا زال يرتجف، فيصيح به ويسكته.
- خلاص لا أريد شييء مما قلت هنا مرة أخرى حتى إذا كان ذلك سابقاً مسموح، وإذا كان ذلك سوف تعاقب أنت أولاً وباقي القاعة بالإنفرادي!!!.
- حاضر سيدي .
يخرج النسر بتبختر بعد أن شبع من فريسته يداه لا تزال خلف ظهره، مخاطباً الخطوط البرتقالية بصوت يُسمع الجميع :
- لافرق لديّ بينكم كلكم سواسية عندي ، الكل سيعاقب إذا أخطأ ، وإذا اخطأ أحـدكم كذلك !!!
- لم تأتوا هنا تكريم لكم بل كلكم مذنبون تذكروا ذلك لاتنسوا ذلك أبداً ... لافرق بين كبيركم وصغيركم، عبدكم وسيدكم، لا فرق عندي أبداً ...أبداً .
يسال أحد جماعته المرقطين:
- هل تم تعدادهم ؟
- نعم سيدي عددهم مكتمل.
- هيا الجميع يعود الى قاعته خط يلي الآخر.
يتجه بصوته الذي خفت نبرته وتغيرت لأحد البرتقاليين:
- إبق انت. كيف حالك؟
- الحمد لله سيدي.
- إبق معي للفطور.



#حيدر_طالب_الاحمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغز
- علي الأديب ... والوزارة !!!
- الجواهري يشكر ... جوجل
- ج2.سلسلة أشهر اليهود العراقيون
- سلسلة أشهر اليهود العراقيون
- مرثية قاسم عجام
- التغييّر بالمنصة
- أحلى صباح في حياتي
- التعليم العالي العراقي وفشل المرحلة
- المشهد الأخير
- رسالة إلى وزارة الصحة العراقية لطفاً بالعراقيين
- الرسائل الالكترونية المفخخة
- السجن
- المفوضية المستقلة في العراق وانقيادها!
- تمويل الانتخابات العراقية
- التعليم الالكتروني وفوائده
- المسيب عشق الفرات
- الهنود والتكنلوجيا
- الحضارات القديمة والعولمة
- المقاومة


المزيد.....




- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - حيدر طالب الاحمر - الخطوط البرتقالية