أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حداد بلال - فرعونية حمامات الدم














المزيد.....

فرعونية حمامات الدم


حداد بلال

الحوار المتمدن-العدد: 4169 - 2013 / 7 / 30 - 22:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تسير وتيرة الاحداث في مصر بشكل متسارع ومتضارب بعد ان بلغت ذروة شوارعها من قتلي وجرحي وسط تبادل الاتهامات بين انصار الشرعية ومعارضيها حول فمن المتسبب بهذا العنف،اذ يعد هذا الاحتقان السياسي موردا رئيسيا لانحراف مصر نحوي حرب اهلية تؤدي بها الي المجهول وتحول دون جدوي اقامت قواعد المبادرة الوطنية للمصالحة المتفق عليها من قبل اطرافها الداخلية.
وبدي امر المصالحة الوطنية في مصر مستعصيا خصوصا بعد مذبحة الحرس الجمهوري والمنصة التي لن يتوانا فيها الاخوان وحلفائهم بالسكوت عن هذه الفرعونية التي اغرقت ابنائهم في حمامات الدم و ستزيد من ذلك اصرارهم واقبالا علي ابقاء شرط اطلاق صراح الرئيس المعزول "محمد مرسي" لثبوت انفراج المصالحة الوطنية المصرية،وهو بذلك الامر لن تجد اذن صاغية لها لان المعارضة التي تقودها بالاخص حركة "تمرد" ونجوم الفتنة ازلام مبارك لن ترضخي لها بهذا المطلب الذي يعني لهم افضاء احد رموز نجاح ثورة 25 ينايير التي كانت نكسة لهم وسببا في سقوطهم وسقوط نظام رئيسهم المخلوع "حسني مبارك" ،ما يبررلنا كيفية اسراع هؤلاء الي وجوب تعديل الدستور والدعوة الي قيام انتخابات مبكرة.
ومما نراه اليوم عند المشهد الثوري لدولة مصر،يتضح لنا بان رسالة "مانديلا" التي قد وجهها الي ثورات الربيع العربي خاصة ثورتي تونس و مصر لم تعد مرغوبا فيها وغير سارية المفعول،مدامت نفس الطباع لا تتغير عند جيش الانقلاب لو وقفنا بذلك عند نكسة 1967 التي كان فيها جيش "جمال عبد الناصر" قد رمي بالجيوش العربية الي هزيمة نذلة لم يسبق لها ان حدثة من قبل،فمكان لهذا الاخير سوي ان يقدم علي عزل نفسه برهة ومن ثمة معاودة الوقوف علي عتبة التفويض التي تمنح لنفسه حق مواصلة الكفاح متزعما من ذلك ان الشعب هو من فوضه لهذه المهمة،وكان "بعبد الفتاح السيسي" يعيد نفس الاسطوانة اليوم ليما يسميه بالتفويض الشعبي الذي سيمكنه من القضاء علي العنف و الارهاب الذي هو بالاصل ليس في حاجة اليه،لان القانون المصري و حتي العالمي يخول له ذلك دون حاجة الي تفويضشعبي،ربما قد يكون الان هو سبب الهول الجاري في مصر.
ومن ذلك مؤسف جدا ان نجد حب التقليد الاعمي في الانسلاخ والذوبان تحت سقف الفخ الفرعوني لحمامات الدم قد انطوت ايضا علي المشهد الثوري لتونس التي كانت ملهما في السابق لبداية انفتاح ثورات الربيع العربي،هاهي اليوم قد يطال عليها المشهد المصري اثر خروج المتضاهريين للاعتصام في الشارع بكل المدن الرئيسية للمطالبة باطاحة بنظام الاخوان في تونس،لكن ليس بالاستعانة بالجيش كما حدث في مصر بل الاستعانة بالجهاز الامني مثلما قام عليه "بن علي" عند اطاحته "ببورقيبة" حيث استعان بالجهاز الامني لا بالجيش ،وعليه قد يلحق الشارع التونسي تبعا بمخاطر فخ فرعونية حمامات الدم المصرية.
فالاستشهاد بما يحدث الان في مصر و تونس هو نتيجة فرعونية حمامات الدم وسحرتها التي ليس لها حرج في ابراز شهوتها الراغبة في الحصول علي مقعد الرئاسة عبر ديمقراطيات متسارعة لانتخابات مبكرة يكنها لهم التفويض المدجل والساخر لاراقة مزيد من الدماء.
والا لما لاتحدث هذه الاوهام الفرعونية في دول كالبرازيل و اليونان واسبانيا و البرتغال التي خجرت شعوبهم لاعتصام و الاحتجاج في الشوارع نتيجة الازمات الاقتصادية وسياسة التقشف التي مرت بها بلادهم،الا اننا لم نري اي مطالب تنادي بازالة حكامهم ولا باي تفويضات مزعومة تسمح بالجيش بالتدخل لوقف العنف وعزل حكام جمهورياتهم،ولو حدث ذلك لانتهت كلها بديمقراطيات فرعونية مدجلة بوابل حمامات الدم تدخل بلادهم الي عالم مجهول،مايبن الفارق بيننا في ان "لديمقراطيتنا مخالب" علي غرار ما حدث في عهد السادات.



#حداد_بلال (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستنجح السلطة -الرابعة- في الجزائر ؟
- الاعلام المبلطج
- سباق الاحصنة الحزبية في الجزائر
- مصر تفضح الكل !
- اف عليك يا -السيسي-
- تعلموا من مانديلا !‎‎
- صرخة وطنية فلسطينية
- الاستسلام ليس من خيراتنا
- امريكا تخاطبكم !
- في المغرب: بكالوريا اخر زمان!
- خريف تركي وليس ربيعا!‎
- الجزائر: أين اختفى الرئيس؟
- ارحموا اساتذتنا المضربين !
- اسرائيل : حجة لنا ام علينا ؟
- كلما عرفت المغرب اكثر.. كلما احببت الجزائر اكثر
- ارضاء اسرائيل غاية لا تدرك
- انها حربك يابن اوي؟!
- نريد افغانستان جديدة ؟!
- البطالة..تعددة الاسباب و النتيجة واحدة
- سيناريوهات ما بعد تفجيرات بوسطن


المزيد.....




- السعودية.. وفاة -الأمير النائم- بعد دخوله في غيبوبة دامت 21 ...
- السعودية.. من هو -الأمير النائم- بعد إعلان وفاته إثر تعرضه ل ...
- مباحثات أردنية سورية أمريكية لدعم تنفيذ اتفاق الهدنة في السو ...
- بهدف الوصول إلى السويداء.. استمرار توافد مقاتلي العشائر إلى ...
- الرسوم الجمركية الأمريكية على البرازيل تؤثر سلبًا على المسته ...
- لماذا فضل فيرتز الانتقال لليفربول وليس إلى بايرن ميونيخ؟
- فيتنام: مقتل 34 شخصا وفقدان أخرين إثر انقلاب قارب سياحي فى خ ...
- قراءة في موجة انتحار الجنود الإسرائيليين.. أعراض ما بعد الحر ...
- واشنطن بوست: تخفيضات تمويل البث العام تترك سكان الريف الأمير ...
- 104 شهداء والاحتلال يتمادى باستهداف طالبي المساعدات في غزة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حداد بلال - فرعونية حمامات الدم