أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جواد التباعي - خنيفرة نبش تاريخي في الأسماء و المعنى :














المزيد.....

خنيفرة نبش تاريخي في الأسماء و المعنى :


جواد التباعي

الحوار المتمدن-العدد: 4169 - 2013 / 7 / 30 - 21:23
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


" الأم تلد و البلدة تربي" . لازلت اتدكر هذه الجملة التي قالها المرحوم محمد رويشة في احد البرامج التلفزيونية على القناة الامازيغية . فشبهتها دوما بعلاقة ولد بأم بيولوجية حلته وهنا على وهن ووضعته كرها ، ومربية ارضعته وعلمته كل خطواته في الحياة فتمنى ان لايصل يوم يفرض فيه عليه ان يختار احداهما وينسى الأخرى . ليس رويشة وحده بل تلك هي حال الأغلبية الساحقة من ابناء بلدات قبائل زيان ، وعاصمة البحيرات التي وللأسف لايتوفر محرك البحث على موضوع مترابط يربط ماضي المدينة بحاضره فكانت المحاولة التي نتمنى ان تفتح باب البحث والنقاش في ماضي وحاضر ومستقبل المنطقة .
خنيفرة مدينة تقع بين جبال الأطلس المتوسط على ارتفاع 826م فوق سطح البحر. تتعد اسماؤها بتعدد التفسيرات التي جاء يمكن تفسير بعضها بمرفولووجية وجغرافية المدينة والبعض الاخر في إطار سيرورة تاريخية .
خنيفرة : التسميات الجغرافية :
الحفرة : وهو اسم متداول لدى العامة ، وتأخد المدينة اسمها هذا من جيومورفولوجيتها فالمدينة تقع في منخفظ وتحيط بها أربعة جبال بين أربعة جبال من كل الإتجاهات ، هي جبل(باموسى Bamoussa) من الجهة الغربية،وجبل (اقلالAklla )و (بوحياتي Bouhayati) من جهتي الشرق والشمال وجبل (بوازال او جبل الحديد Bouwazal )من الجنوب.
المدينة الحمراء: وذلك لكون تربة المنطقة التي تقع فيها المدينة من نوع " الحمري" التي تتكون من جزيئات صغيرة جدا تكون متماسكة مع بعضها ، تحتجز المياه في داخلها مما يجعل صرف المياه فيها سيئ جدا وهو الأمر الذي يفسر تضرر المدينة من الفيضانات كلما حل موسم التساقطات الشتوية أو العواصف الرعدية الصيفية
خنيفرة نبش تاريخي في الأسماء و المعنى :
تدكر كتب التاريخ القديم المنطقة خلال العصر الروماني كمصدر مهم لجلب الأخشاب خاصة الأرز الذي اعجب الرومان بالموائد التي تصنع منه، اضافة الى الحيوانات المفترسة ،ولكن من غير اسم محدد .
برزت المنطقة الى واجهة الأحداث خلال بدايات العصر الوسيط المغربي كمنطفة وسط في الصراعات بين الأشقاء من إمارات زناتة شمالا والمرابطين من الجنوب، ويشيركتاب " كباء العنبر من عظماء زيان وأطلس البربر" لمؤلفه أحمد بن قاسم المنصوري الى أن النواة الفعلية للمدينة كانت هي القصبة العسكرية التي شيدها يوسف بن تاشفين على الضفة اليسرى لنهر ام الربيع و المعروفة اليوم بقصبة موحى وحمو الزياني . واستمر توسع المدينة التدريجي إلى حدود العصرالعلويين حيث تتضارب المصادر بين ترميم السلطان اسماعيل العلوي للقنطرة البرتغالية القديمة، وبنائها سنة1688م كقنطرة جديدة لم يكن لها وجود اصلا من قبل بهدف تأمين الربط بين المدينتين الإسترتيجيتين فاس ومراكس . لكن المؤكد انها عرفت منذ ذلك التاريخ حتى اليوم ب " القنطرة الإسماعيلية ". وزاد توسع المدينة خلال عهد السلطان الحسن الأول العلوي الذي بنى مسجدها الأعظم ورمم القصبة و القنطرة الإسماعلية ليربط بين ضفتي المدينة .
و الجدير بالذكر ان المنطقة حتى نهاية القرن السابع عشر الميلادي وبداية القرن 18 كانت تعرف في المصادر التاريخية العربية و الإجنبية ب " بلاد زيان pays Zaïan " . اما اسم "خنيفرة " فالأرجح انه اسم حديث يعود لنهايات القرن 19 م او بداية القرن 20 م .
وخنيفرة كلمة امازيغية تقول احدى الروايات انها مشتقة من اسم اول مستوطن للمنطقة وهو راع مشهور يدعى " خنفر" . في حين تنحو رواية ثانية معنى اشتقاقي للكلمة الأمازيغية "خنفر Akhanfer" . ومنها "khnfr aryaaz " اي "اقبض عليه قبضة قبضة قوية من العنق حتى يختنق تنفسه دون قتله " وفي نفس الإتجاه تسير رواية ثالثة تقول بأن سكان المنطقة من قبائل زيان استهرو بفنون المصارعة "tamogzil " فكان موقع المدينة اليوم المكان المناسب لإجراء هذه المنافسات . أي انه كان بمثابة " حلبة :Akhanfer"
ولا حاجة لنا في هذه الإطلالة التاريخية بالتدكير بامجاد و بطولات المنطقة خلال مرحلة الحماية الفرنسية المغرب بقيادة موحى اوحمو الزياني ثم قادة واعضاء جيش التحرير . لكن لابد من الإشارة الى ان المدينة بدات تعاني تهميشا كبيرا يرجعه الباحثون في تاريخ المنطقة الى إشتراك قادة وضبط محليين المحليين في انقلاب الصخيرات عام 1971، فضلا عن التمرد الفاشلة لعام 1973.
ولكن مع بداية القرن الحالي بدات بعض ملامح تصالح المنطقة مع المخزن حددت الموسوعة البربرية (مع التحفظ على كلمة بربرية) اهم معالمها في غخيار منطقة اجدير كمكان للإعلان عن افتتاح المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية . واعتراف المخزن بظلمه للعديد من السكان خلال سنوات الرصاص مع جبر ضررهم المعنوي بالإعتذار ، والمادي بتقديم تعويضات مالية مهمة لهم .
لكن المدينة لازلت الى حدود اليوم لم تنل الإهتمام الكافي لجعلها مدينة ترقى إلى مستوى التضحيات الجسام التي قدمها أبناؤها عبرالتاريخ في سبيل عزة وكرامة هدا الوطن .



#جواد_التباعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيمانة الانتخابية
- مولاي بوعزة : نبش في تاريخ المنطقة الصامتة
- اجلموس : نبش في المعنى الحقيقي للكلمة
- دارت ليام
- موسم مولاي بوعزة التحام التاريخ بسياحة الدجل
- ألعاب طفولة الزمن الجميل : 1 الكرات الزجاجية (اللبي)
- جولة في رحاب التراث المعماري لمدينة فاس العتيقة (2/2)
- جولة في رحاب التراث المعماري لمدينة فاس العتيقة (1/2)
- الأرشيف الإلكتروني :مزاياه وطرق انتاجه
- الأرشيف التقليدي :أهميته وتحدياته
- الجغرافيا الإسلامية من خلال كتاب - الجغرافيا القول فيها و ال ...
- مراحل ترميم المخطوط : مختبر الصيانة التابع لخزانة القرويين أ ...
- النظام القبلي وصراع الزعامة . قراء في كتاب سيدي شمهروش : الط ...
- طقوس المغرب البالية : قراءة في الفصل الأول من كتاب سيدي شمهر ...
- الزاوية الدلائية :غدر الزمان وتنكر الإنسان
- أحيدوس العائلي بالأطلس المتوسط (قبائل أجلموس انموذجا)
- اطلانطس حلم البشرية الضائع :
- الدور الاقتصادي لعادة افتراس الحيوانات بالمواسم: (مولاي ) بو ...
- خزانة القرويين :تاريخ عريق
- وليلي تراث أثري عريق


المزيد.....




- ماذا نعرف عن -أعمق- قصف هندي داخل حدود باكستان غير المتنازع ...
- للمرة الثانية.. سقوط مقاتلة أمريكية بـ60 مليون دولار في البح ...
- المستشار الألماني ميرتس يدعو ترامب لعدم التدخل بسياسة ألماني ...
- إيران: كيف تعود أوروبا إلى المشاركة في حل النزاع النووي؟
- اشتباكات عنيفة بين الهند وباكستان تسفر قتلى وجرحى بين البلدي ...
- جولة رابعة من المباحثات النووية بين طهران وواشنطن قد تنطلق ف ...
- لجنة أممية: قصف مستشفى -أطباء بلا حدود- بجنوب السودان جريمة ...
- رويترز: واشنطن قد تبدأ اليوم ترحيل مهاجرين إلى ليبيا
- إسلام أباد تعلن إسقاط عدة طائرات هندية بعد قصف نيودلهي مواقع ...
- إيران تتهم إسرائيل بالسعي لجر أميركا إلى كارثة في الشرق الأو ...


المزيد.....

- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جواد التباعي - خنيفرة نبش تاريخي في الأسماء و المعنى :