انجازات منتخبنا الشبابي الكروي طريق الى مستقبل الافضل

صلاح ابو صكر كنتاكي

الحوار المتمدن-العدد: 4168 - 2013 / 7 / 29 - 11:23
المحور: عالم الرياضة
    

سئل اللاعب الارجنتيني الكبير ماركة برشلونة المسجلة وعلامتها الفارقة (ليوناردو ميسي) بعد يوم واحد من تسجيله هدفا خرافيا في مرمى خيتافي عن كيفية تسجيله لهذا الهدف الذي يشبه الى حد كبير هدف الاسطورة (مارادونا) في مرمى انكلترا الذي تلاعب به بمدافعي انكلترا وتجاوزهم الواحد تلو الاخر الى ان سجل هدفه التاريخي في مرماهم, وهنا حّول ميسي دفاعات خيتافي الصعبة الى دفاعات ورقية عجزت عن ان تصد رياح هذا الإعصار الكبير الذي سجل في شباكها هدفا سيظل عالقا في اذهان عشاق كرة القدم طويلا، الامر الذي جعل وسائل الاعلام تحاصره لتسأله عن كيفية تسجيله لهذا الهدف، وما هي مشاعره بعد تسجيله بهكذا طريقة و...و ...؟ لكنه فاجأ الجميع بجواب لم يتوقعه احد، حيث قال: لقد نسيت هذا الهدف الذي سجلته امس في مرمى خيتافي، لاني رميت بالامس كله وراء ظهري واصبح من الماضي, انا افكر الان بما سأفعله في الغد، فالامس لا يشفع لي حين لا اقدم شيئا مميزا غدا. اتمنى ان يتذكر منتخبنا الشبابي بلاعبيه ومدربيه والقائمين عليه هذا الكلام، لكي لا يتصوروا ان ما حققوه هو الغاية بعينها, نعم هو انجاز فرحنا به كثيرا وكتبنا عنه كثيرا وشكرناهم عليه كثيرا، لكن نريده ان يتحول الى نقطة انطلاق قوية لتحقيق ما هو افضل ولنرفع شعار اللاعودة الى الوراء، فطالما استطعنا ان نحقق شيئا كبيرا بأمكانياتنا المحلية فهذا يعني اننا نستطيع تحقيق الاكبر شريطة ان نستحضر كل العوامل الايجابية لتطويرها وتقويتها، ثم نركز على السلبيات من اجل تلافيها وعدم الوقوع بها مرة اخرى، وهكذا تتطور الامم عادة, رحلة منتخب الشباب في بطولة كاس العالم الاخيرة كانت مفخرة لنا جميعا، ولكن يجب ان لا تغطي اضواء انتصاراتها على ما رافقها من نقاط ضعف ومواطن خلل هنا وهناك، سواء في الجانب الاداري او الفني، لاننا في جانب الادارة يجب ان نصل الى مسألة الاحتراف بالتعامل مع الاشياء، ويجب ان لا نسمح بتكرار الاخطاء التي ترافق وفودنا في الاستحقاقات الخارجية، والتي نسمع عنها دائما من التاخير في المطارات وعدم الحجز المسبق، الامر الذي يضطر لاعبونا الى افتراش ارضيات المطارات لساعات طويلة، وهذا كله يأكل من الجانب الفني للاعب بكل تاكيد, يجب ان يكون اداريو المنتخبات على تواصل مع كل ما هو جديد في العالم بهذا المجال، ولا بأس من ادخلهم دورات في بلدان متطورة لكي تعود هذه الدورات بالفائدة على منتخباتنا الوطنية، هذا كله يجب ان يكون بعد الاختيار الصحيح والعادل لهؤلاء العناصر الذين هم من اهل الاختصاص اصلا، كما هو المفروض وليس من اهل العلاقات فقط، لان قاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب مازالت تعمل في العالم ومازالت تعطي ثمارها ان هي استخدمت استخداما صحيحا، لذلك يجب ان تكون هي القاعدة وعلى كل المستويات، ويكفينا ما اهدرنا من الفرص ومن الوقت ومن المال نتيجة سوء الاختيار, صحيح كانت هذه الرحلة موفقة والذي تحقق فيها انجاز غير مسبوق على مستوى منتخب الشباب, لكن لنتساءل مع انفسنا الان, هل كان بالامكان افضل مما كان؟، انا شخصيا اقول نعم، ولكن هذه الـ(نعم) لم تتحقق لاسباب كثيرة، يجب ان توضع الان على طاولة البحث والتحليل من خبراء كرة القدم وليس الاتحاد فقط، مع توفر النية الصادقة في تجاوزها, عند ذاك سنحقق الافضل وانا على يقين من ذلك

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل