أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - الأسس المادية و الأيديولوجية للصراع الطبقي بالمغرب ومعيقات الوعي الطبقي لدى الطبقة العاملة الجزء 2















المزيد.....



الأسس المادية و الأيديولوجية للصراع الطبقي بالمغرب ومعيقات الوعي الطبقي لدى الطبقة العاملة الجزء 2


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 4163 - 2013 / 7 / 24 - 22:33
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الصراع الطبقي وشروط تشكل الوعي الطبقي

إن الوعي الطبقي يشرط وجود طبقة واعية بذاتها (تشكلها كطبقة) تعارض باقي الطبقات وهي في نفس الوقت طبقة واعية لذاتها (تدرك مصالحها الطبقية) يضع فيها كل فرد مصلحة الطبقة فوق مصالحهم الشخصية. والوعي الطبقي هو وعي سياسي طبقي لطبقة معينة تعارض الطبقات الأخرى في أفق سيادة مصالحها على باقي مصالح الطبقات الأخرى في ظل دولتها، ويشكل الفرد داخل الطبقة المرتكز الأساسي في بلورة الوعي الطبقي في صفوفها نظرا لأهمية إدراك الفرد لمصلحة الطبقة في انتمائه الطبقي، ويعمل الفرد داخل الطبقة في الدفاع عن مصالح الطبقة التي يجب أن تكون فوق باقي المصالح الفردية والفئوية.

وتتفاوت درجات الوعي الطبقي لدى أفراد طبقة معينة لكونه ترتكز على مستوى ممارساتهم داخل الطبقة في علاقاتها بالأفكار الطبقية السائدة داخلها والتي تفوق جميع مستويات العلاقات الإجتماعية (العائلية والقبلية والإثنية والدينية). ويعتبر الوعي الطبقي لدى الفرد سابقا تاريخا على الوعي الطبقي لدى الطبقة ذلك ما يتجسد في مفهومي "الطبقة في ذاتها" و"الطبقة لذاتها"، أي الطبقة خارج الوعي الطبقي والطبقة في ظل الوعي الطبقي أي الوعي بمصالحها والقدرة على الدفاع عنها وتسييدها في المجتمع.
ففي المجتمعات الرأسمالية نمت الطبقة العاملة في أول الأمر ك"طبقة في ذاتها" في ظل عملية الإنتاج الإقتصادي وهي نتاج تطور الواقع الموضوعي في ظل نمط الإنتاج الرأسمالي، ولم ترقى إلى "طبقة لذاتها" إلا عندما كانت واعية بمصالحها الطبقية وقادرة على الدفاع عنها وبالتالي فهي تواجه باقي الطبقات الأخرى. وهي خلال الصراع الطبقي تسعى إلى التحرر من الهيمنة الأيديولوجية والسياسية للطبقات الأخرى وخاصة الطبقة البورجوازية وتسعى إلى السيطرة عليها في ظل دولة ديكتاتورية البروليتاريا، ولن يتأتى لها ذلك إلا في ظل التعاون والتضامن بين أفرادها الواعون بمصالحهم الطبقية/الطبقة لذاتها.

يقول ماركس أن الصراع الطبقي/المحركة الأساسي للتاريخ في ظل النظام الرأسمالي يحول الطبقة العاملة من "طبقة في ذاتها" إلى "طبقة لذاتها" عبر نمو وعيها الطبقي في أعلى تجلياته. ويرى لينين أن دور "الحزب الثوري" أساسي في هذا التحول التاريخي.
فالوعي الطبقي ينمو عبر التطور التاريخي للطبقة العاملة خلال الصراع الطبقي بين الرأسمال والعمل، وهو يمر من مستوى "الوعي الحسي" الذي يتم التركيز فيه على النضال الإقتصادي/الدفاع عن الحقوق الإقتصادية عبر النقابات، وهذا المستوى من الوعي ينتج عنه التمرد والإحتجاج على الأوضاع المزرية للطبقة العاملة والتركيز على النتائج في غياب الأسباب التي نتجت عنها أوضاعهم الإقتصادية والإجتماعية. وعند حصول "الوعي الطبقي" تكون الطبقة العاملة قد أدركت مصالحها الطبقية في شموليتها في علاقتها بالواقع الموضوعي/في علاقتها بجميع الطبقات الأخرى وخاصة البورجوازية، وتسعى إلى تغيير هذا الواقع بالفعل فيه وتحريك التاريخ لصالحها، ولن يتم ذلك إلا عبر فهم تناقضاتها الطبقية التي تعمل على تحريكها عبر الصراع الطبقي من أجل السيطرة الطبقية.

ويتفاوت مستوى الوعي الطبقي لدى أفراد الطبقة العاملة الشيء الذي يؤهل الفئة الأكثر وعيا لقيادة نضالاتها الطبقية أي بقيادة الطليعة الثورية التي تفرزها عبر الصراع الطبقي، والوعي الطبقي يتطور بداخل الطبقة العاملة عبر حركة الصراع الطبقي مما يساهم في تحريك التاريخ وتطوره.

و"الوعي الحسي" أو "الوعي السيكولوجي" كما سماه جورج لوكاش، هو كل ما يفكر فيه أفراد الطبقة العاملة دون أن تكون هذه الأفكار في مصلحتها، أما "الوعي الطبقي" فيعتبر نقيضا ل"الوعي الحسي" وهو وعي ملموس مرتبط بالممارسة العملية لأفراد الطبقة العاملة في ظل الدفاع عن مصالحها. ويبلغ "الوعي الطبقي" للطبقة العاملة مستوى عال عندما تكون مستقلة أيديولوجيا وسياسيا وتنظيميا عن باقي الطبقات الأخرى، ولن يتم ذلك إلا في ظل "المثقف الجماعي"/الحزب الثوري و"المثقفين العضويين"/الطليعة الثورية/الثوريين المحترفين (حسب غرامشي ولينين).

ففي ظل المجتمعات الرأسمالية تعتبر الطبقة العاملة والطبقة البورجوازية الطبقتان القادرتان على امتلاك الإستقلالية الأيديولوجية والسياسية والتنظيمية، بينما الطبقات الأخرى (الملاكون العقاريون، الفلاحون، البورجوازية الصغيرة بمختلف فئاتها) تكون موالية لإحدى هاتين الطبقتين المتناقضتين أيديولوجيا. والثوريون المحترفون ينحازون إلى صف البروليتاريا ولا يكتفون ببلورة أيديولوجيتها على المستوى الإقتصادي فقط بل يعملون على بلورتها كذلك على المستوى السياسي والإجتماعي والثقافي، ولا يتم ذلك إلا عبر الإستقلال الأيديولوجي والسياسي والتنظيمي للطبقة العاملة/عبر الحزب الثوري الذي تقوده الطليعة الثورية.

والحزب الثوري أداة للصراع الطبقي وميدان له باعتباره المعبر الواعي عن مصالح الطبقة العاملة، وعبره يتم بلورة الوعي الطبقي في أوساط الطبقة العاملة وتطويره ليشمل جميع أفرادها. ولكون قيادات الحزب الثوري من "المثقفين العضويين"/الثوريون المحترفون يوجد خطر على مصالح الطبقة ويتجلى في إمكانية تحويل هذه القيادات إلى فئة منفصلة عن الطبقة العاملة وعموم الجماهير الشعبية، الشيء الذي يحول الحزب إلى أداة فوق الطبقة وبديل عنها وبالتالي يمارس الوصاية السياسية عليها.
خلال الصراع الطبقي الذي يتم عبر التناقضات بين الطبقات المتصارعة (الطبقة العاملة والبورجوازية) يحدث التأثير والتأثر على المستويين الأيديولوجي والسياسي، وهناك خطر نشر أيديولوجيا البورجوازية في أوساط الطبقة العاملة عبر ما تملكه الطبقة البورجوازية من وسائل إنتاج مادية وثقافية، مما يشكل خطرا على الإستقلالية الأيديولوجية والسياسية والتنظيمية للطبقة العاملة عبر نشر أيديولوجيا البورجوازية في أوساط قيادات الحزب الثوري عبر تسرب الطبقة البورجوازية الصغير إلى قيادات الحزب البروليتاري الثوري.

وتشكل محاربة التحريفية الإنتهازية في صفوف الحزب الثوري مهمة أساسية في الصراع داخله باعتباره ميدانا للصراع الأيديولوجي والسياسي.

الصراع الطبقي ومعيقات الوعي الطبقي لدى الطبقة العاملة المغربية

إن الطبقات السائدة/الطبقة البورجوازية في المجتمعات الرأسمالية تكون سباقة إلى الوعي الطبقي/الوعي بمصالحها نظرا لما تملكه من وسائل إنتاج مادية وثقافية، التي تمكنها من القدرة على التعتيم على مصالح الطبقات المتصارعة معها/مصالح الطبقة العاملة أساسا، الشيء الذي يؤثر على تخلف الوعي الطبقي لدى الطبقة العاملة في ظل الإستغلال الرأسمالي وفقدانها لحزبها الثوري المستقل.

وقد أكد لينين على دور العوامل الخارجية/الثوريين المحترفين والحزب الثوري في الرقي بمستوى الوعي الطبقي لدى الطبقة العاملة إضافة إلى نضالاتها الجماهيرية في شموليتها بجانب باقي الطبقات (الفلاحون الصغار، البورجوازية الصغيرة بمختلف فئاتها، الفلاحون الفقراء)، في مواجهة نظرية النضال العفوي والإضرابات الجماهيرية لدى روزا لوكسمبرغ التي تنفي دور العوامل الخارجية، وواجه لينين الفوضويين والشعبويين الذين يروجون لعفوية نضالات الطبقة العاملة ودورها في نمو الوعي الطبقي، مؤكدا على أهمية موقع الطبقة العاملة في عملية الإنتاج في بروز الوعي الطبقي الثوري لديها في العلاقة بين نضالاتها ونضالات جميع الطبقات والفئات التي تقودها الطليعة الثورية، في مواجهة النضال العفوي والفقر/الأوضاع الإقتصادية المزرية التي لا تحرك مستوى درجات الوعي كما يدعي الفوضويون والشعبويون.

وهنا نسجل بعض العوامل الأساسية لضبط تطور الوعي الطبقي :

ـ أهمية المعرفة العلمية المادية في بلورة الوعي الطبقي في أوساط الطبقة العاملة عبر العلاقة الجدلية بين الممارسة الثورية والنظرية الثورية للطليعة الثورية/الممارسة البروليتارية للثوريين المحترفينة.
ـ أهمية ضبط تناقضات الوعي الإجتماعي في علاقته بالوجود الإجتماعي/العلاقة الجدلية بين الفكر الثوري والواقع الموضوعي ومحاربة النخبوية ذات النزعة المغامراتية في أوساط الطليعة الثورية للطبقة العاملة.
ـ أهمية العوامل الخارجي/دور الثوريين المحترفين والحزب الثوري على ارتفاع درجة الوعي الطبقي لدى الطبقة العاملة عبر إخراج الطبقة العاملة من دوامة النضال الإقتصادي/النقابي إلى مستوى الصراع الطبقي السياسي.
ـ دور التضليل الأيديولوجي والتعتيم على الصراع الطبقي الذي تمارسه وسائل الإنتاج الثقافية للدولة البورجوازية على الطبقة العاملة والجماهير الشعبية بصفة عامة في تخلف الوعي الطبقي لديها.

إن تخلف الوعي الطبقي لدى الطبقة العاملة المغربية لا يقتصر فقط على دور التضليل الأيديولوجي والسياسي للطبقات المسيطرة على الدولة/الأداة الطبقية، بل يتعدى ذلك إلى وجود عوامل أخرى اقتصادية واجتماعية وأيديولوجية تميز العلاقات الإجتماعية في المجتمع المغربي وتأثيرها على تخلف علاقات الإنتاج مقارنة بمستوى تطور القوى المنتجة. وتلعب العائلة في عملية الإنتاج وإعادة إنتاج قوة العمل دورا هاما باعتبار العائلة وحدة إنتاج أو وحدة استهلاك حسب موقعها الإجتماعي/الطبقي في عملية الإنتاج، ويختلف دور العائلة حسب المناطق والطبقات والفئات الإجتماعية التي تحدد موقعها في عملية الإنتاج/الإنتاج أو الإستهلاك. كما تلعب العائلة دورا هاما في إعادة إنتاج الإيديولوجيا السائدة في علاقتها بإعادة إنتاج البنيات الإجتماعية السائدة، والصفة السائدة في بنية العائلة المغربية هي صفة البطريركية أي سيادة سيطرة الرجل سواء بالنوادي التي تعرف عائلات ممتدة أو المدن والحواضر التي تسود فيها العائلة النووية، مما ينتج عنه دونية المرأة واستغلالها أثناء عملية الإنتاج وبالتالي استغلال الأطفال في بعض الأعمال وسيطرة الرجل على الإقتصاد.

ورغم أن الإمبريالية خلال مرحلة الإستعمار القديم قد استطاعت ضرب أسس القوى المنتجة/المادية الإقتصادية للعائلة الممتدة بالبوادي (نزع ملكية الأراضي، إضعاف الصناعة التقليدية)، فإنها لم تقض على العلاقات الإجتماعية التقليدية/ما قبل-طبقية في عملية الإنتاج أي أن علاقات الإنتاج لم ترقى إلى المستوى الرأسمالي، وهكذا أصبح جل الفلاحين بدون أرض والصناع التقليديين جمهرة من الفقراء المقصيين من عملية الإنتاج بعد فقدانهم لوسائل الإنتاج مما شكل جمهور من العاطلين عن العمل، الذين أصبحوا في ظل العائلة الممتدة في المراتب الدنيا يعيشون على "إحسان" الفئات العليا في ظل "التضامن العائلي" الذي يكفل لهم الحماية الإجتماعية، مما يخفي كل أشكال الإستغلال والفوارق الطبقية والتناقضات الطبقية في ظل العائلة وهنا يبرز دور العلاقات الإجتماعية ما قبل-طبقية في طمس الصراع الطبقي وبالتالي عرقلة بروز الوعي الطبقي، عبر التبعية لصاحب الجاه الذي يحسن للفقراء من بني عائلته الذين يقدمون له خدمات جليلة يجني منها أرباحا طائلة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.

ويتجلى ذلك بشكل صارخ أثناء الإنتخابات والصراعات بين العائلات في البوادي والمدن حيث يناصر الفقراء الأغنياء المنتمين إلى عائلتهم ضد المصالح الطبقية للفقراء من العائلة المتصارع معها، ومناصرة العمال الزراعيين للملاكين العقاريين ومناصرة العمال بالمدن للباطرونا من عائلتهم ضد مصالح الطبقة العاملة أثناء الإنتخابات وخلال المنازعات الشغلية، ويبرز هنا دور العائلة في الولاء للسيد من طرف خدامه من بني عائلته رغم تناقص مصالحهم الطبقي مما يساهم في تخلف الوعي الطبقي لدى الطبقة العاملة وباقي الجماهير الشعبية.

ويتسع الولاء للسيد في العائلة ليشمل فضاء أوسع وهو الإقليم والقبيلة في اتجاه التضامن الإقليمي بالمدن خاصة والقبلي بالبوادي لضرب التضامن الطبقي، عبر إذكاء النعرات الإقليمية والقبلية بين أفراد الأقاليم والقبائل المختلفة مما يبرز الزبونية والمحسوبية في جميع المجالات (التشغيل، الأغراض بالإدارات العمومية ...)، ويخفي الصراع الطبقي ويعرقل بروز الوعي الطبقي على مستوى أوسع من العائلة وبتأثير من العلاقات الإجتماعية ما قبل-طبقية التي تذكيها العائلة البطريكية وتغديها الأيديولوجيا البورجوازية الكومبرادورية.

لقد عمل الإستعمار الإمبريالي على ضرب الأسس المادية للقبيلة (نزع الأراضي الجماعية والمراعي والغابات) لبناء أسس الإستعمار الفلاحي، عبر المشاريع الإستثمارية الرأسمالية للمعمرين بتحويل الأراضي الجماعية إلى ملكية رأسمالية وتشريد الفلاحين وتحويل العدد الكبير منهم إلى فلاحين فقراء (فلاحين بدون أرض) وعمال زراعيين بالمشاريع الرأسمالية للمعمرين (طبقة عاملة فلاحية)، كما عمل على تشريد العديد من الحرفيين (الصناع التقليديين) بعد إقامة مراكز تجارية بالحواضر يسيطر عليها المعمرون وأعوانهم من المغاربة، وترويج السلع المصنوعة في المعامل والمصانع الأوربية وبالمدن المغربية التي أقيمت بها صناعات استهلاكية. ولم يعمل الإستعمار القديم على خلق مشاريع رأسمالية بالمدن والحواضر تستوعب جماهير الفلاحين الفقراء والحرفيين الفاقدين لوسائل الإنتاج مما ساهم باستمرار العلاقات ما قبل-طبقية التي تعرقل الوعي الطبقي عبر "الإحسان العائلي".

ومن الصعب إن لم يكن من المستحيل تفكيك هذه العلاقات الإجتماعية ما قبل-طبقية ذات الجذور التاريخية العميقة في البنيات الإجتماعية التقليدية (أسا العائلة والقبيلة وما يرافقها من إثنية ولغوية ودينية) الإقطاعية وشبه الإقطاعية، والتي ترتكز على عدة أسس منها عائلية وأبوية/سيطرة الرجل وأخوية/الإحسان والتضامن وميتافيزيفية/دينية ... وهي تشكل ركائز أيديولوجيا النظام الوراثي/الملكي الكومبرادوري، الذي يستمد شرعيته من الوصاية على الشعب المغربي والولاء من طرف هذا الأخير للحاكم الخارج عن نطاق الصراع الطبقي وفوق كل الصراعات الإجتماعية باعتباره حكما، مما يجعل من أيديولوجيا النظام الكومبرادوري التي تروج لها وسائل الإنتاج الثقافية ومن بينها المثقفون والقيادات البورجوازية الحزبية والنقابية سدا منيعا أمام بلورة الوعي الطبقي في صفوف الطبقة العاملة وعموم الجماهير الشعبية.

ولفهم البنية التبعية الرأسمالية للنظام الكومبرادوري بالمغرب لابد من الوقوف على أسس أجهزته البيروقراطية التي خلفت الجهاز البيروقراطي الإستعماري الإمبريالي، فبعد انسحاب البيروقراطية الإستعمارية القديمة (المدنية والعسكرية) خلفتها أطر وأعوان مغاربة (بورجوازية وبورجوازية صغيرة وبعض أبناء الشعب المحظوظين)، وقد طبع هذه التوظيفات الجديدة في الدولة الإستعمارية الجديدة عامل التسلق الطبقي وما صاحبه من مصالح اقتصادية والمطبوع بروح الزبونية والمحسوبية (العائلية والقبلية والحزبية). وقد ساهم حرمان أبناء الشعب المغربي من التعليم في مرحلة الإستعمار القديم من إدماج أبناء المحظوظين (أعوان الإستعمار والإقطاع) في أجهزة الدولة الإستعمارية الجديدة. وكان لانتشار التعليم في السنوات التي تلت سنة 1956 والحاجة إلى الأطر البيروقراطية المتعلمة والرغبة في تحسين أوضاع عيش أبناء الفقراء جري الطبقات الشعبية وراء تعليم أبنائهم مما ولد لديهم نزعة التسلق الطبقي للحصول على وظيفة، عبر المنافسة الفردية في التحصيل الدراسي بين أفراد الطبقات الشعبية ضد التضامن الطبقي لحل مشاكلهم الطبقية، مما ولد لديهم النزعة الإنتهازية والوصولية من أجل التسلق الطبقي لخدمة أعدائهم الطبقيين (الكومبرادور والملاكين العقاريين).

وقد ساهم فشل السياسة التعليمية بعد انتشار العطالة في صفوف المتعلمين إلى تركيز الزبونية والمحسوبية للحصول على منصب شغل يغير وضعية العائلة الفقيرة، وانتشرت سمة الفردانية بين أبناء الطبقات الشعبية بدل النضال الجماعي لتحقيق المطالب المشتركة الطبقية وأصبح التنافس بينهم للوصول إلى صفوف المحظوظين عاملا من عوامل إخفاء الوعي الطبقي لدى الطبقة العاملة وعموم الجماهير الشعبية.

وتحولت العلاقات ما قبل-طبقية إلى ثقافة شعبية في خدمة أيديولوجيا الدولة الإستعمارية الجديدة التي تحول دون تحويل عناصر الثقافة الشعبية التقدمية إلى ثقافة مضادة للثقافة السائدة، التي ترتكز على مفهوم "وحدة الشعب المغربي" و"التضامن ضد الفقر" و"الأخوة" وعدم التفرقة بين "الإخوة"، وكل من يدعو إلى غير ذلك فهو عدو الشعب والوحدة الوطنية وعميل القوى الخارجية والإستعمار وكل من حاول تفسير الظواهر الطبيعية والإجتماعية بشكل علمي مادي يبقى ملحدا ومشركا بالله.

إن أيديولوجيا النظام الكومبرادوري المرتكزة على التفسير الميتافيزيقي للظواهر الطبيعية وتغييب الفكر العلمي المادية تبقى السلاح الفتاك ضد تطور الوعي الطبقي، وهي أيديولوجيا تستمد شرعيتها من مفهوم دولة الوراثة التي يرث فيها الحاكم كل شيء فوق أرض الوطن وتحت أرضه في العلاقة الجدلية بين الوصاية والولاء.

وهكذا يتم الترويج إلى أن الدولة تضمن الإستقرار لكافة أبناء الوطن في ظل وحدة الشعب والوحدة الوطنية خدمة لطبيعتها الطبقية، وأن كل المشاكل التي يعيشها الشعب ما هي إلا مشاكل تقنية صناعية واقتصادية تعمل الدولة على تجاوزها باستيراد التقنية والتصنيع وهيكلة الفلاحة، كما يتم تجاهل المشاكل السياسية والإجتماعية التي تلعب دورا هاما في حسم السلطة وطبيعة النظام السياسي والسيطرة الطبقية على الإقتصاد والتحكم في الموارد الطبيعية، فتصبح المشاكل عبارة عن أرقام ومؤشرات اقتصادية من منظور أيديولوجي طبقي ينفي وجود الطبقية وقبول التبعية الرأسمالية والسيطرة الإمبريالية، وتجسيد جميع الحلول للمشاكل الإقتصادية والإجتماعية في المساعدات والتعاون التقني والإعانات القروض من الدول الإمبريالية... لتجاوز التخلف، الذي يتطلب تجاوزه وصاية الدولة على السكان وإلغاء دور الجماهير الشعبية في التغيير باعتبار الدولة فوق الصراعات الإجتماعية من أجل إخفاء طبيعة الدولة الطبقية بإبراز وحدة مصالح الشعب ضد مصالح الطبقة.

لقد تعدت العلاقات الإجتماعية ما قبل-طبقية/الزبونية على المستوى العائلي والقبلي والإقليمي لتشمل المستوى الحزبي خاصة خلال مرحلة الحركة الوطنية، التي تم فيها توظيف القرابة العائلية والقبلية والإنتماء الإقليمي في التجنيد في صفوف جيش التحرير والمقاومة وفي الصراعات السياسية بين حزبي الإتحاد الوطني للقوات الشعبية والإستقلال وحزب الحركة الشعبية، مما أذكى النزعات القبلية والإقليمية والعلاقات الزبونية التي عملت البورجوازية الكومبرادورية على توظيفها لتقوية نفوذها عبر الإمتيازات التي منحتها لحلفائها الطبقيين/الملاكين العقاريين والإقطاعيين (تفويت الأراضي، التسهيلات في القروض، توظيف أبنائهم). وكان لتركيز العلاقات الزبونية على مستوى عال في أجهزة الدولة الكومبرادورية أثر كبير في عرقلة بروز الوعي الطبقي، مما له تأثير كبير على بروز أروستقراطية عمالية في الحركة العمالية المغربية عبر توظيف الزبونية في استقطاب القيادات البورجوازية الحزبية والنقابية، عبر إدماجها في سلم الإمتيازات إلى جانب الحلفاء الطبقيين للطبقة البورجوازية الكومبرادورية مما ساهم في تعميق العلاقات الإجتماعية ما قبل-طبقية، تجلت بالخصوص في الدعاية لأيديولوجيا الدولة الكومبرادورية عبر الترويج لمفاهيم "السلم الإجتماعي" و"الوحدة الترابية" و"المسلسل الديمقراطي"، خلال السبعينات من القرن 20 لشرعنة الحرب في الصحراء الغربية وقمع "اليسار الجديد"/الحركة الماركسية اللينينية المغربية وخاصة منظمة "إلى الأمام".

لقد نشأت الطبقة العاملة المغربية في المدن الساحلية و المناجم بالبوادي بعد تفكيك نمط الإنتاج التقليدي الفلاحي بالبوادي الذي ارتكز على العائلة والقبيلة، وكان لهذه الطبقة العاملة الناشئة جذور فلاحية تحكمها علاقات اجتماعية ما قبل-طبقية مما أثر على مسارها الأيديولوجي والسياسي. ولعبت النقابات الفرنسية بقيادة الشيوعيين الفرنسيين دورا كبيرا في نشر الوعي النقابي/الإقتصادي في صفوفها منذ إضرابات 1936 (العمال بالبيضاء والرباط والفوسفاط)، مما حقق بعض المكتسبات الجزئية الإقتصادية، والتي عرفت تطورا كبير بعد الحرب الإمبريالية الثانية بتبني حزب الإستقلال للعمل النقابي من أجل محاربة المد الشيوعي في أوساط الطبقة العاملة والسيطرة على النقابات. وتحولت نضالات الطبقة العاملة المغربية من نضالات اقتصادية إلى نضالات سياسية ذات البعد الوطني بربط نضالاتها بالمعركة الوطنية من أجل الإستقلال، إلا أن الطبقة العاملة المغربية لم تتمكن من الإستقلالية الأيديولوجية والسياسية والتنظيمية نظرا لهيمنة البورجوازية الصغيرة على نقاباتها بعد تأسيس الإتحاد المغربي للشغل في 1955. وكان لصراع أقطاب البورجوازية الصغيرة اليسارية واليمينية بحزب الإستقلال حول المواقع الحكومية أثر كبير في تقسيم الطبقة العاملة، خاصة بعد تأسيس حزب الإتحاد الوطني للقوات الشعبية في 1959 المهيمن على الإتحاد المغربي للشغل وتأسيس الإتحاد العام للشغالين بالمغرب من طرف حزب الإستقلال، وتوظيف نضالات الطبقة العاملة في الصراعات السياسوية حول رئاسة الحكومة (مساندة حكومة عبد إبراهيم ضد حكومة أحمد بلافريج)، وتم تعميق هذه الصراعات الثانوية داخل النقابة حول السيطرة على القيادة النقابية من طرف أقطاب البورجوازية الصغيرة اليسارية واليمينية بحزب الإتحاد الوطني للقوات الشعبية، وبروز البيروقراطية النقابية لإبعاد الطبقة العاملة عن النضالات السياسية ذات الأبعاد الثورية وإبقائها في حدود المطالب الخبزية، مما أدى إلى الإنشقاق الحزبي الثاني بعد تأسيس الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية وبالتالي تقسيم الطبقة العاملة بعد تأسيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وتوظيف نضالات الطبقة العاملة في الصراعات السياسوية/الإنتخابوية من أجل التسلق الطبقي للبورجوازية الصغيرة للحصول على مواقع بحكومات النظام الكومبرادوري، ونشأت بورجوازية بيروقراطية حزبية ونقابية تهيمن على النقابات وتحد من تطور النضالات الطبقية العمالية وبالتالي عرقلة تطور الصراع الطبقي بالمغرب وعرقلة الوعي الطبقي لدى الطبقة العاملة وعموم الجماهير الشعبية.

إن جميع العلاقات الإجتماعية ما قبل- طبقية توهم أصحابها بأنهم يمتلكون وعيا وهو وعي زائف يدفعهم إلى التعصب العائلي أو الإقليمي أو الفئوي وفي أقصى الأحوال الوطني/القومي واللغوي والديني، إنطلاقا من الإنتماء والتميز حسب العرق أو الجماعة أو المدينة أو الإقليم أو اللغة أو الدين أو الوطن وهذا التمايز قد يكون حقيقيا أو وهميا، وكل هذه التمايزات ترتكز على التفوق والتنافس بين أفرادها/الأعداء المفترضين وتذكي التعصب لعنصر انتمائها والعداء لباقي العناصر الأخرى التي تحاول التفوق عليها واحتوائها.

ويبقى الوعي الفئوي لدى فئة معينة وعي قريب من الوعي الطبقي ويكون أفراد هذه الفئة غير منسجمين (الطلبة، المثقفون، المعطلون...) ولا يرتبطون بالضرورة بطبقة اجتماعية واحدة لكنهم يميزون أنفسهم عن باقي الفئات والطبقات الإجتماعية، وكل ما يمكن أن يجمعهم هو الدفاع عن مصالحهم المشتركة والظرفية أساسا وقد يختلفون ويتصارعون من أجلها وفي مواقع القيادة أثناء الصراعات التي يخوضونها، وهم يحاولون التفوق على باقي الفئات الأخرى ويعملون على التضخيم في ذواتهم وموقعهم المفترض في الصراعات الإجتماعية وتغليب مصالحهم على المصالح الطبقية لعموم الجماهير الشعبية، والوعي الفئوي يقترب من الوعي الطبقي حيث لا يرتكز على العلاقات ما قبل- طبقية إلا أنه لا يصل إلى مستوى خدمة المصالح الطبقية للطبقة العاملة.

والوعي الوطني والقومي يكون أوسع دائرة من الوعي الفئوي ويتجاوز الحدود العائلية والقبلية والإقليمية وهو مرتبط بالوطن أو القومية، وقد عرف الوعي الوطني بالمغرب نموا كبيرا في مرحلة حركة التحرر الوطني في مواجهة العدو الإستعماري وهو مرتبط في نفس الوقت بالقومية العربية الإسلامية بإدماج عنصر اللغة والدين في أيديولوجيا الحركة الوطنية (المغرب بلد عربي إسلامي)، وقد لعبت الأيديولوجية السلفية الرجعية لحزب الإستقلال دورا هاما في نشر الوعي القومي في أوساط الطبقة العاملة وعموم الطبقات الشعبية، وانصهرت جميع العلاقات الإجتماعية ما قبل- طبقية الأخرى في الوعي الوطني خاصة في السنوات الأخيرة للإستعمار القديم دفاعا عن أرض الوطن ضد المغتصب الإمبريالي، مع التركيز على هوية الشعب المغربي العربية الإسلامية التي تم توظيفها في الخطاب الأيديولوجي لحزب الإستقلال (اللغة والدين) والذي لا يتعارض مع أيديولوجيا البورجوازية الكومبرادورية ومصالحها الطبقية، هذا الخطاب الذي يرتكز على العموميات "وحدة الوطن" و"وحدة الشعب" في الوقت الذي يحجب فيه التناقضات الطبقية بين البورجوازية الوطنية وعموم الجماهير الشعبية، وبالتالي يخفي بروز الوعي الطبقي.



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسس المادية و الأيديولوجية للصراع الطبقي بالمغرب ومعيقات ا ...
- رجلان بالمدينة وآخرون ... -كيف تم تقديم المدينة لمفترسين من ...
- رسالة مفتوحة لمراسل فرنسي شاب في مواجهة الظلامية العالمية : ...
- رسالة مفتوحة لمراسل فرنسي شاب في مواجهة الظلامية العالمية : ...
- ورقة تقديمية للمؤتمر الأول لفلاحي أولوز دورة شهيد حركة الفل ...
- المسألة الزراعية بالمغرب وتمركز الرأسمال في الزراعة الجزء 4
- المسألة الزاعية بالمغرب وتمركز الرأسمال في الزراعة الجزء 3
- المسألة الراعية بالمغرب وتمركز الرأسمال في الزراعة الجزء 2
- البيان الختامي لليوم الدراسي حول العمل النقابي الفلاحي بتارو ...
- المسألة الزاعية بالمغرب وتمركز الرأسمال في الزراعة الجزء 1
- القانون الأساسي للنقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين ال ...
- بين النظرية والممارسة في العمل الجماهيري : أرضية بناء الملف ...
- قافلة -حركة العيالات جايات- و المضمون الطبقي للحركة
- الحركة الماركسية اللينينية المغربية في مواجهة تحالف الإشتراك ...
- الثورة المغربية في علاقتها بالثورة العربية و العالمية بين ال ...
- الدولة و الثورة و بناء الحزب البروليتاري الثوري
- في الذكرى 37 لاستشهاد القائد الشهيد عبد اللطيف زوال
- الدولة و الدين و حرية المرأة
- المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل الدياليكتيك الماركسي
- الدولة و الدين في الصراع بين المادية و المثالية


المزيد.....




- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...
- حريات الصحفيين تطالب بالإفراج عن الصحفيين والمواطنين المقبوض ...
- العدد 553 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - الأسس المادية و الأيديولوجية للصراع الطبقي بالمغرب ومعيقات الوعي الطبقي لدى الطبقة العاملة الجزء 2