ازهار حكمة البستاني- مجموعة شعرية جديدة للشاعر والناقد وديع العبيدي

وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4157 - 2013 / 7 / 18 - 21:55
المحور: الادب والفن
    

مجموعة شعرية جديدة للشاعر والناقد وديع العبيدي
عن دار الغاوون في بيروت صدرت مجموعة شعرية جديدة للشاعر والناقد وديع العبيدي بعنوان (أزهار حكمة البستاني).. وهي مجموعته التاسعة إلى جانب .. أغنية الغبار، منفيون من جنة الشيطان، ما قالته النخلة للعشاق، دخول في خبر كان، سلطان الكلام، صدفة نجوت.. تتضمن المجموعة أثنتين وعشرين قصيدة كتب معظمها في لندن بين السنوات [2007- 2010]. ومن بين قصائد المجموعة، مثل عود يحترق وجذوتي لا تنطفئ ، وردة أوغست، دروس في أنانية الأنثى، شجرة اصطناعية، أحلام مكيّسة، فيئان شاردان من سراب الأزمنة، صورة تخطيطية في حديقة.. والتي منها..
اللحظةُ ليستْ تاريخاً
والاشارةُ العابرةُ
ليستْ موعِداً
النظراتُ الضّاحكةُ
منعكسةٌ نحوَ الدّاخلِ
وأنتَ.. لا ينتظرُكَ أحدٌ
لا..
أحدٌ.
*
أنتَ
وحدَكَ
انتظرتَ..
لم يقلْ
لكَ ذلكَ
أحدٌ.
*
في كلّ يومٍ
تأتي إلى هنا
تنتظرُ..
تنظرُ نحوَ الخارجِ.
في داخلِكَ جدارٌ كبيرٌ
وراءَهُ.. فراغٌ أكبرُ
كلّ ما تحتاجُهُ
صورةٌ صغيرةٌ
تختصرُ وحشةَ الدّاخلِ.
..
صورة تخطيطية
تجدُ فيها
ذاتَ
ك.
*

في هذه المجموعة محاولة لاستنطاق تفاصيل الحياة اليومية لحياة مهاجر في مدينة (بلا قلب) مثل لندن، حيث يقيم الشاعر منذ سنوات، وقد سبق له أن عاش سنوات طويلة في مدينة لنز النمساوية حيث سجل جانبا من ارهاصاتها في مجموعتيه (صدفة نجوت) و (سلطان الكلام). كما تضمنت مجموعته (أغنية الغبار) جانبا من يومياته الأردنية متنقلا بين عمان والسلط والزغاتيت.
يشكل المكان ثيمة رئيسة في وجدان الشاعر، ويعتبر أن الحياة هي نبض علاقة الفرد بالمكان، ويتعلق مفهومه للغربة –كشاعر مهاجر- بالفارق بين الوطن كمكان (فردوسي مفقود)، والمهجر كمكان (راهن لزج متحرك لا يملك صفة الثبات والاستقرار). فالشخص المهاجر مهما بلغ استقراره ودوامه في أرض المهجر، لن يتحول المهجر في داخله إلى وطن. الوطن هو الذي يحمله الانسان في داخله، مهما اغترب وطالت هجرته، بينما المهجر مكان يعيش فيه الانسان، ولا يتجاوز حواسه الخارجية.. في قصيدة (I’m not happy) يخاطب الامبراطورية العجوز..
أرقامُ ضًحايانا
أكبرٌ من أعدادٍ معارٍكٍكٍ
فلماذا غلّقتِ
كلّ البوّاباتِ أمامي
وسرقتِ مفتاحَ المَنزلِ
لِماذا..
أبحثُ عن وَطنٍ في
القرنِ الحَادي وَالعشرينِ
ولِمَاذا أبحَثُ عن سَكَنٍ..
وَأنا في العقدِ الخمسينِ
لِمَاذا..
لا شيبةٌ في صَدغِ العَالمِ
وَفؤادي أشيب
مُنذُ سنينٍ..
………..
- Are you happy
in London?
تسألُني هَذِهِ النّعامةُ في نشوَةٍ
-London is beautiful?
-I’m not happy.
جوابٌ خارجٌ
عن حُدودِ اللّياقةِ
أمْ سؤالٌ خارجَ
حُدودِ اللّياقةِ
.. كيفَ يكونُ الكلامُ
بِدونِ مَساميرَ
كيفَ أسمّي العَدوّ صَديقاً
وَتُصبحُ قاتلَتي السيّدة.
وإذا كانت القصيدة هي تاريخ المشاعر والخلجات الشخصية، في علاقة الشاعر بالمكان، فأن "المرأة" هي –المرآة- التي تنعكس فيها تلك المشاعر والخلجات، وهي الأكثر حضورا في أجواء المجموعة.. في قصيدة –امرأة طحلبية- يقول..

التي أحبّها
لا تنامُ في فِراشي
تزرَعُ عَجيزتَها
في حُضنٍ آخَرَ..
في مُستشفى "كامدن"
قالتْ لي: انظرْ في عَيني..
هل بقرةٌ أمامَكَ ؟!..
*
التي وَضَعَتْ يَدَها الصّغيرَةَ
في يدي
أرسلَتْ قدَمَها في طريقٍ آخرَ..
نَفَحَتْ حَاضِري بالحَياةِ
زَرَعَتْ مَاضيها حَوْلي
وصَادَرَتْ غَدي!..
*
كلّ يومٍ أو يومينِ
أجدُ صورةً جديدةً في ألبومِها
أجِدُ عَضّةً جديدةً
حولَ ثديِها..
تلكَ التي اشترَتني بِالكلامِ
وقالَتْ مَنْ يفهمُها لا (يسيبُهَا)
تبيعُني كلَّ يومٍ!..
*
فخِذانِ من مطّاطٍ
وعَجيزَةٌ من "بلاستك"
وثديانِ من (مارك و سبنسر)
اسمُها المُثيرُ للاغتِصابِ
وغِطاءُ رأسِها استِعارةٌ..
من صَدرِ الاسلام
جائِعةٌ لِفتوحاتٍ لا تنتَهي!..
*
معظم قصائد المجموعة نشرت في مجلات ومواقع الكترونية، وقد خط الشاعر تقليدا جديدا بنشر آراء وتعليقات القراء مع نصوص القصائد. ان مثل هذا التوثيق الأدبي في كتاب مطبوع يقدم صورة جديدة للمقارنة بين أثر القراءة الالكترونية السريعة، ورد فعل القراءة الأدبية التأملية في الطبع الورقي. شارك في الردود والتعليقات حوالي عشرون شخصا من الأسماء الأدبية والنقدية، خصّهم المؤلف بشكر خاص في متن الكتاب.

#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل