أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير حداد - دالية العنب عاشت سجينة وماتت حرة














المزيد.....

دالية العنب عاشت سجينة وماتت حرة


منير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 4157 - 2013 / 7 / 18 - 03:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دالية العنب
عاشت سجينة وماتت حرة
• شقت علب الفولاذ نحو إنسانيتها
• عينان صافيتا البراءة مثل بحر يحلم بزرقة السماء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
افرج عنها من معتقل الفضيلية، خلال الثمانينيات، فلجأت الى هولندا، عبر ايران، وجراء خطأ طبي، ماتت قبل ان تتشبع من الحرية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


القاضي منير حداد
داليا مزبان، فراشة حلوة، خطفتها يد المنون، خلال اجمل لحظات الربيع الثامن عشر من عمرها، الذي استنفدت فترة منه، في معتقل الفضيلية.
تعرفت اليها، داخل السجن، رديفة لأمي واخواتي، مطلع الثمانينيات، هي وامها واخواتها الخمس، وانا رديف لأخيها ليث الفيلي النبيل.. كلنا محشورون في علب فولاذية، جراء انتسابنا لحزب الدعوة.
افرج عن داليا، من معتقل الفضيلية، خلال الثمانينيات، فلجأت الى هولندا، عبر ايران، وجراء خطأ طبي، ماتت قبل ان تتشبع من الحرية.
عينان صافيتان مثل بحر يحلم بزرقة السماء، وطفولة غضة، انتصرت على السجن ببراءتها؛ فلم تلتاث انوثة لم تعشها، وحقوق عاطفية صادرتها السياسة منها، قبل ان تدرك حقها في ان تعيش كأي فتاة في مثل عمرها.
مرت، طيفا في ذاكرتي، وانا اتحرر من تبعات الذعر الصدامي الذي ما زالت بقاياه عالقة في وجداني، برغم زوال غمة الطاغية، وصحوة العراق من جثوة كابوسه على الصدور.
ماتت داليا في هولندا، وعيناها تنبضان بوميض شوق لأنوثة، لم تستوفها، لم تتمتع بما لها من حقوق على الدنيا، انما انفرطت الى الآخرة، تسكب العبرات...
ماتت غريبة، لكن حرة، متخففة من اعباء عراق مشحون بضيم الطاغية المقبور صدام حسين، من دون ان تستشعر دفق الحرية ورفاه التجلي بعيدا عن ثقل الصف الراضخ لاشتراطات الديكتاتور.
دفق الامومة، ادى الى ان تموت والدتها على قبرها، بالسكتة القلبية، في هولندا.. غريبتان.. ام وابنتها الشابة جدا، طفلة تستجير بامها؛ فالتحقت بها، الى رحاب ربٍ رحوم يرأف بجمال فتاة تبارك في خلقها، يوم ولدت ويوم اعتقلت ويوم فرت من السجن الى هولندا؛ لتختطفها غلطة طبيب، من الحرية الى القبر، وامها تلتحق بها وجدا، لا يطيق فراقا، لا في المعتقل ولا في القبر.
أسأل الله ان يرحم بالاحياء وهم يفارقون من يحبون موتا... داليا مزبان، شقيقة ليث.. الفيلي الذي شغل سنوات اعتقالنا، مطلع الثمانينيات، بشهامته وايثاره الآخرين على نفسه، في ظروف فظيعة، مثل يوم القيامة واقسى.. كل يريد نجاءً بروحه، وليث يعنى بالآخرين غير مبالٍ ببشاعة السجن وقسوته.
داليا.. يا اختَ خيرِ اخٍ.. يابنتَ خيرِ ابنٍ، ما كان ابوك امرأ سوء، ولم تكن امك يوما بغيا، طاهرة المحتد، كريمة الموقف والاصل والسلوك، طبت موتا ودارت ايامنا بفراقك شوقا واجلالا واحتراما لبراءة طفولتك التي داهمها طبيب ساه، بالموت.
استجارت داليا بإنوثتها الغضة، حين اخطا الطبيب الهولندي؛ فأجارها الموت، خلودا في الجنة، بحق (ظليمتها) حية في المعتقل وميتة عند اللجوء الى الحرية.. ومن الحرية الى الجنة، بينما نحن هنا في جحيم الحياة قاعدون.



#منير_حداد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التناظر المعرفي في النجوم الشائهة
- في ذكرى 14 تموز رصاص العبوسي لطخ صباح الثورة بدم القرآن الكر ...
- تجريم البعث لوحات انتخابية ترسم بدم الشهداء
- المالكي باع رخيصا والحكيم والصدر يتحالفان
- ابناء الطغاة قدر مضاف الى عذاب الشعوب
- ملفات المالكي دولة يتناسل الطغاة على ارضها
- المالكي
- الحكيم والصدر يجيئان بالحق ازهاقا للباطل
- جوع كلبك يتبعك
- رحل جواد الجلبي والرجال دول
- الاحداث كبيرة والرجال صغار
- الحكيم رابح وحيد في الانتخابات
- دولتا الكويت والعراق تؤسسان لحضارة الروح
- البريطانيون يكذبون والعراقيون يوهمون انفسهم بصدق جهاز كشف ال ...
- انفراط الدولة مجلس عشائر خيبة انتخابية لاحقة
- قبل ان يتربعوا على مجالس المحافظات دعايات المرشحين تكتظ بالف ...
- سنان الشبيبي بطل قومي بانتفاء الكولنيالية
- في عيد البعث المالكي يغتال باقر الصدر ثانية
- اقتحام الجرائد..
- القضاء المصري يحمي قمة الثورة من سفح الاخوان


المزيد.....




- خريطة مواقع قواعد أمريكا بالدول العربية بعد ما دعا له مستشار ...
- ترامب يعلن تنفيذ ضربات -دمرت- مواقع نووية إيرانية -بالكامل- ...
- ما هي ردود الفعل السياسية والاعلامية في إسرائيل
- ترامب يعلن ضرب 3 منشأت نووية في إيران
- كوليس الضربة الأمريكية
- إيران: استهداف منشآتنا النووية عمل وحشي مخالف للقوانين الدول ...
- لفهم مدى قوة الضربة الأمريكية بإيران.. مسؤول يكشف تفاصيل ما ...
- -حان دورنا-.. مستشار خامنئي يدعو معددا 3 وسائل للانتقام من ا ...
- أول تعليق من هيئة الرقابة النووية السعودية بشأن الضربة الأمر ...
- مصدر لـCNN: أي عمل عسكري إسرائيلي ضد إيران سيعتمد على رد فعل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير حداد - دالية العنب عاشت سجينة وماتت حرة