أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شريف صالح - سبعة أسباب.. لرفض أحزاب العنف والخراب















المزيد.....

سبعة أسباب.. لرفض أحزاب العنف والخراب


شريف صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4156 - 2013 / 7 / 17 - 16:45
المحور: المجتمع المدني
    



لا أوافق على ما يسمى "المصالحة" وأغلوطة إن التيارات والأحزاب الإسلاموية "فصيل وطني مصري" لسبعة أسباب:

الأول:
هذه التيارات تكونت نفسيا وعقلياً على السمع والطاعة والسرية، ولا علاقة لها بأي من قيم الديمقراطية كالتعدد وقبول الرأي الآخر واحترام الخصوصية والحرية.. فكيف أتعامل بديمقراطية مع شخص لا يؤمن بها؟! كيف أقول لأحدهم: تعال نتبادل الجلوس على هذا "الكرسي" وهو يقول لي: "الكرسي للمرشد وحده لا شريك له".

الثاني:
يردد البعض نغمة أنهم "فصيل وطني مصري".. ثم تكتشف بالاقتراب منهم، أن تكوينهم الروحي والنفسي لا علاقة له بتاريخ ولا جغرافية مصر.. فهو تكوين مرتبط بالمرشد/الأمير، وبالجماعة وأدبياتها.. فالإخوان في كل مناسبة أو غير مناسبة يرددون نشيدهم هم: "الله غايتنا" وليس النشيد الوطني لمصر.. فكيف أتعامل مع شخص باعتباره مصرياً، و هو نفسه في تكوينه لا يتعامل كمصري ولا يمثل ذلك أولوية بالنسبة له.. مقارنة بإرضاء المرشد وتحقيق وهم الخلافة!

الثالث:
هي لا تملك حسا نقدياً ولا قدرة على الخيال ولا ثقافة جيدة، فقد نشأت على "الأسرة الأخوية" ومقرراتها.. ولا تعيش بدون تعليمات.. وكل ثقافتها البائسة تتلقاها بالعنعنة أو السمع.. ولذلك تجدها حافلة بالأغلاط والأكاذيب والشائعات. وكلها مردها إلى ميكانزيم "المؤامرة" الكونية الكامنة في لا وعيهم، بكل ما يحققه من حشد وخوف واحتماء ببعضهم البعض.. فكيف تناقش شخصاً بلا عقل تقريباً.. كائناً مبرمجاً يردد أكاذيبه وأوهامه كما يتنفس، ويخترع المؤامرات لنفسه وضدها؟!

الرابع:
هذه التيارات مستعدة ل "الموت" ـ وليس الحياة ـ في سبيل ما تؤمن به من أكاذيب وأوهام. ما يعني أن بذرة العنف كامنة في بنيتها الأولية.. تنتحر .. تقتلك.. تؤذيك جسدياً.. لأنها اختلفت معك، أو فشلت في تطويعك.. أو شعرت بالارتياب تجاهك.. أو بخطورتك على مشروعها.. لذلك، ورغم كل ما بينها من صراعات فكرية وعقائدية، تجدها لا تصطف ولا تتوحد إلا على خطاب العنف المادي والرمزي، ضد ما تعتبره "خصمها المشترك".

الخامس:
نحن أمام "تيارات" "مزدوجة الرأس" دائماً، تكيل بمكيالين، مثل اليربوع الذي يبني لجحره بابين.. فدائماً لدينا المرشد/الرئيس.. وأذكر عندما كنا طلاباً في المدينة الجامعية كان لدينا الأخ رئيس المدينة المنتخب والمعلن للأمن وللكاميرات. وكان لدينا "الأخ مسئول" المدينة الخفي الذي لا يعرفه حتى معظم الأخوة أنفسهم. فمن يقود من؟ الشخص الذي قدم نفسه مرشحاً للرئاسة لكل المصريين أم المرشد الذي لا نعرف عنه شيئاً ولا نستطيع أن نحاسبه؟

السادس:
الإسلاموي ترعرع وسط القطيع، ما أعطاه شعوراً مضاعفاً بالقوة والحماية ضد المجتمع نفسه.. الذي قد يشكل خطراً عليه، ولهذا السبب كان هجومهم العنيف على الإعلام والقضاء والشرطة وكل أعمدة الدولة/المجتمع.. طالما هو يعيش حياته معتمداً على أعمدة بديلة داخل خيمة الجماعة التي توفر له العمل والزوجة الصالحة والمال في حال القبض عليه. فكيف يؤتمن شخص تربى بهذه النفسية على مقدرات دولة وشعب؟

السابع:
الإسلاموي يظل يروج تصوراته عن الإسلام حتى يتماهى مع "الإسلام" نفسه.. ويتصور نفسه حارساً وحامياً للدين.. من ثم يتعامل بتعال وتمايز على أي خصم سياسي.. فالله معه هو فقط.. وأنت لست أكثر من عميل علماني مخبر، مغرر بك، ساذج، ضال، مضلل.. ولنا أن نراجع خطابهم عن خصومهم، سنجده طعناً في دينهم وأخلاقهم أكثر مما هي طعن سياسي. وحتى إذا طعنوا سياسياً يؤسسون ذلك على أكاذيب وشائعات. (البرادعي نموذجاً)
وفي حال التنافس مع "إسلاموي" في انتخابات لن يشغل نفسه بوضع أي برنامج سياسي، ولا حتى بنقد البرنامج السياسي المنافس.. فيكفي أن "تحشد" له الجماعة، وأن يضع "لافتة الإسلام" على صدره ولسانه.. كي يبدو الانحياز لصالحه، هو اقتراع للإسلام، بينما الاقتراع لبرنامج خصمه السياسي "ضد الإسلام".
فكيف يتعامل المواطن العادي مع شخص ليس حراً، ولا عاقلاً، ولا مؤمناً بالديمقراطية، ولا يعتبر نفسه مساوياً مكافئاً للمختلف عنه، و لا محترماً لأعمدة الدولة/المجتمع، بل ومستعد لممارسة العنف وتبريره والتغاضي عنه .. في أي لحظة.. ناهيك عن أن يكون شريكاً في تداول السلطة، وهو لا يتداولها داخل جماعته؟!
وبغض النظر عن التعامل معهم أم لا، الإيمان أو عدم الإيمان بتصوراتهم، فإن كل مشاريع الإسلام السياسي في اليمن والصومال والسودان وأفغانستان وباكستان، لم تجلب سوى الدمار والخراب، وانتهت إلى "تورا بورا".. ليس لمؤامرة كونية ضدها.. بل لأنها هي نفسها، ضحية تناقضاتها، وبذرتها التدميرية الكامنة.. والتباهي بنماذج مثل ماليزيا وتركيا، أغلوطة أخرى، لأن هاتين دولتين قامتا على أساس علماني مدني راسخ، وليس على فاشية إسلاموية.
فماذا نتوقع من قيام أحزاب دينية ـ مغلقة وعنفية بطبعها ـ سوى مجازر من عينة ما حدث للشيعة الأربعة في إحدى قرى الجيزة؟ لسنا هنا بصدد "شيطنة الإسلام" بل نحاول الارتقاء به بعيداً عن السياسة بكل تقلباتها وتغيراتها.. كي لا يتحول الدين إلى خطاب انتهازي مقيت.
يستطيع كل إنسان أن يؤمن بالله ويعبده كما يشاء، يستطيع أيضاً أن يدعو إليه بالحسنى.. لكن لا يوظفه لمكاسب دنيوية، ولا للوصاية على الآخرين، واستغلالهم وقهرهم، وخداعهم باسم الله.
الأحزاب الدينية، هي في حد ذاتها، ضد قيم المدنية والديمقراطية، لأنها أحزاب مغلقة تُقصي الأقليات وتستعلي عليها، فهل رأى أحد قيادات قبطية في أحزاب الإسلام السياسي؟ عدا عن اضطهاد المرأة وتقديم أسوأ تصور عنها!
إنها أحزاب لا تتعامل وفق لعبة الديمقرايطة ـ وإن تظاهرات بذلك في لحظات هشاشتها ـ بل وفق منطق أنها صاحبة الحق والوصاية والرأي الحاسم، فمثلا لو رغب برلماني مختلف عنها في سن قانون ما، سوف توظف خطابها الديني ـ بغض النظر عن صحته أو عدم صحته ـ لإقرار ما تراه هي فقط.. وما تجيزه هي فقط.. فأي ديمقراطية هذه؟
والقول بأنه: لا مصالحة .. ولا لقيام أحزاب على أساس ديني.. ليس إقصاء ولا إخصاء.. بل هو من أسس ومتطلبات الديمقراطية ذاتها.. أسس أي دولة مدنية.. حتى يؤمن هؤلاء الإسلامويون أنفسهم أن العلمانية ليست خطاباً مضاداً للإسلام، بل هي إطار لمنع البطش والعنف باسم الإسلام أو أي دين آخر، إطار لحماية الأقلية من إرهاب الأكثرية، وضمان تداول السلطة وفقاً لبرامج سياسية معينة وليس وفقاً لوهم مرشد يوحى إليه في "رابعة العدوية".
فكيف تتعامل مع شخص يقول لك إن "جبريل" هبط عليه في "رابعة"؟ ألن تعتبره مجنوناً؟ ماذا لو قال إن كل من خرج ضد محمد مرسي كافر وجب قتله؟ فأي عنف محتمل أن يقع؟
أي ديمقراطية؟ أي فصيل وطني؟ وأي دولة تقوم على أوهام كهذه؟!



#شريف_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة المصرية بنت ستين كلب
- 30 سبب للخروج في 30 يونيو
- ماذا يريد الداعية الإسلامي مني؟
- أهم إنجازات مرسي.. احتقار رموز مصر
- حوار مع إخواني
- الجندي صدمته سيارة في السماء
- الأمنجي الملتحي والملتحي الإخوانجي والإخوانجي البلطجي
- ماذا يريد المواطن المصري من -الدستور-؟
- مسودة الدستور المصري لإنتاج -إله- جديد!
- إني اتهمك يا سيادة الرئيس محمد مرسي
- الشراميط الأوساخ.. مسلمين ومسيحيين!
- أبو إسماعيل المروج الأكبر للجهل
- العريان.. عارياً
- أولمبياد لندن.. ومارثون الأسد
- ملاعيب شفيق و-العسكري-
- الجهاز يلعب بذيوله
- لماذا انتخبت حمدين صباحي؟
- صباحي وأبو الفتوح.. بيع الوهم
- خيرت الشاطر حامل -الحصالة-
- الإخوان المسلمون وفلسفة القراميط


المزيد.....




- اعتقال 3 أشخاص بعد اكتشاف مخبأ أسلحة في مرآب سيارات في شمال ...
- إصابات.. الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة في الضفة والقدس
- شهداء وجرحى باستهدف خيام النازحين برفح ولجان توزيع المساعدات ...
- غزة: كابوس المجاعة لن يطرد إلا بالمساعدات
- الأمم المتحدة: مكافحة الإرهاب تتطلب القضاء على الفقر أولا
- غزة تحولت اليوم إلى معرض لجرائم الحرب الحديثة في العالم
- لماذا ترفض إسرائيل عودة النازحين إلى شمال القطاع؟
- تعذيب وترهيب وتمييز..الأمم المتحدة تكيل سلسلة من الاتهامات ل ...
- كابوس المجاعة في غزة -يناشد- وصول المساعدات جوا وبرا وبحرا
- فيديو خاص حول الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شريف صالح - سبعة أسباب.. لرفض أحزاب العنف والخراب