|
المعارضة المصرية بنت ستين كلب
شريف صالح
الحوار المتمدن-العدد: 4135 - 2013 / 6 / 26 - 12:18
المحور:
المجتمع المدني
ا"قناة 25" لسان حال جماعة الإخوان وذراعها السياسي "حزب الحرية والعدالة" ولسان حال المرشد ومندوبه في الرئاسة، قامت بعمل كشف حساب للمعارضة المصرية خلال عام، رداً على اشتغال وسائل الإعلام على تقييم أداء مرسي. بدهي طبعاً أن تسعى وسائل إعلام واستطلاعات رأي لتقييم حاكم بعد مرور عام، وليس تقييم "معارضته".. لكن سلوك "25" متسق مع:
1. فقر الخيال الذي يعاني منه الإخوان، والعيش تحت وطأة رد الفعل بكل توتراته. تتشكل "جبهة الإنقاذ" فتبادر الحاشية الجديدة إلى تشكيل "جبهة الضمير"، يبتكر الشباب حملة "تمرد" لسحب الثقة من مرسي والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، فتعلن الحاشية عن حملة "تجرد"، على نفس الوزن والقافية! يبدأ الجميع في تقييم مرسي، فتهرول قناته إلى تقييم "المعارضة"، تحك على مناخيرك فيحكوا مثلك على مناخيرهم ولحاهم.
2. نظرية "المؤامرة" التي تمثل عصب التكوين العقلي والنفسي لتنظيم الإخوان، فمرسي حقق إنجازات لكن المعارضة هي التي تعوقه وتحاول إفشاله وتتآمر ضده، وسوف يكشف عن المؤامرات في الوقت المناسب.
3. "التبرير"، لدى الإخواني رد جاهز لكل شيء، وإجابة لكل سؤال، ودواء لكل داء. ويستطيع أن يبرر لك إلى ما لانهاية، إذا قلت له: لماذا لا تجلس مع المعارضة سيرد محتقراً: دول تلاتة أربعة في حارة مزنوقة ونخبة متعالية على الشعب.. والشعب كله معاي وفي جيبي.. وإذا قلت له: طيب ليه مرسي لم يف بوعوده؟ يقول لك: المعارضة إعاقته.. معقول 3 أو 4 في حارة مزنوقة يعيقوا مرسي وحزبه وجماعته وحاشيته وأهله وعشيرته.
4. السفسطة: نادراً ما يستشهد الإخواني بكتاب قيم أو آراء لمفكر، بل هو لديه جمل محددة ومنتقة، وآليات دفاعية للجدل والسفسطة، منها الابتسامة التي لا تصغر ولا تكبر ولا تنمحي من وجهه، أو الاستمرار في توجيه الأسئلة التشكيكية أو اللف والدوران وعدم الإجابة بشكل مباشر عن أي سؤال يوج إليه، على طريقة عمل الكنافة!.. المهم أن يربح جدله اللغوي معك، ويقنعك عبر اللغة أن "الأرض كلها بتلف كي تتآمر على الإخوان".
5. الفصام اللغوي، بمعنى أن الجماعة تتمترس وراء هيستريا لغوية، مجازات، روايات، إشاعات، عن نبوءة أن مرسي هو من سيحرر القدس، وأن الرسول طلع له في المنام وصلى خلفه، وأنه "ذو القرنين".. وأفضل برلماني في العالم، وخدع المعارضة والمجلس العسكري، وأثيوبيا وأميركا.. في حين أن الواقع المتردي اجتماعياً وأمنياً وسياسياً واقتصادياً يكذب ويدحض، كل كلام الإخوان المزوق.. ويكفي متابعة إحصاءات العجز في الموازنة وشح الدولار والسولار ونسب البطالة وارتفاع الأسعار وهبوط قيمة الجنيه.. لإظهار مدى الفصام بين الواقع وهذيانهم اللغوي.
6. "الإنكار" آلية دفاعية أخرى، إلى درجة أن المتحدث باسم لجنتهم الاقتصادية ظل يكذب أربع أو خمس مرات الإعلامي يسري فودة حول صحة "أرقام" معروضة على الشاشة، وأعدتها وزارة المالية ذاتها التابعة للإخوان.. وعندما أفحمه فودة بشأن صحتها لجأ إلى تبريرها.. وكل هذا الإنكار كي لا يعترف الإخوان بأن "مرسي فاشل." ونقطة. مبتدأ وخبر من كلمتين فقط لا غير، وأنهم هم أنفسهم قدموه ك "استبن"، وتسرعوا في السيطرة على الحكم، برغم كل وعودهم عن الشراكة الوطنية ونسب تمثيلهم نيابياً وعدم الزج بمرشح رئاسي!
لكي نريح قناة 25 والحزب والحاشية والجماعة والتنظيم.. سنقر بأن المعارضة فاشلة، وحمدين صباحي تم ضبطه في شقة برلنتي عبد الحميد فكان السبب في نكسة 67، والبرادعي عاش 50 سنة في أوروبا ولا يعرف ما يعرفه المرشد عن مصر عدا عن كونه عميلاً لروسيا وأميركا وبوركينا فاسو.. وجورج إسحاق ضيع ثروته وثروة خاله الباشا في دفع رواتب للشباب المعتمصين في التحرير.. ومحمود سعد عميل لأمن الدولة.. وعمرو أديب سبرسجي وحمزاوي يروج للشذوذ الجنسي.. وعمرو موسى قاد بنفسه كتائب الفلول في عشرة آلاف مظاهرة وعشرين ألف محاولة لقطع الطرق والكباري والأنهار والأنفاق.. فعطلوا مرور حتى الحمير التي تحمل "الخير لمصر" من زفتى إلى ميت غمر! المعارضة إذن هي الشيطان الأكبر. فماذا بعد؟ ماذا فعل من يدير الأجهزة الأمنية والجيش والحكومة والاقتصاد ويوقع على القرارات؟
إذا كانت المعارضة بهذه القوة الرهيبة ومرسي عاجز تماماً عن التوائم معها والقيام بأي إنجاز، فمن المفترض أن يعلن ذلك وينسحب من اللعبة السياسية. وإذا كان بيده كل هذه السلطات الهائلة (خصوصا في ظل غياب مجلس تشريعي) وأخفق في معظم الملفات ولنا في مسرحية سد النهضة خير مثال .. فمن الأفضل له أن يترك كل هذه السلطات لمن يحسن توظيفها لمصلحة الشعب. وإذا كان تولى الحكم في لحظة انقسام سياسي، وبدلاً من أن يعالجه، زاد حجم الهوة بين الفرقاء، وعمق الانقسام الديني والطائفي بين أفراد الشعب، ويكفي خطب أصحابه وأتباعه في جمعة "نبذ العنف" و"مؤتمر "نصرة سورية"، فأي نتيجة نتوقعها مستقبلاً، أفضل من مجزرة الشيعة في أبو النمروس؟!
سنقبل أن المعارضة المصرية بنت ستين كلب وكلها أمنجية وفلول وأم الخلول وشبكة مصالح وعملاء وأجندات وكفرة وعلمانيين، فهل هذا سيغير من الأمر شيء؟ هل شماعة "المعارضة" ستمنع ملايين المصريين سواء وقعوا أو لم يوقعوا على "تمرد" من رؤية حقيقة أن مرسي رئيس فاشل تماماً وعاجز عن إدارة البلد وضاعف وعمق أزماتها في عدة أشهر، وهذا كاف تماماً كي ينزل ملايين الناس إلى الشوارع ويقولون له: ارحل.. يكفينا عام واحد من "نهضتك".. حرام.. ما تنهضهاش أكتر من كدا!
#شريف_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
30 سبب للخروج في 30 يونيو
-
ماذا يريد الداعية الإسلامي مني؟
-
أهم إنجازات مرسي.. احتقار رموز مصر
-
حوار مع إخواني
-
الجندي صدمته سيارة في السماء
-
الأمنجي الملتحي والملتحي الإخوانجي والإخوانجي البلطجي
-
ماذا يريد المواطن المصري من -الدستور-؟
-
مسودة الدستور المصري لإنتاج -إله- جديد!
-
إني اتهمك يا سيادة الرئيس محمد مرسي
-
الشراميط الأوساخ.. مسلمين ومسيحيين!
-
أبو إسماعيل المروج الأكبر للجهل
-
العريان.. عارياً
-
أولمبياد لندن.. ومارثون الأسد
-
ملاعيب شفيق و-العسكري-
-
الجهاز يلعب بذيوله
-
لماذا انتخبت حمدين صباحي؟
-
صباحي وأبو الفتوح.. بيع الوهم
-
خيرت الشاطر حامل -الحصالة-
-
الإخوان المسلمون وفلسفة القراميط
-
إيجى راجح.. أهلا وسهلا
المزيد.....
-
الأونروا: التعليم سيضمن عدم تحول أطفال غزة إلى جيل ضائع
-
تقرير: حماس سلمت أسماء الأسرى الإسرائيليين وحالتهم الصحية
-
وفد من حماس يغادر القاهرة وأنباء عن تبادل أسماء الأسرى
-
ألمانيا تتجه لتغيير نظرتها للاجئين السوريين بعد سقوط الأسد
-
تطورات جديدة في مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل و-حماس-
-
مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: سوريا على مفترق طرق بين
...
-
سوريا: ذهول وبهجة بعد تحرير سجناء من أحد أسوأ أنظمة الاعتقال
...
-
مصادر فلسطينية:قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات في بلدة يعبد
...
-
قوات الاحتلال الاسرائيلي تشن حملة اعتقالات في عدة أحياء في ن
...
-
اسْتِياء من واقع -حقوق الإنسان- في العراق.. عشرات الشكاوى عن
...
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|