أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أنطونيوس نبيل - شذرات بنكهة الفشل المقدس














المزيد.....

شذرات بنكهة الفشل المقدس


أنطونيوس نبيل

الحوار المتمدن-العدد: 4155 - 2013 / 7 / 16 - 04:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


1.

لكي تكون فيلسوفاً عليك أن تكون إنساناً.. ولكي تكون إنساناً عليك أن تحلم بأن تكون إلهاً.. ولكي تكون إلهاً عليك أن تُحب.. إذن، أقصى نقطة في أفق الحب هي أدنى نقطة في أفق الفلسفة.. بمعنى أدق: الحب هو طفولة الفلسفة، أو (لمزيد من الفذلكة) الفلسفة هي شيخوخة الحب..

2.

الألوهية اصطلاح (ولا مشاحة في الاصطلاح) أرى في مضمر جوهره أن الإنسان يتوق إلى تجاوز ذاته، وأنه بهيئته الآنية ليس هو النسخة النهائية لنفسه.. ولأن الإنسان –كحيوان يمتهن الضجر- قد أصابه اليأس من تجاوز ذاته نحو النسخة المأمولة، لذلك لم يلبث أن دعا ما أشقاه الوصول إليه "الإله": كأنه ذات مباينة له وليس مجرد امتداد لطموحه في الارتقاء.. فالإله هو "حلم اليقظة" الذي لا تكُف البشرية عن التململ في أمدائه.. وكلما أوغل المرء في مقته للإله وصار إلحاده بغيضاً نضيجاً، كلما استعاضت شفتاه عن اللعنات الجاحدة بالصلاة.. أنا مؤمن بأن الإنسان عندما اعتنق فكرة وجود "إله" كان قد تخلّى عن تجسيد الإله داخله عبر سلوك ووجدان متساميين.. عندما انتصر الإنسان للإله المفارق، كان قد أعلن انهزام الإله الذي ينمو في أحشاء روحه.. والله أعلم!

3.

(بإيجاز لا يمت للإعجاز بأوهى صلة).. الفرح ليس الهدف من الحياة.. هناك هدفٌ للحياة بمقدوره أن يتعايش مع مأساة الوجود، هو "الحب".. الحب معركةٌ، الانهزام فيها انتصارٌ بلا ضجيج، بلا رقص ممسوس، بلا صراخ مُعكَّر بالانتشاء.. الحب هو النافذة الوحيدة التي يمكن لأسرى الوجود أن يتبادلوا عبرها أسماءهم المثخنة بالغياب.. الفرح يتذكر هشاشته عند ملاقاة الحزن، لكن الحب يستطيع أن يلتهم ما تيسر من الأحزان ويحيلها إلى دفء..

4.

لقدر درج الناس على تقريظ النور.. أما أنا فأرى أنه "مجمرة الكبائر" و "ثرثرة الشمس في محيضها".. فأضأل ما يلطخ سمعته أنه بمنأى عن العدل.. ها هو قايين يتربص لهابيل.. وها هو النور، عابقاً بالصمت المتعمَّد، يتحسس المشهد ملياً ويخط بتؤدةٍ على الأرض ظلاً لكل منهما.. وهأنذا اتعجب مغيظاً شاخراً: كيف له أن يمنحهما ظلين لهما ذات اللون؟!

5.

المادة هي فخٌ رابض لكل عقلٍ تجرَّد من عُري التساؤل ليكتسي بلادةَ اليقين.. لذا أقول لكم:
افتحوا عيونكم –على جرح اتساعها- لتحلموا.. وبعنايةٍ أوصدوها –على كُحل تشككها- لتروا.. ولا تواربوها كيلا تصيروا دُمىً سخيفة أينما ولت فثمَّ وجه العمى الأبكم.. فالمواربة أفلس ضروب الموت وأقصاها عن الشعر..

6.

أرواحكم الداجنة تبادر متوثبةً إلى مراعي الفرح، حيث الكلأ المرقش بروث الفراشات.. ثاغيةً تمضغ، ماضغةً تثغو.. هكذا ترتكب أشنع معجزاتها: موتاً مترهلاً، لا يسعه قبرٌ وإن وسعته الأنفاس..
أما روحي، فجموحُها استئناسٌ بالتوحد، وصمتُها أصداءٌ مبكرة للطوفان.. بأظفارها الدامية ترسم على جسد الأرض آلافاً من الأقفاص الخاوية.. ناحلةً تنكب، وقد أتخمت الأرض بأقفاصها المنقوشة.. تزحف، فلا تجد إلا ظلاً لمقصلةٍ تتوسده.. هنالك تنتظر باسمةً إلى أن تصير الأقفاص ملأى بالعصافير.. هكذا تجترح أروع معجزاتها: موتاً ضامراً، صليباً من الشعر لا تسعه اللغة، بصقةً من الصراخ –لا منجى منها إلا إليها- في عالمٍ لم يعُد يُبهظ كاهله شدو العصافير..

7.

لا تكونوا نعاجاً مطأطئةً أمام الجازر تتواصى بالصبر، وتغمغم: "لا يضر الشاه سلخٌ بعد ذبح".. مَن أراد منكم أن يتبعني، فليزهد في دفء المزاحمة القارس كما يزهد الضوءُ في الزمن والعاشقُ في اللغة.. مَن أراد منكم أن يتبعني، فليكن نعجةً تنتبذ عنهم لتبحث عن الذئب، وتصدع –في وجهه الباسر- على سغبٍ: "لا يسر الشاه عشبٌ قبل ذبح".. طوبى للنعجة القاصية، ففي روحها المقروحة تتململ صحراءٌ لا يُنبت رحمها سوى الأنبياء



#أنطونيوس_نبيل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش الفشل المقدس
- حُبسة إلهية
- المطرقة أكثر دفئاً من البَرص
- آخر صلوات -إسماعيل أدهم-
- قوة اللامبالاة


المزيد.....




- نهاية غير سعيدة لفائز بجائزة يانصيب قيمتها أكثر من 167 مليون ...
- تتجاوز -حماس-.. مصدر لـCNN: إسرائيل وأمريكا تناقشان آلية دخو ...
- توقيف أمين عام -الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- طلال ناجي في س ...
- ميدفيديف يهدد زيلينسكي بعد رفضه هدنة موسكو القصيرة: لا ننتظر ...
- تعادل قاتل - لايبزيغ يؤجل تتويج بايرن بلقب الدوري الألماني
- في موسكو.. انعقاد المنتدى العالمي الثاني لمناهضة الفاشية
- ما وراء تصريحات ترامب حول قناة السويس؟
- -نيوزويك-: سياسات ترامب تحفز حلفاء واشنطن الأوروبيين لتطوير ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن رصد طائرة مسيرة قادمة من الحدود المصري ...
- كوريا الجنوبية.. حزب سلطة الشعب يختار كيم مون-سو مرشحا للانت ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أنطونيوس نبيل - شذرات بنكهة الفشل المقدس