أنطونيوس نبيل
الحوار المتمدن-العدد: 4147 - 2013 / 7 / 8 - 09:19
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كالقُبلة.. كآخر رشفة في فنجان القهوة.. كسيجارة مابعد الأكل.. هكذا هو "الأمر الإلهي": شهوةً تُلحفُ في دغدغة الأرواح بمناخسها، حتى يصيرَ التأوه جُرحاً يُوحى إليه والنزيفُ قهقهةً تسيل..
هكذا هو "الأمر الإلهي": رحيمٌ إذ يُسبغ –عن قصدٍ- قسوتَه على أشغفةِ الواجدين به، بلا كللٍ ولا تلدد كطفلةٍ تؤدب دُميتها..
هكذا هو "الأمر الإلهي": إلهيٌ، ليس "على الرغم من" افتقاره –المزمن- للمعنى، بل "من أجل" افتقاره –المعجز- للمعنى.. (هذا إن كان للمعنى أي نصيبٍ من معنى!)
"الكون جسدٌ لا ظل له سوى الرجفة، يتوق إلى الطوفان توقانَ الدُميةِ لطفلةٍ تمنحها اسماً".. هكذا يقول "الأمر الإلهي" مزمجراً..
"حين تحظى الأجنحةُ برشاقةِ المطر ورائحتِه الموحشة، تستحيلُ أكفاناً".. هكذا يقول "الأمر الإلهي" صارخاً..
"كفى الأرواحُ حياةً أن تتلهف إلى فُتات الموتِ المتساقط من مائدة الحلم، فلا تعود تدعو جوعها سغباً بل شبعاً مفرطاً".. هكذا يقول "الأمر الإلهي" صائحاً..
"لا تهرول أيها الجندي، أينما هرولت انهزمت، خفف الوطء كيلا توقظ الأزهار، فأحلامها عبقُ أنفاسي وأنفاسها نسغُ عظامي".. هكذا يقول "الأمر الإلهي" هامساً.. ثم يصمت أبداً..
#أنطونيوس_نبيل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟