كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 4154 - 2013 / 7 / 15 - 16:28
المحور:
الادب والفن
قلت:- و الله من كثرة ما أسمع عن عيون النظام و آذانه المبثوثة في كل مكان حتى صرت أخشى التحدث في أبسط المواضيع.
قالت:- دعك منها المواضيع التي ستجلب لك البلاء، في هذا الوقت علينا أن نعيش بصمت إلى أن نموت بالصمت.
- إنه أمر لا يطاق، أكاد أختنق، أريد أن أكتب في أكثر من موضوع و سرعان ما أقبر بداخلي كل ما أفكر فيه.
-"اكتبي، و اتركي جانبا ما تكتبين فربما يُنشر يوما." قالت لي ناصحة و من ذات نصحها متشككة.
-لا أعتقد، فالحال يمضي إلى مزيد السوء و من يحكم لن يقبل بكلمة في حكمه.
- ذلك هو الحكم في جوهره لا يختلف عن الحب و غريزة التملك.
- هل معني أن تحكم هو أن تتكلم وحدك و لا يتكلم معك أحد؟
- ما حكَم حاكم منا إلا و اعتقد أنه الوحيد الذي يحب الوطن و يغار عليه ولذلك يكون من حقه أن يستفرد به و يحكمه بالطريقة التي يرضاها.
- و الله لو أحكم فسيكون الحكم بشرع الحب و حده، و ستكون تونس جنة الدنيا الخضراء فيها الرقص و الشعر و الغناء و حدائق للعشاق في كل مدينة و ملاعب للأطفال في كل الأحياء.
- يا عيني يا ليلي... و ماذا أيضا؟
- ستكون تجربة فريدة من نوعها، و سيكون لقبي "حضرة الحاكمة بأمر الحب" و سأعين على رأس جميع
الإدارات، نساء جميلات طموحات محبات للحياة... و لا بأس أن يخترن لهن مستشارين من الرجال، لأني أعرف أنهن في النهاية لن ينفذن إلا ما في قلوبهن، و قلب المرأة لن يحكم لغير مصلحة الحب و الجمال.
هاه، ما قولك؟
- هايل! و لكن ماذا أنت فاعلة بداء العظمة الذي يتلبس أكثر الرجال عندنا.
- الرجال العظماء هم الذين يسلمون أمر حكمهم للحبيبة سواء كانت أُمّا أو زوجة أو عشيقة و عودي للتاريخ قريبه و بعيده ستتأكدين من ذلك.
- أعرف هارون الرشيد الذي كانت تحكمه زبيدة!
- و نابليون و ضعفه أمام أمه و جوزفين. أما قرأت رسائله؟
- ولكن الرجل العربي اليوم لا نقمة له إلا على المرأة، فكيف تريدين أن يسلم لها حكمه؟
-الرجل العربي مهزوم في مواطنته لذلك يبحث له عن انتصار رمزي وهمي داخل البيت على المرأة التي تساكنه رغم أنه يبقى الأدرى بهزيمته الفعلية أمامها.
(يتبع)
تونس في سبتمبر2010
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟