أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - حوار مع الشاعر جميل داري















المزيد.....

حوار مع الشاعر جميل داري


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 4154 - 2013 / 7 / 15 - 12:09
المحور: الادب والفن
    


حوار مع الشاعر الناقد جميل داري
حاورته: دينا سليم – أستراليا

بيني وبينك ميعاد مع المطر
كم انتظرت مجيء الغيم فانتظري
إن الجنون الذي ما بيننا قمر
فروّضي القمر المجنون يا قمري
أستهل بداية الحوار بهذين البيتين من صفحة الشاعر جميل داري في الفيس بوك، ذلك الفيس الذي يضع أمامنا العديد من الخيارات، لانكشاف العالم الأدبي والفني علينا، فبات الوصول لما نريده سهلا وفي متناول اليد، لكن نبقى حذيري الانتقاء طبعا، لما تسوده الصفحات من أقلام افتراضية تفترض الشعر بل وتتعلق بمتن القصيدة التي هي براء منهم.
الأستاذ جميل داري، شاعر سوري مغترب، عندما وقعت عيني على هذه الكلمات التي نظمها، (أنا لن أموت.. وهل يموت الميتون.. اخفض جناحك للقصيدة..كي تكون...ولا تكون...).
قررت محاورته، وكان لنا معه هذا الحوار:
1: بداية، أرجو من حضرتك أن تتحدث قليلا عن مولدك، نشأتك، وكيف بدأت الكتابة ومتى، وما هي الصعوبات والمعوقات التي واجهتك في البدايات؟
1. لبست ثوب العيش لم أستشر ..كان ميلادي منذ دهر وثانيتين في مدينة حزينة اسمها عامودا، سكانها أكراد يحبون الخبز والورد والشعر والسياسة، وقدمت قرابة ثلاثمئة طفل قربانا للثورة الجزائرية في 1960 كما قدمت الكثير من الشعراء والمجانين، وصدّرت أكثرهم إلى المنافي والموت، وهي التي وهبتني آلامها وآمالها التي أحملها على ظهري في حلي وترحالي من مكان لمكان، ومن زمان لزمان، وقد بدأت الكتابة في المرحلة الثانوية شعرا محاكيا، ما علق بقلبي من شعر كنا ندرسه على مقاعد الدرس ولم تكن ثمة وسائل ثقافية إلا الجهود الفردية في البحث عن كتاب أو مجلة، ولم تتسع الآفاق إلا في مرحلة الجامعة وما بعدها حيث تعرفت إلى بعض الصحف ونشرت فيها نصوصا نثرية وشعرية متواضعة، ولكنها كانت أساسا للمراحل التالية وقد ظللت طول الوقت قارئا جيدا ولم أكن إلا كاتبا له محبوه، وله مبغضوه في مجال شكل القصيدة، وطبيعة الأفكار المعاكسة للتيار، وما زلت أعتبر نفسي في البدايات وكل قصيدة أكتبها لا تنال رضاي، ولذلك أظل أكتب وأكتب سعيا للوصول إلى القصيدة الحلم ولكنها تبقى نجمة بعيدة عصية المنال...
2: كيف لمست اقتناع القراء بكتاباتك وتقبلهم لرؤيتك الشعرية؟
2. انقسم القراء وما زالوا إلى فريقين :
فريق يراني شاعرا حقيقيا غنيا باللغة والصور والموهبة، وفريق يطردني من جنة الشعر ويعتبرني تقليديا عازفا على دربكة الخليل بن أحمد الفراهيدي، ولكن لم أتأثر بأي من آراء الفريقين لأني أكتب الشعر إرضاء لنفسي وليس حبا في الظهور والشهرة، وفي المحصلة لم أستطع إرضاء نفسي ولا غيري، فالشعر في نظري هو صوتك الجريح في برية خالية من العصافير، وهمه أن يحول الصحراء إلى حديقة يرتادها الأطفال والمجانين والمهمشون الذين لا ظلّ لهم أي ثمة معادلة خاطئة في الكون والشعر هدفه تصويب الخطأ وما أعوج من نور في وسط هذا الديجور الكوني اللاهب والساقط على القلب كصخرة نارية ..
3: ما يؤرق الشاعر هو الوصول للحظة إنعدام الأفق وإنعدام الرؤية وعدم القدرة على إلتقاط الصورة الشعرية، وأكثر ما يقلق ويؤرق الشاعر هو أن يصل لحد تكرير نفسه بنفسه، ماذا تقول بهذا؟
3. هذه حالة أعانيها حيث أجدني راكضا محاولا القبض على الأفق الشعري والمجيء به حيا أو ميتا لإثبات مقدرتي على المستحيل قبل الممكن، ولكن ما يحدث هو خيبة كبيرة للأمل الذي أتشبث به في الشعر والحياة ولم يقدم لي "إلا المزيد من الوعود الخلبية على المستويين الشعري والحياتي، فما زال شعري في تمارينه الأولى وما زالت الحياة تكرر مباركة الموت نفسه حتى كأنهما وجهان لعملة واحدة، فالشر الذي حاولت التصدي له بالشعر ما زال حرا طليقا صفيقا، وبين الحين والآخر يمط شفاهه ويمدها مخرجا لسانه لي قائلا: تبا لك أيها الشاعر الذي يمشي بين الوردة والسكين .. بين الحلم والوهم ..بين الموت والحياة ..
4: كم هو نسبة تخوفك على مصير اللغة العربية، والخوف من إندثار الثقافة، وما هو همك في الحياة؟
4. خوفي ليس على اللغة فقط، بل على كل ما هو معرض للانقراض في حياتنا السوداء، وأهم ذلك هو الإنسان الذي قال فيه ميخائيل نعيمة :" كل ما في الحياة ثمين وجميل وشريق ولكن أجمله وأشرفه هو الإنسان". فما قيمة الكائن الحي في بيئة تفتقر إلى اكسجين الحرية والكرامة ولاجلهما ضحى الكثير من الشعراء بالغالي والنفيس ويبقى همي في الحياة هو محاولة انقاذ ما يمكن انقاذه من من المطر الذي دون الأرض يباب والرجال جوف كما يقال
5: ما القصيدة التي تمنيت أن تكون لك ولماذا؟
5. هناك الكثير من القصائد التي تمنيتها لي لعرب وغير عرب لذلك أحفظ ببعضها بسبب عودتي الدائمة لها وشعوري أنها زادي ومائي في رحلة الحياة ومن ذلك: تنويمة الجياع للجواهري، ورثاء البشرية للمعري، وقصيدة الوقت لأدونيس، وهجاء كافور للمتنبي، والكثير من شعر محمود درويش بالإضافة إلى أبيات متفرقة أعد كل بيت قصيدة كاملة ..إلخ
6: هل تعتقد أن أنثى اليوم تقتنع بقصيدة شاعر بقدر اقتناعها بأغنية حديثة؟
6. الأنثى التي تقتنع بالقصيدة غير التي تقتنع بأغنية حديثة، وأعتقد أنك تقصدين بالأغنية هنا ما لا يمت إلى عالم الفن الجميل كلمة ولحنا وصوتا وأداء، فأنا شخصيا لا أستطيع سماع هكذا أغان إلا من باب الطرفة والفكاهة، أما أنثى القصيدة فهي تلك المرأة الناضجة التي تهز سرير الجمال الحقيقي لأن القصيدة معيار للتمييز بين الثرا والثريا وبين التبر والتراب.
7: لو لم تكن شاعرا ..ماذا تتمنى أن تكون؟
7. لو لم أكن شاعرا طبعا لتمنيت أن أكون شاعرا، فالشعر نعمة على القلب وعلاج للروح التواقة إلى اجتراح المستحيل، والشاعرية درجات ولا يمكن بلوغها إلا من جاهد في الحياة واللغة لأن الشعر الأقوى هو الذي ينبع من عقل راجح وقلب واسع ..
8: ثمة حضور قوي للشعر الموزون في الساحة الشعرية، هل هو انبعاث جمالي أم ردة برأيك، ولماذا؟
8. الشعر شعر سواء أكان نثريا أو موزونا، وكلا النمطين يكتسحان الساحة الآن، وليس هناك أي ارتداد إنما هي مسألة ثقافات وبيئات ومواهب، فأنا مثلا أكتب الكلاسيكي إلى جانب التفعيلي وأعد نفسي استمرارا لمن قبلي وليس ردة وارتدادا، وهناك أصدقاء كثيرون يكتبون قصيدة النثر التي أحبها عندما تتشح باللغة الطازجة والصور المبتكرة، دون ادعاء وافتعال، كما أن جماليات الحياة تكمن في المختلف لا المؤتلف، لأن الاختلاف يؤدي في المحصلة إلى البحث عن الأفضل والأجمل في كل مناحي الحياة، غير أني لا أجد الروح الديمقراطية والصدر الرحب عند غالبية الشعراء والنقاد الذين يشنون على بعضهم معارك كلامية لا تبقي ولا تذر، وياما تعرضت إلى سهام الحداثويين ولم أكترث بها ولم أحاول الانتقام منها فكل الدروب تؤدي إلى روما القصيدة.



#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في قطاع غزة
- ماذا يوجد في حقيبتي
- يوم المرأة العالمي: هل المرأة مناضلة فعلا؟
- الإصدار الخامس للروائية الفلسطينية دينا سليم
- تقاعس
- اليهود النازحين من العراق - إبراهيم عوبديا الشاعر الهاديء
- دعوة الى حوار
- قصة قصيره
- حوار
- المرأة ويوم 8 آذار - لن أتحدث اليوم سوى عن الورد المزروع خلف ...
- ذاكرة الهواء
- اضاءة شموع
- محمود درويش جميعهم يرحلون في المنفى
- ساعات الليل الوئيد
- المرأة في الثامن من آذار
- هل مات الدمع
- مستنقع الحياة
- اصدار جديد
- المفاتيح كاتمة اسرار
- الحاسة السابعة


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - حوار مع الشاعر جميل داري