أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسن محاجنة - شيخ محمود يتسبب بقذف الذات الالهية قصة قصيرة















المزيد.....

شيخ محمود يتسبب بقذف الذات الالهية قصة قصيرة


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4149 - 2013 / 7 / 10 - 11:47
المحور: الادب والفن
    


الشيخ محمود يتسبب بقذف الذات الالهية !!!
قصة قصيرة

ما أن يصيح الديك معلنا قدوم الفجر ، حتى يخرج اطفال الحارة الذكور الى شوارع الحارة المتربة ، دون أن يغسلوا وجوههم ناهيك عن تنظيف الاسنان بالمعجون والفرشاة ، لانهم ببساطة لم يسمعوا عن هذا الاختراع من قبل !!
يلتقون وكأنهم على موعد ، يجلسون على صخور مدببة ومسطحة ، جلس عليها اباؤهم واخوتهم الكبار من قبل ، يُحضر أحدهم كرة قدم مهلهلة ومستهلكة من كثرة الركل واللعب بها ، ينقسمون الى فريقين ، يقود كل فريق منها الكابتن ، ويتم اختياره بناء على مهاراته الكروية . فالكابتنان هما احسن لاعبين لكرة القدم من بين اطفال الحارة .
المباراة حامية خصوصا وأن غالبية اللاعبين ، وكما يحلو لنساء الحارة وصفهم ، بأنهم شياطين انشقت عنهم الارض ، صراخهم يملأ ارجاء الحارة ، وتحث الامهات اطفالها الذين تأخروا عن الخروج بالقول :
- يلا اطلع العب بالشارع مع اصحابك !! مش سامع صياحهم مملي الدنيا ؟
ينضم الاطفال الجدد الى المباراة كمتفرجين ، وتبدو بيوت الحارة وكأنها خط انتاج متواصل للاطفال ،
وفيما هم يتفرجون ، يشكلون فريقا ليلعب امام الفريق الفائز وخروج الخاسر في نهاية المباراة ، مما يجعل المنافسة حامية ومحتدمة ، يعلو صوت الكابتن صارخا على اعضاء فريقه لكي يبذلوا جهدا اكبر !!
الشيخ محمود في اواسط العمر ، تتدلى من يده سبحة طويلة من101 حبة ، لحيته خفيفة ويرتدي اللباس الافرنجي المكون من بنطلون وقميص ،ويضع كوفية "مقلمة "على رأسه يعلوها عقال اسود ، خلافا لكبار السن الذين يرتدون القمباز والكوفية البيضاء التي يعلوها عقال اسود !!
لقبه كشيخ لم يحصل عليه نتيجة دراسته في معهد دراسات دينية ، لكن لأنه مواظب على اداء صلواته في المسجد ، الى جانب تطوعه بفتح واغلاق المسجد قبيل مواعيد الصلاة .
عُرف عن الشيخ محمود تزمته الشديد حد الجنون ،فقد منع بناته من الظهور علنا ، كغيرهن من بنات الحارة والزمهن البيت وفرض عليهن لباسا يغطي كل اجسادهن !!
لم يتوقف تزمته عند حدود بيته فقد تعداه الى شوارع الحارة المتربة ، فاذا سمع ولدا يسب الدين ، فالويل له !! فالشيخ محمود لا يتسامح مع شقاوة الاطفال !! ومن يقع بين يديه "يحصل " على وجبة دسمة من اللطم واللكم والركل ....وحين يعود الطفل الى امه او ابيه باكيا ،صارخا من شدة الالم لا يخطر على بال الوالد، ان يسأل أو يعاتب الشيخ على فعلته بحق الطفل . فماذا سيقول له ؟؟ دع ابني ولا تقترب منه !!
لم يتجرأ والد على قول او فعل هذا ، فحجة الشيخ متينة ، وافعاله تمثل دفاعا عن الدين !!
وبمرور الوقت وكر الايام اخذ الشيخ محمود لنفسه صلاحيات مراقبة الناس والتدخل في شؤونهم ، حتى وصل به الامر الى توجيه الانتقادات للمصلين حول صلواتهم التي لا تعجبه لسبب او لأخر .
اعتاد الشيخ محمود التجول في شوارع الحارة المتربة ، والتحدث الى هذا وذاك من اهل الحارة ، وكثيرا ما "القى " القبض على اطفال بالجرم المشهود ، "سب الدين " !!
و "سب الدين "هي وسيلة للتعبير عن الغضب على شخص ما !! وليس المقصود بها الدين ذاته ، وانما هي موجهة لذات الشخص الذي اثار غضب او حفيظة الغاضب !!
لكن الشيخ محمود يتعامل مع الامر بافتراض ان المسبة هي للدين وليس للشخص ، ويبادر الى تنفيذ العقاب الشديد ، دون اية تحذيرات !!
وفي احدى جولاته ، مر الشيخ محمود على الشارع الذي تُقام فيه المباراة ، وقد تمكن في تلك اللحظة مهاجم احد الفريقين من تسجيل هدف الفوز .
صرخ الكابتن عبد ،على حارس المرمى محملا اياه مسؤولية خسارة المباراة ، تصايح اللاعبان واحتدم النقاش ، فما كان من عبد الا أن سب دين حارس المرمى ، دون أن ينتبه لوجود الشيخ محمود بالقرب منه !!
مرت برهة ولاحظ عبد بأن شخصا يقترب منه راكضا ، لمحه بطرف عينه ، وفر هاربا باتجاه بيتهم الواقع بالقرب من البيت . دخل البيت لاهثا مسرعا ، ودخل غرفة امه وابيه واختبأ خلف خزانة الملابس .
- شو السيرة ؟ شو مالك ؟ صرخ به والداه
- ولا شي ..ولا شي ..!!اجابهما
- لعاد ليش متخبي ؟ شو عملت ؟
وقبل أن يتمكن من الاجابة ، وصلهم صوت ينادي :
- ابو حسن !! يا ابو حسن !!
وقد اُشتهر عن ابي حسن بأنه نزق سريع الغضب ، لا يُقيم وزنا لكل من يحاول أن يبدي له ملاحظة لا تروقه . ولطالما سمع الجيران صوته وهو يتشاجر مع احدى جاراته .
- تفضل... تفضل !!قال ابو حسن ،فيما هو يتجه نحو بوابة الدار ، عرف في القادم الشيخ محمود . علا صوته وقال :
- تفضل شيخ محمود ..زارتنا البركة .. قال متملقا .
- لا .. لا .. مش وقته ، جئت اشكو ابنك عبد . قال الشيخ محمود
- شو عمل هذا الولد ابن الكلب !! قال ابو حسن ، واضعا على وجهه ابتسامة .
فزيارة الشيخ محمود لا تأتي بخير !! قالها ابو حسن مخاطبا نفسه بصوت داخلي .
- لقد سب ابنك الدين !! هكذا تحدث الشيخ
الهذا جئتنا ؟ فكر ابو حسن ، لكن سحنته اكتست قناعا جادا ، فقال : راح اضربه !
- هذا غير كاف !! اجاب الشيخ
- سأكسر عظامه !! يقول ابو حسن .
- برضه غير كاف !! قال الشيخ . وكلما اقترح ابو حسن عقابا مختلفا لجريمة ابنه ، واعدا بأنه سينفذها حالا ، يكون جواب الشيخ واحدا .
- غير كاف !! غير كاف !!
ومع كل ، غير كاف ، يقولها الشيخ يتعاظم الغضب في نفس ابي حسن ، الى أن انفجر بصوت عال ، مناديا ابنه عبد ..
- عبد ..... عبييييييييييييييييد !! تعال الى هنا !
جاء عبد راكضا الى حيث يقف ابيه مع الشيخ وقال :
- نعم يابا ، شو بدك ؟؟ (ماذا تريد ).
صرخ ابو حسن موجها كلامه الى ابنه عبد ، ومشيرا بيده الشيخ الى الشيخ محمود .
- سب ربه ، لهذا الخنزير !! قالها امرا ابنه عبد ،الذي فرح بهذه النتيجة !!



ملاحظات : هذه القصة حقيقية جدا .
: القمباز: هو ثوب واسع مفتوح من الوسط يلفه الرجل حول جسده ويربطه من الخلف بواسطة حبل من نفس قماش القمباز .ويقوم بخياطته خياط رجل يُطلقون عليه خياط عربي .
مقلمة : اي لها لونان وكأنها مرسومة بالقلم منها الاسود والابيض والاحمر والابيض وهكذا.



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النهلستية والاسباب المجهولة للثورة !!
- هل حقا احلاهما مر يا استاذ جواد
- ولي النعمة ..والايديولوجيا !!!
- تداعيات على -وصفة - المفكر العفيف الاخضر للموت الرحيم - بين ...
- تأثير خفقان جناحي الفراشة
- نعي فاضلتين !!
- الاعضاء الحنسية بين التقديس والتدنيس -أو سقوط ثقافة الجنس ال ...
- الطين والابداع !!
- الضوء في نهاية النفق
- الشيعيون والشيوعيون
- العلمانيون -يحضرون الارواح-
- شك العاقل ويقين الجاهل .
- عقلية الاقصاء (المنتاليتي )...
- قطتنا وشرف العائلة !!!
- الاقتصاد السلوكي
- الاقتصاد والسلوك الانساني .. الجشع اولا
- لماذا ؟؟!!
- ابو غوش تدفع الثمن ..!!! أو بالعبرية بدلا من الالمانية
- صناعة الفتن ...
- بسهولة ويسر !!! أو ظاهرة العنف الدموي في الوسط العربي


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسن محاجنة - شيخ محمود يتسبب بقذف الذات الالهية قصة قصيرة