تداعيات على -وصفة - المفكر العفيف الاخضر للموت الرحيم - بين الالم والامل -

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

الحوار المتمدن-العدد: 4144 - 2013 / 7 / 5 - 11:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

تداعيات على "وصفة "الموت الرحيم للمفكر العفيف الاخضر
ما بين الامل والالم ..
سواء صدقت الانباء ، عن أن الاستاذ العفيف قد وضع حدا لحياته ، أم لا !! فأن حياته ستنتهي ذات لحظة زمنية !! بيده أو بيدي عمرو (المرض ). لكن ما كتبه ، رغم ايماني العميق بأن النصوص عندما "تخرج " من الكاتب تتحول الى كيان مستقل قائم بذاته ، فأن وصفة الاستاذ "تحمل في رحمها " جنين التفكير في وضع حد للحياة ذات لحظة !!
خطورة الوصفة في أنها تعطي مشروعية لوضع حد للحياة ،دون اعتبارات أو قيود أو شروط !! فالطب الحديث مثلا يواجه جدلا اخلاقيا في مسألة "الموت الرحيم " منهم المؤيد ومنهم المعارض ، تماما كالموقف من الاجهاض !! والقضية يجب أن يُبت فيها على الصعيد الاخلاقي المجتمعي والمهني الطبي ، لكي تقننها وتضع لها شروط . فكثير من البرلمانات الغربية ناقشت هذا الموضوع واتخذت في قرارا ، بعضها يجيزه والاخر يمنعه .
والجدل حول "مشروعية " وضع حد للحياة بشكل ذاتي (ولا اسميه انتحارا )ليس بالجديد ، فقد وضعته الاديان في "مجموعة " عظائم الامور والكبائر ، لكن ومع ذلك ، مارسها الناس على مر العصور كحل للخروج من ازمات شخصية ، او عبر تمجديها واحاطتها بهالة من القدسية من قبل انظمة توتاليتارية "كطياري الكاميكازا اليابانيين " في الحرب العالمية الثانية ، وسبقهم ابناء ثقافة الساموراي اليابانية ايضا عندما وضعوا حدا لحياتهم بعد فشل ما !! كدليل على "شرف " الساموراي الذي لا يقبل الفشل .
وتقول الدراسات في علم النفس بأن الالم النفسي هو السبب المباشر لقيام الاشخاص بارتكاب "اعتداءات على الذات " أو توجيه العنف نحو الذات كمحاولات الانتحار ، أو الهروب من البيت (التشرد )، استعمال المخدرات ، الحمل في جيل صغير ، العمل في بيع الخدمات الجنسية (ذكورا واناثا )، التسرب من الاطر المدرسية وارتكاب الجرائم .وهذا غيض من فيض !!
لكن ما الذي يسبب الالم النفسي ؟
الرأي السائد في الاوساط العلمية ،بأن الصدمة هي السبب ، صدمة نفسية تتنوع اسبابها ومسبباتها ، قد يكون سببها موت فجائي لعزيز ، حب فاشل ، فشل في مشروع أو امتحان ،طلاق ، التعرض لعنف نفسي أو جسدي ، التعرض لاعتداء جنسي وغيرها الكثير .
وفي الغالب فأن شريحة المراهقين والمراهقات هم الغالبية ، لكن "الصدمة " تصيب ابناء كل الاجيال الاجناس ، الديانات ، القوميات والالوان !!مساواة مطلقة !!
وما يميزها (اي الصدمة ) ، بأن من تصيبه يفقد الامل بالخروج منها ، اي لا يمكنه رؤية الضوء في أخر النفق ، لكن بالتأكيد فان الغالبية العظمى من "المصدومين " يتعافون ويعودون لممارسة حياتهم !!
ولعل استاذي الروحي فكتور فرانكل ، في حديثه عن ايجاد معنى للحياة قد وضع يده على اول طريق التعافي !! وفي نظريته العلاجية ، اللوغوترابيا ، يحتل الامل مكانا مركزيا في طريقته العلاجية !! الامل هو "علاج " سحري !!
ورغم انني لست من علماء اللسانيات ، لكنني لاحظت بأن الامل والالم ، كلمتان تحملان نفس الحروف ، مع تغيير مكان حرف واحد فقط !! هل يحمل الالم في "رحمه " الامل كتوأم ؟؟
وبالعودة الى وصفة الاستاذ العفيف ،يمكن الاستنتاج ، بأنه لم يفقد امله بمستقبل افضل وغد مشرق لهذه الامة ، فكل الدلائل والاحداث في العالم العربي المسلم تصب في اتجاه الفكر الذي دعا له الاستاذ ، تحرير العقل والانسان ، ولا أظن ان الاستاذ كان يؤمن بتجاوز المراحل ، فالثورات الجماهيرية العفوية تتبعها فترة من الفوضى ، فليس هناك انتقال مصطنع !!
واذا صدقت الانباء ولا اظنها ، فأن الالم الجسدي الذي لا يحتمل ،وتداعي الجسد المنهك ، قد يكون هو السبب !!

#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل