أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ئارام باله ته ي - الديمقراطية والقيم المجتمعية (قراءة في الحدث المصري)














المزيد.....

الديمقراطية والقيم المجتمعية (قراءة في الحدث المصري)


ئارام باله ته ي

الحوار المتمدن-العدد: 4146 - 2013 / 7 / 7 - 19:58
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الديمقراطية والقيم الاجتماعية
(قراءة في الحدث المصري)
في خضم أحداث تصحيح مسار الديمقراطية المصرية ، قام العسكر بعزل الرئيس محمد مرسي من سدة الحكم . هذا الحدث أصبح نقطة خلاف، ليس بين مؤيدي الرئيس ومعارضيه فحسب ، بل في الأوساط الثقافية والفكرية في المنطقة . حيث ظهرمن يعارض ذلك بحجة الديمقراطية التي أوصلت الرئيس الى كرسي الحكم ، بل حتى أن الذين يتوجسون من مصطلح الديمقراطية تحججوا "بالشرعية" وأنها لايمكن أن تمس . هؤلاء أيضا بالأساس يتحدثون عن شرعية الانتخابات وبالتالي عن "الشرعية الديمقراطية" ، ولابأس أن لايؤمنوا بالديمقراطية أصلا !!. اننا أمام إدعاء لا يستند على قناعة حقيقية .
المشكلة تكمن في بعض المتأثرين باالثقافة الغربية الليبرالية نظريا أو بقشور هذه الديمقراطية دون تعمق في ظروفها التاريخية وحاضنتها الاجتماعية . هؤلاء وإن كانوا ضد أفكار الاسلام السياسي ، إلا أنهم يودون الظهور بمظهر المدافع عن الديمقراطية ، فأعتبروا خطوة العسكر انقلابا على الحكم المدني . بالنسبة لي شخصيا كتبت منذ اليوم الأول على صفحتي في الفيسبوك " عادت مصر الى صوابها ولاتليق بمصر إلا أن تكون على صوابها" . وبينما كنا جالسين أنا وأصدقائي المقربين طلبوا مني تفسيرا حول ما حصل، كيف لم أصف ذلك بالانقلاب العسكري على الديمقراطية ؟ .
أيها السادة ..إن الديمقراطية ليست صنما تعبد ، بل هي لابد أن تكون عبارة عن منظومة قيم مجتمعية . إن هذه الديمقراطية تختلف في الفكر الغربي الليبرالي عن الديمقرااطية في المفهوم الماركسي . وإذا سلمنا أنها تعني في كل الأحوال " حكم الشعب ولمصلحة الشعب" ، فأين تكمن هذه المصلحة ؟ هل في المفهوم الليبرالي الغربي أم في المفهوم الماركسي ؟ أم لكل مجتمع قيم تنبع منها ديمقراطيته ؟ .
إن التجارب الديمقراطية في منطقتنا فشلت لأنها إعتمدت أسلوبا مستوردا دون تغيير القيم الاجتماعية المرافقة لها ، فإما أن نغير قيمنا أيضا أو أن نبتكر ديمقراطية خاصة بنا على أن لاتخرج عن مفهوم "حكم الشعب" .
إن الثورة المصرية الثانية التي أطاحت بالدكتور محمد مرسي وحكم الاخوان المسلمين ، يجب أن تدرس ضمن النظم السياسية والقوانين الدستورية ، لأن الحالة المصرية وإن دون قصد عبرت بوضوح عن ربط الديمقراطية بالقيم المجتمعية . فالرئيس الأمريكي المنتخب لايستطيع أن يسير بالمجتمع الأمريكي نحو اليسار والاشتراكية لأن قيم الليبرالية والرأسمالية متأصلة في هذا المجتمع كقيم راسخة . كما أن الرئيس الفرنسي المنتخب ليس بمقدوره أن يصطحب زوجته الى مكان عام وهي تلبس النقاب ، لأن العلمانية قيمة ثابتة أسست عليها الجمهورية الفرنسية ، وكذلك الحال بالنسبة للرئيس في مصر كائنا من كان لا يمكنه أن يعمل على الضد من القيم المجتمعية الثابتة ، إلا من خلال تغيرات بطيئة طويلة الأمد لايشعر بها المواطنون . فلا يمكن حكم مصر على الضد من ( الأزهر، الكنيسة ، القضاء ، الجيش ) ، حيث أن الأزهر يمثل قيمة عاطفية مجتمعية عظيمة ليس للمصريين فحسب وإنما لسائر المسلمين بإعتبارها المؤسسة الاسلامية الأكثر أهمية في العالم الاسلامي حاليا . كما أن الكنيسة تعبرعن وجدان مسيحيي الشرق عموما ، لديها جذور تمتد لالاف السنين في المجتمع المصري ، إنها قيمة إجتماعية وجودية بالنسبة لأقباط مصر . أما القضاء والجيش المصريين فيمثلان قيم ثابتة لاتتبدل بتغير الزمان ولاتغيير الحكام منذ الاستقلال . فالقضاء المصري على الأقل في العالم العربي هو القضاء الأكثرنزاهة وكفاءة ، إن المصريون يفتخرون بقضاءهم . في حين أن الجيش المصري هو أقوى جيش في أفريقيا والوطن العربي ويحمل رمزية خاصة في نفوس المصريين لاسيما بعد انتصار عام 1973 ضد اسرائيل . إن هذه القيم الاجتماعية لازالت راسخة في مصر ولايمكن إقتلاعها بطريقة عنترية بين ليلة وضحاها ، وهي جزء من منظومة الحكم في مصر .
أنا لست هنا بصدد التعبير عن موقف ايديولوجي بقدر ما أحاول البحث عن تأصيل إجتماعي لما حصل في 30 يونيو . فالأمر يتعدى ديمقراطية الصندوق وعملية الفرزوالعدد . لقد فشل الاخوان المسلمون في إدارة التعددية المجتمعية بطريقة سلمية وبرهنوا على قصور واضح في مجال الممارسة ، وحان الوقت أن يراجعوا أنفسهم بهدوء وبعيدا عن صخب موال "الشرعية" وشرعنة العنف المقدس ، حتى لا يخسروا أكثر من الذي خسروه .

ئارام باله ته ي
ماجستير في القانون
[email protected]



#ئارام_باله_ته_ي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دستور قرقوش
- مظاهرات الأنبار كوردستانية
- الحريات العامة في الدستور العراقي لسنة 2005 (بين المفهوم الغ ...
- أشكالية العقل الكوردي (ضعف جاذبية الأرض)
- تداعيات أحداث بهدينان (صراع حزبي أم ديني) ؟
- غياب الايديولوجيا ( انعدام القيم في كوردستان )
- لسنا بحاجة للأصلاح في كوردستان
- كان زواجا باطلا في عقد قران لم يحضره الفقراء
- لماذا يتظاهرون في سراي ئازادي؟ ( نحو تغيير القيم في كوردستان ...
- توضيح حول مقالتي الأخيرة ( رسالة مفتوحة الى مسؤول مؤسسة خاني ...
- دهوك تقذف الأجسام الغريبة خارج جسدها ( قادر قجاغ ، نيجيرفان ...
- وداعا ياحبيبتي
- لماذا يؤكد الرئيس البارزاني على الأستحقاق القومي ؟
- حق تقرير المصير والأنفصال في الأسلام
- هل يرفع البارتي شعار الشعب في مؤتمره الثالث عشر ؟
- الثوار البيشمركة يشعرون بالأغتراب في كوردستان
- لماذا يصر الكورد على التمسك بالدستور ؟
- أسئلة الى السلطة والمعارضة في كوردستان
- انعكاسات تكريم السفير الأسد بدل رفو
- أعمامي البيشمركة يسألون عن فائض قيمة الثورة ؟


المزيد.....




- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ئارام باله ته ي - الديمقراطية والقيم المجتمعية (قراءة في الحدث المصري)