أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ئارام باله ته ي - دهوك تقذف الأجسام الغريبة خارج جسدها ( قادر قجاغ ، نيجيرفان أحمد ) نموذجا














المزيد.....

دهوك تقذف الأجسام الغريبة خارج جسدها ( قادر قجاغ ، نيجيرفان أحمد ) نموذجا


ئارام باله ته ي

الحوار المتمدن-العدد: 3190 - 2010 / 11 / 19 - 09:32
المحور: المجتمع المدني
    


دهوك تقذف الأجسام الغريبة خارج جسدها
( قادر قجاغ , نيجرفان أحمد ) نموذجا

من المعروف طبيا أن لجسم الانسان مناعة تقيه من الأجسام و الكائنات الغريبة عنه ، حيث أن دفاعات الجسم كلها تتعاون في القضاء على كل ما لايتكيف مع جسم الانسان و لاتألوا جهد في ذلك المبتغى .
ان المجتمع الدهوكي بصورة عامة يغلب عليه طابع العشيرة ، و التدين الكلاسيكي الموروث المنكب على الطقوس . ان ثقافة (عقلية العشيرة) بادية على تصرفات أهل المدينة الذين لايستطيعون التحرر من هذه الدائرة الصغرى (العشيرة) نحو الأنتماء النهائي لدائرة (الامة ، الوطن ، الدولة) و يرون في (العشيرة) كيانا مقدسا لايجوز لأحد المساس به . ان هذه الحالة الأجتماعية الرثة دفعت بكل الأحزاب الكوردستانية الى مراعاة التوزيع العشائري لدى التكليف بالوظائف أو وضع القوائم الأنتخابية ، هذا في الوقت الذي توجد في المدينة الالاف من خريجي الجامعات ، الا أنهم أيضا لا يختلفون عن اباءهم و أجدادهم ، وترفع عقيرتهم لمجرد الحديث عن عشيرتهم ، وهذا ما وضع الأحزاب الى التعامل بحساسية مفرطة تجاه هذه العقلية القروسطية . شخص واحد كلما أتذكره أثني عليه و على جرأته ، حاول الخروج من هذا الاطار و أعلن التمرد على العشيرة و أنهال عليها نقدا وعد سلبياتها وموبقاتها ، انه مسؤول الفرع الأول السابق للحزب الديموقراطي الكوردستاني ( قادر قجاغ ) . كان من رأي قجاغ أن سبب فشل الثورات الكوردية ، هو عقلية العشيرة التي سادت تفكير الأنسان الكوردي ، و انه لم يرى مصلحة الوطن فوق مصلحة العشيرة في أي وقت من الأوقات . ان هذه الاراء تجاه العشيرة و بعض اراءه المستفزة لرجال الدين ، خلقت للرجل ( قجاغ ) أعداء كثر داخل المدينة بل أن الحاضن الأجتماعي لم يعد يطيقه ، و ارتفعت الأصوات المناوئة له ، حتى دفع ثمن ذلك ، بابعاده من قبل الحزب خارج المدينة و نقله الى غياهب معهد الكوادر . يحكى ان أهل مدينة شربوا من نهر مجاور يسمى (نهر الجنون) ، باستثناء الحاكم ، فأصاب الجميع بالجنون الاحاكمهم . المشكلة ان هؤلاء المجانين كانوا يهمسون سرا ان الحاكم مجنون ولم يعد يصلح للحكم ، حتى اضطر الحاكم للذهاب الى نهر الجنون ذاك وشرب من الماء . ليصلح لحكم هؤلاء من جديد . كان على ( قجاغ ) أن يشرب من نبع العشائرية و يتحلى بعقليتها لوا أراد البقاء ، لكن الرجل اثتأثر على نفسه ذلك ، دون أن يتخلى عن مبادئه . ورحل منتتصرا بقناعاته ، مهزوم في نظر العشيرة و سدنتها . ان هذا المجتمع العشائري لا يمكن ان يستسيغ قيم التمدن و يفهم المواطنة على أصولها السليمة ، ويرى القانون فوق الجميع . ان أفراد هذا المجتمع يتصرفون بثقافة البدو و منطق (الغلبة) وكل ينظر الى القانون و النظام العام حسب قوته و مكانته الأجتماعية ، انهم لايقدرون البتة مفهوم المساواة , انما للأرستقراطيين شأنهم و للبرجوازيين مكانتهم و لأبناء المسؤولين حصانتهم ، ان هذا بغض النظر من كونه يؤدي الى احداث طبقات في المجتمع و ماله من مخاطر سنتطرق لها في مناسبة قادمة . فأن هذا الوضع يؤدي الى تعطيل القانون تارة ، و عدم مساواة الجميع أمام النظام العام تارة أخرى ، ويؤدي الى المحسوبية والفساد مادام التفكير يدور في اطار ضيق ومصلحي شخصي لا أكثر . في ظل هذا التفكير و هذه الوضعية الأجتماعية النتنة ، ظهر رجل كأنه من كوكب اخر و عالم اخر أولنقل كأنه لم يتأثر اطلاقا بمحيطه الأجتماعي ، و حارب الفساد واللامساواة وحاول تطبيق القانون بيد من حديد وارادة لاتلين دون أن يراعي ( العشيرة أو الأستقراطية أو وجهاء المدينة و أسياد المال) . الأمر يتعلق بمحافظ دهوك السابق ( نيجيرفان أحمد) . لقد كافح و ناضل ليل نهار لتثبيت منطق القانون ، يتعرض للضغط هنا و هناك ، أصر بأخلاصه و عناده على فعل ما يريد دون مراعاة أحد فوق القانون ، الا أن الرجل بقي في أخريات أيامه لا يجد له من حوله مناصرا أو مريد ، ولا أستبعتد أنه كان يقول في قرارة نفسه ما قاله الأمام علي ( لاتستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه ) . انتهت ولاية الرجل و توارى عن الأنظار منذ خمسة سنوات ، دون أن يكلف بمنصب أو وظيفة نتيجة عدم مقبوليته الشعبية في مدينة العشيرة و حاضنة التخلف (دهوك) . لقد ضحوا بكفاءة نزيهة كان لازال عنده الكثير ليقدمه في درب تمدن المجتمع الكوردستاني ، لكنه دفع ثمن العشيرة و عقلية البدو و منطق (الغلبة) . يذكر عالم الأجتماع العراقي (علي الوردي) في كتابه (دراسة في طبيعة المجتمع العراقي ) أن (مدحت بشا) كان من أفضل الولاة العثمانيين الذين تولوا زمام الحكم في العراق ، من حيث قيامه بالمشاريع والأصلاحات . الا أن أهل العراق لم يفهموه ، فنقلته الدولة العثمانية من العراق .
لقد ذهب كل من ( قجاغ ) و ( نيجيرفان أحمد ) في طريقهما ، والمجمتمع الدهوكي يسير في طريقه . ان من يحاول الأصلاح في دهوك يجب أن يكون مؤزرا من السماء ، والا فأن مصيره لن يكون أحسن من مصيرهما . لقد أنتصرت مناعة الجاهلين الماضويين على حسن نية المثابرين ، على امل أن تفعل الصيرورة الأجتماعية فعلتها بمساعدة ثوار جدد ، في قادم المحاولات .

ئارام باله ته ي
ماجستير في القانون
[email protected]



#ئارام_باله_ته_ي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا ياحبيبتي
- لماذا يؤكد الرئيس البارزاني على الأستحقاق القومي ؟
- حق تقرير المصير والأنفصال في الأسلام
- هل يرفع البارتي شعار الشعب في مؤتمره الثالث عشر ؟
- الثوار البيشمركة يشعرون بالأغتراب في كوردستان
- لماذا يصر الكورد على التمسك بالدستور ؟
- أسئلة الى السلطة والمعارضة في كوردستان
- انعكاسات تكريم السفير الأسد بدل رفو
- أعمامي البيشمركة يسألون عن فائض قيمة الثورة ؟
- كوردستان بين المدن الفاسدة والفاضلة
- بين حرق القران وحرق الأنسان في كوردستان
- الحرب المقدسة وحرق القران ومستقبل العلمانية
- الشيعة العلمانيون ( سنة ) !!
- كلام من حيز الجنون
- نحو نضوج العقل السياسي الكوردستاني
- قراءة واقع (البارتي) في ذكراه ال64 هل هرم الحزب وشاخ ؟
- قليل من المروءة والشهامة ياقوم
- العراق الطائفي المذهبي القومي
- صراع الحلفاء في أرض الغرباء
- تناقضات الشيخ الجليل !!


المزيد.....




- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...
- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ئارام باله ته ي - دهوك تقذف الأجسام الغريبة خارج جسدها ( قادر قجاغ ، نيجيرفان أحمد ) نموذجا